الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 11/3/2018

سوريا في الصحافة العالمية 11/3/2018

12.03.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة الالمانية والبريطانية :  
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: ترامب منح الأسد وروسيا رخصة لمواصلة قتل السوريين
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منح نظام الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا "رخصة مفتوحة" لمواصلة قصف الأطفال بغاز الكلور، وقصف المستشفيات والجرائم الأخرى.
تصريحات الصحيفة جاءت تعليقاً على كلام لترامب في 22 فبراير الماضي، قال فيه: إن "المصلحة الوحيدة للولايات المتحدة في سوريا، من وجهة نظري، هي التخلص من داعش وعودة القوات إلى ديارها".
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، أنه على الرغم من قرب مرور 30 يوماً على قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار، فإن القوات الروسية والسورية تواصل قصفها بلا هوداة في أكثر الهجمات الدموية وأشدها وحشية.
وذكرت أن تلك القوات تسعى إلى السيطرة على الغوطة الشرقية بطرد مقاتلي المعارضة السورية، مشيرة إلى حصار قرابة 400 ألف مدني منذ 2013.
الصحيفة لفتت أيضاً إلى مقتل عشرات الأشخاص كل يوم، قائلة: "الأربعاء (الماضي) وحده شهد مقل 93 مدنياً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى تقارير تؤكد استهداف المستشفيات والمدارس واستخدام غاز الكلور، واصفة إياه بـ"جرائم حرب".
وفي تعليق على قبول نظام الأسد وروسيا لهدنة تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية، قالت إنه تأكيد آخر أن نظام الأسد وروسيا "لا يرغبان بتنفيذ أية من قرارات الأمم المتحدة".
ورغم استمرار القصف فإن الصحيفة ترى أن "هناك أملاً بألَّا يستمر إفلات نظام الأسد من العقاب"، فمنذ 2011 قامت لجنة تابعة للأمم المتحدة بجمع الأدلة على جرائم الحرب في سوريا لعرضها على مجلس حقوق الإنسان.
وتضمن تقريرها الأخير، الذي يغطي الفترة من يوليو حتى يناير الماضيين، تفاصيل "مروعة" حول القصف الذي تتعرض له الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام السوري وروسيا.
ويقول التقرير إنه إضافة إلى جريمة الحصار الذي تعيشه الغوطة، فإن جرائم الحرب الأخرى منتشرة، بما في ذلك استخدام الأسلحة المحظورة، والهجمات ضد الأهداف المدنية، والتجويع الذي يؤدي إلى سوء التغذية الحاد، والحرمان الروتيني من عمليات إجلاء المرضى.
وأشار إلى أنه "في الثامن من نوفمبر تم قصف ثلاث مدارس من الجو، وقُتل وجرح المئات من العاملين في المجال الطبي خلال غارات جوية، وصارت النساء يلدن في منازلهن".
ووثق تقرير اللجنة التابعة للأمم المتحدة استخدام غاز الكلور ثلاث مرات ضد مقاتلي المعارضة، كان آخرها استخدام مبيد آفات يحوي على الفوسفور.
وقالت الصحيفة تعليقاً على التقرير: إنها "فظائع لم تستدع رد ترامب، كما حصل العام الماضي، عندما قصف بالصواريخ المطار الذي انطلقت منه الطائرات التي قصفت خان شيخون بغاز الكلور".
وبحسب تقرير اللجنة الأممية، فإن القوات الروسية استهدفت المدنيين بما يرقى إلى جرائم حرب؛ ففي الثالث عشر من نوفمبر الماضي شوهدت طائرة روسية تقوم بسلسلة ضربات جوية على السوق الرئيسية ومنازل في بلدة الأتارب بمحافظة حلب، ما أدى إلى مقتل 84 شخصاً على الأقل، بينهم ست نساء وخمسة أطفال.
==========================
كرستيان سينس مونيتور :لماذا يرفض السوريون في الغوطة الشرقية المغادرة
دومينيك سوغل، وسكوت بيترسون – (كرستيان سينس مونيتور) 5/3/2018
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
إذا كان الخوف الكبير من العنف الجاري عنصراً يمنع المدنيين من الاقتراب من الممر المخصص للخروج، فإن هناك عقبات أكبر تتمثل في انعدام الثقة -في نظام الأسد وداعميه الروس.
*   *   *
بازل، سويسرا، وإسطنبول- جاء الأمل إلى منطقة الغوطة الشرقية السورية المحاصرة في الخامس من آذار (مارس)، حين دخلت أول قافلة مكونة من 46 شاحنة تحمل إمدادات غذائية وإنسانية للمرة الأولى في أسابيع إلى الجيب الذي يسيطر عليه الثوار.
ولكن، قبل أن تتمكن قافلة الأمم المتحدة من العبور، أمر المسؤولون السوريون بإنزال 70 في المائة من الإمدادات الطبية، كما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء: منها أدوية معالجة الصدمة ومعدات جراحية وطبية أخرى، والتي يمكن أن تساعد نحو 400.000 من السكان المحاصرين على تدبر الأمور مع أسبوعين من القصف المتواصل الذي نفذته طائرات النظام وروسيا.
في داخل الغوطة الشرقية -الضاحية الدمشقية حيث يبدو أن وقف إطلاق النار الذي أقرته الأمم المتحدة لمدة أسبوع غير موجود- تواصلت الغارات الجوية وقصف المدفعية، حتى خلال تسليم المساعدات، مما حال دون تفريغ بعض الشاحنات. ومع الإبلاغ عن مقتل أكثر من 50 شخصاً في يوم الاثنين وحده، ارتفعت حصيلة القتلى خلال الخمسة عشر يوماً الماضية لتصل إلى 700. وذكر تلفزيون الدولة أن هجوماً برياً شنته قوات النظام تمكن من استعادة 40 في المائة من الجيب في الأيام الأخيرة، في ما يبدو أنه محاولة لانتزاع آخر معاقل الثوار قرب العاصمة السورية.
وفي تصريحات بثها تلفزيون الدولة يوم الأحد الماضي، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن القتال ضد الإسلاميين في الغوطة الشرقية لن يتوقف، وإن "الغالبية" من سكانها "يريدون الخروج من تحت كنف الإرهابيين". وأضاف أن التقارير عن الأوضاع الإنسانية الصعبة هي "كذبة سخيفة جداً".
على الرغم من الحجم الموجع للجوع والحرمان، يقول سكان الغوطة الشرقية إنهم لا يرون منطقاً في المغادرة، ويفضلون المخاطرة بالتعرض للمزيد من هجوم النظام على الخروج إلى المجهول، وربما مواجهة انتقام النظام. وهو خيار يقول الكثير عن حرب الدولة السورية الوحشية بعد سبع سنوات من بدئها، وعن سمعة النظام العنيف المتهم بشكل متكرر بارتكاب جرائم حرب والمعروف بممارسة الانتقام.
