الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6/2/2021

سوريا في الصحافة العالمية 6/2/2021

07.02.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • نيوزويك :نظام الأسد يغازل إدارة "بايدن".. وروسيا منزعجة
https://eldorar.com/node/160221
  • نيوزويك : على إدارة بايدن الردّ على ممارسات روسيا التي تعرقل تدفق المساعدات إلى سوريا
https://www.akhbaralaan.net/news/arab-world/2021/02/05/مجلة-أمريكية-على-إدارة-بايدن-الردّ-على-ممارسات-روسيا-التي-تعرقل-تدفق-المساعدات-إلى-سوريا
  • معهد واشنطن :التونسيون في الجهاد العراقي وكيف مهد ذلك الطريق أمام الجهاد السوري
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/altwnsywn-fy-aljhad-alraqy-wkyf-mhd-dhlk-altryq-amam-aljhad-alswry
  • مركز مالكوم كير كارنيغي :صعود الأكراد في سوريا
https://carnegie-mec.org/sada/50857
 
الصحافة الروسية :
  • كوميرسانت :انتقادات "حزب الله" صُبت بالرصاص
https://arabic.rt.com/press/1199677-انتقادات-حزب-الله-صبت-بالرصاص/
  • نيزافيسيمايا غازيتا :الجزائر تستأنف العلاقات الاقتصادية مع سوريا
https://arabic.rt.com/press/1199682-الجزائر-تستأنف-العلاقات-الاقتصادية-مع-سوريا/
 
الصحافة العبرية :
  • وثائقي إسرائيلي عن حافظ الأسد.. "رجل العصابة الذي حكم سوريا"(1)
https://www.syria.tv/وثائقي-إسرائيلي-عن-حافظ-الأسد-رجل-العصابة-الذي-حكم-سوريا1
  • "يديعوت أحرونوت": إيران تكثف عمليات نقل السلاح إلى سورية
https://www.alaraby.co.uk/politics/"يديعوت-أحرونوت"-إيران-تكثف-عمليات-نقل-السلاح-إلى-سورية
 
الصحافة الامريكية :
نيوزويك :نظام الأسد يغازل إدارة "بايدن".. وروسيا منزعجة
https://eldorar.com/node/160221
الدرر الشامية:
نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، تقريرًا كشفت فيه عن إبداء النظام السوري استعداده للتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، ولكن ضمن شروط.
وقالت الصحيفة إن نظام الأسد اشترط للعمل مع إدارة جو بايدن، أن توقف واشنطن التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، وسحب القوات الأمريكية المنتشرة دون إذن النظام.
وأضافت أن نظام الأسد، اشترط كذلك وقف أمريكا استغلال موارد النفط والغاز السورية، وإنهاء المساعدة المقدمة لميليشيات "قسد" والجهات الفاعلة الأخرى غير الحكومية المنخرطة بالحرب في سوريا.
وذكرت الصحيفة أن نظام الأسد يعتبر سبب خلافه مع أمريكا هو سياسة الإدارات الأمريكية السابقة المتمثلة في التدخل في شؤون سوريا الداخلية.
وأردفت الصحيفة أن مصدرًا دبلوماسيًّا روسيًّا عبّر عن انزعاجه من إبداء النظام استعداده للحوار مع أمريكا، مشيرًا إلى أن مسؤولين بنظام الأسد يعتقدون بأن أوضاعهم ستتحسن بقدوم الإدارة الجديدة.
يذكر أن مركز "جسور" للدراسات، كشف في تقريرٍ نشره في وقت سابق عن لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد بوفد إسرائيل رفيع المستوى برعاية روسية في قاعدة "حميميم" في ريف اللاذقية غرب سوريا، نهاية العام الماضي، وذلك بهدف تحقيق تقارب بين الطرفين.
=========================
نيوزويك : على إدارة بايدن الردّ على ممارسات روسيا التي تعرقل تدفق المساعدات إلى سوريا
https://www.akhbaralaan.net/news/arab-world/2021/02/05/مجلة-أمريكية-على-إدارة-بايدن-الردّ-على-ممارسات-روسيا-التي-تعرقل-تدفق-المساعدات-إلى-سوريا
أخبار الآن | الولايات المتحدة - نيوزويك
تحتاج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أن تثبت في وقت مبكر أن الولايات المتحدة لن تسمح لروسيا باستغلال مبدأ سيادة الدولة في سوريا لتجاوز القانون الإنساني الدولي وتعريض ملايين السوريين والاستقرار الإقليمي لمزيد من الخطر.
وبحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإنّ السوريين يحيون في غضون شهر، الذكرى الـ10 لبدء انتفاضتهم ضد النظام السوري، وذلك في ظل حرب عصفت بالبلاد وأدت إلى تشريد الملايين. فمن عدد سكان سوريا قبل الحرب الاهلية البالغ 23 مليون نسمة، يوجد الآن 5.6 مليون لاجئ سوري معظمهم في تركيا ولبنان والأردن، في حين أنّ هناك 6.7 مليون نازح داخل سوريا.
ووسط كل ذلك، فإن معظم النازحين بحاجة إلى مساعدات إنسانية دائمة، خصوصاً أنّ البؤس ضربهم، في حين أنّ فيروس كورونا المستشري يعمّق المآسي في صفوفهم.
وبحسب المجلة الأمريكية، فقد ضغطت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على حكومة النظام السوري من خلال فرض عقوبات، كما جرى نشر قوات أمريكية في شرق سوريا، إلا أنه لا توجد تسوية سياسية للنزاع السوري في الأفق.
وأظهر تحرك مليون لاجئ سوري نحو أوروبا في العام 2015 حالة عدم الاستقرار السياسي التي نتجت عن الأزمة الإنسانية في سوريا. ووفقاً لـ"نيوزويك"، فإن المعاناة الإنسانية وزعزعة الإستقرار ستزداد بشكل مؤكد ما لم تكن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن مستعدة للرد على الممارسات الروسية التي من شأنها أن تعرقل تدفق المساعدات وتعزز نفوذ الرئيس السوري بشار الأسد.
ومع هذا، فإن الأمر الأكثر إلحاحاً هو ضمان المساعدات الإنسانية لنحو 3 ملايين نازح سوري في شمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، والذين لن يعودوا إلى ديارهم بسبب أجهزة الأمن السرية السورية الحاقدة والتي تريد الإنتقام، بحسب "نيوزويك".
وعلى مدى السنوات الـ6 الماضية، قام المانحون الدوليون بإرسال المساعدات إلى هؤلاء الأشخاص اليائسين، من الدول المجاورة، في إطار عملية للأمم المتحدة يوافق عليها مجلس الأمن كل 6 أشهر.
ومع ذلك، فإن روسيا تعرقل كل هذه الجهود، وعلى مدى الأشهر الـ18 الماضية، استخدمت موسكو سلطتها في مجلس الأمن لخفض عدد المعابر الحدودية المسموح بها لتوصيل المساعدات من 4 إلى واحد.
على إدارة بايدن تعزيزعملية المساعدة التابعة للأمم المتحدة في بقية سوريا
وفي التصويت المقبل لمجلس الأمن في يوليو/ تموز، ستهدف روسيا إلى وقف آخر عملية مساعدة عابرة للحدود، وبالتالي وقف شحنات المواد الغذائية، الأمر الذي سيتسبب في فرار الملايين من الناس. ولهذا، يجب أن تكون إدارة بايدن مستعدة لاستبدال عملية الأمم المتحدة هذه بآلية مانحين دوليين.
ويمكن للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن تتولى هذا الدور. ولترجمة ذلك بالفعل، يتعيّن على إدارة بايدن البدء في وضع خطط للتدخل لصالح الأمم المتحدة والتشاور مع الشركاء الآن. وسيتطلب هذا الجهد أيضاً تبريراً قانونياً لعملية دولية تحل محل دور الأمم المتحدة. كذلك، يجب أن يركز فريق بايدن على شرعية الاستجابات الدولية عندما تجوع الدول ذات السيادة الناس وتثير عن قصد عدم الاستقرار الإقليمي.
ووفقاً للمجلة، فإنّ إدارة بايدن تحتاجُ أيضاً إلى تعزيز عملية المساعدة التابعة للأمم المتحدة في بقية سوريا، إذ أنّ حكومة النظام تعرقل تحركات طواقم المساعدات الدولية وتعيق قوافل المساعدات للناس اليائسين في إدلب، كما قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك لمجلس الأمن في 20 يناير/كانون الثاني.
ومع هذا، تفرض الحكومة السورية على الأمم المتحدة العمل فقط مع المنظمات المرتبطة بها، وعلى سبيل الهلال الأحمر السوري، وقد قبلت الأمم المتحدة بهذه القيود من أجل مواصلة برامج المساعدة في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام والتي يقطنها حوالى 11 مليون شخص.
وستدعم روسيا إعادة انتخاب الأسد لفترة ولاية جديدة مدتها 7 سنوات في انتخابات مزيفة مقررة مبدئياً في الربيع المقبل، وستسعى موسكو بعد ذلك إلى الحصول على تفويض مطلق للأسد لتوجيه جميع عمليات المساعدة التي تقدمها الأمم المتحدة في سوريا.
في غضون ذلك، تطالب روسيا والصين بالاحترام الكامل لسيادة الحكومة السورية، وعلى مدى السنوات الـ10 الماضية استخدمت موسكو وبكين حق النقض ضد 14 قراراً لمجلس الأمن من أجل حماية حكومة الأسد. وفعلياً، فإن الروس والصينيين يؤثرون على مسار الحرب، لكنهم لا يقدمون سوى القليل جداً لجهود الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية حتى مع إنفاق الولايات المتحدة أكثر من 11 مليار دولار للمساعدات الإنسانية للسوريين.
ولمواجهة هذه العقبات، يجب على إدارة بايدن أن تضع مع مانحين آخرين، معظمهم من الأوروبيين، مجموعة من المبادئ التي تحكم العمل الإنساني للأمم المتحدة في سوريا. وإذا رفضت دمشق المبادئ، فإن المانحين يحتاجون إلى إعادة تقييم ما إذا كان ينبغي أن تذهب أموال مساعداتهم إلى عملية الأمم المتحدة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، أو إذا كانت هذه الأموال ستوفر تأثيراً أفضل في مجتمعات اللاجئين بالدول المجاورة وفي شمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، بحسب "نيوزويك".
ولهذا، فإنّ الهدف من هذه الخطوات ليس تسييس الأزمة الإنسانية، علماً أنه سبق للحكومة السورية أن فعلت ذلك من خلال منع المساعدات تحت غطاء سياسي روسي.
