الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 11/6/2018

سوريا في الصحافة العالمية 11/6/2018

12.06.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • "وول ستريت جورنال" تحذر من التساهل الأمريكي مع روسيا
http://o-t.tv/w0S
  • فورين بوليسي :نهاية حقوق الإنسان؟ التعلم من فشل مبدأ مسؤولية الحماية والمحكمة الجنائية الدولية
https://alghad.com/articles/2300682-نهاية-حقوق-الإنسان؟-التعلم-من-فشل-مبدأ-مسؤولية-الحماية-والمحكمة-الجنائية-الدولية
  • واشنطن بوست: تزايد التوتر بين داعمي الأسد مع نهاية الحرب
http://jisrtv.com/مركز-الجسر-للدراسات/ترجمات/واشنطن-بوست-تزايد-التوتر-بين-داعمي-الأسد-مع-نهاية-الحرب/
 
الصحافة البريطانية :
  • النص الكامل لمقابلة الأسد مع "ميل أون صندي"
https://arabi21.com/story/1100520/النص-الكامل-لمقابلة-الأسد-مع-ميل-أون-صندي-شاهد#tag_49219
 
الصحافة الروسية والفرنسية :
  • سفوبودنايا بريسا :مخاوف موسكو من خضوع الأسد لأمريكا
https://arabi21.com/story/1100414/صحيفة-روسية-تكشف-مخاوف-موسكو-من-خضوع-الأسد-لأمريكا#tag_49219
  • صحيفة روسية تتحدث عن إمكانية قبول الدول العظمى بدولة كردية في سوريا
https://eldorar.com/node/122917
  • صحيفة إسبانية تكشف حقيقة مواجهة إيران وروسيا في سوريا
https://arabi21.com/story/1100573/صحيفة-إسبانية-تكشف-حقيقة-مواجهة-إيران-وروسيا-في-سوريا#tag_49219
 
 
الصحافة الامريكية :
 
"وول ستريت جورنال" تحذر من التساهل الأمريكي مع روسيا
http://o-t.tv/w0S
دونالد ترامبوصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها دعوة الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) روسيا للانضمام إلى دول مجموعة السبعة "جي-7"، خلال القمة السنوية للمجموعة، بأنها "قنبلة دخانية" الهدف منها حرف الأنظار عن الأخبار السلبية التي تحيط بـ(ترامب).
وأشارت الصحيفة إلى أن الدعوة هذه والتي الهدف منها تشتيت الأنظار من الممكن أن تتسبب بضرر لا حاجة له تجاه الموقف الأوروبي الموحد من روسيا.
وكان (ترامب) قد قال قبل مغادرته مجموعة السبعة في كندا "لقد كنت أسوأ كوابيس روسيا" مقارناً نفسه بـ (هيلاري كلينتون) وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ومنافسته بالانتخابات الرئاسية 2016، وأضاف (ترامب) قائلاً "مع ذلك، وعلى الرغم مما قيل، روسيا يجب أن تكون في هذا الاجتماع. لماذا نقوم باجتماع بدون حضور روسيا في الاجتماع؟ وأود أن أوصي، والأمر يعود لهم، إلا أنه يجب أن تكون روسيا في الاجتماع".
وقال منتقداً إبعاد روسيا "ليكن بعلمكم، سواء أعجبكم ذلك أم لم يعجبكم، الأمر الذي قد لا يبدو صحيحاً من الناحية السياسية، إلا انه لدينا عالم لنديره. وفي مجموعة الدول السبع والتي كانت مجموعة الثماني، ألقوا روسيا إلى خارج المجموعة. يجب أن يسمحوا لروسيا بالعودة، يجب أن تكون روسيا موجودة على طاولة المفاوضات" مشيراً بكلامه إلى الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون).
وكان (ماكرون) قد فتح النار على التعريفة الجمركية التي فرضها (ترامب) على الاتحاد الأوروبي حيث قال في تغريدة له يوم الخميس "ربما لا يمانع السيد ترامب بالبقاء معزولاً إلا أن دول – مجموعة السبع – تتشارك بالقيم التي تمثل اقتصاد السوق الذي يمثل حقيقة القوة الدولية".
وتشير الصحيفة إلى أن (ترامب) دائماً يقوم بالرد على الانتقادات الموجهة إليه، وهذا ما قام به من خلال حديثه بدعوة روسيا ليتحدى به (ماكرون).
ضربة غير مرغوبة
وترى الصحيفة أن (ترامب)، محق، وهو الأمر الذي يكرره في كثير من الأحيان. فسياسته تجاه روسيا أكثر صرامة من سياسة سلفه (باراك أوباما). حيث وقع (ترامب) على تعزيز قوات "حلف شمال الأطلسي – الناتو" في أوروبا الشرقية وأدخل مقدونيا في الحلف. وأرسل صواريخ مضادة للدبات من طراز "جافلين" إلى أوكرانيا. وسمح أيضا للبنتاغون بمهاجمة المرتزقة الروس في سوريا. كما قام بفرض عقوبات على الأصدقاء المقربين للرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) بالإضافة إلى طرد جواسيس روس تضامناً مع بريطانيا بعد محاولة قتل العميل المزدوج السابق وابنته في أرض المملكة المتحدة.
كما كافح (ترامب) بشدة وراء الكواليس لإقناع ألمانيا وأوروبا بإنهاء خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي من شأنه أن يمنح (بوتين) المزيد من النفوذ على بولندا والبلدان الأوروبية الأخرى.
وعلى الرغم من ذلك، ترى الصحيفة أن طرح (ترامب) لمجموعة الثماني "جي-8" ضربة غير مرغوبة تنصب ضمن استراتيجية (بوتين) الذي يسعى لإبعاد الولايات المتحدة وتقسيم الموقف الأوروبي. كما أن طرح (ترامب) التهكمي فيه إهانة لرئيسة الوزراء البريطانية (تيريزا ماي) خصوصاً أنه جاء بعد وقت قصير من محاولة الاغتيال الفاشلة التي نفذها الكرملين.
وتشير الصحيفة إلى أن أوروبا بحاجة إلى تجديد عقوباتها الموجهة ضد روسيا خصوصا أن الحكومة الإيطالية الجديدة تشكك بجدوى العقوبات. أما فيما يتعلق برغبة (ترامب) بأن يكون (بوتين) حاضراً على "طاولة المفاوضات" فسيرى الروس تنازلات (ترامب) أحادية الجانب علامة على الضعف.
نشاطات خبيثة
وكانت روسيا قد طردت من مجموعة الدول السبع في عام 2014، بعد غزوها لشبه جزيرة القرم، حيث بدأ (بوتين) بالتصعيد منذ ذلك الوقت. كما استخدم (بوتين) مرتزقة روسيا للاستيلاء على جزء كبير من جنوب أوكرانيا.
وأضر (بوتين) بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط كما ساعد الميليشيات الإيرانية بالهيمنة على سوريا بالإضافة إلى تقويض العقوبات الدولية والضغط العالمي المفروض على كوريا الشمالية.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية (ماي) قد قالت يوم الجمعة "رأينا نشاطات خبيثة من روسيا بطريق مختلفة تماماً" مضيفة "تحتاج روسيا إلى تغيير نهجها" قبل دعوتها مجدداً إلى طاولة الدول الرائدة، بالإشارة إلى مجموعة السبع.
ختاماً، ترى الصحيفة أن لدى (ترامب) نزاعات مسبقة مع الديمقراطيات الرائدة حول مواضيع التغير المناخي وإيران وهي بالواقع لديها ما يبررها على عكس التعريفة الجمركية التي لا يمكن تبريرها. لذا، مع كل هذه الخلافات، لا تحتاج الولايات المتحدة إلى توتر جديد وغير مبرر خصوصاً أن روسيا ليست صديقة لأمريكا.
==========================
فورين بوليسي :نهاية حقوق الإنسان؟ التعلم من فشل مبدأ مسؤولية الحماية والمحكمة الجنائية الدولية
 
https://alghad.com/articles/2300682-نهاية-حقوق-الإنسان؟-التعلم-من-فشل-مبدأ-مسؤولية-الحماية-والمحكمة-الجنائية-الدولية
 
