الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 11/1/2020

سوريا في الصحافة العالمية 11/1/2020

12.01.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي

 
الصحافة الامريكية :
  • ستراتفور وتايمز: هذه لعبة النفس الطويل التي تريدها إيران
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/9/سليماني-أميركا-إيران-الشرق-الأوسط-العراق-العقوبات
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس :الهجوم الإيراني يوفّر لترامب مخرجاً للهروب من التصعيد
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=139b12bay328929978Y139b12ba
  • معاريف :زئير الأسد
https://alghad.com/زئير-الأسد/
 
الصحافة الروسية :
  • كوميرسانت :فرصة روسيا الشرق أوسطية
https://arabic.rt.com/press/1075000-فرصة-روسيا-الشرق-أوسطية/
 
الصحافة الامريكية :
ستراتفور وتايمز: هذه لعبة النفس الطويل التي تريدها إيران
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/9/سليماني-أميركا-إيران-الشرق-الأوسط-العراق-العقوبات
اتفقت اثنتان من وسائل الإعلام الغربية البارزة على أن إيران لن تتخلى عن صراعها مع الولايات المتحدة، وستنتهج سياسة النفس الطويل لطردها من منطقة الشرق الأوسط.
وقال موقع ستراتفور الأميركي المتخصص في الاستخبارات الجيوسياسية إنه إذا كان للنظام الإيراني من هدف واحد ثابت منذ العام 1979، فهو البقاء. وقد كان هذا النظام موجودا بشكل أساسي في وضع إدارة الأزمات، سواء كان يقاتل العراق في الحرب الإيرانية العراقية أو يتغلب على العقوبات الأميركية الأخيرة.
واليوم، هناك مسألتان مترابطتان تعتبرهما إيران ضروريتين لبقائها على المدى الطويل وهما: صحتها الاقتصادية وإستراتيجيتها الإقليمية في العراق والشام، وفقا للموقع.
وأردف أن إيران لم يكن لديها خيار سوى الرد علنا على قرار الولايات المتحدة قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، لكنه رجّح أن تعود الآن إلى إستراتيجية "حافة الهاوية المحسوبة" بدلا من الهجمات المباشرة على القوات الأميركية.
لعبة شاملة طويلة الأجل
وأضاف الموقع أن رد إيران كان محدودا لأنها لا تريد أن يؤدي انتقامها إلى تعطيل لعبتها الشاملة الطويلة الأجل في الشرق الأوسط.
وتابع أن إيران تجد نفسها بين حالتين يصعب تحقيق توازن بينهما وهما: الحاجة إلى مواصلة إستراتيجيتها الإقليمية "العدوانية" لمواجهة الولايات المتحدة، والحاجة إلى تخفيف العقوبات من واشنطن في نهاية المطاف.
وأوضح أن طهران ستسعى لتقويض العلاقات الأميركية مع العراق كمرحلة أولى من مراحل سحب القوات الأميركية من المنطقة في نهاية المطاف، لذلك ستحاول إبقاء النزاع محصورا في مسارحها الحالية، مثل العراق.
وبالنظر إلى أن المليشيات العراقية المدعومة من إيران وعدت بردها الخاص على عملية سليماني، وأن السياسيين العراقيين المدعومين من إيران متمسكون بقوة بطرد القوات الأميركية من البلاد، فإن هذا على الأرجح ستتم ترجمته بمزيد من العنف والتصعيد في العراق، وربما في أماكن أخرى قريبة.
مأزق طهران
ولم يستبعد الموقع أن تضع الأولويتان الإيرانيتان -أي ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية والحفاظ على نفوذها في المنطقة- طهران في مأزق، ورجّح أن تختار إيران حاليا التخفيف من وضعها الاقتصادي القاسي من خلال الخضوع لمطالب الولايات المتحدة والانسحاب من الشرق الأوسط الكبير.
ومع ذلك، يعود الموقع ليقول إن الرد الإيراني المحدود على اغتيال سليماني، يوحي بأنها مصممة على مواصلة مسيرتها في إستراتيجية يدفع فيها الضغط المستمر على واشنطن في جميع أنحاء الشرق الأوسط أميركا إلى تخفيف القيود المفروضة على الاقتصاد الإيراني.