صحافية إستقصائية في ميدوزا : لا يمكن للفاغنر أن تعمل في سوريا إلا وفق قواعد الجيش الروسي
على الرغم من أن المرتزق الروسي في مجموعة فاغنر الروسية المعروفة بشركة "بي ام سي فاغنر" مارات غابيدولين قد قرر وقف نشر مذكراته عن الفترة التي قضاها مرتزقاً في سوريا، فإن محتوى ما في مذكراته، وفق ما أوردته صحيفة ميدوزا الروسية، قد أحدث ضجة كبيرة وجعله حديث العالم.
=========================
معهد واشنطن :التونسيون في الجهاد العراقي وكيف مهد ذلك الطريق أمام الجهاد السوري
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/altwnsywn-fy-aljhad-alraqy-wkyf-mhd-dhlk-altryq-amam-aljhad-alswry
بواسطة هارون ي. زيلين
٢٩‏/٠١‏/٢٠٢١
متوفر أيضًا باللغات:
English
Also published in "ذي آيسيس بلوغ" ["مدونة داعشية"]
عن المؤلفين
هارون ي. زيلين
هارون ي. زيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حيث يتركز بحثه على الجماعات الجهادية العربية السنية في شمال أفريقيا وسوريا، وعلى نزعة المقاتلين الأجانب والجهادية الإكترونية عبر الإنترنت.
مقالات وشهادة
كيف تبوأ التونسيون مناصب رفيعة في «جماعة التوحيد والجهاد»/«مجلس شورى المجاهدين»/تنظيم «دولة العراق الإسلامية» وغيرها من التنظيمات لا سيما تلك المتعلقة بالقتال الخارجي، الأمر الذي ساعد في تجنيد أشخاص للقتال في العراق وليبيا وسوريا بعد عام 2011.
في كتاب "مقتطفات داعشية: نصوص بارزة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، يرد ذكر موجز لتونسي اشتهر بكنية أبو أسامة التونسي. واستناداً إلى بحث قائم على مصادر أساسية أجريته لكتابي الخاص بعنوان »أبناؤكم في خدمتكم: دعاة الجهاد في تونس«، وصل أبو أسامة إلى العراق في أوائل عام 2004 على أبعد تقدير وحارب في معارك الفلوجة حيث ساهمت علاقته الوثيقة مع كل من أبو مصعب الزرقاوي وأبو حمزة المهاجر في ارتقائه في التنظيم: أولاً كالقائد العسكري لحزام بغداد الجنوبي، ولاحقاً كقائد عملية المقاتلين الأجانب بالكامل التي نفذها «مجلس شورى المجاهدين»/تنظيم «دولة العراق الإسلامية». وقد تساعد علاقته المقربة من الزرقاوي والمهاجر أيضاً على شرح سبب ظهور أبو أسامة كأحد الأفراد المقنّعين في الفيديو الذي أظهر قطع رأس الأمريكي نيكولاس بيرغ في أيار/مايو 2004. والأهم من ذلك، يشرح واقع تبوؤ التونسيين مناصب رفيعة، لا سيما تلك المتعلقة بالقتال الخارجي، السبب الذي دفع لاحقاً بالعديد من التونسيين للارتباط بهذه الشبكات التي ساعدت في تجنيد أشخاص للقتال في العراق وليبيا وسوريا بعد عام 2011. وفي نهاية المطاف، قُتل أبو أسامة بضربة جوية أمريكية في مدينة المسيب بمحافظة بابل في 25 أيلول/سبتمبر 2007 مع عدد من كبار قادة تنظيم «دولة العراق الإسلامية».
وعلى الرغم من أن العديد من التونسيين انضموا إلى الجهاد قبل حرب العراق، إلا أن الحرب ألهمت جيلاً وكادراً جديدين من الأفراد. فعلى سبيل المثال، حسن البريك، الذي أصبح المسؤول عن مكتب "الدعوة" في «أنصار الشريعة في تونس» بعد الثورة التونسية عام 2011، كان قد سافر إلى العراق عام 2003. ومثل كثيرين آخرين، لم يصل فعلياً إلى العراق، بل بالأحرى تولى المسؤولية عن منزل آمن في سوريا يجري فيه التدقيق بالأفراد قبل السفر إلى العراق. وبالنسبة للتونسيين الذين نجوا، تمّ اعتقال العديد منهم، بمن فيهم البريك، في سوريا (ودول أخرى) وأعيدوا إلى تونس كي يقضوا عقوبة في السجن. وكانت سجون تونس خلال السنوات السبع إلى الثماني التي سبقت الثورة أساسية في الجمع بين الجيل الأول من الجهاديين التونسيين المرتبطين بأفغانستان والشبكات القائمة في أوروبا، والجيل الثاني الذي كان أكثر ارتباطاً بالعراق وشبكتيْ «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» /تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». ووفر تبادل السجون بين الجيلين الأول والثاني من الجهاديين التونسيين قاعدة أنشطة «أنصار الشريعة في تونس» بعد ثورة 2011 ولاحقاً لتجنيد المقاتلين الأجانب إلى العراق وليبيا وسوريا إما للانضمام إلى «أنصار الشريعة في ليبيا» و «جبهة النصرة»، أو تنظيم «الدولة الإسلامية».
ويقدم كتابي الكثير من التفاصيل عن التونسيين الذين انضموا إلى الجهاد في العراق، ما مجموعه حوالي 5000 كلمة. ونظراً لطول البحث عن هذا الموضوع وتركيز كتاب ("مقتطفات داعشية") على المصادر الأولية، فسوف يسلط هذا المقال الضوء على بعض التفاصيل التي تعتمد بدقة على البحث المستمد من هذه الشبكة من المصادر الأولية. ومع ذلك، إذا كنتَ تريد [فهم] الصورة بأكملها، فإن الفصل الرابع من كتابي يدخل في التاريخ والقصة بالكامل.
وذكرت المجلة الجهادية "مجلة منبر سوريا الإسلامي" في عددها الثالث الصادر في تشرين الأول/أكتوبر 2005 أنه قد تمّ اعتقال ألف تونسي أثناء محاولتهم السفر إلى العراق. علاوةً على ذلك، قال المحامي التونسي سمير بن عمر، الذي دافع عن الجهاديين المعتقلين، إنه في الفترة 2005-2007، تمّ اعتقال 600 تونسي خلال محاولتهم الوصول إلى العراق. ولا يشمل هذا الرقم التونسيين المقيمين خارج تونس أو أولئك الذين لم يتمّ اعتقالهم قبل عام 2005. وقد يشير ذلك إلى أن العدد الفعلي للأفراد الذين تمّ اعتقالهم قبل وصولهم إلى العراق وأولئك الذين وصلوا يتراوح بين 1600 و2500 على امتداد تلك الفترة الزمنية بأكملها. ووفقاً لتوماس هيغهامر، تدل هذه الأرقام على حجم المقاتلين الأجانب التونسيين، لا سيما بالنظر إلى أن ما بين 4000 و 5000 مقاتل أجنبي انخرطوا في الجهاد العراقي. ويمكن أن تشير أيضاً إلى أن هناك عدداً أكبر من الأفراد الذين ذهبوا أو تم القبض عليهم وهم يحاولون الذهاب إلى العراق أكثر مما كان يُعتقد في الأصل أو أن طريقة إحصاء الباحثين والحكومات للمقاتلين الأجانب أصبحت الآن أكثر شمولية من ربما الفهم الأكثر محدودية من الفترة 2002-2009 عندما كان الأفراد يحسبون فقط أولئك الذين وصلوا إلى ساحة المعركة. ومع ذلك، فإن هذه الإحصائيات تجعل الأمر إذاً أقل إثارة للدهشة حيث لوحظ انضمام العديد من التونسيين إلى الجهاد السوري بعد عام 2011.
إن العديد من التونسيين الذين انضموا إلى «جماعة التوحيد والجهاد»/تنظيم «القاعدة في العراق»/«مجلس شورى المجاهدين»/تنظيم «دولة العراق الإسلامية» هم من الميسّرين/المجنّدين، لكن عدداً آخر كانوا من المقاتلين والانتحاريين وحتى من القادة. ويوفر دور الميسّر/المجنّد معلومات معمقة مهمة حول سبب محاربة العديد من التونسيين في سوريا منذ عام 2011. وعلى وجه الخصوص، تسمح الطبيعة المترابطة للغاية للإخوة التونسيين بالوصول السهل إلى الشبكات التي توفر الخدمات اللوجستية للذين يرغبون في الانضمام إلى القتال. وبالإضافة إلى تحديد أسماء القتلى، نشر «مجلس شورى المجاهدين» إخطارات استشهاد مع قصص عن خلفية الأفراد وعملياتهم في العراق قبل وفاتهم.
ففي نيسان/أبريل 2006 على سبيل المثال، أصدر «مجلس شورى المجاهدين» إشعاراً بشأن أبو ابراهيم التونسي، القائد الذي حارب سابقاً في البوسنة وأفغانستان. وأثناء وجوده في أفغانستان، تردد أنه كان يدير دور الضيافة نيابة عن أسامة بن لادن، وحارب "التحالف الشمالي" إلى جانب حركة طالبان، ودافع عن قندهار، وجلال آباد، وكابول بعد الغزو الأمريكي إلى أن هرب إلى تركيا مع الحاج بنان التركي، وانضم لاحقاً إلى الجهاد العراقي. وشغل أبو إبراهيم في البداية منصب رئيس الفرع الأمني في راوة إلى أن تمّت ترقيته إلى منصب رئيس الفرع الأمني في محافظة الأنبار وقائداً عسكرياً للقائم، حيث أشرف على وحدات القناصة والاستخبارات والأمن والوحدات المضادة للطائرات. وكانت البلدة الأخيرة، الواقعة على الحدود مع سوريا، ممراً مهماً لتهريب المقاتلين الأجانب وغير ذلك من الأنشطة غير القانونية التي انطلقت من مدينة البوكمال على الجانب السوري من الحدود. كما كانت البوكمال بمثابة نقطة توقف للأجانب المسافرين من دمشق إلى العراق. وخطَّط أبو إبراهيم وقاد عدداً من المعارك، من بينها "عملية الشهيد الشيخ أبو محمد اللبناني" والعمليتين الأولى والثانية لاحتلال الحصيبة. وقد قُتل في النهاية في غارة جوية أمريكية خلال معارك قضاء القائم في ناحية الكرابلة التابعة له.