ديفيد ريف* - (فورين بوليسي) 9/4/2018
 
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
ما من شك في أن حركة حقوق الإنسان تواجه الآن أكبر اختبار لها على الإطلاق منذ ظهورها في السبعينيات كمشارك رئيسي في النظام الدولي.
كان من أبرز التعبيرات عن هذه الأزمة ما جاء في المقالات التي كتبها كينيث روث؛ المدير التنفيذي لمنظمة "هيومان رايتس ووتش"، في تقديمه للتقارير السنوية التي تصدرها المنظمة. وعلى المرء أن يعود إلى العام 2014 ليرى كيف كان روث يكتب بطريقة متفائلة نسبياً عن مستقبل حقوق الإنسان في أنحاء المعمورة. وجاءت مضامين تقرير ذلك العام متوافقة مع المفاهيم الإيجابية التي ينطوي عليها عنوانه: "وقف الفظائع الجماعية؛ وانتهاء معظم أعمال البلطجة والإساءات تحت ستار مكافحة الإرهاب". وبحلول العام 2016، كان روث يتأمل "كيف أن سياسات التخويف وسحق المجتمع المدني تُعرِّض حقوق الإنسان في العالم للخطر". ثم، في العام التالي، حذر روث أنصار منظمة "هيومان رايتس ووتش" من أن صعود الشعبوية "يهدد بتقويض إنجازات حركة حقوق الإنسان الحديثة".
ومع أن روث يزعم في تقرير العام 2018 أن الأمور ربما لا تكون سيئة كما كان حالها في السنوات الثلاث السابقة، فإنه لا يترك أي مجال للشك في أن الأحوال تبقى سيئة للغاية في الحقيقة. ويخلص روث إلى أن "تقييماً نزيهاً للآفاق العالمية لحقوق الإنسان يجب أن يحفز الاهتمام أكثر من الاستسلام -وأن يكون دعوة للعمل وليس صرخة يأس".
ضع لغة الناشط جانباً وسوف يكون ما يظهر لديك هو حركة حقوق إنسان مجبرة على إعادة خوض المعارك والقضايا التي ظنت ذات مرة أنها كسبتها بشكل نهائي. وليست منظمة "هيومن رايتس ووتش" وحيدة في الدعوة إلى ردة فعل جماعية يشارك فيها كل مؤيديها. وتقول منظمة العفو الدولية في تقريرها الخاص للعام 2017-2018: "على مدار العام الماضي، شجع القادة الكراهية، وحاربوا الحقوق، وتجاهلوا الجرائم ضد الإنسانية، وأطلقوا اللامساواة والمعاناة من عقالهما وجعلوهما خارج نطاق السيطرة". لكن مؤلفي تقرير منظمة العفو الدولية يخلصون، مثل روث، إلى أنه "في حين أن التحديات التي تواجهنا لا يمكن أن تكون أكبر مما هي الآن، فإن إرادة التصدي لها تظل قوية بالمقدار نفسه".
يبقى السؤال قائماً حول السبب في أن أبرز منظمات حقوق الإنسان لا تلاحظ فيما يبدو العاصفة المتجمعِّة ضدها -مع صعود الشعبوية في أوروبا- إلى أن تداهمها مباشرة.
بطبيعة الحال، كان منتقدو ودارسو حركة حقوق الإنسان الخارجيون -مثل ستيفن هوبغود؛ وصامويل موين؛ وإيريك بوسنر- قد توقعوا مسبقاً أن التزام حركات حقوق الإنسان بحرفية القانون لن يكون كافياً واحده لنجاحها. وثمة فكرة متضمنة في السرد الليبرالي لحقوق الإنسان، والتي تقول بأنه بمجرد وضع القواعد القانونية الملزمة، فإن الوقائع على الأرض سوف تتوافق معها في نهاية المطاف. وهذه مقاربة قانونية ليس لها مكان ببساطة في أطروحة المفكر الألماني كارل شميت التي تقول بأن القانون غير قابل للفصل عن السياسة، وليس فوقها. وبالقدر الذي كان يعني حركة حقوق الإنسان، فإنه بمجرد أن تصبح ما دعاه الكاتب مايكل إغاتييف "ثورة القلق الأخلاقي" لما بعد الحرب العالمية الثانية قيد العمل، فسوف تكون مسألة متى -وليس إذا- ما كان نظام دولي قائم على حقوق الإنسان سيسود في كل أنحاء العالم.
ولكن، في الوقت الحالي، على الأقل، عمل كل من الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، ورئاسة دونالد ترامب، والصعود الثابت للصين، على تمزيق سرد حركة حقوق الإنسان حول حتمية تقدمها.
ليس ثمة ما هو حتمي في التاريخ -سوى حتمية فناء كل حضارة ونظام عاجلاً أو آجلاً، بطبيعة الحال- وكل من منظمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العدل الدولية محقتان تماماً في رفض الاعتراف بالهزيمة. ومن الممكن -ولو أنه غير مرجح- أن تكون حركة حقوق الإنسان أكثر فعالية بينما يكون ظهرها الجمعي إلى الحائط: كعقيدة معارضة سرية كما كانت خلال بداياتها بدلاً من كونها العقيدة العلمانية للعولمة الليبرالية التي كانت عليها في أوجها. لكن ما هو واضح، مع ذلك، هو أن ميزان القوى العالمي قد انحرف مبتعداً عن الحكومات الملتزمة بقواعد حقوق الإنسان وفي اتجاه الحكومات غير المبالية، أو المعادية لها بقوة. وفي هذا المعسكر، تظهر أوضح ما يكون، دول مثل الصين وروسيا وتركيا والفلبين وفنزويلا. ويعترف روث تماماً بهذا القدر عندما يتحدث، في تقرير العام 2018، عن القوى التي "انسحبت" من النضال من أجل حقوق الإنسان، حتى ولو أنه احتفظ ببعض الأمل في أن تقوم الدول صغيرة ومتوسطة الحجم بملء الفجوة.
ما لم تكن حركات حقوق الإنسان راغبة في فعله هو القبول ببعض اللوم عن الموقف الضعيف الذي تجد نفسها فيه. وهذا أمر متوقع. فإذا كانت توقعاتك مليونية -إذا كنت تعتقد بأن هناك جانب صائب من التاريخ، جانبك، وجانب خاطئ من التاريخ، والذي هو منذور للهزيمة الحتمية- فإن التشكيك في مشروع حقوق الإنسان، ناهيك عن أصوات المعارضة، لن يؤثر في موقفك على الأرجح. وعلى أساس هذا المنظور، لماذا تتأمل إمكانية إجراء أي تغيير في نهجك، والذي يمكن أن يذهب أبعد من مجرد تعديلات تكتيكية؟
هذا ما حذر منه إغناتييف، مع أنه واحد من أكثر المدافعين عن مجتمع حقوق الإنسان أهمية، في كتابه المعروف الصادر في العام 2001، "حقوق الإنسان كسياسة وعبادة أوثان". وكتب فيه: "في السنوات الخمسين المقبلة، يمكننا أن نتوقع رؤية الإجماع الأخلاقي الذي حافظ على ‘الإعلان العالمي’ (لحقوق الإنسان) في العام 1948 وهو يزداد انقساماً... ما من سبب للاعتقاد بأن العولمة الاقتصادية تنطوي على -أو تستلزم- عولمة أخلاقية".
لكن هذا يبدو أنه كان بالضبط أحد الدوافع الرئيسية لما قد يصفه متعاطف مع حركة حقوق الإنسان بأنه "صفاؤها الأخلاقي"، والذي يمكن أن يصفه متشكك فيها بأنه "غطرستها". وليس ثمة مكان كانت فيه هذه الغطرسة أكثر وضوحاً من مصير البنى المؤسسية والأطر التي كان الهدف منها السماح بتدخل مفوض دولياً وبرعاية الدولة لمنع الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، أو لجلب المذنبين بمثل هذه الأهوال إلى المحاسبة.
الأول من بين هذه الأطر هو المحكمة الجنائية الدولية، التي تأسست في العام 2002. والثاني هو ما يدعى مبدأ "مسؤولية الحماية"، الذي تبنته الأمم المتحدة في قمتها العالمية في العام 2005، ثم أعيد تأكيده في العام 2009.