إذا كان الخوف العام من العنف الجاري يشكل عنصراً يمنع المدنيين من الاقتراب من الممر المخصص للخروج، فإن انعدام الثقة يشكل حاجزاً أكبر أمام المغادرة. ويقول عامر زيدان، عامل الإغاثة السوري الملتحي الذي يقوم كل يوم بتسليم الطعام والمياه للملاجئ في الأقبية: "إن الممر الوحيد المتاح للخروج من الغوطة هو ممر الموت".
وقال زيدان لهذه الصحيفة في سلسلة من الرسائل الصوتية: "حتى لو كان النظام جاداً، فإننا لا نستطيع أن نثق به. إنك لا تستطيع أن تثق بالقتلة الذين يقتلون الرجال والنساء والأطفال والشيوخ على أساس يومي. في اللحظة نفسها التي يقولون فيها إن هناك ممراً إنسانياً مفتوحاً، تقوم الطائرات بإسقاط القنابل".
خضعت الغوطة الشرقية لسيطرة الثوار المناهضين للنظام منذ العام 2012، وحاصرتها قوات الحكومة منذ العام 2013، وكانت موضعاً للهجوم المعروف في ذلك العام بالأسلحة الكيميائية، بغازات السارين والكلورين، الذي قتل المئات وكاد يدفع الرئيس الأميركي في ذلك الوقت، باراك أوباما، إلى توجيه ضربات عسكرية ضد النظام.
أوصلت قافلة يوم الاثنين نحو 5.500 من حزم الطعام لحوالي 27.000 شخص، فيما كان "خطوة أولى إيجابية"، كما قال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر، روبرت مارديني، في تصريح له. وأضاف: "لكن قافلة واحدة، مهما كانت كبيرة، لن تكون كافية أبداً بالنظر إلى الأوضاع الإنسانية القاسية ونقص المواد الذي يواجهه الناس".
وفي تغريدة له على "تويتر"، كتب سجاد مالك، الممثل القُطري للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في سورية: "لقد أوصلنا أكبر قدر نستطيعه من المواد وسط القصف". وجاءت تغريدته وسط تقارير أفادت بأن القافِلة أُمِرت بعد وقت من حلول الظلام بالعودة قبل أن تتمكن من تفريغ كامل حمولتها من المساعدات.
ويوم الاثنين أيضاً، هدمت غارتان جويتان المبنى الذي كانت تحتمي في طابق التسوية فيه نعمة محسن، الطالبة السابقة في جامعة دمشق. وقالت نعمة بعد ذلك إن الحادث "كارثة كاملة"، وإن أفراد عائلتها عانوا من "إصابات طفيفة"، قبل أن يفقد هاتفها الإشارة مرة أخرى. وكانت قد قالت لهذه الصحيفة في الأسبوع الماضي أن المناطق المدنية تُستهدف "بكثافة كبيرة جعلت حتى الخطوط الأمامية تبدو آمنة بالمقارنة".
وقالت وكالة الأنباء العربية السورية التابعة للدولة يوم الاثنين، إن 15 مدنياً أصيبوا بجراح بسبب قذائف الهاون القادمة من الغوطة الشرقية. وقالت إن القصف ضرب مستشفى تشرين ومستشفى الشرطة في ريف دمشق.
بالنسبة لزيدان، ثمة عدد لا يحصى من الأمثلة المستمرة على معاناة السكان الشديدة. ويحكي عن أم تتضرع إلى الأطباء والممرضين لكي لا يطيلوا حياة ابنها المصاب بجروح خطيرة، وتقول لهم: "دعوا ابني يموت بسلام. لا أريده أن يتعذب أكثر من هذا"، لأنها تعرف أنهم يفتقرون إلى الوسائل لإنقاذ حياته.
ويتحدث زيدان أيضاً عن اثنتين من النساء الحوامل تحتميان في الطابق السفلي من مبناه، واللتين عانتا من الإجهاض بسبب الضغط العصبي والحبس. كما أن الغذاء نادر جداً حتى أنه يتم تخصيص أقل من نصف كيلوغرام من الأرز لعشرة أشخاص في اليوم، كما يقول زيدان. ويجب أن يظل العديدون بلا طعام لستة وثلاثين ساعة في المرة الواحدة.
مع ذلك، غامر قلة من سكان الغوطة الشرقية بالمغادرة -إذا فعل أحد ذلك من الأساس. ويقول زيدان: "لم يتم تطبيق وقف إطلاق النار. بل على العكس من ذلك، كان هناك تصعيد. تخيل أن الروس، الذين قتلت طائراتهم الأطفال على مدى السنوات الثلاث الماضية، هم الضامنون للعائلات التي تغادر الغوطة الشرقية. كيف يمكن لهذا أن يعمل؟".
يحتمي سكان الغوطة الشرقية بالمدارس والمساجد والأقبية والملاجئ المؤقتة تحت الأرض، والتي كثيراً ما انهارت عليهم خلال القصف. بل إن البعض حفروا لأنفسهم خنادق فردية تشبه القبور في محاولة لتجاوز أسوأ جولات القصف.
ثغرة في وقف هدنة الأمم المتحدة
من جهته، دعا بانوس مومتزيس، منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، الفصائل المتحاربة إلى احترام وقف إطلاق النار الذي أقرته الأمم المتحدة. وقال في تصريح يوم الأحد الماضي: "بدلاً من التوقف القصير الذي نحتاجه بشدة، لا يمكننا الاستمرار في رؤية المزيد من الاقتتال، والمزيد من الموت، والمزيد من التقارير المقلقة عن الجوع وتعرض المستشفيات للقصف. إن هذا العقاب الجماعي للمدنيين غير مقبول ببساطة".
مع ذلك، فإن قرار وقف إطلاق النار الذي مرره بالإجماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم 24 شباط (فبراير) والذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية لمدة 30 يوما لضمان "وقف إنساني دائم" عبر كامل البلد، لا ينطبق بوضوح على الهجمات التي تُشن ضد تنظيم القاعدة والجهاديين الآخرين.
وكان البيت الأبيض قد وجه اللوم عن مذبحة الغوطة الشرقية إلى سورية وداعمها العسكري الرئيسي، روسيا. وفي أقوى بيان له حتى الآن عن الغوطة الشرقية، اتهم البيت الأبيض سورية وروسيا بتجاهل هدنة الأمم المتحدة والهدنة التي أعلنتها روسيا نفسها "وقتل المدنيين الأبرياء تحت ذرائع كاذبة بمكافحة الإرهاب".
وكانت الغوطة واحدة من أربع مناطق تهدئة تم إنشاؤها في أيار (مايو) 2017 في صفقة توسطت فيها روسيا وتركيا وإيران لخفض الأعمال العدائية. لكن دمشق وموسكو تعتقدان أن الاتفاق يستثني الفصائل المتطرفة الموجودة في الغوطة الشرقية.
وتعتبر الفصائل المهيمنة في الغوطة الشرقية، "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" إسلامية في منظورها، وهي متهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، لكنها شاركت أيضاً في محادثات السلام السابقة. كما أن هناك تواجداً لتحالف جهادي يقوده التابع السابق لتنظيم القاعدة في سورية أيضاً، وإنما بأعداد أصغر، ويقال أن المجموعات الأخرى عرضت طردهم من المنطقة خلال المفاوضات.