وحارب عدد من التونسيين الآخرين، مثل أبو بصير التونسي، في صفوف كتيبة «أم المؤمنين عائشة» التابعة لـ «مجلس شورى المجاهدين»/«دولة العراق الإسلامية» وكانوا من القادة فيها. ولقي اثنان من أبرز التونسيين في هذه الكتيبة عُرف كلاهما باسم أبو أسامة التونسي مصرعهما في تموز/يوليو 2006 وأيلول/سبتمبر 2007 على التوالي. وجاء الأول إلى العراق في عام 2004 وأصبح في النهاية قائداً في كتيبة «أم المؤمنين عائشة». وقاد معركة أبو أنس الشامي، وتزعم هجوم "الفتح"، وشارك في "معارك الثأر السني" و "هجمات مكافحة الإرهاب". وقُتل في غارات جوية أمريكية على بلدة اليوسفية على بعد 20 ميلاً جنوب بغداد. أما أبو أسامة الآخر، فكان ذلك الذي ذُكر في بداية هذا المقال.
وتونسي مهم آخر في «مجلس شورى المجاهدين»/تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، كان يسري بن فاخر الطريقي (الملقب بأبي قدامة التونسي وزياد السبأ). ورغم أنه لم يكن قائداً مثل أولئك المذكورين أعلاه، إلا أنه أصبح رمزاً لـ «أنصار الشريعة في تونس» عن القمع الذي مارسه النظام بقيادة شيعية في العراق عندما كان في سجن عراقي قبل إعدامه في 16 تشرين الثاي/نوفمبر 2011. وكان الطريقي قد وصل إلى العراق في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 وهو في التاسعة عشرة من عمره، والأصغر سناً بين الجماعة التي سافر معها. وكان يقوم بعمليات في الموصل لغاية منتصف 2004 عندما انتقل إلى سامراء مع عملاء آخرين للتخطيط للتفجير الشهير الذي استهدف مرقد الإمامين الشيعيين علي الهادي وحسن العسكري في شباط/فبراير 2006. وكان هذا الهجوم محفزاً مهماً في الحرب الأهلية العلنية بين السنّة والشيعة داخل العراق. وكانت الطائفية الناجمة عن ذلك هدف الزرقاوي لكي لا يكون أمام السنّة خيار آخر سوى البحث عن الأمان الذي يوفره لهم «مجلس شورى المجاهدين». وكان الطريقي يدّعي، عقب اعتقاله لاحقاً، أنه "قد تم اختيار مرقد الإمامين علي الهادي وحسن العسكري لأهميتهما الدينية وموقعهما الجغرافي، وكان الاختيار يهدف إلى إحداث انقسام طائفي بين الناس". وإلى جانب ذلك الهجوم، زُعم أن الطريقي متورط في اغتيال الصحفية العراقية أطوار بهجت. وفي نهاية المطاف، أُلقي القبض عليه حياً في حزيران/يونيو 2006 خلال معركة في بعقوبة، على بعد حوالي 50 ميلا شمال شرق بغداد، حيث قُتل جميع إخوته في القتال. ثم تنقل في عدد من السجون قبل أن يُجبر على الحبس الانفرادي في سجن الكاظمية حتى وفاته.
وناهيك عن التونسيين الذين تولوا مناصب قيادية كقادة أو مقاتلين أو جنود مشاة، لعب التونسيون أيضاً دوراً مهماً في شبكة الخدمات اللوجستية والتسهيلات لصالح تنظيم «القاعدة في العراق»/«مجلس شورى المجاهدين»/تنظيم «دولة العراق الإسلامية». وكان أبو عمر التونسي من أبرز هؤلاء الأفراد. وقد ظهر اسمه بشكل متكرر في "وثائق سنجار" كميسّر رئيسي للأفراد عبر سوريا إلى العراق. ويشير ذلك إلى أنه كان وسيطاً رئيسياً بين شبكات التجنيد والخدمات اللوجستية في العالم العربي وأوروبا الغربية والعناصر على الأرض داخل العراق. ووفقاً للجيش الأمريكي، اعتقل ضباط العمليات الخاصة في أيار/مايو 2008 أبو عمر في محافظة نينوى الغربية. وعُلِم فيما بعد أن الاسم الحقيقي لأبو عمر هو طارق بن الطاهر بن الفالح العوني الحرزي، وأنه كان لا يزال يجنّد ويسهّل سفر المقاتلين الأجانب [للإنضمام إلى] الجماعة الجهادية عام 2013، بعد ظهورها من جديد كـ تنظيم «الدولة الإسلامية». ويشير ذلك إلى أنه قد أُطلق سراحه من السجن أو هرب منه في وقت ما بعد اعتقاله من قبل القوات الأمريكية.
وبحلول كانون الأول/ديسمبر 2007، ووفقاً لزعيم تنظيم «دولة العراق الإسلامية» في ذلك الوقت، أبو عمر البغدادي، لم يبق في البلاد سوى 200 مقاتل أجنبي، في انخفاض كبير عن المئات الذين كانوا يقصدونها كل شهر. واستمر هذا التراجع في الأعداد من 90 شهرياً في منتصف عام 2007 إلى 50 شهرياً في أوائل عام 2008، وصولاً إلى 10 شهرياً في أوائل عام 2009. إلا أن هذه الفترة الفاصلة لم تدم إلى الأبد. ففي حين لم يعد الكثيرون يعيرون الاهتمام بالعراق بسبب النجاحات التكتيكية للصحوة القبلية والطفرة العسكرية، بدأ تنظيم «دولة العراق الإسلامية» بإعادة رص صفوفه بين أوائل إلى منتصف عام 2009، أي بعد حوالي 12-18 شهراً من وصوله إلى أدنى مستوياته. وربما يكون جزءً من الأمر متعلقاً باستعدادات تنظيم «دولة العراق الإسلامية» لبدء الولايات المتحدة انسحابها في نهاية حزيران/يونيو 2009 كجزء من "اتفاقية وضع القوات الأمريكية العراقية" [التي تم التوصل إليها] بين الرئيس جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والتي وُقّعت في منتصف كانون الأول/ديسمبر 2008. ومن المؤشرات الرئيسية على أن تنظيم «دولة العراق الإسلامية» كان يُعيد بناء بنيته التحتية هي الأعداد المتزايدة للمقاتلين الأجانب على أساس شهري. وبحلول منتصف عام 2009، ارتفع عدد المقاتلين الأجانب شهرياً إلى 20 واستمر في الزيادة إلى 30-40 مقاتل في أواخر عام 2009 وربما وصل إلى 250 مقاتل بحلول أواخر خريف 2010.
وبخلاف الشبكات التي كانت متمركزة في دمشق وحلب، بدأت إحدى شبكات المقاتلين الأجانب التي تم تجديدها بالعمل انطلاقاً من حمص تحت قيادة مجموعة من التونسيين والجزائريين. كما سهلت شبكة أخرى مرور الأفراد عبر محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، للذهاب إلى الموصل في العراق، التي استخدمها تنظيم «دولة العراق الإسلامية» كقاعدة لإعادة بناء عملياته بعد الصحوة القبلية والطفرة العشائرية. وكان بعض الأفراد المعروفين بأنهم دخلوا عبر الطريق الثاني تونسيين شاركوا في بعض من أكثر الهجمات دموية في عام 2009، من بينها تفجير شاحنة مفخخة في 10 نيسان/أبريل عند بوابات "قاعدة العمليات الأمامية في ماريز التابعة للقوات الأمريكية" في الموصل، مما أسفر عن مقتل خمسة جنود. وكانت مجموعة التونسيين قد غادرت تونس في منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2008 وسافرت عبر ليبيا بمساعدة الشبكة المذكورة أعلاه في سوريا؛ ووصلت إلى العراق في آذار/مارس 2009. كما تلقت الجماعة مساعدة من عراقي يعيش في كندا يُدعى فاروق خليل محمد عيسى، وكذلك من الرئيس الجديد لعمليات المقاتلين الأجانب في تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، سعد عويد عبيد معجل الشمري ( المعروف بأبو خلف). وقامت القوات العراقية بعد ذلك باعتقال أعضاء هذه الشبكة التونسية العراقية خلال الأشهر القليلة التي أعقبت ذلك التاريخ.
وخلال هذه الفترة، بدأ تنظيم «دولة العراق الإسلامية» بإعادة نشر قصص الاستشهاد لمقاتليه. وشملت إحداها مقابلة أُجريت في أواخر آب/أغسطس 2010 مع والدة أسامة المزعومة (أبو عبد الرحمن التونسي وأبو سعد التونسي)، المعروف بـ"قناص بغداد" لقتله جنود أمريكيين. ووفقاً للورينزو فيدينو، من المرجح أن تكون المقابلة قد أجرتها شقيقة أسامة والتي أصبحت متطرفة بعد مقتل شقيقها وبالتالي ناشطة في المنتديات الجهادية تحت اسم Swissgirl99. وقبل وصوله إلى العراق في أيلول/سبتمبر 2005، انتقلت عائلته من تونس إلى سويسرا في عام 2000، حيث واجه صعوبة في التكيف مع الثقافة المختلفة لأن عائلته كانت محافظة ومتدينة للغاية. ووفقاً لمسؤولين أمنيين سويسريين، "أمضى ساعات على الإنترنت في قراءة الدعاية الجهادية". وتوفي في وقت ما في عام 2006 في هجوم على "مقر مكافحة الإرهاب" في حي الجهاد ببغداد، ولو أن التاريخ المحدد غير معروف.
وفي المقابلة، ناقشت والدته تقوى ابنها، وكرهه لانتقالهم إلى أوروبا عندما كان مراهقاً، وقراره بالانضمام إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية». واختتمت المقابلة بالإشادة بأبو بكر البغدادي، خليفة أبو عمر البغدادي، ومصرّحة بأنها "ستقابله بعون الله في ظل الخلافة في أرض الخلافة [أي العراق] إن شاء الله". وتنبأت كلماتها من بعض النواحي بما سيحدث في السنوات التالية.
وليس من المستغرب أن تكون إحدى أولى الحوادث الجهادية المرتبطة بتونسيين في أعقاب الثورة التونسية عام 2011 قد أسفرت عن اعتقال مجموعة من التونسيين والليبيين في مصر كانوا يحاولون القتال في العراق إلى جانب تنظيم «دولة العراق الإسلامية» في 25 كانون الثاني/يناير 2011. لذلك، بغض النظر عن الثورة، من المرجح أن يكون التونسيون قد واصلوا انخراطهم في القتال الخارجي والجهاد. والفرق الوحيد، هو أنه كانت هناك بدلاً من ذلك مجموعة أكبر من المجندين المقاتلين الأجانب نتيجة للانفتاح المجتمعي الذي حفزته الثورة. وبالتالي، عاد في النهاية بعض السجناء المفرج عنهم بعد الثورة إلى القتال وانضموا إلى الجماعات الجهادية في سوريا.