يقيم مبدأ مسؤولية الحماية سلسلة من الإجراءات غير العنيفة التي تجب تجربتها قبل اللجوء إلى التدخل العسكري الدولي على أساس حقوق الإنسان أو الأسس الإنسانية. ويجب استخدام القوة، حسب أنصار مبدأ مسؤولية الحماية، فقط إذا كان وجود فرصة معقولة في تحقيق النجاح وتحقيق التناسب في الاستجابة ممكنين. ولكن المبدأ، بوصفه قاعدة ملزمة دولية، يلزم القوى الخارجية -ولو أن ذلك يجب أن يحدث فقط بتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة- بالتدخل لوقف عملية إبادة جماعية أو جرائم جماعية فظيعة في البلدان حيث إما تكون حكومة البلد المعني هي التي ترتكب بالجرائم المعنية، أو أنها غير قادرة بخلاف ذلك على منع هذه الأهوال من الاستمرار.
كانت الحجج المقدمة لكل من مبدأ مسؤولية الحماية والمحكمة الجنائية الدولية كاسحة. وكتب أحد مهندسي مبدأ مسؤولية الحماية الرئيسيين، وزير الخارجية الأسترالي السابق غاريث إيفانز، أن هذا المبدأ جعلنا أكثر قرباً بكثير من "إنهاء الفظائع الجماعية مرة وللأبد". وساد اعتقاد بأن الوعد المتضمن في تعهد "ليس مرة أخرى" -الذي نحته أول الأمر سجناء معسكر اعتقال بوخينفالد بعد تحريرهم وكرروه بلا نهاية، حتى لو أنه ظل أجوف، منذ تلك اللحظة في العام 1945- سوف يصبح واقعاً أخيراً.
كانت الوعود المتعلقة بما ستنجزه المحكمة الجنائية الدولي أقل إسرافاً بقليل فقط. وعندما تم توقيع معاهدة روما، التي عبدت الطريق أمام إنشاء المحكمة، أشاد بها الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت، كوفي عنان، ووصفها بأنها "هدية أمل لأجيال المستقبل وخطوة عملاقة إلى الأمام في المسيرة نحو ترسيخ الحقوق الإنسانية العالمية وحكم القانون". وفي الحقيقة، خلص عنان إلى أنها "إنجاز ما كان أحد ليفكر قبل بضع سنوات فقط بأنه يمكن أن يتحقق".
ولكن، بعد بضع سنوات فقط، أصبح كل من مبدأ مسؤولية الحماية والمحكمة الجنائية الدولية يبدوان كذلك بالضبط: مجرد عقائد ليست ممكنة التحقق في العالم كما هو موجود فعلياً. وكانت بعض تلك الجروح التي أصابتهما ذاتية بفعل أيديهما. فعلى المستوى السياسي، ثمة خطأ فادح ارتكبه المدعي العام الأول للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، حين بدا وكأنه يركز تحقيقاته بشكل حصري تقريباً على أفريقيا -حتى مع أنه كان محقاً من حيث الأسس القانونية، بما أن عدداً غير متناسب من الإحالات المبكرة إلى المحكمة جاءت من الحكومات الإفريقية نفسها. وكانت النتيجة هي سيادة تصور واسع الانتشار بأن إفريقيا تتعرض للاستهداف بشكل غير عادل. بل إن عدداً من الدول الأفريقية حاولت في العام 2017 تنظيم عملية انسحاب جماعية لأعضاء الاتحاد الأفريقي من المحكمة الجنائية الدولية. ولا ينبغي أخذ التمكن من هزيمة هذا الجهد كدليل على أن أزمة الشرعية التي تعاني منها المحكمة الجنائية الدولية في إفريقيا قد انتهت وتم حلها.
تحقق الالتزام العالمي، المنصوص عليه في مبدأ مسؤولية الحماية، بالعمل عسكرياً في الحالات المتطرفة لوقف الجرائم الجماعية الفظيعة، مرة واحدة فقط: في ليبيا في العام 2011. لكن التدخل في ليبيا لحماية السكان المدنيين سرعان ما تحول إلى جهد لتغيير النظام، كما اعترفت أقلية من أنصار مبدأ مسؤولية الحماية منذ ذلك الحين. وما تزال وجهة النظر التي يعتنقها على نطاق واسع أنصار مبدأ مسؤولية الحماية، هي أن التدخل الليبي كان صائباً -سوى أن التطبيق فقط هو الذي كان خاطئاً.
بغض النظر عما إذا كان ذلك التدخل صحيحاً أو خاطئاً، كانت هناك القليل من الإمكانية لحدوث تدخل آخر على أساس مبدأ مسؤولية الحماية في المدى المنظور. وقد أظهرت حالات سورية واليمن والتطهير العرقي للروهينجا في ميانمار هذه الحقيقة بطريقة شديدة الإيلام.
ثمة أسباب أخلاقية وسياسية أعمق تفسر فشل المحكمة الجنائية الدولية ومبدأ مسؤولية الحماية في الارتقاء إلى مستوى تحقيق ما تبدو، لدى تأملها الآن، توقعات مفرطة تماماً لما يمكن أن يحققاه. ففي حالة المحكمة الجنائية الدولية، تم إنشاء المحكمة من دون إنشاء قوة شرطة تقوم بتنفيذ تعليماتها. وبالإضافة إلى ذلك، لم تصادق العديد من أقوى دول العالم -الصين، والولايات المتحدة، والهند، وروسيا- على معاهدة روما أو تنضم إليها. وبذلك، فإن مؤسسة قانونية في وضع يؤهلها فقط لاستهداف مجرمي الحرب الذين لا يتمتعون بحماية دول قوية، ستكون على الأرجح فعالة بصورة متقطعة في أحسن الأحوال. كما أنها ستكون أيضاً ذات شرعية مشكوك فيها وموضعاً للاستنطاق، بغض النظر عن عدد الدول الأخرى التي تعترف بها رسمياً. ولا تسير الشرعية والقانونية بالضرورة معاً، بطبيعة الحال. كان التدخل في ليبيا قانونياً؛ لكن التدخل في كوسوفو في العام 1999 لم يكن كذلك. ومن المفرط في الغرابة اعتناق وجهة نظر تعتقد بأن الحالة الأولى كانت غير مشروعة أخلاقياً، بينما اعتمدت الثانية على أسس أخلاقية أكثر منطقية بكثير.
إن مؤسسة قائمة على المعايير المزدوجة، كما يرجح أن يظل حال المحكمة الجنائية الدولية على ما يبدو في المستقبل المنظور، لا يمكن اعتبارها بجدية خطوة مهمة في اتجاه تحقيق العدالة الكونية.
وفي حالة مبدأ مسؤولية الحماية، كانت السمات غير العسكرية لهذه العقيدة ناجحة في عدد من الحوادث. فقد استعان به كوفي عنان في مفاوضاته -بواسطة قناة خلفية- مع الحكومة الكينية بعد اندلاع الاضطرابات القاتلة خلال انتخابات البلد الوطنية في نهاية العام 2007، والتي كادت تفضي إلى نشوب حرب أهلية. ولكن، وبقدر ما كان هذا المبدأ مفيداً كأداة تفاوضية لعنان في كينيا، فإنه لم يقم بإحداث تحويل رئيسي في عمل الدبلوماسية الكلاسيكية. وبدلاً من ذلك، جاءت قوته الأخلاقية من زعمه بأنه قادر على إيقاف عمليات الإبادة الجماعية والجرائم الجماعية الفظيعة فحسب.
ربما يقول المدافعون عن مبدأ مسؤولية الحماية والمحكمة الجنائية الدولية إن العالم سيكون أفضل حالاً بهما على المدى البعيد، بما أن المحكمة والمبدأ سوف يقودان في نهاية المطاف إلى التحولات المرغوبة للواقع على الأرض. لكن هذا بالضبط هو نفس الافتراض الخاطئ الذي ألقى بحركة حقوق الإنسان في الأزمة بينما تتراجع الديمقراطية وتنكص على أعقابها في كل أنحاء الكوكب. كانت المحكمة الجنائية الدولية ومبدأ مسؤولية الحماية، منذ البداية، أفكاراً غير قابلة للتطبيق في العالم الذي نعيش فيه، وهو العالم الذي تزداد فيه السلطوية والاستبداد قوة باطراد.
وهكذا، فإن دعوات ناشطي حقوق الإنسان إلى العمل لا تكفي، بالنظر إلى أن التحرك بعيداً عن الديمقراطية وفي اتجاه الاستبدادية ربما تمكن مقاومته، لكن من غير المرجح إلى حد كبير عكس وجهته في المستقبل المنظور. وإذا كان ثمة أي مستقبل لحركة حقوق الإنسان على الإطلاق، فإنها يجب أن تنشغل في الدفاع عن بقايا ثورة إغناتييف للاهتمام الأخلاقي، وليس التظاهر -في الوقت الراهن على الأقل- بأنها تستطيع توسيع حدودها.
 