وأوضح أن هذا الضغط الإيراني المرجّح على أميركا سيتم من خلال حلفاء طهران ووكلائها الإقليميين، وبذلك يمكن لإيران أن تحافظ على حالة إنكار معقول لأي هجمات تضر بالمصالح الأميركية كجزء من محاولتها تقويض العلاقات الأميركية مع دول مثل العراق.
أهمية تخفيف العقوبات
وقال ستراتفور إن من شبه المؤكد أن إيران لا تريد إثارة حرب مع أميركا الآن أو في المستقبل القريب، لكن إذا لم تخفف واشنطن من عقوباتها الاقتصادية على إيران فستتسبب طهران وحلفاؤها بتكلفة كبيرة على أميركا وحلفائها ومصالحهم المشتركة في الشرق الأوسط.
في السياق نفسه، تقول صحيفة "تايمز" البريطانية إن الرد الصاروخي الإيراني على مقتل سليماني يشير إلى أن إيران ستقاتل على جبهات أخرى، واصفة هذا الرد بالمحاولة المسرحية لتسوية الحسابات مع أميركا.
وأضافت الصحيفة أن الصراع الإيراني مع أميركا لم ينته بعد، لكنه سيتم من قبل إيران دون مواجهة مباشرة، لافتة إلى أن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي عبر عن ذلك حين قال "المهم بالإضافة إلى الانتقام، هو إنهاء الوجود الفاسد للولايات المتحدة في المنطقة".
واستمرت تايمز تقول إن إيران لن تكون راضية حتى تسحب الولايات المتحدة وجميع الدول الغربية قواتها من الشرق الأوسط، ولتحقيق هذه الغاية تعتزم إيران نشر "الجيوش العميلة" التي جندها سليماني ودربها في جميع أنحاء المنطقة، وستكون ساحة المعركة الرئيسية هي العراق. وتحت ستار الانتقام لموت سليماني، تعتزم إيران رفع التكلفة السياسية للبقاء في جوارها.
===========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :الهجوم الإيراني يوفّر لترامب مخرجاً للهروب من التصعيد
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=139b12bay328929978Y139b12ba
بقلم: حيمي شليف*
يشبه دونالد ترامب الولد المشاكس في الصف، والذي يلقي خطاباً في احتفال في مدرسته، والمجتمع الدولي هو أساتذته ورفاقه الذين يتنفسون الصعداء عندما يفاجئهم بمحاضرة منظمة وعاقلة إلى حد ما.
أول من أمس، في واشنطن كان هناك إجماع واسع على أن الهجوم الصاروخي الإيراني الذي لم يوقع إصابات، ووفّر لترامب مخرجاً لتفادي مواجهة عسكرية لا يرغب فيها، لكن نظراً إلى أننا نتحدث عن ترامب، يجب أن ننتظر حتى نهاية خطابه إلى الأمة للتأكد من أنه مقتنع بذلك.
غني عن القول إنه حتى عندما يحقق ترامب التوقعات، فإنه يفعل ذلك على طريقته. لقد وقف في المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض وإلى جانبه جماعة متجهّمة من الوزراء والجنرالات، بينهم نائبه مايك بنس، والذين بدوا وكأنهم طغمة عسكرية (Junta) في أميركا الجنوبية.
يجب أن نعترف بأن خطاب أول من أمس كان نوعاً من اللحظات التي يجب أن نشكر الله على أن ترامب هو الرئيس وليس أوباما. لو كان أوباما هو الرئيس الذي تجاهل الاستفزاز الإيراني الواضح الذي تجاوز خطاً أحمر وضعه ترامب ضد الهجوم على جنود أميركيين في العراق قبل ساعات معدودة، ولم يتطرق إلى وقاحة تجرؤ الإيرانيين على إطلاق صواريخ باليستية لأول مرة على الجيش الأميركي، لكان اليمين في الدولة صنّفه كعضو في تنظيم «الإخوان المسلمين» ووصفه بأنه انهزامي.