لكن أياً من ذلك لا يُحدِث أي فرق بالنسبة للمدنيين في الغوطة الشرقية، الذين كانوا هدفاً للمنشورات التي تسقطها عليهم طائرات النظام، والتي تهدف إلى الضغط عليهم لمغادرة الجيب المحاصر.
ويشرح أحد المنشورات الخطط لـ"خروج آمن"، مع رسم بياني توضيحي يُظهر منطقتين للتجمع الآمن، واحدة في حي عربين والأخرى في بلدة دوما. وفي شمال شرق دوما تقع نقطة عبور الوافدين، التي كانت منذ وقت طويل بوابة لعبور بضائع محدودة إلى المنطقة المحاصرة في مقابل رشاوى هائلة، والتي أصبحت الآن مخصصة كممر آمن.
"وثيقة استسلام" لا يوثق بها
ويقدم منشور آخر إرشادات خطوة بخطوة عن كيفية الاقتراب من المعبر، ويقول للسكان إن عليهم أن يحملوا وثيقة هوية وأن يتقدموا ببطء، رافعين المنشور بيد وجاعلين اليد الأخرى مرئية فوق رؤوسهم أو تحمل طفلاً، كل ذلك بينما يتّبعون تعليمات قوات الأمن المتمركزة في المعبر.
ويقول نص المنشور: "إننا نضمن عودتكم إلى منازلكم بعد القضاء على الإرهاب". ويتردد هذا الوعد أجوفَ بالنسبة لسكان دوما من أمثال سميرة، التي ترى أن هذا المنشور هو مجرد سلاح آخر في الترسانة الهائلة التي يتم استخدامها ضد معقل المعارضة في الغوطة.
سميرة، وهي أم، تقول إنها أمضت الكثير من وقت الهجوم فوق الأرض، في جزء منه لكي تستطيع الإسراع بابنتها الحامل إلى المستشفى لتضع حملها عندما يحين الوقت، وفي جزء آخر للتقليل من مشاكل التنفس في الأماكن الضيقة: "النظام يستخدم هذه المناشير كجزء من حربه النفسية ضدنا".
وتضيف سميرة التي تحدثت إلينا عبر الهاتف: "يزعم النظام أن وثيقة الاستسلام هذه هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يُخرج الشخص المحاصر من جحيم الحصار وإلى جنة النظام. لكننا لم نر أو نسمع حتى الآن عن أحد خرج بهذه الطريقة.
ويقول عامل إغاثة آخر، وجيه محمد، إن الشارع الذي يفضي إلى الممر الإنساني يتعرض للقصف المستمر ونيران القناصة. ويتحدث أيضاً عن المخاوف من تكرار ما حدث في حلب؛ حيث ترافقت عمليات الإخلاء بالعنف المميت بينما تستولي القوات الموالية للنظام على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في كانون الأول (ديسمبر) 2016.
وحصدت تلك الحملة مئات الأرواح، ويخشى سكان الغوطة الشرقية مواجهة مصير مشابه بينما تكسب القوات الموالية للنظام الأرض، ويجد المئات منهم أنفسهم مجبرين على الانتقال أعمق إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
ويقول محمد: "يمكن أن تنجح هدنة فقط إذا ضمنها المجتمع الدولي -فرنسا، وبريطانيا والولايات المتحدة- وليس واحدة تقصف فيها طائرات الضامن المدنيين".
مسير خطر إلى وجهة بلا يقين
يلاحظ الناشط الإعلامي سامي الشامي، أن الممر "الآمن" بعيد عن مناطق المدنيين على أي حال، وسوف يتطلب الوصول إليه سيراً طويلاً، حيث يكون المرء عرضة للقصف والقنابل. وينطوي الوصول إلى الممر على "مخاطرة أمنية كبيرة"، كما قال لهذه الصحيفة بواسطة وسيلة للتواصل الاجتماعي. وأضاف: "يخشى الناس أن يحدث لهم ما حدث في شرق حلب، حيث يكونون عرضة للاستهداف على طول الطريق".
وتقول سميرة إنها تأمل بأن يتم تطبيق وقف حقيقي لإطلاق النار وبأن يُرفع الحصار عن الغوطة الشرقية إلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي شامل. لكن السكان يستسخفون منطق المغادرة تحت القصف الكثيف، ليعودوا فقط إلى حظيرة الحكومة التي هاجمتهم لسنوات. وتضيف سميرة: "الناس يخافون أن يعاملهم النظام كإرهابيين، وأن يعتقلهم وينتقم منهم".
وتضيف: "يعتبر سكان الغوطة الشرقية دخول قوات النظام من دون حل سياسي بمثابة موت أكيد، خاصة الشباب. يريد الناس لهذه الحرب أن تنتهي وأن تنتهي معها حكومة بشار الأسد".
==========================
واشنطن بوست :إنقاذاً للسوريين.. دعوا الأسد يخرج منتصراً!
تاريخ النشر: الأحد 11 مارس 2018
ماكس بوت*
الهجوم المتواصل الذي تشنه القوات العسكرية للرئيس السوري بشار الأسد، على ضاحية الغوطة الشرقية في العاصمة دمشق، يمثل جريمة حرب، إذ أدت إلى مصرع أكثر من 900 مدني حتى الآن. وفي حين أنه قد تسهل إدانة هذه «الحملة الوحشية»، كما فعل البيت الأبيض، إلا أنه يصعب معرفة ما يجب عمله حيالها، خصوصاً أن قرار وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة، سيجري تجاهله كما هو متوقع، وأن قافلة الإغاثة الإنسانية الصغيرة التي تمكنت بالكاد من الوصول إلى هناك في نهاية المطاف، لن تكفي وحدها لوقف المذبحة أو لتلبية احتياجات السكان المنهكين جراء الحصار والحرب.
في عام 2012، انضممت إلى كثيرين آخرين في الدعوة إلى قيام الولايات المتحدة بفرض منطقة حظر جوي، لوقف انهمار «البراميل المتفجرة» البربرية من جيش الأسد على المدن والأحياء المدنية السورية، وتقديم المساعدات لـ«الجيش السوري الحر» بغية تمكينه من الإطاحة بنظام الأسد. لقد كان من الممكن أن يكون الكثير من الناس الذين ماتوا آنذاك مازالوا على قيد الحياة حتى اليوم، لو كان باراك أوباما استمع لتلك الدعوة التي كان يمكن أن تمنع حدوث كارثة استراتيجية وإنسانية ما تزال متواصلة في سوريا إلى اليوم.
ومع أنني كنت على حق قبل ست سنوات، إلا أنني لم أعد أعتقد أن هذه النصيحة يمكن أن تكون منطقية الآن. ويرجع ذلك لحقيقة أن روسيا تدخلت في سوريا عام 2015، وأن الولايات المتحدة، لا تستطيع مهاجمة طائراتها من دون المخاطرة بنشوب حرب بينهما. فبفضل المساعدات الروسية والإيرانية، لم يعد الأسد على حافة الهزيمة، بل بات موقفه أكثر استقراراً ورسـوخاً من أي وقــت مضى، ولن يمضي وقت طـويل قبـل أن يعيـد غـزو معظم أجـزاء سوريا.