*مؤلف، آخر أعماله هو "في مديح النسيان: الذاكرة التاريخية ومفارقاتها".
==========================
 
واشنطن بوست: تزايد التوتر بين داعمي الأسد مع نهاية الحرب
 
http://jisrtv.com/مركز-الجسر-للدراسات/ترجمات/واشنطن-بوست-تزايد-التوتر-بين-داعمي-الأسد-مع-نهاية-الحرب/
 
المصدر: واشنطن بوست
ترجمة: مركز الجسر للدراسات
أدى انتشار القوات الروسية على الحدود السورية اللبنانية هذا الأسبوع وتحديداً في المناطق التابعة لحزب الله، أدى ذلك إلى احتجاجات في صفوفه، ما دفع قواته إلى الانسحاب من مواقعها بعد يوم فقط. الشيء الذي يعتبر إشارة نادرة على التوتر الحاصل بين حلفاء الأسد.
لقد كانت الخطوة الروسية غير متوقعة في الوقت الذي كانت تنتشر فيه الشرطة العسكرية الروسية بالمناطق التي يسيطر عليها النظام وتتواجد قواتها على مقربة من مناطق خاضعة لسيطرة الثوار.
ظلت مدينة "القْصير" وضواحيها تحت سيطرة حزب الله منذ 2013، بعد أن قامت قواته بإخراج الثوار من هناك، إلى أن قامت القوات الروسية يوم الاثنين بإنشاء ثلاثة مواقع للمراقبة.
يُظهر الانتشار الروسي والانسحاب الذي تلاه أنه من المحتمل احتدام التوتر بين القوات الأجنبية الداعمة للأسد والمتمثلة في كل من روسيا وإيران والمليشيات التي تدعمها طهران في جميع أنحاء سوريا.
وقال مسؤول عسكري ضمن ما تطلق عليه إيران "محور المقاومة"، الذي يضم كلاً من إيران وسوريا وحزب الله وجماعات أخرى تقاتل إلى جانب قوات الأسد: "لقد جاؤوا ونشروا قواتهم دون التنسيق مع الآخرين".
مضيفاً أنه "من الأفضل ألا تعود القوات الروسية إلى هنا، فلا يوجد ما تقوم به.. لا وجود لمقاتلي تنظيم الدولة أو أي منظمة إرهابية أخرى في تلك المناطق، فما الذي يريدون مراقبته؟".
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك توتر بين حزب الله والقوات الروسية، رفض المسؤول التعليق، حيث تحدث إلى وكالة أسوشيتد برس عبر الهاتف من سوريا شريطة عدم الكشف عن هويته لعدم السماح له بإجراء مقابلات مع الصحافة. وقال إنه قبيل رحيل القوات الروسية، قام النظام بإرسال الفرقة الحادية عشرة.
في عام 2013، تدخل حزب الله بشكل علني في الحرب السورية إلى جانب قوات الأسد التي استولت على المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة بمدينة القصير في حزيران/ يونيو من ذلك العام، بعد قتل العشرات من الثوار.
قامت روسيا بنشر قواتها خارج مدينة القصير بعد أن قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية القاعدة "الضبعة" الجوية القريبة من المدينة في 24 أيار/مايو الماضي، حيث قال ناشطون سوريون إن مستودعات سلاح تابعة لحزب الله قد تضررت من الهجوم، في حين لم يتم الحديث عن وجود إصابات بشرية.
ويُعتقد أن الجيش الإسرائيلي يقف وراء عشرات الغارات الجوية التي تم شنُّها في السنوات الأخيرة ضد حزب الله وإيران والمواقع العسكرية التابعة للنظام.  إذ تَعتبر كل من الحكومة الأمريكية والإسرائيلية وجود إيران في سوريا تهديداً مباشراً لإسرائيل وقد توعَّدتا بالرد.
على الرغم من عدم وجود تقارير عن حدوث اشتباكات بين المقاتلين الروس والإيرانيين أو القوات التابعة لإيران في سوريا، فقد تزايدت الدعوات الموجهة لطهران من أجل وضح حد لوجودها العسكري هناك خلال الأسابيع الأخيرة الماضية.
خلال اجتماع له مع الأسد، في الزيارة التي قام بها هذا الأخير لمدينة سوتشي الشهر الماضي، أشار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى أن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا يجب أن يشجّع الدول الأجنبية على سحب قواتها من هناك.
وعلّق مبعوث بوتين إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، قائلاً في وقت لاحق بأن كلام الرئيس الروسي كان موجها لكل من الولايات المتحدة وتركيا، إلى جانب إيران وحزب الله. إذ تعد هذه من الحالات النادرة التي طلبت فيها موسكو من إيران عدم البقاء عسكرياً في سوريا بشكل دائم.
أصدر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قائمة مطالب الشهر الماضي لإبرام صفقة نووية جديدة مع إيران، تضمَّنت هذه المطالب سحب إيران قواتها من سوريا كشرط أولي، كما حذرت إسرائيل بأنها لن تقبل بوجود عسكري إيراني دائم في سوريا.
غير أن نائب وزير خارجية النظام، فيصل مقداد، قال في حديثه لوكالة سبوتنيك الروسية أن "موضوع خروج القوات الإيرانية من سوريا ليس حتى على أجندة النقاش، لأنه يتعلق بسيادة سوريا".
قال مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى إن طهران ستحافظ على دورها الاستشاري في سوريا وتواصل دعم "جماعات المقاومة". وفي الوقت نفسه، قال أمين مجلس الأمن القومي الأعلى الإيراني، علي شمخاني، لقناة "الجزيرة" إنه طالما أن هناك "إرهابيين" في سوريا والتهديد قائم "سنبقى في سوريا" طالما طلبت منا دمشق ذلك.
ومن جانبه، قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله في خطاب له يوم الجمعة: "إذا حاول العالم أجمع أن يفرض علينا أن نخرج من سوريا فإنه لن يستطيع"، مضيفاً أن حزبه سيغادر في حال طلب النظام منه ذلك.
وتأتي هذه الخلافات وسط تصاعد التوتر في جنوب غرب البلاد بالقرب من الحدود مع إسرائيل، حيث ضربت إيران في أوائل أيار/ مايو الماضي مواقع إسرائيلية في مرتفعات الجولان، رداً على الغارات الجوية المتكررة على سوريا.
وفي 10 أيار/ مايو الماضي، قامت إسرائيل بشن هجوم عنيف على مواقع قالت إنها تضمّ منشآت عسكرية إيرانية في سوريا. وقالت إن الهجوم جاء رداً على القصف الصاروخي الإيراني على مواقعها في الجولان، حيث اعتبرت هذه المواجهات الأعنف من نوعها حتى الآن.
تستخدم إسرائيل في الغالب المجال الجوي اللبناني لضرب أهداف داخل سوريا في تحرك واضح لتجنب أي صراع مع الطائرات الحربية الروسية التي تحلق فوق سوريا. تمتلك روسيا قاعدة جوية رئيسية بالقرب من الساحل السوري، حيث كانت تقلع الطائرات الحربية لتوجيه ضربات للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في جميع أنحاء سوريا.
يقول فواز جرجس، "أستاذ جامعي لبناني-أمريكي في سياسة الشرق الأوسط والعلاقات الدولية بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية": "هناك أدلة واضحة على أن روسيا قد غضّت الطرف عن غارة إسرائيل الجوية في سوريا ضد الوجود العسكري الإيراني" مضيفاً أن "هذه رسالة مباشرة بأن روسيا لا تريد أن يكون لإيران موقف هيمنة في سوريا".
تعتبر روسيا وإيران من الداعمين الرئيسيين للأسد لكن تربط موسكو علاقات وثيقة مع إسرائيل حيث زار رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو روسيا عدة مرات خلال العامين الماضيين. في إحدى الرحلات الشهر الماضي، وقف بالقرب من بوتين أثناء حضوره مسيرة ضخمة للقوات الروسية بمناسبة النصر الذي حققته روسيا خلال الحرب العالمية الثانية.
وتفيد تقارير أن روسيا تلعب دور الوسيط في انسحاب القوات الإيرانية ومقاتلي حزب الله من مناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية، إذ من المتوقع أن تشن قوات النظام هجوماً على الثوار الموجودين هناك.
كما قال ماكسيم سشيكوف، محرر بموقع (المونيتور): "ما يحدث بعد ذلك ليس مشكلة روسيا: إيران ستقاتل إسرائيل لقرون، ولن يقبل نتنياهو بخروج إيران من جنوب غرب سوريا فقط، فهو يسعى إلى أن تكون سوريا خالية من أي نفوذ إيراني، وهو أمر مستحيل الآن وفيما بعد"، مضيفاً أنه "لا تستطيع روسيا ولا أي دولة أخرى ضمان ذلك".
منذ سبتمبر / أيلول 2015، حققت قوات الأسد مكاسب قوية على الأرض ضد الثوار بفضل الغطاء الجوي الروسي والقوات البرية التي تتألف في معظمها من مقاتلين من إيران ولبنان والعراق وأفغانستان، حيث أصبح الأسد يسيطر الآن على أكثر من نصف الأراضي السورية بما في ذلك أكبر أربع مدن.
لا يبدو أن القوات الروسية ستغادر موطن قاعدتها البحرية الوحيدة خارج الاتحاد السوفييتي السابق في أي وقت قريب. فقد قام البرلمان الروسي في كانون الأول/ ديسمبر الماضي على تمديد استخدام للقاعدة البحرية في مدينة طرطوس لمدة 49 عاماً، وتوسيعها في أعقاب إعلان فلاديمير بوتين عن انسحاب جزئي للقوات الروسية من البلاد.
يقول جرجس: "في السنوات الثلاث الماضية، تقارب النفوذ الروسي والإيراني في سوريا. لقد أرادوا إنقاذ نظام الأسد.. وبما أننا نشهد بداية نهاية المرحلة العسكرية، فإننا نشهد تبايناً للمصالح بينهما".
 