في الخلاصة، صحيح حتى الآن أن ترامب يستطيع أن يسجل لنفسه إنجازاً حسناً، ويستطيع العالم أن يتنفس الصعداء على الأقل في الوقت الحاضر. فقد ضربت الولايات المتحدة ركناً أساسياً للنظام الإيراني وخرجت سالمة.
أظهرت إيران أنها لا تخاف من النار - ولا تخاف من رئيس أهوج مثل ترامب - وأنها مستعدة لتحطيم كل القواعد قبل أن تفكر في الخضوع. ادّعى الإيرانيون أنهم قاموا بضربة ساحقة، وتحدثت تقارير، على طريقة «صوت العرب» من القاهرة [التي كانت تضخم خسائر إسرائيل في حرب حزيران 1967]، عن سقوط عشرات القتلى. ترامب لم يُعِر هذه التقارير أي أهمية، والطرفان خرجا راضيين.
سواء أكان الإيرانيون يمتلكون صواريخ دقيقة إلى حد أنهم يستطيعون أن يكونوا واثقين بأنها لن تصيب أحداً، أم أن آلهة الحظ هي التي حمت الأميركيين، لأنها لم تكن مقتنعة بأن ساعة الحرب قد حانت، فإن رد طهران المدروس سمح لكل الأطراف بالنزول عن الشجرة العالية التي صعدوا إليها. إذا صدق منتقدو ترامب الذين يدّعون أن اغتيال سليماني كان خطوة متسرعة أوقعت الرئيس في ورطة كبيرة، فإن الإيرانيين هم الذين زودوه بحبل الخلاص، على الأقل حتى الآن.
أراد ترامب أن يمسك بالعصا من طرفيها. من جهة، أعلن عن زيادة حدة العقوبات واستمرار سياسة «الضغط الأقصى» على طهران، على الرغم من حقيقة أنها حققت حتى الآن نتائج معاكسة وجعلت إيران أكثر عدائية مما كانت عليه. ومن جهة ثانية، دعا ترامب آيات الله إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، على الرغم من أن إلغاء الاتفاق السابق في أيار 2018 هو الذي دفع الدولتين إلى الصدام.
في القدس، من دون شك تسارع النبض عندما أسرف ترامب في مديح صفقته. مؤيدو ترامب ومنتقدوه متفقون على أن الاتفاق الذي وقّعه أوباما كان الأرضية للمواجهة الحالية.
يعتقد منتقدو الرئيس أن قراره الانسحاب من الاتفاق حشر طهران في الزاوية، وجعلها أكثر تطرفاً في عملياتها في المنطقة، وأدى في نهاية المطاف إلى تجديد محاولة الحصول على سلاح نووي. يعتقد مؤيدوه، وبينهم بنيامين نتنياهو، كما ادّعى ترامب في الأمس، أن توقيع الاتفاق وليس التخلي عنه هو الذي شجع إيران على تعميق عدوانها الإقليمي. وبحسب قولهم، قدّم الاتفاق لها أموالاً طائلة لتمويل مؤامراتها - بينها الحصول على صواريخ قصيرة المدى كتلك التي أُطلقت على القواعد في العراق، بينها مواقع للجنود الأميركيين.
يمكن القول إن خطاب ترامب رسم نهاية بداية المواجهة الأميركية - الإيرانية المحتدمة، لكن ليس بالضرورة بداية النهاية. الرأي العام الإيراني، الذي ذُعر من اغتيال سليماني، والذي توحد بغضب في مواجهة الإدارة الأميركية، يمكن أن يكشف الفجوة الكبيرة بين تصريحات آيات الله المتغطرسة بشأن الضربة الكبيرة التي تلقاها الأميركيون، وبين بيان البنتاغون عن عدم وقوع إصابات، والجمهور الإيراني يمكن أن يطالب بتفسيرات.
كما أوضح خامنئي، أول من أمس، لا تعتبر طهران إطلاق الصواريخ نهاية الأمر. وخطتها التنكيد على حياة الجنود الأميركيين المنتشرين في العراق بوساطة الميليشيات الشيعية التي تحت تصرفها، لا تزال قائمة وتنطوي على مواجهة مستقبلية شبه أكيدة.