استخدام القوة الجوية الأميركية لمساعدة أهالي الغوطة المحاصرين قد يجعلنا نشعر بالرضا، لكنه لن ينقذ الأرواح. حتى لو تمكنا من إسقاط طائرة روسية -وهو احتمال مشكوك فيه- فإن القوات الموالية للنظام، ستلجأ ببساطة لاستخدام المدفعية، وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة لإسقاط المدينة، ولن يؤدي التدخل الأميركي في مثل هذه الحالة إلا إلى إطالة أمد معاناة أهل الغوطة الشرقية.
وبعد طول تفكير، خلصت - للأسف الشديد- إلى أن طريقة إنقاذ الأرواح هي ترك الأسد يكسب القتال، وأن يتم ذلك بأسرع ما يمكن. فمدينة حلب كانت عبارة عن مسلخ بشري في عام 2016، أما الآن، وبعد أن سقطت في أيدي قوات الأسد، فإننا رأينا صوراً لسكانها وهم يتجولون في الحديقة العامة التي أعيد بناؤها. إنه لشيء رهيب بالطبع أن يعيش سكان الغوطة تحت حكم الأسد، لكنهم على الأقل أحياء.. فالعيش تحت حـكم الطغيان أفضل بالنسـبة لهم من حـرب غير مجدية ولا نهـاية لها.
ويوماً ما كنت أتعاطف مع الخطة التي طرحها «كينيث بولاك»، زميل «معهد أميركان إنتربرايز»، لمساعدة جماعات التمرد السورية على استنزاف الإيرانيين والروس. أما الآن فلا أرى أن مثل هذه الخطة يمكن أن تفيد في شيء. فمثل هذه المساعدات تكون منطقية عادة عندما يكون لدى المتمردين، كما كان الحال في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، فرصة واقعية للخروج منتصرين. أما الآن فلا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام السوريين كوقود للمدافع، في صراع يدور بين قوتين عظمى، وعندما لا يكون لديهم أمل في النصر.
ومع ذلك فإن هذا لا يعني أنه لا يوجد شيء يمكن للولايات المتحدة القيام به. فما زال بإمكانها أن تحاول المساومة مع موسكو، لكبح وحشية الأسد مقابل إنهاء معارضة الولايات المتحدة لنظامه، كما يمكنها المحافظة على مبدأ تحريم استخدام أسلحة الدمار الشامل.
في أبريل الماضي، أطلق الرئيس دونالد ترامب صواريخ كروز ضد مطار سوري رداً على هجوم بغاز السارين من قبل قوات الأسد. هذا العام، كان هناك ما لا يقل عن سبعة تقارير حول قيام الأسد باستخدام غاز الكلور، ولم يحدث شيء حتى الآن. يجب على ترامب شن غارات جوية ضد الوحدات السورية المسؤولة عن ذلك، لكنه لن يفعل الشيء الكثير للتخفيف من الفظائع الكبرى التي ترتكب في الصراع.
إن أهم شيء يمكن للولايات المتحدة عمله الآن، هو الوقوف إلى جانب شركائنا الأكراد والعرب، في «قوات سوريا الديمقراطية» التي حررت شمال شرق سوريا من تنظيم «داعش». من المعروف في هذا السياق أن الأكراد يسيطرون على حوالي 25٪ من الأراضي السورية، وأن هناك وجودا عسكريا أمريكيا يبلغ قوامه 2000 فرد، لتقديم المساعدة لهم، والحيلولة دون عودة «داعش».
الحكومة التركية ليست راضية عن هذا الأمر، لذلك أرسل الرئيس رجب طيب أردوغان الجيش التركي، بالتعاون مع حلفاء سوريين، لمهاجمة بلدة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد في شمال غرب سوريا. فأردوغان لا يرى فرقاً بين الأكراد السوريين المنضويين في «وحدات حماية الشعب»، والأكراد الأتراك الأعضاء في «حزب العمال الكردستاني» الذين طالما اعتبرهم مخربين محليين وأعداء لدودين.
على ترامب أن يبرم صفقة مع أردوغان، تقوم بموجبها «وحدات حماية الشعب» بقطع الدعم عن «حزب العمال الكردستاني»، مقابل انسحاب الأتراك. وطالما التزمت «وحدات حماية الشعب» بهذه الصفقة، فإن الولايات المتحدة ستظل تواصل استخدام قوتها الجوية ومستشاريها للدفاع عن الجيب الكردي السوري الواقع إلى الشرق من نهر الفرات، تماماً كما فعلت بعد حرب الخليج عام 1991 للدفاع عن الأكراد العراقيين. لم تكن تركيا سعيدة بهذا القرار آنذاك، لكنها عرفت أنه بإمكانها التعايش مع حكومة إقليم كردستان، والتعامل معها بسلاسة تجارياً.
إن ترك الأسد يسيطر على ثلاثة أرباع سوريا، سيكون حبة دواء كالعلقم يتعين ابتلاعها. فهو ليس مجرم حرب فحسب، وإنما يمثل تهديداً لإسرائيل أيضاً، وطالما ظل في السلطة فإن إيران ستحاول إقامة قواعد عسكرية لها في سوريا.
إسرائيل تستطيع أن تدافع عن نفسها بالطبع، أما نحن فأهدرنا أفضل فرصنا للإطاحة بالأسد في عهد أوباما. والآن ليس أمامنا من خيار سوى القبول بالحقيقة القاسية، وهي أن الأسد سينتصر، وأن نحاول في الوقت ذاته، التخفيف من بعض أسوأ التجاوزات التي ارتكبت خلال حكمه الدموي.
*زميل رفيع المستوى لدراسات الأمن القومي بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
==========================
نيويورك تايمز : تقترح تدخل العرب وليس ترمب لوقف مذبحة الغوطة
قالت نيويورك تايمز إنه ومع فتور العلاقات بين واشنطن وموسكو، فإن أفضل ما يمكن أن يفعله الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف نزيف الدم في سوريا هو أن يطلب من القادة العرب الذين سيلتقيهم هذا الشهر استخدام نفوذهم لدى روسيا بأن تتحرك لتحقيق ذلك.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها أن ترمب ظل صامتا بشأن المذابح التي ترتكب في الغوطة الشرقية، رغم زعمه السابق أن علاقاته الوثيقة بروسيا -رغم تدخلها في الشؤون الأميركية- هي جزء من نهج جديد للعمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الأمن القومي الأميركي.
وأشارت إلى أن ترمب كان في بداية رئاسته العام الماضي يلقي المسؤولية على الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في استمرار استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية، واعتبره "فاشلا" في تنفيذ تهديده عندما وضع خطا أحمر للأسد عام 2013.