وفي حين أن معظم الباحثين يقرون أن الشبكات والجماعات الجهادية بدأت بتجنيد الأفراد للانضمام إلى الجهاد السوري في عام 2012، إلّا أن التجنيد للقتال في العراق كان قائماً قبل ذلك، وهي ديناميكية لم تحظَ بالتقدير الكافي. ونتيجةً لذلك، تمّ بسهولة تعديل الجهود للانضمام إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» من أجل الانضمام بدلاً من ذلك إلى جماعة الواجهة التابعة لهذا التنظيم في سوريا، أي «جبهة النصرة» في ذلك الوقت. ونظراً إلى أن معظم الساعين إلى الانضمام إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» في العراق سافروا عادةً عبر تركيا وسوريا، كان التوجه إلى سوريا يستلزم خطوة أقل، مما جعل الأمر أقل خطورة، ولكنه سمح أيضاً لنفس شبكات التجنيد، والتسهيل، والخدمات اللوجستية بالاستفادة من الفرصة التاريخية التي قد توفرها سوريا كنتيجة للرد الشرس لنظام بشار الأسد على الانتفاضة السلمية الأصلية.
ويُعتبر ذلك وثيق الصلة لأنه قبل أن يَنصب تركيز المجتمع الجهادي العالمي على سوريا، كانت جماعة «أنصار الشريعة في تونس» وزعيمها أبو عياض التونسي يضفون الشرعية على الانضمام إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» في عام 2011. وفي مقابلة أجريت في كانون الأول/ديسمبر 2011، قدم أبو عياض رداً واضحاً على المشاركة في جهاد العراق: "من يستطيع أن يمنع شخصاً يريد الجهاد في سبيل الله؟ فانت اذا جئتني وقلت لي أريد أن اذهب الى العراق فلن أمنعك لاني اذا منعتك سأكون آثماً. فأنت تريد أن تحقق فرضاً من الفروض وهي نصرة المسلمين ومقاتلة أعداء ديننا". بالإضافة إلى ذلك، وفي وقت لاحق من المقابلة، تخلى أبو عياض عن أي ادعاءات ودعوات علنية للجهاد في العراق:
"الآن بدأ الجهاد الفعلي في العراق لأن الأمريكان تركوا الفرس والروافض يحكمون العراق ... تقول لي خرج الاحتلال الأمريكي وأنا أقول لك انه ترك أعداء الأمة من المجوس [إيران] والروافض يبيعون الأمة للغرب. الآن الجهاد يا أخي ويجب على [رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري] المالكي و أزلامه أن يُزالوا من على الارض وعلى المجاهدبن في العراق أن يكثفوا ضرباتهم .... نسأل الله أن يوفق اخواننا."
إلا أن هذه الحماسة للجهاد ومشاركة التونسيين فيه لم تضعف بمرور الوقت. ففي مقابلة لأبو عياض مع صحفي إذاعة "موزاييك إف إم"، نصر الدين بن حديد، في شباط/فبراير 2013، صرّح بأن "التونسيين يمكن إيجادهم في كل مكان في أرض الجهاد. فطرق الذهاب سهلة ونحن لا نمنع جماعتنا من المغادرة". فضلاً عن ذلك، شهدت تجربة كاتب هذا البحث في مساجد «أنصار الشريعة في تونس» قيام أفراد من الجماعة بدعاء خاص بعد الصلوات الاعتيادية من أجل "المجاهدين في بلاد الشام"، وهو المعيار المتبع في مساجد «أنصار الشريعة في تونس». وتعكس مثل هذه الطقوس التشجيع على إظهار الدعم. ولم يكن من المستغرب أن تنشر صفحة «أنصار الشريعة في تونس» على "فيسبوك" في ذلك الوقت محتوى يدعم جماعات مثل «جبهة النصرة»، وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» لاحقاً. كما نشر المنْفذ الإعلامي الرسمي لـ «أنصار الشريعة في تونس» شريط فيديو كهدية لزعيم «جبهة النصرة»، أبو محمد الجولاني. وعلى نحو مماثل، نشرت «أنصار الشريعة في تونس» صوراً من أولاد أفراد الجماعة الذين كتبوا ملاحظات يهنئون فيها «جبهة النصرة» على نجاحاتها في ساحة المعركة. وأخيراً، حين قُتل أفراد سابقون في «أنصار الشريعة في تونس» وهم يحاربون في الجهاد السوري، مجّدت صفحة الجماعة الرسمية على "فيسبوك" شهاداتهم.   
واستناداً إلى مصادر أولية فقط، يمكن التأكد كثيراً من تطور الشبكات والأسباب المنطقية للقتال في العراق ثم سوريا لاحقاً. وإذا كان المرء مهتماً بمزيد من التفاصيل حول مشاركة التونسيين في الجهاد العراقي فضلاً عن الشبكة الجهادية التونسية في أعقاب الانتفاضات العربية، إلى جانب تفاصيل أخرى تتعلق بالحركة من الناحيتين التاريخية والمعاصرة، فإن كتابي »أبناؤكم في خدمتكم: دعاة الجهاد في تونس« يقدم تقارير دقيقة عما جرى على مدى أربعين عاماً.
هارون زيلين هو زميل "ريتشارد بورو"  في معهد واشنطن، وباحث زائر في "قسم السياسة" في "جامعة براندايز،" وزميل مشارك في "الشبكة العالمية للتطرف والتكنولوجيا". وقد نُشر هذا المقال في الأصل على "آيسيس بلوغ"، وتم اقتباس أجزاء منه من كتابه »أبناؤكم في خدمتكم«، حقوق النشر "مطبعة جامعة كولومبيا" 2020، جميع الحقوق محفوظة.
=========================
مركز مالكوم كير كارنيغي :صعود الأكراد في سوريا
https://carnegie-mec.org/sada/50857
هيكو ويمن
مُظّهِر سلجوق
تحت جنح النزاع في سوريا، يخرج حزب العمال الكردستاني من عزلته ويُعزّز حضوره على الساحة.
 انسحب النظام السوري المحاصَر من المناطق ذات الغالبية الكردية الواقعة في الشمال والشمال الشرقي من البلاد منذ صيف 2012. حتى الآن، يبدو أن المستفيد الأساسي من شبه الحكم الذاتي الذي تتمتّع به حالياً "كردستان الغربية" (بحسب الجغرافيا السياسية الكردية)، هو "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، وهو حزب كردي سوري نافذ أسّسه في العام 2003 مقاتلون سوريّو الأصل ينتمون إلى "حزب العمال الكردستاني" في جبال قنديل في شمال العراق. لقد أطلق انسحاب الجيش وقوى الأمن السورية من المناطق الكردية من دون إراقة الكثير من الدماء، فضلاً عن التشنّجات بين "حزب الاتحاد الديمقراطي" وجهات ثورية أخرى، موجةً من الاتهامات والشكوك حول مخطّطات الحزب على الصعيدَين الوطني والإقليمي وحوافزه.
يُلفَت في هذا السياق إلى أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" نجح، في وقت قصير جداً، في إنشاء جيش مدجّج بالسلاح يتألّف من نحو 10 آلاف مقاتل ويُعرَف بـ"وحدات الحماية الشعبية" (YPG)، فضلاً عن هياكل مدنية محلية ذاتية التنظيم تحت مسمّى "حركة المجتمع الديمقراطي" (TEV-DEM). نظرياً، يتقاسم "حزب الاتحاد الديمقراطي" السلطة مع نحو 15 حزباً كردياً (شكّلت "المجلس الوطني الكردي") في إطار "المجلس الأعلى الكردي" الذي أُسِّس في 12 تموز/يوليو الماضي من خلال جهود الوساطة التي قام بها مسعود البرزاني، رئيس إقليم كردستان العراق وزعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الذي هو من الأحزاب الكردية الأساسية في العراق. لكن على الأرض، يعتبر "حزب الاتحاد الديمقراطي" أن شركاءه في المجلس هم مجرّد عملاء للبرزاني نفسه الذي ينظر الحزب بكثير من الشك والريبة إلى علاقته الوثيقة بتركيا. فضلاً عن ذلك، منع "حزب الاتحاد الديمقراطي" أيّ وجود كردي مسلّح من خارج دائرة الموالين له في "وحدات الحماية الشعبية" - وقد تحدّثت تقارير في الآونة الأخيرة عن مناوشات مسلّحة مع "حزب الوحدة الكردي" في سوريا (يكيتي) في مدينتَي الدرباسية والقامشلي.
وتصادم "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"وحدات الحماية الشعبية" مراراً مع مقاتلين من "الجيش السوري الحر" المرتبط بـ"المجلس الوطني الكردي" عن طريق الائتلاف السوري المعارض. ووقعت الصدامات في شكل خاص في بلدة رأس العين المختلطة الواقعة مباشرة عند الحدود التركية، ولايزال القتال يشتعل من حين إلى آخر على الرغم من كل محاولات الوساطة. وتصدّى "حزب الاتحاد الديمقراطي" أيضاً لمحاولات "الجيش السوري الحر" دخول المناطق الكردية في حلب وحولها، واتّهم تركيا بتحريض العناصر الإسلامية (مثل "جبهة النصرة" و"غرباء الشام") ودعمهم في غزواتهم داخل المناطق الكردية.
أدّى التشنّج بين "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"الجيش السوري الحر" - وجهات ثورية أخرى - إلى توجيه أصابع الاتّهام إلى "حزب الاتحاد الديمقراطي" بأنه يتصرّف وكأنه ينفّذ أوامر عمليات بالنيابة عن النظام السوري. في أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي، هاجمت قبائل عربية مكاتب الحزب في مدينة الحسكة المختلطة رداً على العنف الذي كان النظام قد مارسه سابقاً بحق المحتجّين، واتّهمت "حزب الاتحاد الديمقراطي" بالتعاون مع النظام. لكن في حين أن موقف الحزب يزيد حكماً من تعقيدات الأمور بالنسبة إلى "الجيش السوري الحر" وداعميه الأتراك، الأمر الذي يصبّ عملياً في مصلحة النظام السوري، ليست هناك أدلّة فعلية على وجود تعاون ناشط بين الجانبَين. فالنظام يستهدف من حين إلى آخر مناطق يسيطر عليها "حزب الاتحاد الديمقراطي"، ولو بوتيرة أقل بكثير من المناطق التي يتواجد فيها "الجيش السوري الحر". إضافةً إلى ذلك، غالب الظن أن هياكل الحكم الذاتي التي طوّرها الأكراد مؤخراً لن تتمكّن من الصمود في حال نجح بشار الأسد في استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية. بيد أن التشنّجات بين "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"الجيش السوري الحر" تحمل خطراً واضحاً بتأزّم العلاقات بين العرب السنّة والأكراد في هذا الجزء من البلاد، فيما تجد جماعات مسيحية كبيرة نفسها عالقة في الوسط.