لم تتراجع إيران عن تخليها عن القيود التي بقيت من الاتفاق النووي، وإذا سرّعت مشروعها النووي فعلياً، فإنها قد تدفع إلى رد عسكري كثيف من جانب الولايات المتحدة.
أيضاً التهديدات العلنية التي جاءت أول من أمس من الحرس الثوري إزاء حلفاء الولايات المتحدة في الخليج الفارسي لا تنبئ بالخير وتفتح الباب أمام إساءات فهم خطرة.
تلك هي نقاط الخلاف المعروفة، لكن يجب أن نضيف إليها كل الاستفزازات الشخصية التي تبدو غير مهمة، لكن يمكن أن يتعامل معها ترامب كذريعة للحرب.
يكفي أن يسخر خامنئي من ترامب على تويتر، أو يسخر منه أحد الديمقراطيين على الفيسبوك، كي يشعل غضبه ويدفعه إلى الانتقام. مع ترامب لا يمكن أبداً أن نعرف. لذلك، حتى بعد التهدئة أمس، فإن الطريق لا تزال طويلة كي نستطيع النوم بهدوء.
 
عن «هآرتس»
===========================
معاريف :زئير الأسد
https://alghad.com/زئير-الأسد/
الون بن دافيد
10/1/2020
انتهت جولة الضربات الأخيرة بين الولايات المتحدة وايران بانتصار اميركي ساحق. فايران المرضوضة بدت في نهاية هذا الأسبوع كمن كان يسعدها الإعلان عن نهاية الجولة ومترددة جدا في ما إذا كان من المجدي لها أن تواصل عمليات الثأر. ولكن فضلا عن الاخراج المبارك لمهندس المحور، فان لتصفية قاسم سليماني قدرة كامنة لان تصبح انعطافة اقليمية. وعن حق جلسوا في الجيش الاسرائيلي ليعيدوا صياغة التقدير الاستخباري للعام 2020. ضمن امور اخرى، يجدر بنا ان نسأل انفسنا اذا لم نكن قد اخطأنا في المبالغة في تقدير ايران.
الكثير من التيجان والاوصاف اطلقت هذا الاسبوع لـ “الشهيد الحي” الذي صمت، معظمها مبررة. فقد كان سليماني المهندس والمقاول للتوسع الايراني. بقدرته الابداعية على جمع المؤهلات السياسية والعسكرية. فقد كان النسغ الذي صان المحور الشيعي في العراق، في سورية، في لبنان وفي اليمن، واطلق الوكلاء ايضا الى افغانستان والى غزة.
كان سليماني من نوع المقاولين الذين يعمدون احيانا على المثول ايضا في موقع العمل، فيزيح جانبا العمال ويمثل لهم كيف يتم العمل. في أيار (مايو) 2018، بعد سلسلة هجمات على مواقع إيرانية في سورية، فوجئوا في اسرائيل برؤية سليماني يقود بنفسه عملية اطلاق رشقة من 32 صاروخا نحو الجولان، أربعة منها فقط نجحت في اجتياز الحدود الى اسرائيل.
فضلا عن تثبيت مكانة ايران كقوة اقليمية، استهدفت جهود قاسم تحصين حزام الردع حول البرنامج النووي الايراني، الذي هو الهدف الاستراتيجي. وقد جمع قدرات في العراق وفي افغانستان بهدف ردع الولايات المتحدة من العمل ضد ايران، وحاول اغلاق طوق خانق حول اسرائيل ايضا.
حيال اسرائيل حقق نجاحان فالقدرات الكبيرة التي زودها لحزب الله ردعت اسرائيل من العمل مباشرة ضد ايران. اما حيال الولايات المتحدة فقد أخطأ في تقدير التصميم الاميركي واتخذ خطوة واحدة أبعد مما ينبغي.
على مدى السنين سار بثقة، رغم المعرفة بان اسرائيل تراقبه، وقدر على نحو سليم بان اسرائيل لن تتجرأ على تصفية الرقم 2 في ايران. في الساحة الاسرائيلية يوجد منذ سنين اجماع على انه يجب وقف نشاط احد الاعداء الالداء والاذكياء ممن قاموا لنا، ولكن الثمن كان رادعا. بعد الاعمال حيال الولايات المتحدة والسعودية في الخليج، والتي بقي بلا جواب، اصبحت ثقته بنفسه مبالغا فيها وكلفته حياته.