==========================
 
الصحافة البريطانية :
 
النص الكامل لمقابلة الأسد مع "ميل أون صندي"
 
https://arabi21.com/story/1100520/النص-الكامل-لمقابلة-الأسد-مع-ميل-أون-صندي-شاهد#tag_49219
 
الأسد مجيبا عن سؤال حول فريقه المفضل بكأس العالم: في هذه الظروف، نعم، ففريقي المفضل هو الجيش السوري الذي يحارب الإرهابيين- سانا
نشرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، النص الكامل لمقابلة بشار الأسد، مع صحيفة "ميل أون صندي البريطانية".
وقال الأسد إن بريطانيا قدمت دعما علنيا لمنظمة "الخوذ البيضاء"، وأنفقت عليها الكثير من المال.
وأضاف أن "بريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، تتبع وتتبنى السياسة نفسها"، مضيفا أنه "بصراحة، بريطانيا، وفرنسا، تابعتان سياسيا للولايات المتحدة، وهذا ما نعتقده".
 وتاليا النص الكامل للمقابلة:
السؤال الأول: سيادة الرئيس، بحلول الحادي والثلاثين من آذار 2018 كان إجمالي التمويل الذي قدمته الحكومة البريطانية إلى منظمة الخوذ البيضاء، المعروفة أيضاً بالدفاع المدني السوري 4ر38 مليون جنيه إسترليني، وبالوقت نفسه روسيا تتهم بريطانيا بالمساعدة على فبركة هذا الهجوم الذي حدث في دوما من خلال هذه المنظمة أي الخوذ البيضاء، هل يعتقد الرئيس السوري أن هذا صحيح؟
الأسد:
بالتأكيد، لا شك في ذلك، إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تتبع وتتبنى السياسة نفسها، لكن ولنكن صريحين أكثر فإن بريطانيا وفرنسا تابعتان سياسياً للولايات المتحدة، هذا ما نعتقده، وقد قدمت بريطانيا دعماً علنياً لمنظمة الخوذ البيضاء التي تشكل فرعاً للقاعدة-النصرة في مختلف المناطق السورية، لقد أنفقوا عليهم الكثير من المال، ونحن نعتبر الخوذ البيضاء أداة تستخدمها بريطانيا في العلاقات العامة وبالتالي من المؤكد أن هذه الدول الثلاث فبركت ذلك الهجوم وبريطانيا ضالعة في ذلك.
السؤال الثاني: رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قالت إنه ما من شك لديها أن النظام السوري كان يقف خلف الهجمات الكيميائية التي حدثت في السابع من نيسان وردت على منتقديها بالقول، إن مشاركة بريطانيا كانت محقة وقانونية ويجيزها القانون الدولي لتخفيف المعاناة الإنسانية وهنا السؤال، ألا تتحمل الدول مسؤولية في الحماية من جرائم الحرب؟ كيف لا تكون المشاركة البريطانية في الضربات الجوية ضد سوريا مبررة بموجب القانون الدولي؟
الأسد:
حسب هذا المفهوم فإن بريطانيا والولايات المتحدة عندما هاجمتا العراق بشكل غير مشروع عام 2003 وقتلتا الملايين وتسببتا بدمار هائل ناهيك عن عدد الأرامل والإعاقات فإنه يحق لأي حكومة وفقا لمنطق ماي مهاجمة بريطانيا أو الولايات المتحدة إذا ارتأت هذه الحكومة أن ذلك مبرر وقانوني ويجيزه القانون الدولي لتخفيف المعاناة الإنسانية، هذا أولا.
ثانيا: لقد كذبوا، وبعد كل الادعاءات التي ساقوها لم يقدموا لشعوبهم، لرأيهم العام نفسه -الرأي العام البريطاني- لم يقدموا له الأدلة، لأنه بعد تحرير الغوطة حيث يفترض أن الهجوم قد حدث، كما زعموا، زار المنطقة العديد من الصحفيين الأجانب وبعضهم ضد الحكومة السورية، وسألوا الناس عن الهجوم الكيميائي، فقالوا لهم “لم نر أي هجوم كيميائي، ذلك لم يحدث”.
وبالتالي فإن تلك كانت كذبة، وبعد أن حررنا تلك المنطقة أكدت المعلومات التي وصلنا إليها أن ذلك الهجوم لم يقع، إذن فأعتقد أنه ينبغي على الحكومة البريطانية أن تثبت أن الهجوم قد وقع أولاً ومن ثم عليهم أن يثبتوا من قام به، وذلك لم يحدث، لم يكن هناك أي هجوم، هنا تبدأ الكذبة، مرة أخرى الأمر لم يكن يتعلق بالهجوم، جوهر المسألة أنهم كانوا يشعرون بالحاجة إلى تقويض الحكومة السورية، كما أرادوا تغيير وإسقاط الحكومة السورية في بداية الحرب على سوريا، لكنهم مستمرون في فشلهم ومستمرون في إطلاق الأكاذيب ويحاولون شن حرب استنزاف على حكومتنا.
السؤال الثالث: لقد تم تداول تقارير غير مؤكدة مفادها أن الحكومة السورية ألقت القبض على أفراد من قوات نظامية غربية، وأيضاً على مقاتلين بريطانيين، هل لكم أن تؤكدوا ذلك أو تلقوا الضوء على هذه التقارير؟
الأسد:
هناك مقاتلون من سائر أنحاء العالم يساعدون الجهاديين، لا أعتقد أن لدينا مقاتلين بريطانيين على قيد الحياة، معظم أولئك المقاتلين قتلوا، أساساً هم أتوا إلى هنا ليموتوا ويذهبوا إلى الجنة، تلك هي عقيدتهم.
الصحفية: هل تؤكدون أنهم قتلوا وأنهم قدموا من تلك الدول؟
الأسد:
نعم.
السؤال الرابع: هل جرت أي محاولات، حتى عبر وسطاء أو طرف ثالث، من قبل الحكومة البريطانية أو أجهزتها الاستخبارية للتواصل مع سوريا للحصول على معلومات استخبارية أو لأي سبب آخر؟
الأسد:
لا، تلقينا العديد من الاتصالات من مختلف أجهزة المخابرات في أوروبا، لكننا أوقفنا ذلك مؤخراً بسبب عدم جديتهم، يريدون تبادل المعلومات رغم أن حكوماتهم تقف سياسياً ضد حكومتنا، وبالتالي قلنا لهم، عندما تكون لديكم مظلة سياسية لهذا التعاون، أو لنقل عندما تغيرون موقفكم السياسي سنكون مستعدين، أما الآن فليس هناك تعاون مع أي أجهزة استخبارات أوروبية بما في ذلك الأجهزة البريطانية.
السؤال الخامس: لكن لم تكن هناك محاولات من قبل بريطانيا لفتح خطوط اتصال، على حد علمكم، حتى عبر وسطاء، أليس كذلك؟
الأسد:
حتى لو كانت هناك محاولات فإننا لا نتحدث عنها في الواقع، إن وجود أو عدم وجود هذه المحاولات ليس أمراً ذا قيمة.
السؤال السادس: ما رأيكم بمعالجة تيريزا ماي ودونالد ترامب لقضايا الشرق الأوسط، وفي سوريا على وجه التحديد، وما هو الفرق بين تدخلاتهما في المنطقة وتدخلات الرئيس بوتين؟
الأسد:
الفرق كبير، فالروس أتوا بدعوة من الحكومة السورية، ووجودهم في سورية وجود شرعي، والأمر نفسه ينطبق على الإيرانيين، في حين أن الوجود الأمريكي والبريطاني غير شرعي بل هو غزو، إنهم ينتهكون سيادة بلد ذي سيادة هو سورية، وبالتالي فإن وجودهم غير قانوني، إنه وجود غير شرعي.
الصحفية: لكن في رأيكم، كيف تعاملت ماي وترامب مع سوريا؟
الأسد:
الأمر لا يتعلق بماي وترامب، بل بالسياسيين الغربيين والأنظمة الغربية عموماً، إنهم لا يقبلون أي شخص له رأي مختلف، لا يقبلون أي بلد أو حكومة أو شخصية لها رأي مختلف، هذا هو الحال مع سوريا، سوريا دولة مستقلة جداً في مواقفها السياسية، ونحن نعمل من أجل مصالحنا الوطنية ولسنا دمية في يد أحد، هم لا يقبلون بهذا الواقع.
بالتالي فإن المقاربة الغربية حيال سورية تتمثل في تغيير الحكومة وشيطنة الرئيس “لأنه وحكومته لم يعودوا يناسبون سياساتنا” هذا هو الوضع برمته، وكل ما عدا ذلك منكهات، فهم يكذبون ويتحدثون عن الأسلحة الكيميائية وعن أن الرئيس السيئ يقتل شعبه الطيب، وعن الحرية، وعن المظاهرات السلمية، كل هذه الأكاذيب مجرد منكهات للوصول إلى الهدف الأساسي وهو تغيير الحكومة، ولذلك فإن وجهة نظري حول هذا الموضوع هي أنها سياسة استعمارية، وهي ليست جديدة، إنهم لم يغيروا سياستهم مذ وجد أسلوبهم الاستعماري القديم في مطلع القرن العشرين، وحتى خلال القرن التاسع عشر وقبل ذلك، لكنهم اليوم يستعملون أقنعة مختلفة وجديدة.
السؤال السابع: خصومك العالميون الرئيسيون اليوم هم ترامب ونتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وجميعهم شخصيات غير عادية ولا تحظى بالشعبية، هل يجعلك هذا تبدو جيداً فجأة بالمقارنة معهم؟
الأسد:
لا أستطيع مقارنة نفسي مع أحد، لأني لن أكون موضوعياً في الحكم على نفسي، ولذلك الأحرى بك توجيه هذا السؤال لآخرين، لكن عندما ترغبين بجواب موضوعي عليك النظر إلى الوقائع على الأرض وليس البروباغاندا التي يتم ترويجها في وسائل الإعلام الغربية منذ سبع سنوات، في المحصلة، فإني لا أكترث لمسألة كيف أبدو بالمقارنة مع أولئك، المهم بالنسبة لي هو كيف أبدو في عيون الشعب السوري، هذا ما أتطلع اليه.
السؤال الثامن: في العام 2013 قلت لي، إن “سورية تقع على الفالق الزلزالي، جغرافياً وسياسياً واجتماعياً وأيديولوجيا” وحذرت من أن اللعب بهذا الفالق ستكون له تداعيات خطيرة على كل الشرق الأوسط وأوروبا.
الأسد:
نحن بالطبع على الفالق الزلزالي، وقد أثبتت السنوات الخمس الماضية أني كنت محقاً، انظري إلى التداعيات في سائر أنحاء العالم، انظري إلى الإرهاب الذي ينتشر في سائر أنحاء العالم بسبب الفوضى المدعومة من الغرب في سورية، انظري إلى الهجمات المختلفة في أوروبا، في بريطانيا، في فرنسا وفي بلدان أخرى، انظري إلى أزمة اللاجئين في أوروبا، كل ذلك بسبب وجود سورية على الفالق الزلزالي الذي تحدثت عنه قبل خمس سنوات.
السؤال التاسع: بعد خمس سنوات من تصريحك هذا، التي ولد “داعش” خلالها، يبدو أنك تعتبر نفسك الحصن الرئيسي ضده، لماذا؟
الأسد:
فيما يتعلق بـ “داعش”، نحن الطرف الرئيسي الذي يقاتل وقاتل “داعش” بدعم من الروس والإيرانيين على مدى الأعوام الماضية، ما من طرف آخر يفعل الشيء نفسه، ولو جزئياً، إذا أردت التحدث عن الغرب والتحالف العسكري الغربي الذي يقوده الأمريكيون فإنه كان في الواقع يدعم “داعش”، لأنهم يهاجمون الجيش السوري كلما هاجم “داعش” أو هوجم من قبله، وقد وقع الحادث الأخير منذ أيام عندما هاجم “داعش” الجيش السوري وهزمناه بالطبع، وحينها هاجم الأمريكيون قواتنا في الجزء الشرقي من سورية.
السؤال العاشر: هل أخطأ العالم بفرض العزلة عليكم على مدى السنوات السبع الماضية؟
الأسد:
إن مفهوم عزل بلد من البلدان مفهوم خاطئ بشكل عام في العالم، ففي السياسة الحديثة بل حتى في السياسة القديمة أنت بحاجة إلى التواصل، عندما تفرضين العزلة على بلد ما فإنك تعزلين نفسك عن الواقع في ذلك البلد، وبالتالي تصبحين عمياء سياسياً، وبالتالي فإن المفهوم خاطئ.