الاتهام الثاني الأساسي الذي يُوجَّه إلى "حزب الاتحاد الديمقراطي"، ولاسيما من جانب تركيا التي تزداد عصبيّةً، هو أن الحزب ليس أكثر من مجرد واجهة لـ"حزب العمّال الكردستاني". رسمياً، ينكر "حزب الاتحاد الديمقراطي" أن يكون له أيّ ارتباط من هذا القبيل نظراً إلى الضرر الذي يمكن أن يلحق بصورته. لكن حتى لو تجاهلنا أن بعض القادة الكبار في "حزب الاتحاد الديمقراطي" يتحدّرون من "حزب العمّال الكردستاني"، تعكس اللغة والرموز (وأكثرها وضوحاً للعيان صورُ زعيم "حزب العمال الكردستاني" المسجون عبدالله أوجلان)، والهياكل التنظيمية (ولاسيما وجود نساء مقاتلات في الرتب الدنيا)، تلك المستعملة في "حزب العمال الكردستاني". فضلاً عن ذلك، ليس واضحاً كيف تمكّن الأكراد السوريون من أن ينشئوا بمفردهم الإطار اللوجستي والبنيوي الضروري لتشكيل قوّة عسكرية فعلية من أكثر من 10 آلاف مقاتل.
في الوقت نفسه، ليست هناك أدلّة كافية حتى الآن تثبت أن مقاتلين أكراداً يحاولون التسلّل إلى الأراضي التركية من سوريا. ففي حين تسعى القيادة في كلٍّ من "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"حزب العمال الكردستاني" إلى حرمان تركيا من أيّ ذريعة للتدخّل المباشر (الذي أجازه البرلمان التركي في مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2012 من دون تحديد مكان حدوثه) تبقى الأولوية بالنسبة إلى هؤلاء القادة بناء هياكل تتمتّع بحكم ذاتي وإنشاء قوات عسكرية. تنسجم هذه الأولوية مع التحوّل الاستراتيجي الأوسع الذي يشهده "حزب العمال الكردستاني" منذ العام 2000، إذ تخلّى عن الدعوة إلى قيام دولة كردية مستقلّة وموحّدة، ويسعى بدلاً من ذلك إلى حكم ذاتي ضمن الحدود القائمة.
تبدو الفرصةُ المتاحةُ الآن لإنشاء منطقة كردية ثانية تتمتّع بحكم ذاتي (بعد العراق) - بما يسمح لتنظيمٍ تأسّس بعد "حزب العمال الكردستاني" بتسلّم إدارة الهياكل الخاصة بشبه الدولة الكردية، وكذلك للاضطلاع في مرحلة معيّنة بدور في التفاوض حول مستقبل سوريا – فرصةً قيّمةً جداً إلى درجة أن الحزب لن يكون على الأرجح مستعداً للتفريط بها. فضلاً عن ذلك، فإنّ الأراضي الوعرة الواقعة في الشمال والشمال الغربي لجبال قنديل في شمال العراق، حيث مقرّ "حزب العمال الكردستاني"، تؤمّن منطلقاً أفضل من منطقة الحدود التركية-السورية لشنّ غزوات داخل الأراضي التركية، فالجزء الأكبر من المنطقة الحدودية يمكن الوصول إليه بسهولة، كما تسهل مراقبته نسبياً من الجانب التركي.
لكن منذ اندلاع الأزمة في سورية، ينفّذ "حزب العمال الكردستاني" مزيداً من العمليات في جنوب شرق الأناضول، مع تسجيل زيادة لافتة في أعداد المقاتلين من أصل إيراني-كردي في صفوف الإصابات من الجانب الكردي، في حين أن "حزب الحياة الحرة الكردستاني" (PJAK) (النسخة الإيرانية من حزب العمال الكردستاني) أوقف تقريباً عملياته على الأراضي الإيرانية. حتى أن بعض التقارير تورد نظريات تتحدّث عن نشوء تحالف استراتيجي بين "حزب العمال الكردستاني" وإيران في محاولة لممارسة ضغوط على تركيا، وتعزيز موقع الأسد من جديد. لكن حتى في غياب إعادة اصطفاف واضحة كهذه، كان محتّماً أن يؤدّي النزاع حول الأزمة السورية إلى تقويض التعاون الأمني التركي-الإيراني في المنطقة الحدودية. فإيران تعتبر أن تغاضيها عن التسلّل الكردي إلى تركيا يُقدّم لها فائدة مزدوجة تتمثّل في الضغط على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقاماً من دعمه للثورة السورية، وفي الوقت نفسه توجيه الجهود الانفصالية للأكراد المتململين في الداخل نحو مناطق أخرى.
لقد أضفت هذه التطوّرات على مايبدو ديناميكية جديدة على النزاع المستمرّ منذ وقت طويل على قيادة "حزب العمال الكردستاني"، بين مراد كارايلان وباهوز أردال/فهمان حسين (الذي غالباً مايُشار إليه بـ"الدكتور باهوز") الذي كان قائد "قوات الدفاع الشعبي" من 2004 إلى 2009 قبل أن يطرده كارايلان. يبدو أنّ أردال، وهو قائد شاب يدعم العمل العسكري، عاود نشاطه في العام 2011، بعدما أتاحت الأحداث في سوريا هامشاً أكبر لاعتماد المقاربة العسكرية. من الواضح أن الوقت والسنّ يصبّان في مصلحة أردال (شرط أن ينجح كما فعل حتى الآن في النجاة من القبض عليه أو من القتل في المعركة)، كما تؤدّي خلفيته السورية دوراً في هذا المجال، في هذه المرحلة الزمنية حيث من المحتّم أن تقود سيطرة الأكراد على شبه دولة خاضعة لهم إلى تعزيز ثقل العنصر السوري في الهيكلية العامة لـ"حزب العمال الكردستاني". ولذلك، يُتوقَّع أن تساهم الأزمة السورية في التعجيل في حدوث تغيير في الجيل القيادي داخل "حزب العمال الكردستاني"، بحيث تنتقل دفّة القيادة إلى أشخاص أصغر سناً وأكثر راديكالية يخوّلهم موقعهم الحالي ممارسة ضغوط عسكرية على تركيا من جهة، وإثبات قدرتهم على المحافظة على الاستقرار في خضم الفوضى من جهة أخرى.
وما الجهود التي تبذلها تركيا مؤخراً لإعادة إطلاق المفاوضات مع زعيم "حزب العمال الكردستاني" المسجون، عبدالله أوجلان ، سوى انعكاس في جزء منها لحجم المخاوف التركية من النوايا التي يخبّئها الحزب، وللحاجة الملحّة إلى كبح عناصره الأكثر تشدّداً. لاتمتلك تركيا الكثير من الخيارات الأخرى لمعالجة هذا الوضع الذي تتحمّل هي نفسها جزءاً من المسؤولية في التسبّب به، وذلك من خلال موقفها المتشدّد من نظام الأسد، وسياستها في قمع الأكراد. فلم يتبقَّ لأي من حلفائها في جنوب الحدود - "الجيش السوري الحر" أو مسعود البرزاني - طاقات كبيرة يستطيع توظيفها لممارسة ضغوط على "حزب العمال الكردستاني" أو "حزب الاتحاد الديمقراطي". ومن شأن شنّ اجتياح واسع النطاق داخل الأراضي السورية (أو العراقية) أن يؤدّي إلى حشد السكّان المحليين خلف "حزب العمال الكردستاني"، وإلى زجّ القوات التركية في حرب عصابات في أرض أجنبية وشديدة العدوانية؛ وفي مثل هذه الأوضاع نادراً ماتسير الأمور على مايرام بالنسبة إلى الجيوش النظامية. لكنه قد يكون السيناريو المفضل بالنسبة إلى "حزب العمال الكردستاني".
هيكو ويمن باحث في "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية" في برلين، يتولّى تنسيق مشروع "التغيير النخبوي والحراك الاجتماعي الجديد في العالم العربي" الذي يديره المعهد. مُظّهِر سلجوق باحثة مساعدة في "منتدى الأمن العام" في برلين.
=========================
الصحافة الروسية :
كوميرسانت :انتقادات "حزب الله" صُبت بالرصاص
https://arabic.rt.com/press/1199677-انتقادات-حزب-الله-صبت-بالرصاص/
تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم.
وجاء في المقال: صُدم لبنان باغتيال الناشط السياسي والمخرج الوثائقي لقمان سليم، الذي عارض لسنوات عديدة حزب الله الشيعي والنظام السياسي في البلاد القائم على أساس التحالفات الطائفية. وقد فتحت السلطات اللبنانية تحقيقا في الجريمة، ودعت الأمم المتحدة إلى العثور على المسؤولين في أقرب وقت ممكن.
وفي الصدد، كتب مركز كارنيغي الشرق أوسطي أن "نشاط سليم الصريح وظهوره الإعلامي كان ظاهرة وكان شجاعا بشكل مدهش، حيث كان يعيش هو وعائلته في معقل حزب الله، محاطا، بالمعنى الحرفي، بخصومه السياسيين". وأشير إلى أن مقتل لقمان سليم "سيوقف حرية التعبير"، إذ يخشى كثيرون الآن انتقاد السلطات. كما ذكر المركز أن مقتل سليم، جاء بعد جريمتي قتل غامضتين أواخر العام الماضي: المصور جو بيجاني المعروف بصور مرفأ بيروت، والعقيد الجمركي منير أبو رجيلي، ذي الصلة بالتحقيق في تفجير بيروت.
وأكد المقال أن المسؤولين عن هذه الجرائم لم يتم تحديدهم حتى الآن؛ وأن ذلك، إلى جانب مقتل سليم، يشي بمشاكل الأمن العام الموجودة في لبنان اليوم.
وقد دعا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان المنتهية ولايته، يان كوبيش، في تغريدة، إلى إجراء تحقيق عاجل في مقتل سليم. وقال: "يجب أن لا يكرر هذا التحقيق مصير التحقيق في الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، والذي ما زال بعد ستة أشهر دون نتيجة. إن الناس في حاجة إلى معرفة الحقيقة". وأضاف بعد ساعات قليلة: "يمكنكم قتل صحفي، لكن لا يمكنكم قتل رسالته. يمكنكم إسكات وسائل الإعلام، لكن لا يمكنكم إسكات الحقيقة، وحرية التعبير. ارقد بسلام أيها الشهيد لقمان سليم".