وقالت إن ما اتضح حاليا هو أن ترمب شن ضربته الصاروخية على خان شيخون قبل 11 شهرا إما بدون تخطيط أو بدافع أن يكون مختلفا عن أوباما، لأن الأسد استمر في استخدامه الأسلحة الكيميائية، وبحجم أكبر وأكثر تعقيدا، مما قبل ضربة خان شيخون، دون أن يحرك ترمب ساكنا ضده.
ودافعت نيويورك تايمز عن أن العمل العسكري لم يكن في أي يوم من الأيام علاجا للحروب، وكان أحيانا خيارا خاطئا، مضيفة أن كلا من أوباما وترمب مخطئان؛ فالأول اعتمد بشكل شبه كامل على الدبلوماسية، بينما اعتمد الثاني بشكل شبه كامل على القوة، مؤكدة أن التهديد الصادق باستخدام القوة يجعل الدبلوماسية وسيلة أكثر فاعلية.
المصدر : نيويورك تايمز
==========================
الصحافة العبرية :
معاريف : حرب مع إيران قد لا تتعارض مع مصالح روسيا
قال كاتب إسرائيلي بصحيفة معاريف إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد لا يدعم نشوب مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران، لكنه قد لا يصاب بالصدمة لو اندلعت، وهذا تقدير بعكس النظرية الرائجة، لأن الثابت اليوم أن اندلاع حرب ضارية بين إسرائيل من جهة، وإيران وسوريا وحزب الله من جهة أخرى، قد لا يتعارض مع المصالح الروسية، بل ربما يخدمها.
وأضاف حاييم تومار، في مقال ترجمته "عربي21"، أن العديد من المحللين والخبراء، منهم إسرائيليون، تحدثوا في الآونة الأخيرة عن عدم وجود رغبة روسية باندلاع مواجهة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا فيما تسمى الجبهة الشمالية، على اعتبار أن بوتين يركز جهوده في دعم نظام الأسد، وبذل جهوده في تصفية ما تبقى من معاقل المعارضة الإسلامية في دمشق وشمال سوريا.
وهناك من رأى أن موسكو معنية بتثبيت تواجدها العسكري في سوريا؛ تمهيدا لنشر المزيد من قواتها المسلحة في الشرق الأوسط بأسره، بل إن هناك من ذهب بعيدا في القول إن بوتين ليس معنيا بالمس بقوة إسرائيل في ظل علاقاته الطيبة مع نتنياهو، ورغبته بأن يظهر الزعيم العالمي الوحيد الذي يحظى بالثقة من طهران ودمشق وتل أبيب في الوقت ذاته، ولذلك فهو ينسق مع الأخيرة، ويمنحها حرية الحركة العسكرية لسلاحها الجوي في أجواء سوريا.
واستدرك الكاتب بأن تقديرا جديدا بدأ يسود الأوساط السياسية والعسكرية والإستراتيجية في تل أبيب، مفاده أن رغبة موسكو بأن تعود مجددا قوة عسكرية عالمية، أسوة بالولايات المتحدة والصين، يجعل من اندلاع مواجهة عسكرية ضارية بين إسرائيل وحلفاء موسكو في المنطقة، خاصة دمشق وطهران، أمر لا يتعارض مع المصالح الروسية، بل قد يتفق معها.
وأضاف: صحيح أن بوتين لن يدفع باتجاه الحرب، لكنه في حال اندلعت لن يفعل ما يوقفها ويكبح جماحها، وقد يستغل التواجد العسكري الروسي في المنطقة للمس بالولايات المتحدة وحلفائها، ومنهم إسرائيل.
وأوضح أن هذا التقدير الإسرائيلي الجديد يقف على قدمين: أولهما عودة بوتين لاستخدام وسائل عسكرية خشنة، دون تلقيه ردا مضادا من الطرف الآخر، وثانيهما ذلك التوتر المتنامي بين روسيا والولايات المتحدة عبر عدة مجالات وقضايا، وعلى رأسها عودة سباق التسلح وتجدد أجواء الحرب الباردة.
 وختم بالقول: هناك توقع في حال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا أو حزب الله، بأن تستغل روسيا هذا الحدث بالطلب من حلفائها توجيه رسالة قوية عبر ساحة المعركة ضد إسرائيل، مفادها أنه في عصر المعارك في ظل العولمة فإن شركاء روسيا سيخرجون من أي مواجهة وأيديهم هي العليا.
==========================
جيروزاليم بوست :هرتسوغ: عالجنا أكثر من 5 آلاف سوري في مستشفيات اسرائيل
اعترف زعيم المعارضة في الكنيست الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ضمنيا بمعالجة الالاف من جرحى الجماعات الارهابية المسلحة السورية في مستشفيات الكيان على مدى سنوات الحرب في سوريا.
وفي مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم شدد هرتسوغ على "ضرورة أن ترفع إسرائيل عينيها عن حدودها ومصالحها، وتعترف بوجود بعد إنساني وليس استراتيجي فقط للأزمة السورية" حسب تعبيره، معربا عن "فخره" إزاء "تلقي أكثر من خمسة آلاف سوري مريض ومصاب وصلوا إلى حدودنا العلاج في مستشفياتنا بالعناية الكبرى ليعودوا (إلى سوريا) دون أي مؤشرات على أنهم كانوا في إسرائيل".
وتاتي تصريحاته هذه تاكيدا لما كانت تذكره وسائل اعلام اسرائيلية بين الحين والاخر من معالجة عناصر من الجماعات الارهابية المسلحة المناوئة للدولة السورية في مشافي الكيان.
وذكّر السياسي الإسرائيلي أنه دعا في بداية الأزمة عام 2011 المجتمع الدولي إلى الرد على ما وصفه "تصرفات الأسد" ودعم "المعارضة المعتدلة"، لكن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أفلتت هذه الفرصة، مما أدى إلى تداعيات خطيرة، حسب قوله.
وتباكى على الجماعات الارهابية التي تلفظ انفاسها الاخيرة في الغوطة الشرقية معتبرا "أن العالم يقف لفترة أطول من اللازم مكتوف الأيدي أمام معاناة المدنيين وقتل الأبرياء في سوريا، بالرغم من تواجد القوات الأكثر فعالية في العالم، وخاصة الأمريكية، على مقربة مباشرة".
واعتبر هرتسوغ أن الولايات المتحدة تنظر بتحفظ كبير إلى سيناريو التدخل العسكري واسع النطاق، في ظل تجاربها السابقة في عمليات كهذه لكن "الدرس الذي استخلصناه من سوريا هو أنه لابد من الزعامة الأمريكية، وحين تتراجع أمريكا يملأ الفراغ اللاعبون الذين لا يشاطروننا قيمنا ومصالحنا المشتركة".
واعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية أنه لا بديل لروسيا كطرف في التسوية السورية وعلى موسكو وواشنطن التعاون في هذا المجال، لأجل حل الأزمة السورية بشكل مستدام، مع حماية المدنيين ومنع إيران ووكلائها من استخدام هذه البلاد كقاعدة عسكرية، وهذا يتوقف على تولي الولايات المتحدة وحلفائها الدور الرئيسي دبلوماسيا وعسكريا في الأزمة، حسب تعبيره.