السؤال الحادي عشر: سيادة الرئيس، يعتبركم البعض شخصية منبوذة دولياً وديكتاتوراً وأن يديكم ملوثة بالدماء، أعطني حجة تدل على أنكم لستم كذلك بينما في السنوات السبع الماضية تعرض مئات آلاف السوريين للقتل والسجن والاعتقال وحتى التعذيب.
الأسد:
إذاً، القصة التي تتحدثين عنها، أو لنقل الرواية الغربية تقول، إنه رئيس سيئ يقتل شعبه، والعالم بأسره ضده لأنه منبوذ دولياً، لكنه في موقعه منذ سبع سنوات ويقاتل العالم بأسره، هل يمكنك إقناع قرائك بهذه القصة؟ إنها قصة غير متماسكة أصلاً، أعني أن العوامل المختلفة في هذه الرواية ليست منطقية ولا واقعية، هذا الرئيس لا يزال في موقعه لأنه يحظى بدعم شعبه، وبالتالي كيف يحظى بهذا الدعم في الوقت الذي يقوم فيه بقتل هذا الشعب نفسه؟ إذاً، القصة ليست صحيحة، نحن نحارب الإرهابيين، وأولئك الإرهابيون يتلقون الدعم من الحكومة البريطانية، والحكومة الفرنسية، ومن الأمريكيين، ومن الدمى التابعة لهم سواء في أوروبا أو في منطقتنا، نحن نحاربهم ونحظى بالدعم الشعبي في سورية لمحاربة أولئك الإرهابيين، ولهذا السبب فإننا نتقدم، لا نستطيع تحقيق هذا التقدم لمجرد أننا نتلقى الدعم الروسي والإيراني، فالروس والإيرانيون لا يمكن لهم الحلول مكان الدعم الشعبي، وإذا أردت دليلاً على ما أقوله انظري إلى شاه إيران الذي كان دمية في يد الغرب، لم يتمكن من الصمود في وجه رد فعل الشعب الإيراني فانهار نظامه برمته خلال أسابيع قليلة واضطر إلى الهرب من بلاده.
السؤال الثاني عشر: لكن رغم تمتعكم بدعم العديد من السوريين فإن الحقيقة تبقى أن آلافاً بل عشرات آلاف الأشخاص قتلوا وسجنوا.
الأسد:
بالطبع، فأنت تتحدثين عن حرب، وليست هناك حرب جيدة أو حرب سلمية، ولهذا السبب فالحرب سيئة، إذاً عندما تتحدثين عن الحرب فإن النتيجة الطبيعية والبديهية هي أن يكون هناك موت ودماء في كل مكان، لكن السؤال هو، من بدأ هذه الحرب ومن دعمها؟ إنه الغرب، الغرب هو من دعم الحرب منذ البداية، ودعم الإرهابيين الذين بدؤوا بالتفجير والقتل وقطع الرؤوس في كل مكان، الغرب هو من دعم القاعدة، وبالتالي لا يكفي القول إن هناك قتلى، بالطبع هناك، هذا بديهي، لكن من بدأ ذلك؟ الغرب هو المسؤول الأول.
السؤال الثالث عشر: الغرب مسؤول، لكن البعض يقول إن الرئيس الأسد ينبغي أن يتحمل المسؤولية أيضاً؟
الأسد:
قد يكون أي سوري مسؤولاً عما يحدث في سورية، هذه قضية أخرى، وهذه قضية سورية لا نناقشها مع الغرب، ليس دور الغرب أن يخبرنا من هو المسؤول في سورية، الرئيس أو الحكومة أو الجيش أو الإرهابيون، هذه قضية سورية، ونحن نقرر من هو المسؤول، الغرب ليس في موقع يخوله أن يحدد لنا ذلك، في المحصلة، هذا ليس دوره، هو تدخل في بلد ذي سيادة، وهو مسؤول عن القتل في بلادنا، بصرف النظر عن رواياته وأكاذيبه.
السؤال الرابع عشر: يبدو أن روسيا تتخذ عدداً كبيراً من القرارات بشأن سورية، سواء كان ذلك يتعلق بانسحاب القوات الأجنبية أو التوصل إلى اتفاقيات مع “إسرائيل” حول الجنوب السوري، وحول أي نوع من الأسلحة يمكنكم أو لا يمكنكم امتلاكه، هل باتت روسيا تتخذ القرارات نيابة عنكم؟
الأسد:
روسيا تحارب من أجل القانون الدولي، وجزء من هذا القانون الدولي يتعلق بسيادة مختلف الدول ذات السيادة، وسورية إحدى هذه الدول، سياستهم وسلوكهم وقيمهم لا تقضي بالتدخل أو الإملاء، إنهم لا يفعلون ذلك، لدينا علاقات جيدة مع روسيا منذ نحو سبعة عقود، وعلى مدى هذه الفترة، وفي كل علاقاتنا لم يحدث أن تدخلوا أو حاولوا أن يملوا علينا شيئاً، حتى لو كانت هناك اختلافات، وبسبب وجود الحرب ووجود درجة عالية من الديناميكية الآن في المنطقة من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات بين مختلف الأطراف، سواء داخل حكومتنا أو بين الحكومات الأخرى، بين روسيا وسورية، أو سورية وإيران، أو إيران وروسيا، وداخل هذه الحكومات، هذا طبيعي جداً، لكن في المحصلة، فإن القرار الوحيد حول ما يحدث في سورية وما سيحدث هو قرار سوري، لا ينبغي أن يشك أحد في هذا، بصرف النظر عن التصريحات التي قد تسمعينها، لأني أعرف على أي أساس تطرحين هذا السؤال.
الصحفية: استناداً إلى تصريحات مختلفة.
الأسد:
تماماً.
السؤال الخامس عشر: إذا، لماذا لم تعطكم روسيا صواريخ “إس 300” التي وعدتكم بها منذ سنوات في حين تشن “إسرائيل” غارات على سورية فعلياً كل أسبوع؟ ولماذا تنسق روسيا أهداف هذه الغارات خلف الكواليس مع أعدائكم؟
الأسد:
روسيا لم تقم إطلاقاً بالتنسيق مع أي جهة ضد سورية سواء سياسياً أو عسكرياً، فهذا تناقض، إذ كيف يمكنهم مساعدة الجيش السوري في تحقيق التقدم وفي الوقت نفسه يعملون مع أعدائنا على تدمير جيشنا؟
الصحفية: لكنهم في العادة يعرفون مقدماً أين ستشن هذه الهجمات؟
الأسد:
لا، هذا غير صحيح بالتأكيد، نحن نعرف التفاصيل، فيما يتعلق بصواريخ الـ “اس 300?، فلماذا أعلنوا عن ذلك ومن ثم توقفوا عن الحديث بشأنها، يستحسن أن تسألي المسؤولين الروس، هذا إعلان سياسي، ولديهم تكتيكاتهم، أما ما إذا كانوا يرسلونها أو سيرسلونها أم لا ، فهذه مسألة عسكرية، ونحن لا نتحدث عنها.
السؤال السادس عشر: لقد حذر كبار المسؤولين في البنتاغون بأنهم سيردون عسكرياً إذا تعرضتم لتحالفهم، هل ستتخلصون من الوجود العسكري الأمريكي في سورية؟ وهل أنتم مستعدون لمحاربتهم بشكل مباشر؟
الأسد:
منذ بداية الحرب والأمريكيون وحلفاؤهم لم يتوقفوا عن تهديد سورية في مناسبات مختلفة، ولم يتوقفوا عن دعم الإرهابيين، كما لم يتوقفوا عن مهاجمتنا بشكل مباشر في مناسبات مختلفة، لكننا رغم ذلك تقدمنا في مواجهة الإرهابيين، وقلنا بأننا سنحرر كل شبر من سورية بصرف النظر عن أي تصريح أو أي هجوم، هذه أرضنا وهذا واجبنا، هذا ليس رأياً سياسياً، بل هو واجب وطني، سنتقدم في ذلك الاتجاه بصرف النظر عن أي موقف عسكري أو سياسي لخصومنا.
السؤال السابع عشر: قلتم أنكم ستستعيدون كل شبر من الأراضي السورية، كم من الوقت سيستغرق ذلك حسب توقعاتكم؟
الأسد:
الأمر لا يتعلق فقط بالجيش السوري والإرهابيين ولا بالأحداث التي تقع داخل حدود بلادنا، وإلا كنت سأعطيك تاريخاً محدداً ربما، أنا أقول دائما أن تسوية هذا الصراع ستستغرق أقل من سنة، فهو ليس معقداً جداً، لكن ما جعله معقداً هو التدخل الخارجي، فكلما تقدمنا تلقى الإرهابيون دعما أكبر من الغرب، على سبيل المثال، كنا على وشك التوصل إلى مصالحة في جنوب سورية قبل أسبوعين فقط، لكن الغرب تدخل وطلب إلى الإرهابيين عدم المضي في هذا المسار كي يطيل أمد الصراع في سورية، لذلك نعتقد بأننا كلما حققنا المزيد من التقدم سياسياً وعسكرياً حاول الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إطالة أمد الصراع وجعل الحل أبعد عن متناول السوريين، لكن رغم ذلك فإننا نغلق هذه الفجوة بين الحالتين.
السؤال الثامن عشر: سيادة الرئيس، بعد ثلاث سنوات ستصلون إلى نهاية ولايتكم الرئاسية، وقد مررتم بسبع سنوات طوال، ولا يزال هناك سنتان، هل تعتقد أنك ستترشح مرة أخرى للرئاسة؟ أم ستتخلى عن ذلك وتقرر أن الوقت قد حان لأخذ استراحة؟
الأسد:
مازال من المبكر الحديث عن ذلك، أنت تتحدثين عن أمر سيحدث بعد ثلاث سنوات، ولا أحد يعرف كيف سيكون الوضع في بلادنا، سيتوقف ترشحي للرئاسة على أمرين، أولاً، الإرادة الشخصية بأن اضطلع بتلك المسؤولية، والأمر الثاني، وهو الأهم، هو إرادة الشعب السوري، هل يقبلون بذلك الشخص؟ هل لا يزال المزاج العام فيما يتعلق بي كرئيس هو نفسه، أم سيغير الشعب السوري موقفه؟ إذاً، بعد ثلاث سنوات، سيكون علينا أن ننظر إلى هذين العاملين، ومن ثم نقرر ما إذا كان ذلك مناسباً أم لا.
السؤال التاسع عشر: كيف تعتقدون أن التاريخ سيذكركم؟
الأسد:
هذا يعتمد عن أي تاريخ تتحدثين، التاريخ الغربي؟ التاريخ الغربي سيكون مشوهاً وسيختلق الكذبة تلو الأخرى، الأكاذيب نفسها التي سمعناها ليس فقط عن حاضرنا، بل أيضا عن ماضي العالم، بينما تاريخنا، وهو التاريخ الذي يعنيني فآمل أنه سيذكرني بوصفي شخصا حارب الإرهابيين لإنقاذ بلاده، وإن ذلك كان واجبي كرئيس.
السؤال العشرون: مع اقتراب كأس العالم هل لديك فريق مفضل؟
الأسد:
في هذه الظروف، نعم، ففريقي المفضل هو الجيش السوري الذي يحارب الإرهابيين.
الصحفية:
هل لديكم أي فريق بريطاني مفضل؟
الأسد:
لا، فأنا لا أتابع ذلك.
السؤال الحادي والعشرون: أنتم في حالة حرب منذ سبع سنوات، ما الذي تفعلونه لتفريغ شحنات التوتر؟ هل لديكم أي هوايات؟
الأسد:
الرياضة، وهي ليست هواية، بل إنها أصبحت جزءاً من نظامي الصحي، وجزءاً من عملي اليومي، لأن الصحة مهمة جداً كي يستمر المرء في نشاطه، ولذلك لا أستطيع أن أنظر إليها كتسلية، ليس هناك وقت أو مزاج للتسلية، إنك تعيشين مع الحرب والقتل والإرهاب، وبالتالي فقد أصبحت هذه الهواية الوحيدة التي تحولت إلى عادة، قد تكون عادة يومية، كلما أتيح الوقت لذلك، وهذا يعتمد على الظروف.
السؤال الثاني والعشرون: زوجتك تحمل الجنسية البريطانية، وقد عشت في لندن لعدة سنوات، هل ثمة شيء تفتقده بشكل خاص من الأيام التي عشتها هناك؟
الأسد:
لقد عشت في لندن ودرست كطبيب، لا يمكن أن تعيشي في مدينة دون أن تشعري بأن ثمة علاقة خاصة مع تلك المدينة أو مع الناس الذين تعملين معهم بشكل يومي، وبالتالي فإنك تفتقدين ربما هذه العلاقة، لكنك أحياناً تعيشين شيئاً من التناقض، حيث أن المدينة نفسها التي تحبين هي البلد نفسه الذي يهاجم بلادك، وهذا ليس جيداً.
الصحفية: شكرا جزيلا لكم سيادة الرئيس.
==========================
 