=========================
نيزافيسيمايا غازيتا :الجزائر تستأنف العلاقات الاقتصادية مع سوريا
https://arabic.rt.com/press/1199682-الجزائر-تستأنف-العلاقات-الاقتصادية-مع-سوريا/
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول انفتاح نافذة لسوريا في شمال إفريقيا.
وجاء في المقال: أبدت السلطات الجزائرية استعدادها لإعادة تنشيط العلاقات الاقتصادية مع الحكومة السورية. أعلن ذلك سفير سوريا لدى الجزائر، نمير وهيب الغانم، عقب محادثاته مع وزير التجارة الجزائري كمال رزيق.
وبحسب رئيس البعثة الدبلوماسية السورية، فقد أشير أيضا، خلال المفاوضات، إلى أن الجزائر تعمل حاليا على تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، والتي يمكن، كما أوضح رزيق، أن تصبح بوابة للسوريين إلى إفريقيا.
جانب آخر مهم من الشراكة هو المساعدة على حلحلة العلاقات الدبلوماسية بين الحكومة السورية واللاعبين العرب.
وفي الصدد، قال خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مارداسوف:
"لا مفاجأة في العلاقات السورية الجزائرية، سواء في النموذج التاريخي أم من منظور الربيع العربي: لقد دعمت الجزائر نظام الأسد باستمرار منذ العام 2011 وحافظت على علاقات دبلوماسية معه، وعارضت قرارات جامعة الدول العربية المناهضة للأسد، وضغطت من أجل عودة دمشق إلى الجامعة. ومن وجهة نظر دبلوماسية، كان ذلك مفيدا للطرفين: فقد دافعت الجزائر عن دورها في المنطقة، بما في ذلك من خلال منظور أحداث التسعينيات الداخلية، ووفرت منبرا لمباحثات بين الاستخبارات السورية والتركية بشأن المسألة الكردية". وبحسب مارداسوف، كانت دمشق في هذا الوقت قادرة على الحديث عن الدبلوماسية والإدلاء بتصريحات حول دعم تتلقاه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
و "مع ذلك، كان من الواضح أن هناك معارضين للتقارب مع سوريا في أوساط النخبة الجزائرية. لذلك، تبدو الجزائر راضية تماما عن وضعها الحالي كشريك حذر. أمّا ما يدفع الجزائر إلى الحذر فليس فقط رغبتها في عدم سبق المملكة العربية السعودية، التي تفضل عدم الإعلان عن علاقاتها مع دمشق والبقاء في الظل - فتساعد أحيانا في تكثيف التجارة مع سوريا، ثم تضغط على دمشق- إنما والموقف الأمريكي  أيضا".
=========================
الصحافة العبرية :
وثائقي إسرائيلي عن حافظ الأسد.. "رجل العصابة الذي حكم سوريا"(1)
https://www.syria.tv/وثائقي-إسرائيلي-عن-حافظ-الأسد-رجل-العصابة-الذي-حكم-سوريا1
تاريخ النشر: 06.02.2021 | 05:36 دمشق
إسطنبول - خالد خليل
عرض التلفزيون الإسرائيلي شبه الرسمي، القناة "كان 11"، يوم الثلاثاء 2 شباط/فبراير الجاري، فيلماً وثائقياً عن حافظ الأسد، ضمن سلسلة أفلام تتناول حياة عدد من الزعماء العرب، من منظور استخباراتي، وتكشف النقاب عن "قضايا وقصص لم تعرض من قبل".
في الحلقة الرابعة من السلسلة المسماة بـ "أعداء"، يسلط الفيلم الإسرائيلي الضوء على حياة حافظ الأسد ونشأته، وعن هزيمة حزيران في 1967 ودورها في تمهيد الطريق أمامه للسيطرة على سوريا، وصراعه على السلطة ووحشيته في تصفية خصومه، وكيف اعتمد على طائفته بالحكم.
كما يقدم الفيلم أهم المحطات في حياة الأسد كحاكم مطلق لسوريا، وكيف انتهج سياسة الإرهاب داخلياً ضد معارضيه، ومشكلة أخيه رفعت، وخوضه المفاوضات، والتجهيز لتوريث أحد أبنائه، وصولاً إلى آخر أيامه، وكيف أثّر تراجع قدراته العقلية، حيث اكتشف الموساد بأنه أصيب بـ "الخرف"، في عدم إتمام التسوية السياسية بين سوريا وإسرائيل.
ويعرض الفيلم تفاصيل كثيرة وبعضاً من المواقف المثيرة التي تكشف لأول مرة، على سبيل المثال، عن مدى تغلل المخابرات الإسرائيلية في سوريا لدرجة التنصت على مكالمات حافظ الأسد الهاتفية، وعن كيفية تعامل الأسد مع رجاله المقربين منه.
وأوردت إحدى الإفادات في الفيلم أن وليد المعلم أرتجف خوفاً من حافظ الأسد وراح يبكي خلال اجتماع مع وفد أميركي.
وعنونت المحطة الإسرائيلية الفيلم بـ حافظ الأسد، (رئيس سوريا الثامن 1930-2000)، "رجل العصابة الذي سيطر على سوريا من دمشق، وتصرف بوحشية ضد خصومه".
ووصفت قناة "كان 11" الأسد بأنه يتمتع بالذكاء ودماثة الخلق، الصادق وهادئ الطباع، بعد الهزيمة وبسبب رغبته في السيطرة على البلاد تغير مزاجه الطيب، وراح ينسج الخيوط لبناء تحالفات داخل بنية المجتمع للسيطرة على الدولة.
الفيلم يعتمد على شهادات وإفادات لقادة ومسؤولين رفيعي المستوى في الموساد والاستخبارات العسكرية ومسؤولين سياسيين إسرائيليين ومن الغرب وأكاديميين مختصين، جميعهم ارتبطت مهام عملهم وسنوات خدمتهم بمتابعة الشأن السوري ومراقبة حافظ الأسد، ومنهم من التقى الأسد شخصياً وآخرون تعاملوا معه بشكل غير مباشر.
من بينهم المبعوث الأميركي الخاص من قبل إدارة بيل كلينتون للشرق الأوسط، دنيس روس، وهو منسق مفاوضات جنيف "الفاشلة" عام 2000م. الذي أعدّ خرائط ترسيم حدود الجولان وعرضها في قمة الأسد-كلينتون.
- السياسي والأكاديمي إيتمار ربينوفيتش، رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع سوريا.
- شبتاي شابيط، رئيس سابق للموساد.
- العميد (احتياط) عاموس جلبوع، رئيس كتيبة البحث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان".
- اللواء (احتياط)  الدكتور أفريم لافيد رئيس سابق لقسم جمع المعلومات في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان".
- ميري إيزن، مديرة سابقة لشعبة سوريا في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان".
- إيلان مزراحي، شغل في السابق منصب نائب رئيس الموساد.
- جاك نيريا، رئيس سابق لجناح سوريا في الموساد.
- حاييم تومير، مسؤول سابق في الموساد.
- يهودا بلنجا، أكاديمي ومؤرخ إسرائيلي متخصص بتاريخ الشرق الأوسط.
- روبرت بار، مسؤول سابق في المخابرات الفيدرالية الأميركية CIA لشؤون الشرق الأوسط.
- ياروم سويتسر، أكاديمي إسرائيلي وخبير دولي في قضايا الإرهاب.
 وتعتبر الأفلام الوثائقية، التي تعرضها المحطة الإسرائيلية تحت اسم "أعداء"، سلسلة وثائقيات مثيرة تكشف أسرار بعض الزعماء العرب المؤثرين بعيون مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية، مع كشف قضايا وقصص تعرض لأول مرة.
وتأتي أهمية هذه السلسلة، من اعتقاد المخابرات الإسرائيلية في أن القائد في دول الشرق الأوسط هو صاحب القرار الوحيد ومن الضروري التعرف إلى شخصيته وأعماله وأفكاره من أجل إحباط كل نواياه الهجومية.
وعرضت الحلقات الثلاث الأولى حياة ثلاثة رؤساء وقادة عرب، الأولى عن صدام حسين (رئيس العراق الخامس 1933-2006) بعنوان: "الرجل الذي أراد أن يحكم العالم وسعى لتدمير إسرائيل". والثانية عن ياسر عرفات (رئيس منظمة التحرير الفلسطينية1924-2004) بعنوان: "رجل بألف روح قاد شعبه إلى الإرهاب". أما الثالثة فهي عن جمال عبد الناصر (رئيس مصر الثاني 1918-1970) بعنوان: "الزعيم الذي يلقي الرعب، الذي قاد إسرائيل لشن حرب حزيران 67".
وتشمل سلسلة وثائقيات "أعداء" ست حلقات، حيث سيعرض لاحقاً، فيلمان آخران، واحد عن أنور السادات (رئيس مصر 1918-1981) "بطل الحرب المصري، الذي أظهر شجاعة وذهب نحو السلام".
والأخير عن روح الله خميني (المرشد الأعلى لإيران 1902-1989) "الثائر الذي فرض سيطرته على إيران وحولها إلى مصدر تهديد وجودي لإسرائيل".
رجل العصابة الذي حكم سوريا‏
يستعرض موقع تلفزيون سوريا بعد ترجمة الفيلم الإسرائيلي، أهم النقاط الواردة في شهادات المسؤولين والخبراء الذين شاركوا في الفيلم الوثائقي "المثير"، وينشرها في جزأين منفصلين.
"عندما نتحدث عن سوريا الأسد، فإننا نتحدث عن عائلة لديها دولة وليس دولة لديها قيادة"، بهذه الكلمات بدأ الأكاديمي والمؤرخ الإسرائيلي يهودا بلنجا الحديث عن عائلة الأسد.    ويضيف بلنجا، تعتبر سوريا الأسد من الدول المصنفة على قائمة الدول التي تتاجر بالمخدرات وهي رائدة في مجال المخدرات بحسب دول الغرب وأميركا، وبرأيه يمثل هذا إثباتا على أن "العائلة الحاكمة في سوريا هي عائلة مافيا، فلا عجب في أن تتعامل مع من يقف بوجهها بوحشية".
حافظ الأسد من مواليد 1930 في القرداحة بريف اللاذقية، الابن التاسع من أصل 11 أخا وأختا، من عائلة تمتهن الفلاحة وشديدة الفقر، في عام 1952 انتسب إلى سلاح الطيران، وفي 1970 قاد انقلاباً على رفاقه في حزب البعث وحكم سوريا 30 عاماً وورثها لابنه من بعده.