==========================
الصحافة التركية :

تقويم :ارتباك حزب الاتحاد الديمقراطي أمام القوات المسلحة التركية
حسن بصري يالتشين – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
مع بدء عملية عفرين بدأت التوقعات حول الأسلوب الذي سيعتمده حزب الاتحاد الديمقراطي في المواجهة ضد القوات المسلحة التركية، وكانت التوقعات صحيحة لأن حرب المناطق المسكونة -حرب الشوارع- أصبحت المنفذ الوحيد للتنظيمات الإرهابية، وحزب الاتحاد الديمقراطي سيميل للمواجهة من خلال اللجوء إلى هذا الأسلوب في مركز مدينة عفرين، لم تصل القوات التركية إلى مركز عفرين بعد، لكن يمكن القول إن عناصر الحزب فقدوا كثيراً من طاقتهم أثناء المواجهات خارج مدينة عفرين.
كما كان من المتوقع أيضاً أن يلجأ عناصر الحزب إلى استخدام أسلوب الكر والفر تجاه القوات المسلحة التركية، لأن مجرد مبادرة الحزب باستخدام الأساليب التقليدية سيكون عملاً غير عقلاني على الإطلاق، لكن مع استمرار عملية عفرين ازدادت التفاصيل وضوحاً، حيث ظهر جليا أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يستطيع إدارة هذه الفترة بشكل عقلاني، إذ دفعه الارتباك إلى استخدام أساليب ومناطق ستسهل تقدم القوات المسلحة التركية.
وبغض النظر عن حرب الشوارع إن أردنا وصف الأسلوب الذي يعتمده الحزب يمكن القول إنه -الحزب- يعاني من ارتباك على الصعيد الاستراتيجي والتكتيكي واللوجستي، على سبيل المثال من المؤكد أن الحزب يريد السيطرة على بعض المناطق، ويسعى للدفاع عن عفرين وما حولها من مناطق أخرى، لذلك يشعر بصلة تجاه جميع المناطق معاً، إذ تمركز في جميع القرى والقمم وحفر الخنادق وأنشأ الملاجئ في جميع المناطق تقريبا، لكننا رأينا أن هذه المراكز قابلة للهدم من خلال القصف المدفعي والجوي في غضون ساعتين، وبذلك ظهر أن الإدارة الصادرة عن هذه المراكز لا تبدي أي تأثير في ساحة المعركة، في الواقع كان من المفترض أن يتردد عناصر الحزب في مواجهة القوات المسلحة التركية، لكن قد تكون بعض الدوافع المعنوية والتحريض السياسي أظهرت تأثيراً على عقيدة الحزب مما دفعه إلى التخطيط ضد القوات التركية، أو أن ذلك كان بتأثير كمية ونوع الدعم المقدم له، قد يكون الحزب قام بتنمية ثقته الذاتية بشكل مبالغ نتيجة حصوله على دعم لوجستي كبير من قبل أمريكا، كما أنه حصل على مساعدات من قبل المهندسين الغربيين والجنود الأمريكيين في مجال التدريب والأدوات التكنولوجية، وربما تم إنشاء هذه المراكز بالاستشارة مع الجنود المعتادين على الأساليب التقليدية في القتال، ومن المحتمل بشدة أنها أُنشئت على أيدي المهندسين الغربيين، لأنها تبدو مثل المراكز المنشأة بناء على نية الخوض في حرب تقليدية وليس بمجرد الاعتماد على مهارة تنظيم إرهابي، وبذلك يكون الحزب قد فقد أحد أهم الخاصيات التي يتوجب وجودها في تنظيم إرهابي.
استبعد الحزب أسلوب الكر والفر المعروف بمرونته في التحرك، لكن ذلك لا يعني أنه يمكن غض النظر عن هذه المسألة بشكل كامل لأن البعض من عناصر الحزب ما زالوا يلجؤون لأسلوب الكر والفر بدوافع اعتيادية.
يوجه الحزب هجماته من هذه المراكز وينسحب عند سقوطها، ربما يختار الحزب هذه المراكز لأنها تبدو محمية وذات قدرة على التحمل، لكن في الواقع لا تبدي هذه المواقع أي فائدة أمام الأسلحة الثقيلة التي تستخدمها القوات المسلحة التركية.
على العكس تماما إن أسلوب التمركز يتسبب في الحد من حركة عناصر الحزب، لأن طريقة نصب الفخ تكون هامة خلال جميع أنواع المعارك، وإن كان الفخ مرتبطاً بمركز ما فذلك يعني أن هذا الفخ قد فقد طاقته ومرونته، وإن مدى حماية المركز لا تعوض الخسائر الواقعة، حزب الاتحاد الديمقراطي في الواقع عبارة عن تنظيم إرهابي، لكنه يعتقد أنه أصبح دولةً، ولذلك يلجأ إلى أساليب قتال ستؤدي إلى خسارته، في حين يمكنه إخضاع أساليبه لتقييمات أكثر واقعية، وعندما يدرك الحزب هذه الأخطاء سيكون الوقت متأخراً بالنسبة إليه، وستكون القوات المسلحة التركية قد وصلت إلى أبواب مركز مدينة عفرين.
جاءت الأخبار الأخيرة مشيرةً إلى أن الحزب سيوجه قسماً كبيراً من قواته الموجودة في شرق الفرات إلى عفرين، وذلك يوضّح أن الحزب لم يستوعب الوضع بعد، ويعتقد أنه يستطيع تأسيس التوازن التقليدي من خلال زيادة عدد الإرهابيين في عفرين، لكن في الواقع ستزداد خسائر الحزب مع ازدياد العدد.
==========================
موقع خبر 7 :متى حاربت الولايات المتحدة داعش!
طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس
لم تتمكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من وقف عملية غصن الزيتون، التي تستهدف حزب العمال الكردستاني. ومع اقتراب العملية ضد منبج، عادت للجوء إلى ذريعة تنظيم داعش.
تقول البنتاغون إن غصن الزيتون تعرقل مكافحة داعش، فمتى حاربت الولايات المتحدة داعش في سوريا أو العراق؟
- داعش هو تنظيم تأسس على يد الولايات المتحدة. هذا ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنفسه. كما تذكرون عندما انتقد ترامب سياسة أوباما تجاه سوريا، اعترف بأن الأخير هو من أسس داعش.
- سيطر دعش على جزء كبير من بالعراق في يونيو 2014، وفي سبتمبر من العام نفسه أسست الولايات المتحدة التحالف الدولي لمكافحة داعش.
- احتكرت الولايات المتحدة مكافحة داعش عبر التحالف الدولي. مثلًا لم تدعُ تركيا للمشاركة في عملية تحرير الموصل خلال أكتوبر 2016.
- بنت واشنطن سياساتها في سوريا والعراق على خطة مثيرة للشبهة أسمتها "مكافحة داعش"، ووضعت على رأس هذه الخطة حزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابي، فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا.
- ذريعة مكافحة داعش كانت خطوة من أجل شرعنة حزب الاتحاد الديمقراطي. وبهذه الذريعة سلّحت الحزب ودعمته سياسيًّا، ومهدت الطريق أمام احتلاله الكثير من المناطق.