الصحافة الروسية والفرنسية :
 
سفوبودنايا بريسا :مخاوف موسكو من خضوع الأسد لأمريكا
 
https://arabi21.com/story/1100414/صحيفة-روسية-تكشف-مخاوف-موسكو-من-خضوع-الأسد-لأمريكا#tag_49219
 
نشرت صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية تقريرا حول مفاوضات بين وفد حكومي أرسله رئيس النظام السوري بشار الأسد وبين سياسيين أكراد، ومخاطر ذلك على نفوذ روسيا في الشرق الأوسط.
 وقال تقرير الصحيفة الذي نشرته وكالة "روسيا اليوم": "منذ عدة أيام، أرسل الأسد وفدا رسميا إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، مكلفا بالتفاوض مع سياسييهم".
وأضافت الصحيفة: "كان يمكن القول إن هذه العملية إيجابية، لولا أنها تهدد روسيا بخسائر فادحة في منطقة الشرق الأوسط. الحقيقة هي أن السلام المقترح في سوريا مبني على الشروط الأمريكية".
وبرأي الصحيفة، فإن "دمشق مدعوة لقبول جميع شروط الجانب الكردي، الذي يعتمد في جميع مساعيه الدبلوماسية بشكل كامل على الرعاة الأمريكيين".
ورغم قول التقرير إنه "لا أحد ينوي الاعتراف بسيادة الكيان الكردي، ولا حتى الولايات المتحدة"، إلا أنه "لم يلغ أحد الحكم الذاتي، وعلى الأرجح، هذا ما تريد الولايات المتحدة تحقيقه على المدى القصير. ففي المستقبل، سيؤدي هذا بالضرورة إلى تنفيذ السيناريو العراقي. فالحكم الذاتي الكردي سيعلن عاجلا أم آجلا استقلالا كاملا، وسيظهر رغبة في التوحد مع كردستان العراق".
وترى الصحيفة أن هذا السيناريو "سيشكل كارثة جيوسياسية عظيمة على المستوى الإقليمي، الأمر الذي سيجعل العملية العسكرية الروسية في سوريا بلا معنى".
وترى الصحيفة أيضا أن "ما يناسب روسيا خيار مختلف تماما، وهو أن تبقى سوريا موحّدة تحت قيادة الأسد أو سياسيين مؤيدين للأسد، والأكراد كأحد أكبر القوى في سوريا يحصلون على تمثيل حقيقي في السلطة، وبذلك يمكنهم التأثير على الوضع في جميع البلاد وفي المناطق ذات الغالبية الكردية"، لتصل إلى القول: "لكن كل شيء يجري الآن في طريق آخر".
ولاستكمال الصورة، التقت الصحيفة مع الخبير الأسترالي ريتشارد فرانك، الذي "بدا واثقا"، بحسب قوله "من أن أطرافا عدة تشارك في هذه المفاوضات. فالولايات المتحدة وحلفاؤها في الفترة الأخيرة يميلون إلى الإجراءات الدبلوماسية". ولمّا سألته "على أي شروط يمكن أن تبدأ التسوية السلمية؟"، أجاب: "يجب على الأسد أن يحترم المبادئ الديمقراطية للمعارضة. تريد الأحزاب السياسية في شمال سوريا أن يتم الاعتراف بحقوق الأكراد والآخرين من قبل النظام، سياسيا، وهذا يفترض تغييرات كبيرة، سوف تصبح سوريا إما فدرالية، أو سيكون على الأسد أن يعترف بالاستقلال العملي لروغافا أو روغ آفا"، وهو المصطلح الذي يعني "غرب كردستان"، أي المناطق التي تعدّ كردية من وجهة نظر الأحزاب الكردية الطامحة لإنشاء كيان كردي في سوريا.
ويضيف: "إذا تم استيفاء هذه الشروط، ولم يحاول الأسد التدخل في شؤون المنطقة، فمن المرجح أن يحل دبلوماسيون قريبا محل العسكريين، وتتوقف القوات الأجنبية عن المشاركة في القتال في سوريا. حسب علمي، بعض السياسيين في الولايات المتحدة دعوا منذ فترة طويلة لمثل هذه الفكرة، ويبدو الآن أنهم بدأوا ينجحون، بدأوا يعملون. هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن توقف هذه العملية. ولكن إذا اتبع الأسد استراتيجية تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة وبلدان التحالف، فإنه يمكن أن يحقق نجاحا".
==========================
 