في خطوة واحدة نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أن يذكر العالم كله بان الاسد الأميركي الرابض ليس ميتا بل نائم فقط. فالرسالة التي تنطوي عليها التصفية اعمق بكثير من يتجرأ على تصفية شخصية كبيرة جدا في النظام الإيراني يمكنه أن يتجرأ ايضا فيضرب البرنامج النووي. وحسب السلوك الإيراني في الأسبوع الاخير فان هذه الرسالة قد التقطت.
رسالة مهدئة من الولايات المتحدة
استعد الإيرانيون لاطلاق رشقة صواريخ باليستية مع نهاية الجنازة التي لا نهاية لها. ووصل الاخطار الى الولايات المتحدة قبل ساعات من الرشقة، فسارعت الى اخلاء رجالها من القاعدتين في عين الاسد واربيل. ولسبب ما لم يخلِ الأميركيون المروحيات من مطار عين الاسد. من الصعب أن نصدق بان الاستخبارات الإيرانية، بكل قدراتها في العراق، لم تعرف ان الجنود الأميركيين خرجوا من القاعدتين. يحتمل أن يكون هذا ما اراده الإيرانيون: ان يردوا، دون ان يخاطروا برد أميركي آخر.
أطلقوا رشقة مختلطة من صواريخ فاتح 110 دقيقة مع صواريخ قيام غير دقيقة. من اصل 22 صاروخا اطلقت تفكك بعضها في الطريق، اخطأ بعضها هدفه، واصابت 13 منها الهدف، ولكن بالضبط بهدف. أكثر بقليل من 50 % نجاح. صور القاعدة بعد الهجوم تثبت قدرة ايرانية على الضرب لمبنى محدد، وهذا ما ينبغي ان يقلقنا، واختار الأميركيون الا يفعلوا منظومات الدفاع الجوي أو تشويشات الـ GPS، ربما أرادوا ان يعطوا الإيرانيين مجالا للتنفيس.
رغم الدعوات الانفعالية التي خرجت من إيران اثناء جنازة سليماني لم يسارع وكلاء الإيرانيين الى الرد لا في سورية ولا في غزة، وحتى نصرالله خرج عن طوره كي يوضح بان الرد سيأتي من إيران وليس من لبنان.
ضبط النفس الإيراني ليس تافها، ومعضلتهم أشد من ان تحتمل: من جهة تلقوا ضربة قاسية مست أيضا بمكانتهم الإقليمية. من جهة أخرى فانهم حقا لا يريدون ان يثيروا مرة أخرى حفيظة الأميركيين. وهم يضطرون الى التردد في ذلك دون الحضور المساهم لقاسم.
من ناحيتنا سيكون من الصواب أن نتعاطى مع إيران في هذه الأيام كحيوان جريح. لا يوجد ما يدعونا لان نعطي ايران ذريعة لاخراج غضبهم علينا، حين تكون تتناوش مع الأخ الأكبر من أمريكا. وعليه فمن الصواب في هذه الأيام ضبط النفس عن العمل في سورية الا اذا كان الحديث يدور عن تهديد مباشر.
لقد افترض التقدير الاستخباري السابق للجيش الإسرائيلي، والذي اعيد الان للتعديل، تواصل الانسحاب الأميركي من المنطقة وتعاظم الجسارة الإيرانية. ويوجد هذان الافتراضان في هذه اللحظة في علامة استفهام.
تلقى الكثير من المسؤولين الإسرائيليين هذا الأسبوع رسائل تهدئة من نظرائهم الأميركيين: الولايات المتحدة لا توشك على الخروج من العراق وتفهم بان مثل هذا الخروج سيترك العراق في ايدي الإيرانيين. ايران نفسها أيضا، بلا سليماني، وأمام أميركا مصممة، ستكون أقل جسارة.