- بدأت المرحلة الأولى من المشروع في عين العرب عام 2014، بقتال زائف، أظهرت الولايات المتحدة فيه حزب الاتحاد الديمقراطي بطلًا في مواجهة داعش.
- نفذت واشنطن عملية الموصل بذريعة مكافحة داعش، وقُتل في المدينة أكثر من خمسة آلاف مدني. بعد ذلك فتحت ممرات ليتمكن  مقاتلو داعش من الفرار إل مناطق أخرى.
- وبذريعة مكافحة داعش أيضًا أدخلت الولايات المتحدة في يونيو 2016 حزب الاتحاد الديمقراطي إلى منبج في سوريا. كما سلمت في العام نفسه مدينة تل أبيض إلى الحزب.
- وفي أكتوبر 2017 نفذت واشنطن عملية الرقة بحجة مكافحة تنظيم داعش مجددًا. خرج التنظيم من المدينة ودخلها حزب الاتحاد الديمقراطي. ثم تبين أنه لم يكن هناك مكافحة لداعش في الرقة، لأن مقاتليه غادروا مع أسلحتهم بالحافلات تحت إشراف الحزب. وأثبتت المشاهد المصورة أن الطرفين كانا يتعاونان ولا يقتتلان.
- بعد مسرحية الرقة أعلنت الولايات المتحدة النصر على داعش، وتطهير سوريا منه. لكن النصر لم يدم طويلًا، لأن تركيا أطلقت عملية عفرين ضد حزب الاتحاد الديمقراطي، وهنا عاد داعش للظهور فجأة بعد أن أعلنت البنتاغون قبل أشهر القضاء عليه نهائيًّا. وبدأت واشنطن تقول إن غصن الزيتون تشتت التركيز على مكافحة داعش.
- تبين مجددًا أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يقاتل داعش في دير الزور عام 2017، حين أظهرت صور الأقمار الصناعية مواقع الحزب والتنظيم جنبًا إلى جنب، قرب قاعدة أمريكية.
- عادت البنتاغون لانتقاد عملية غصن الزيتون، حيث أعلنت أن مكافحة داعش في سوريا توقفت بسبب توجه مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي إلى عفرين، في مسعى لإظهار تركيا على أنها قوة تعرقل المكافحة المزعومة لتنظيم داعش.
==========================
الصحافة الالمانية والبريطانية :

دير شبيغل: موسكو وراء زيارة حزب "البديل" الألماني المتطرف لنظام الأسد
كشفت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية أن رحلة "البروباغندا" للسياسيين السبعة للحزب اليميني الشعبوي المتطرف "البديل من أجل ألمانيا" إلى سوريا، تم التحضير لها بمساعدة من موسكو.
وذكرت الصحيفة، استنادًا إلى معلومات أمنية، أن الاتصال والتنسيق بخصوص الزيارة حصل أوائل شهر فبراير خلال رحلة قام بها وفد من البديل إلى شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا. يضاف إلى ذلك صور اللقاء مع مفتي سوريا، بدر الدين حسون، الذي هدد عام 2011 أوروبا وأميركا بهجمات للخلايا النائمة، وقال حينها "سنرسل المفجرين الانتحاريين والذين هم بالفعل بينكم إذا ما قصفت دمشق ولبنان، من الآن وصاعدا، العين بالعين والسن بالسن".
وشكلت الصور التي وضعها أعضاء الوفد الألماني على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عامل اشمئزاز للكثيرين، إذ يحاول أعضاء حزب اليمين الشعبوي من خلال تعليقاتهم وصورهم إعطاء انطباع بأن سوريا بلد آمن يمكن لجميع اللاجئين العودة إليه. وهذا ما حدا في وقت سابق من هذا الأسبوع بالمتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان زايبرت، للقول من برلين لهؤلاء الذين يسايرون النظام في سوريا بأنهم يستبعدون نفسهم لكي يكونوا مؤهلين للعمل السياسي، مضيفا أن النظام يظهر كل يوم كم هو غير إنساني ومن أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يتحمل مسؤولية العنف والقتل في حلب وإدلب والغوطة. وكان للخارجية الألمانية موقف بشان الزيارة واعتبرت أن أعضاء وفد البديل لم يطلعوا الوزارة على الزيارة مسبقا.
وكان خبير الاستخبارات باتريك سينسبيرغ، المؤيد لحزب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والذي ينتمي إلى هيئة الرقابة البرلمانية في البوندستاغ التي تشرف على عمل أجهزة الاستخبارات الفدرالية، شجع في حديث مع صحيفة "هاندلسبلات"، أمس الجمعة، جهاز الاستخبارات الفيدرالي على مراقبة الاتصالات الخارجية لحزب البديل، بعدما تبين أن الأخير أصبح أحد الأذرع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وأضاف: بعد الزيارة سيكون من مهمة الاستخبارات الألمانية التعاون مع أجهزة دول أخرى، معتبرا أن أجزاء من بنية البديل يمكن اعتبارها مناهضة للدستور وتصرفاته يجب أن تكون لها عواقب.
كذلك، اعتبر خبير الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي، رولف موتسنيش، أن الزيارة تندرج في إطار استراتيجية محددة لتعويم نظام الأسد ومؤيديه، فيما اعتبر مسؤول حقوق الإنسان في كتلة الاتحاد المسيحي، ميشائيل براند، "اللقاءات مع مسؤولي النظام بالمثيرة للاشمئزاز وبأنه لقاء مع زمرة من القتلة"، مضيفا أن الوفد أساء إلى سمعة ألمانيا وتسبب بالإهانة إلى ضحايا الحرب الوحشية.
==========================
الغارديان :ما الفرق بين غاز الأعصاب بسالزبري وطائرات الدرون بسوريا؟
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للصحافي سايمون جينكنز، يقول فيه إن طالبا بريطانيا من كارديف، اسمه رياض خان، قتل في سوريا في 2015، بقنبلة من طائرة دون طيار تابعة لسلاح الجو الملكي، وربما يتم التحكم بها من لينكولنشاير.
 ويشير الكاتب إلى أن "تقريرا لمجلس العموم تقبل بعد ذلك بأنه كان (يخطط ويحرض) على هجمات إرهابية في بريطانيا، لكن لم يكن بالإمكان اكتشاف كم كانت تلك الهجمات قريبة أو تستند إلى أساس قانوني للقتل, وقتل زميله البريطاني جنيد حسين في غارة بطائرة أمريكية دون طيار, وبعد سنتين قتلت أرملة جنيد سالي جونز, وابنها البالغ من العمر 12 عاما".
 ويقول جينكنز إنه "لم تكن هناك محاكمة لمواطنين بريطانيين قبل إعدامهم على أرض أجنبية، وقتلتهم السلطة التنفيذية لأنهم يشكلون تهديدا للأمن القومي، إذا افترضنا أن أحدهم في موسكو نظر بالأسلوب ذاته للجاسوس الروسي سيرغي سكريبال".