صحيفة روسية تتحدث عن إمكانية قبول الدول العظمى بدولة كردية في سوريا
 
https://eldorar.com/node/122917
 
الدرر الشامية:
تحدثت "سفوبودنايا بريسا" الروسية عن إمكانية قبول الدول العظمى بتأسيس دولة كردية داخل سوريا، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا.
وقال الكاتب الروسي زاؤور كاراييف، في مقالٍ بالصحيفة: "لا أحد ينوي الاعتراف بسيادة الكيان الكردي، ولا حتى الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن أحدًا لم يلغ الحكم الذاتي، وعلى الأرجح، هذا ما تريد الولايات المتحدة تحقيقه على المدى القصير".
وأضاف "كاراييف": "في المستقبل، سيؤدي هذا بالضرورة إلى تنفيذ السيناريو العراقي، فالحكم الذاتي الكردي سيعلن عاجلًا أم آجلًا استقلالًا كاملًا وسيظهر رغبة في التوحد مع كردستان العراق".
ورأى الكاتب أن الكيان الكردي "سيشكّل كارثة جيوسياسية عظيمة على المستوى الإقليمي، الأمر الذي سيجعل العملية العسكرية الروسية في سوريا بلا معنى".
وأكد أن "ما يناسب روسيا خيار مختلف تمامًا، هو أن تبقى سوريا موحدة تحت قيادة الأسد أو سياسيين مؤيدين للأسد، والأكراد كأحد أكبر القوى في سوريا يحصلون على تمثيل حقيقي في السلطة وبذلك يمكنهم التأثير على الوضع في جميع البلاد".
يشار إلى أن "نظام الأسد" أرسل الأسبوع الماضي وفدًا رسميًّا إلى المناطق التي يسيطر عليها ميليشيات "سوريا الديمقراطية - (قسد)" مكلفًا بالتفاوض مع السياسيين الأكراد، للوصول إلى حل بشأن مناطقهم.
==========================
 
صحيفة إسبانية تكشف حقيقة مواجهة إيران وروسيا في سوريا
 
https://arabi21.com/story/1100573/صحيفة-إسبانية-تكشف-حقيقة-مواجهة-إيران-وروسيا-في-سوريا#tag_49219
 
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تضارب مصالح كل من روسيا وإيران في سوريا، وتشير إلى أن "كل طرف منهما يسعى إلى تعزيز وجوده وحماية مصالحه على حساب الطرف الآخر".
وترى الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن العلاقة بين إيران وروسيا تأزمت بعد احتفال بشار الأسد بالانتصارات التي حققها في الحرب التي دامت لنحو ثماني سنوات".
وتضيف: "منذ عدة أشهر تضاربت المصالح الإيرانية الروسية في سوريا، علما بأن هذين الطرفين يدعمان الحكومة السورية عن طريق تمويلها بالمال والعتاد العسكري والجنود، في حربها المزعومة ضد المعارضة وتنظيم الدولة على حد السواء. وقد اشتدت حدة المنافسة بين روسيا وإيران بعد توقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية".
"الحياد الإيجابي"
وأضافت الموندو أن إسرائيل "لن تسمح مطلقا بتمركز إيران أو حلفائها، على غرار حزب الله اللبناني، بالقرب من أراضيها؛ وهو ما جعلها تطلق سلسلة من الهجمات العسكرية على بعض المواقع الإيرانية في سوريا".
وأوردت الصحيفة أن ما سمته "الحياد الودي" الذي انتهجته موسكو بشأن الأزمة بين إسرائيل وإيران، "لم يرق كثيرا لطهران، وقد التزمت روسيا الحياد في الوقت الذي باشرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ العقوبات الاقتصادية ضد إيران، بذريعة الخطر الذي يمثله التواجد الإيراني في سوريا. وقد تجلى استياء طهران من الحياد الروسي من خلال ردود أفعال العديد من الأطراف الإيرانية على دعوة الزعيم الروسي لبشار الأسد إلى عدم الإبقاء على الوجود العسكري الإيراني في سوريا خلال لقائهما في مدينة سوتشي".
غضب إيراني
وتستدل الصحفية على الغضب الإيراني بتصريحات للأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، قال فيه "إيران ستلعب دورا مهما في سوريا لحماية مصالحها الوطنية من جهة، والمساعدة على تحقيق الأمن في سوريا من جهة أخرى"، مضيفا أن "إيران تدخلت في سوريا بناء على طلب رسمي من دمشق".
وأكدت الصحيفة أن "ردود الأفعال المتشنجة تدل بشكل واضح على تصادم مصالح الدول التي ساهمت في إشعال فتيلة الصراع السوري، وأدت إلى سفك دماء مئات الآلاف من السوريين، وتسببت في أزمة اللاجئين التي لم يسبق لها مثيل".
وتتابع: "من المفارقة أن تتقارب وجهات نظر روسيا وإيران إثر انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي"، حيث تنقل عن الأستاذ في جامعة طهران محمد ماراندي،  قوله إنه "كلما ساءت علاقة إيران مع الجانب الغربي، أصبحت أفضل حالا مع كل من روسيا والصين. ولكن العداوة بين موسكو وطهران لا تزال مستمرة على الأراضي السورية".
كما تشير الصحيفة إلى أن بعض وسائل الإعلام والشخصيات الإيرانية "الى هيمنة المصالح الروسية على مشروع إعادة إعمار سوريا"، حيث نوه موقع "تبناك" الموالي للقائد السابق لحرس الثورة الإسلامية، محسن رضائي، وقال إنه "تم استبعاد الشركات الإيرانية بشكل جزئي من عملية إعادة الأعمار والاستثمار في سوريا بناء على اتفاق بين القيادة الروسية والسورية، كما برزت العديد من الأصوات في إيران المنادية بضرورة الحصول على تعويضات على الأموال التي دعمت بها طهران الأسد والأرواح الإيرانية التي أزهقت في الحرب السورية".
نظام الأسد استفاد
 وأوضحت الصحيفة أن النظام السوري "تعلم كيفية الاستفادة من الأزمات المتصاعدة بين حليفيه إيران وروسيا"، مضيفة: "لا يزال الأسد في حاجة إلى كلا الطرفين وهو ما جعله يتصرف حسب الظروف والتغييرات. فعلى سبيل المثال، تحالف الأسد مع الجانب الإيراني ضد "الغزو" التركي، بعد أن سمحت روسيا لتركيا بمهاجمة منطقة عفرين الشمالية الغربية في كانون الثاني/ يناير".ولكن استفاد النظام السوري من النجاح التركي في إضعاف القوى الكردية، المنافسين المحتملين لدمشق في المستقبل. وقد يستفيد الأسد قريبا من التحالف الروسي الإسرائيلي، الذي سيكون على حساب المصالح الإيرانية.
وتختم الصحيفة تقريرها بما نقلته عن وكالة "أسوشيتد برس"، التي قالت إن "الوساطة الروسية تعمل على إبعاد القوات الإيرانية وحزب الله من الحدود السورية مع إسرائيل. وقد جاءت هذه المبادرة الروسية مقابل توقف إسرائيل عن تمويل المعارضة والجماعات الجهادية، وهو ما سيساعد الجيش السوري على التقدم بشكل أسرع. خلال الأسبوع الماضي، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن رغبته في أن يتواجد السوريون فقط في المنطقة الجنوبية المحاذية للأردن وإسرائيل، ما من شأنه أن يفشل التطلعات الإيرانية المستقبلية".
==========================