يركز الفيلم في بدايته على كيفية وصول الأسد إلى السلطة بعد صراعه مع صلاح جديد، وتنفيذه انقلاباً عسكرياً وزج الأخير بالسجن، وسيطرته على الإذاعة والأركان والحكومة، وكيف اعتمد على "العلويين" للسيطرة على الجيش وبالتالي الدولة.
 عملية "أرجاز"
كشف مسؤولون في الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فضيحة رفض حافظ الأسد اهتمامه بتحرير خمسة ضباط سوريين أسرتهم إسرائيل في كمين على الحدود اللبنانية، لتقايضهم بتحرير ثلاثة طيارين إسرائيليين كانوا قد وقعوا في الأسر بسوريا في وقت سابق. وقال أحد الضباط الإسرائيليين المشاركين في العملية "لم يهتم الأسد لأمرهم، فلم يكن من بين الأسرى أي ضابط علوي".
في حزيران/يونيو 1972 تسللت ثلاث مجموعات من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى الحدود اللبنانية لنصب كمين لدورية عسكرية سورية ينفذها ستة ضباط، رتبهم ما بين عقيد وعميد، وبعد محاولتين فاشلتين استطاع الجنود الإسرائيليون، بعدما قتلوا عناصر من الجندرما اللبنانية، أسر خمسة من الضباط السوريين بينما تمكن سادسهم من الفرار.
أطلق الإسرائيليون على هذه العملية اسم "أرجاز" (بالعربية تعني القفص)، وجاءت بعد وقوع طيارين وملّاح من سلاح الجو الإسرائيلي في الأسر لدى القوات السورية، وكان التلفزيون السوري قد عرض، وقتها مقاطع مصورة لها.
يشار إلى أن العملية كانت بقيادة عوزي ديان ويوني نتنياهو، والأخير شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو.
ويقول عوزي ديان، وهو الآن عميد احتياط (متقاعد)، كنا نظن بأننا حققنا إنجازاً عظيما منقطع النظير، ولكن تفاجأنا برفض حافظ الأسد تبديل الضباط السوريين بطيارينا.
وينقل العميد احتياط عاموس جلبوع، شهادات من أحد الضباط الأسرى، وهو العقيد نذير جراح. ويقول جلبوع: أشرفت على التحقيق مع نذير جراح لمدة ثلاث شهور لدرجة أصبحنا فيها أصدقاء، وفي إحدى المرات قص لي حادثة جرت معه في دمشق تكشف مدى سيطرة "العلويين" على الجيش السوري.
وتتمحور الحادثة حول تعرض العقيد نذير جراح وعائلته لموقف مهين في أحد مطاعم دمشق، عندما دخل عناصر من القوات التابعة لرفعت الأسد وعندما لم يجدوا طاولة فارغة، طلبوا من صاحب المطعم "بعدما نظروا إليّ وعرفوا أنني لست من الطائفة العلوية" أن يقوم بطردي وأجبروه على فعل ذلك.
وينقل جلبوع كلمات على لسان العقيد السوري، "أنا عقيد وهم صف ضباط طردوني.. حدث ذلك أمام عين زوجتي وابنتي".
في نهاية الأمر تمت الصفقة وتبادل الطرفان الأسرى، ويقول اللواء احتياط أفريم لافيد، كانت هذه العملية نموذجاً ممتازاً لفهم شخصية حافظ الأسد وطريقته في القيادة، وما هي أولوياته ومدى عناده.
 حرب تشرين لتثبيت أركان الحكم"
في عام 1973، على الرغم من نجاح القوات السورية والمصرية في مفاجأة إسرائيل بحرب تشرين/أكتوبر، فإن سوريا لم تستعد مرتفعات الجولان التي لا تزال محتلة إلى يومنا هذا.
كما اضطر حافظ الأسد في نهاية الحرب إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974، ووصفه هو بأنه " اتفاق مخجل"، إلا أنه استثمر نتائج الحرب التي وصفها الإعلام الرسمي، ولا يزال، بالانتصار الكبير للتفرغ لتثبيت أركان حكمه ومنع أي عمليات انقلاب ضده.
يقول المؤرخ الإسرائيلي يهودا بلنجا، بعد حرب يوم الغفران (حرب تشرين) راح الأسد يسخّر جهوده في تثبيت قاعدة حكمه عبر إغراء مؤيديه عن طريق حزب البعث، فمن كان بعثياً سيتدرج في المناصب السياسية ويحظى بالمزايا الاقتصادية والاجتماعية.
ويقول العميد عاموس جلبوع، دمشق كانت مدينة محاصرة ومحاطة بالحواجز العسكرية حولها وبين شوارعها، على مدار الساعة وطوال السنة.
ويضيف جلبوع، ولم يكن أحد يتجرأ على زعزعة مكانة الأسد لأنه سيلقى مصيره إما السجن أو القتل.. سيرسله الأسد إلى "ما وراء الشمس" كما يتداول السوريون.
ويتابع العميد الإسرائيلي، أن خط الدفاع الأول لحافظ الأسد وحامي نظامه كان أخوه رفعت ، الذي يملك قوات مسلحة بعتاد متطور ودبابات، وكانت جميع المطارات تحت إمرته لمنع تعرض القصر الرئاسي لأي عملية قصف.
ويقول روبرت بار، مسؤول سابق في المخابرات الفيدرالية الأميركية ‏CIA‏ لشؤون الشرق الأوسط: إن كل الوحدات العسكرية في سوريا تدار من قبل العلويين، وإذا كان هناك عقيد ما يريد تحريك دبابة عليه أن يحصل على موافقة من قائده المباشر العلوي بطبيعة الحال.
 تغلل الموساد في سوريا
كانت سوريا تحت مجهر المخابرات الإسرائيلية، ولم تردع عملية إعدام الجاسوس يوسي كوهين في منتصف الستينيات إسرائيل من إرسال عملائها والتنصت على سوريا التي خرجت من مرحلة عدم الاستقرار وبدأت تدخل تحت نظام شمولي وحكم الفرد.
ويقول شبتاي شابيط، رئيس سابق للموساد، في السبعينيات توصلنا إلى نتيجة مفادها يجب أن نضع سوريا على رأس قائمة اهتمامات أجهزة الاستخبارات في إسرائيل، لذا تغللنا فيها استخباراتياً وبعمق.
ويقول العميد عاموس جلبوع، أهم ما كنا نقوم به جمع المعلومات عبر عملائنا.. وكنت أحرص شخصياً على مقابلتهم ومعرفتهم والتحدث إليهم، وكثيرون منهم نالوا احترامي.
وتكشف ميري إيزن، مديرة سابقة لشعبة سوريا في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان"‏، "كنا نتنصت على مكالمات حافظ الأسد الهاتفية".
وتقول إيزن، الأسد كان يعلم بأننا نسمع مكالماته، ولكن كان من المهم بالنسبة لنا أن نسمع النغمة التي يتحدث فيها مع الشخصيات المختلفة، هذا كان يعطينا رصيداً كبيراً لتحليل شخصيته ومعرفته أكثر.
 الأسد بعيون المخابرات الإسرائيلية
يقول إيلان مزراحي، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الموساد، أهم ما يميز حافظ الأسد هو شخصيته ونظرته السياسية للأمور.
ويتابع مزراحي، ما يهمنا هو معرفة ما هي الضغوط التي تمارس عليه وما الإمكانيات التي يمتلكها، وبالتحديد ما مدى أهمية محاربة إسرائيل بالنسبة له.
ويصف المؤرخ يهودا بلنجا حافظ الأسد بالشخصية المتزنة، وبأنه هادئ وغير انفعالي، ودائم التفكير ويحسبها جيداً ،ويدرس قراراته بعناية.
ويضيف بلنجا، إلا أن الأسد صعب المراس وليس من السهل أن يثق بأحد كما أنه لا يتردد في إزالة الخصوم من طريقه أو حتى من يشك بأنه سيقف بطريقه يوماً ما.
وفي هذا السياق يقول السياسي الإسرائيلي البارز إيتمار ربينوفيتش، رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع سوريا، من البروفايلات التي توصلنا إلى إعدادها عبر المخابرات الإسرائيلية عن الأسد، وعن طريق أجهزة مخابرات أخرى، تفيد بأنه رجل شديد الذكاء ويمتلك سلطة القرار.
ويضيف ربينوفيتش، من السهل بالنسبة لحافظ الأسد أن يقتل أعدادا كبيرة إذا حاولوا الوقوف في وجهه.
ويذكر المسؤول الإسرائيلي حادثة اغتيال الأسد للزعيم اللبناني كمال جنبلاط بعد اجتياح لبنان، "أرسل إليه رجلين ليغتالوه ومن ثم قتلهما لكي يشتت مسار العدالة ولإخفاء الجريمة". ويتابع ربينوفيتش حديثه مستغرباً، "وبعدها استقبل الأسد ابن المرحوم، وليد جنبلاط".
ويقتبس ربينوفيتش ما قاله حافظ الأسد لوليد جنبلاط وقتها: "عندما أراك جالسا أمامي أتذكر المرحوم والدك كمال"، كانت كلمات الأسد رسالة ذات حدين، للترحيب والترهيب، مفادها بأنك ستلقى مصير والدك إذا وقفت بوجهي، وفقاً لتعبير المسؤول الإسرائيلي.
مجزرة حماة 1982
ارتكب حافظ الأسد مجزرة بحق عشرات الآلاف من المدنيين في مدينة حماة في 2 شباط/ فبراير 1982م، من دون أن يلقى العقاب، ودمر أجزاء كبيرة من المدينة، التي ارتبط اسمها في ذاكرة السوريين بـ "مجزرة حماة"، التي كانت أفظع الفصول في سيرة حكم حافظ الأسد دموية ووحشية لإخضاع السوريين تحت حكمه.
يقول المسؤول الأميركي دنيس روس، المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط في إدارة بيل كلينتون، إن حافظ الأسد لا يتورع عن فعل أي شيء لكي يحافظ على نظامه وقوته.
وعن مجزرة حماة الأليمة يقول دنيس روس، الذي يشارك بإدلاء شهادات وإفادات في الفيلم الإسرائيلي حول حياة حافظ الأسد، إن ما حدث في حماة كان في الأساس كمين نصبه الأسد للإخوان المسلمين ولكنه واصل قتل المدنيين في المدينة.
ويؤكد المسؤول الأميركي "لقد سمعنا بأنه قتل كل المدنيين في المدينة، وأشارت التقديرات إلى أن الضحايا كانوا ما بين 10 إلى 20 ألف شخص، لم يكونوا كلهم من جماعة الإخوان المسلمين".