 ويلفت الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن وزير الخارجية بوريس جونسون ألمح هذا الأسبوع إلى أن بريطانيا ضحية "أفعال حرب" روسية، لا سيما هجمات إلكترونية، وألمح إلى أنه إن ثبت أن للكرملين يدا في محاولة اغتيال سكريبال فإنه "سيعيد النظر في العقوبات".
 ويعلق جينكنز قائلا إنه "محق في أن قتل أي شخص في شوارع بريطانيا شيء سيئ، وإن صادقت عليه دولة أجنبية فهو باللغة الدبلوماسية أمر (غير مقبول)، لكن القتل جريمة ضد شخص، ومن السخيف أن تخلط مع أفعال الحرب".
 ويبين الكاتب أنه "من الواضح أن كلا من خان وحسين ارتكبا أعمالا همجية في سوريا، وكانا يخططان لارتكاب جرائم إرهابية في بريطانيا، لكن لم يكن هناك ما يشير إلى أن قتلهما كان هو الطريق الوحيد لمنع وقوع المزيد من الجرائم، ويبدو أن زوجة حسين كانت سيئة على إعلام التواصل الاجتماعي، لكن بريطانيا ليست في حرب مع سوريا أكثر من كون روسيا في حرب مع بريطانيا".
 ويجد جينكنز أن "قيام الحكومات بقتل الناس حول العالم دون الرجوع للقضاء هو انتهاك للقوانين الدولية كلها، وحتى لو لم يكن بالإمكان فعل الكثير تجاه ذلك".
 ويستدرك الكاتب بأن "قيام الحكومة البريطانية بقتل مواطنيها دون محاكمة يتعارض مع ماغنا كارتا (ميثاق الحريات والحقوق السياسية الذي حصل عليه البارونات الثائرون من الملك جون، ملك إنجلترا عام 1215)، وعندما صادق الرئيس باراك أوباما على إعدام المواطن الأمريكي الذي كان يروج لتنظيم القاعدة أنور العولقي، تسبب ذلك بغضب بصفته اعتداء على الحرية الأمريكية، وادعى أوباما أن العولقي (يشكل تهديدا مستمرا ومباشرا للأمريكيين أو مصالحهم)، والنتيجة كانت سنوات من الخلاف القانوني، ودعم القضية كل من اتحاد الحريات المدنية الأمريكية وصحيفة (نيويورك تايمز)".
 ويفيد جينكنز بأنه "لم يكن هناك احتجاج في بريطانيا على مقتل خان وعائلة حسين، مجرد تمتمة من المعارضة، وكل ما قيل لنا إن هناك 21 جواز سفر تم سحبها من بريطانيين لم تذكر أسماؤهم، ربما لتركهم عرضة لغارات الطائرات دون طيار، وهذا يشير إلى أن وزارة الداخلية تتفق على أن جواز السفر يجب أن يمنح الشخص حماية قضائية، وغياب أي حوار قانوني حول استخدام الطائرات دون طيار هو مؤشر على شعور بالذنب في الحكومة".
ويتساءل الكاتب قائلا: "هل تظهر هذه الشكوك في وزارة الدفاع؟ في كانون الأول/ ديسمبر شجع وزير الدفاع غافين ويليامسون على استخدام الطائرات دون طيار لقتل البريطانيين المنحازين للجانب الخطأ في حروب الشرق الأوسط كلهم، ومعنى ذلك أن البريطانيين في الخارج لا يمكنهم اعتبار أنفسهم محصنين من القتل خارج نطاق القانون من حكومتهم إن لم توافق على نهجهم، فهل هذا يشمل أفراد العصابات الفارين إلى كوستا برافا؟".
 ويرى جينكنز أن "كلا القصتين قد تقع في تصنيف الزلازل الخفيفة التي لا تؤدي إلى وفاة عدد كبير، لكن ما لا يمكن الدفاع عنه هو النفاق على الجانب البريطاني، فكلا الحالتين تعكسان عنجهية السلطة عندما تأخذ القانون بيديها".
ويقول الكاتب: "أتخيل فلاديمير بوتين وبلاطجته الجواسيس المرتدين، مثل سكريبال (أعداء للدولة) أينما عاشوا، وكون سكريبال استفاد من عملية تبادل عملاء لم يكن ذلك ليؤثر على ما يبدو أنها حالة ثأر، ولم يكن على بوتين سوى أن يومئ ليصبح سكريبال هدفا، ولهذا ليس من المفيد الرد على استعراض عضلاته بكلام وزير الدفاع المنمق في البرلمان، فمقعد في إحدى حدائق ساليزبري ليس كاحتلال بولندا".
ويضيف جينكنز: "بالمقارنة، فإن القتل عن طريق الطائرات دون طيار أكثر بكثير، وبريطانيا ليست مهددة من سوريا أو العراق، وقد قصفنا تلك البلدان بناء على طلب أمريكا، ونفعل ذلك بدلا من الالتزام بقوات برية مكلفة، وإن كان ذلك يعني تدمير بناية سكنية كاملة (على كل من فيها) لقتل قناص واحد فليكن، فبالنسبة للحكومة البريطانية لم يكن الجنود البريطانيون على الأقل عرضة للخطر، ويقدر بأن 6 آلاف مدني قضوا في قصف التحالف على مدى الثلاث سنوات الماضية فقط".
ويستدرك الكاتب قائلا: "أشعر بأن الفرق بين سوريا وسالزبري محزن أكثر، فالأمر هو أننا ننظر للقتل من الجو على أنه أكثر (شرعية) من القتل على الأرض، فاستخدام الطائرة دون طيار أنظف، وحتى لو تسببت بمقتل الأبرياء؛ لأنه يمكن دائما إلقاء اللوم على خلل تقني للمقذوفات التي تخطئ هدفها، والقتل من الجو مقبول أكثر من المذابح على الأرض، التي يرتكبها (الإرهابيون)، وفي الواقع عدنا إلى الحكمة القائلة إن الكلاشنكوف هو طائرة (B-52) للفقير، و(هي قاذفة قنابل استراتيجية استخدمت في القصف العنقودي في حرب فيتنام)، لكن الكلاشنكوف أكثر دقة وكذلك الغاز الروسي السام، ولو استخدمت روسيا طائرة بريطانية دون طيار ضد سكريبال قد تكون تسببت بأضرار للكاثدرائية في سالزبري تشبه الأضرار التي لحقت في مواقع تاريخية قديمة في العراق".
 ويختم جينكنز مقاله قائلا إن "بريطانيا أنفقت خلال ثلاث سنوات ونصف فقط مبلغ 1.75 مليار في قصف تنظيم الدولة، وتكلفة القنابل وحدها وصلت إلى 268 مليونا، وهو أكثر مما أنفقته كمساعدات إنسانية في العراق، وهذه الطائرات دون طيار دخلت الحرب منذ 10 سنوات؛ لأنها تعد خالية من المخاطر(بالنسبة لنا)، ولا تظهر هذه الطائرات احتراما للقانون.. وهي سياسة خارجية لأصحاب الأمراض النفسية، وبالمقارنة يبدو بوتين في سالزبري ضعيفا".
==========================