في المرة الأولى من تولي ترامب الرئاسة يوجد له طاقم للسياسة الخارجية متماسك، ناجع ومنسق. وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك أسبر، صديقان منذ أنهيا معا الدراسة في الأكاديمية العسكرية “ويست بوينت” في 1986. واضح انهما يتقاسمان لغة مشتركة وتفاهما أيضا مع رئيس هيئة الأركان مارك نيلي. وقد اقنعت هذه الثلاثية ترامب بان يتجرأ ويضرب قاسم. بالنسبة لإسرائيل، فان العلاقة الحميمة والعميقة لرئيس الموساد يوسي كوهن مع بومبيو هي علاقة استراتيجية.
منذ نحو اسبوع يشعرون في إسرائيل، وفي السعودية والقاهرة وكذا في روسيا بان القوة الاميركية عادت. من السابق لاوانه بعد التقدير اذا كانت هذه التصفية تبشر بتغيير الاتجاه في السياقات في المنطقة، ولكنها تعطي صداها في كل العالم. كيم يونغ اون الكوري أيضا الذي كان يفترض أن يعرض على العالم “سلاحا استراتيجيا جديدا”، قرر وقف برامجه في هذه الاثناء وإعادة احتساب المسار. بخطوة واحدة نجح ترامب في ان يثبت مرة أخرى شخصيته كرجل غير متوقع. الرد البائس لمنافسيه من الحزب الديمقراطي عزز فقط قوته أكثر فأكثر.
===========================
الصحافة الروسية :
كوميرسانت :فرصة روسيا الشرق أوسطية
https://arabic.rt.com/press/1075000-فرصة-روسيا-الشرق-أوسطية/
تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي ستروكان، في "كوميرسانت"، حول وزن جيوسياسي إضافي تكتسبه موسكو بفضل التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران.
وجاء في المقال: بدأ العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين بأزمة دولية جديدة، في القلب منها المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.
الاحتكاك بين الولايات المتحدة وإيران، على أرض دولة ثالثة، ولا سيما في العراق، لا يخلقان فقط مخاطر أمنية جديدة، إنما وشروطا جديدة لتحديد مكانة اللاعبين الدوليين في السياسة في الشرق الأوسط. فمن النتائج المحتملة للتصعيد الأخير تعاظم الدور الإقليمي لروسيا، التي تتحول، بصرف النظر عن رغبتها، إلى المستفيد الرئيس من المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران. فثمة عدد من العوامل يساهم في نمو نفوذ موسكو:
أولاً، روسيا هي القوة العالمية الوحيدة التي لديها ما يكفي من القنوات لعقد جولات دبلوماسية استثنائية متعددة الأطراف بمشاركة لاعبين عالميين وإقليميين رئيسيين. ومن الأمور ذات الدلالة الرمزية، أن الرئيس فلاديمير بوتين، في أول زيارة خارجية له في العام الجديد، بعد أيام قليلة من اغتيال قاسم سليماني، اتجه إلى الشرق الأوسط، حيث زار دمشق أولاً ثم اسطنبول.
وفي الحادي عشر من يناير الجاري، سيُطرح موضوع الشرق الأوسط لا محالة في المحادثات بين فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في موسكو. إلى ذلك، فإذا قبل حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيون بدور دول أخرى، مثل الصين، التي لا تتمتع تقليديا بتأثير إقليمي كبير، فقد يصبح دور روسيا مختلفا من حيث المبدأ.
في الموقف الذي يُضطر واشنطن وطهران، حفظاً على ماء وجهيهما، إلى الاستمرار في لعبة التصعيد، سيتعين على موسكو لعب دور "مدير أزمات"؛
ثانياً، المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، المنافسين الرئيسيين لروسيا على النفوذ في سوريا والشرق الأوسط ككل، تكبلهما، بتشتيت انتباههما عن حل المهام الأخرى هناك. فمن المستحيل القتال بفعالية متساوية على عدة جبهات.
وهكذا، تضعف واشنطن وطهران بعضهما البعض، ويتوسع بشكل ملحوظ ممر الشرق الأوسط أمام فرص موسكو، التي تمكنت حتى الآن من البقاء فوق المعركة.
===========================