مجزرة سجن تدمر
لم تكن مجزرة حماة هي الأولى في سجل حافظ الأسد الدموي، فقد سبقها ارتكابه مجزرة جماعية بحق سوريين، حيث قتل مئات المعتقلين السياسيين في سجن تدمر.
وفي التفاصيل، بعد يوم من تعرض حافظ الأسد لمحاولة اغتيال فاشلة على يد أحد حراسه الشخصيين في أثناء استقباله الرئيس النيجيري حسين كونتشي، في 26 يونيو/حزيران 1980، نفذ أخوه رفعت الأسد مجزرة السجن بعد اتهام جماعة الإخوان المسلمين المعارضة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.
عن مجزرة سجن تدمر يقول حاييم تومير، مسؤول سابق في الموساد، هذه الحادثة أظهرت أن الأسد لا قيود لحدوده المطلقة، ولا خطوط حمراء تقف في وجهه، لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بالشؤون الداخلية، حيث كل شيء بالنسبة له ممكن ومتاح للحفاظ على مصالح الطائفة العلوية.
=========================
"يديعوت أحرونوت": إيران تكثف عمليات نقل السلاح إلى سورية
https://www.alaraby.co.uk/politics/"يديعوت-أحرونوت"-إيران-تكثف-عمليات-نقل-السلاح-إلى-سورية
نضال محمد وتد
زعم تقرير نشره المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوسي يهوشواع، اليوم الجمعة على أثر الغارة الإسرائيلية على مواقع في سورية، ليل الأربعاء – الخميس، بأن "معركة حقيقية شهدها مطار دمشق عندما تم استهداف وسائل قتالية وأسلحة متطورة للغاية كانت وصلت للتو إلى سورية من إيران، وأن المضادات السورية أطلقت أكثر من 30 صاروخ أرض - جو باتجاه طائرات حلّقت في الجو".
وقد بدأ الهجوم وفق يهوشواع، عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، على إثر تهريب أسلحة متطورة من إيران إلى سورية، "وهي ظاهرة آخذة بالاتساع أخيراً أكثر فأكثر، عدا عن أن الهجوم انطلق، سواء بعلاقة أو من دون علاقة، بعد ساعات من محاولة "حزب الله" المسّ بطائرات إسرائيلية مسيّرة في منطقة صيدا، لكن إسرائيل اختارت عدم الرد على ذلك".
وأضاف المراسل الإسرائيلي أن عشرات الطائرات شاركت في الغارة، وتمكنت من ضرب أهدافها خلال وقت قصير، حيث تم تدمير أسلحة إيرانية وعدد كبير من البطاريات الصاروخية. ولفت التقرير إلى أن هذا هو الهجوم السادس "المنسوب للجيش الإسرائيلي" في الشهر الأخير، بحسب تعبيره، كي لا يتم اعتماد التقرير كاعتراف رسمي بمسؤولية إسرائيل عن الغارة.
وزعم المراسل الإسرائيلي أن الإيرانيين كثفوا من عمليات تهريب السلاح بشكل كبير، وأن جزءاً من هذا السلاح كان يفترض أن يظل في سورية، أما القسم الآخر فمخصص لـ"حزب الله". ومع إشارته إلى تصريحات لمصادر للجيش بإقفال مسار التهريب البري للسلاح، إلا أنه لفت إلى أن نقل السلاح إلى سورية جواً قد استؤنف من جديد، حيث يصرّ الإيرانيون أن يبقوا عاملاً مهماً في سورية، ويحظوا بتعاون من النظام برئاسة بشار الأسد.
ووفقه، فإنه على الرغم من عدم وجود يقين في إسرائيل بعلاقة تكثيف هذه العمليات بتسلم إدارة الرئيس جو بايدن الحكم في الولايات المتحدة، إلا أن المعطيات تشير إلى ارتفاع عدد هذه العمليات، وأن الهجمات الإسرائيلية هدفها نقل رسائل لإيران بأنها ستواصل استهداف شحنات السلاح الموجهة إلى سورية بغض النظر عن هوية الإدارة في الولايات المتحدة، وهي رسالة موجهة أيضاً للنظام في سورية، الذي تكبّد جيشه الخسائر الأكبر من الهجوم، وأيضاً رداً على محاولات إطلاق صواريخ باتجاه المقاتلات الإسرائيلية في الأجواء السورية، مقابل حذر إسرائيلي شديد من استهداف أهداف لـ"حزب الله" على الأراضي اللبنانية.
=========================
 
سوريا في الصحافة العالمية
إعداد مركز الشرق العربي 6/2/2021
 
الصحافة الامريكية :
  • نيوزويك :نظام الأسد يغازل إدارة "بايدن".. وروسيا منزعجة
https://eldorar.com/node/160221
  • نيوزويك : على إدارة بايدن الردّ على ممارسات روسيا التي تعرقل تدفق المساعدات إلى سوريا
https://www.akhbaralaan.net/news/arab-world/2021/02/05/مجلة-أمريكية-على-إدارة-بايدن-الردّ-على-ممارسات-روسيا-التي-تعرقل-تدفق-المساعدات-إلى-سوريا
  • معهد واشنطن :التونسيون في الجهاد العراقي وكيف مهد ذلك الطريق أمام الجهاد السوري
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/altwnsywn-fy-aljhad-alraqy-wkyf-mhd-dhlk-altryq-amam-aljhad-alswry
  • مركز مالكوم كير كارنيغي :صعود الأكراد في سوريا
https://carnegie-mec.org/sada/50857
 
الصحافة الروسية :
  • كوميرسانت :انتقادات "حزب الله" صُبت بالرصاص
https://arabic.rt.com/press/1199677-انتقادات-حزب-الله-صبت-بالرصاص/
  • نيزافيسيمايا غازيتا :الجزائر تستأنف العلاقات الاقتصادية مع سوريا
https://arabic.rt.com/press/1199682-الجزائر-تستأنف-العلاقات-الاقتصادية-مع-سوريا/
 
الصحافة العبرية :
  • وثائقي إسرائيلي عن حافظ الأسد.. "رجل العصابة الذي حكم سوريا"(1)
https://www.syria.tv/وثائقي-إسرائيلي-عن-حافظ-الأسد-رجل-العصابة-الذي-حكم-سوريا1
  • "يديعوت أحرونوت": إيران تكثف عمليات نقل السلاح إلى سورية
https://www.alaraby.co.uk/politics/"يديعوت-أحرونوت"-إيران-تكثف-عمليات-نقل-السلاح-إلى-سورية
 
الصحافة الامريكية :
نيوزويك :نظام الأسد يغازل إدارة "بايدن".. وروسيا منزعجة
https://eldorar.com/node/160221
الدرر الشامية:
نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، تقريرًا كشفت فيه عن إبداء النظام السوري استعداده للتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، ولكن ضمن شروط.
وقالت الصحيفة إن نظام الأسد اشترط للعمل مع إدارة جو بايدن، أن توقف واشنطن التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، وسحب القوات الأمريكية المنتشرة دون إذن النظام.
وأضافت أن نظام الأسد، اشترط كذلك وقف أمريكا استغلال موارد النفط والغاز السورية، وإنهاء المساعدة المقدمة لميليشيات "قسد" والجهات الفاعلة الأخرى غير الحكومية المنخرطة بالحرب في سوريا.
وذكرت الصحيفة أن نظام الأسد يعتبر سبب خلافه مع أمريكا هو سياسة الإدارات الأمريكية السابقة المتمثلة في التدخل في شؤون سوريا الداخلية.
وأردفت الصحيفة أن مصدرًا دبلوماسيًّا روسيًّا عبّر عن انزعاجه من إبداء النظام استعداده للحوار مع أمريكا، مشيرًا إلى أن مسؤولين بنظام الأسد يعتقدون بأن أوضاعهم ستتحسن بقدوم الإدارة الجديدة.
يذكر أن مركز "جسور" للدراسات، كشف في تقريرٍ نشره في وقت سابق عن لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد بوفد إسرائيل رفيع المستوى برعاية روسية في قاعدة "حميميم" في ريف اللاذقية غرب سوريا، نهاية العام الماضي، وذلك بهدف تحقيق تقارب بين الطرفين.
=========================
نيوزويك : على إدارة بايدن الردّ على ممارسات روسيا التي تعرقل تدفق المساعدات إلى سوريا
https://www.akhbaralaan.net/news/arab-world/2021/02/05/مجلة-أمريكية-على-إدارة-بايدن-الردّ-على-ممارسات-روسيا-التي-تعرقل-تدفق-المساعدات-إلى-سوريا
أخبار الآن | الولايات المتحدة - نيوزويك
تحتاج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أن تثبت في وقت مبكر أن الولايات المتحدة لن تسمح لروسيا باستغلال مبدأ سيادة الدولة في سوريا لتجاوز القانون الإنساني الدولي وتعريض ملايين السوريين والاستقرار الإقليمي لمزيد من الخطر.
وبحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإنّ السوريين يحيون في غضون شهر، الذكرى الـ10 لبدء انتفاضتهم ضد النظام السوري، وذلك في ظل حرب عصفت بالبلاد وأدت إلى تشريد الملايين. فمن عدد سكان سوريا قبل الحرب الاهلية البالغ 23 مليون نسمة، يوجد الآن 5.6 مليون لاجئ سوري معظمهم في تركيا ولبنان والأردن، في حين أنّ هناك 6.7 مليون نازح داخل سوريا.
ووسط كل ذلك، فإن معظم النازحين بحاجة إلى مساعدات إنسانية دائمة، خصوصاً أنّ البؤس ضربهم، في حين أنّ فيروس كورونا المستشري يعمّق المآسي في صفوفهم.
وبحسب المجلة الأمريكية، فقد ضغطت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على حكومة النظام السوري من خلال فرض عقوبات، كما جرى نشر قوات أمريكية في شرق سوريا، إلا أنه لا توجد تسوية سياسية للنزاع السوري في الأفق.
وأظهر تحرك مليون لاجئ سوري نحو أوروبا في العام 2015 حالة عدم الاستقرار السياسي التي نتجت عن الأزمة الإنسانية في سوريا. ووفقاً لـ"نيوزويك"، فإن المعاناة الإنسانية وزعزعة الإستقرار ستزداد بشكل مؤكد ما لم تكن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن مستعدة للرد على الممارسات الروسية التي من شأنها أن تعرقل تدفق المساعدات وتعزز نفوذ الرئيس السوري بشار الأسد.
ومع هذا، فإن الأمر الأكثر إلحاحاً هو ضمان المساعدات الإنسانية لنحو 3 ملايين نازح سوري في شمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، والذين لن يعودوا إلى ديارهم بسبب أجهزة الأمن السرية السورية الحاقدة والتي تريد الإنتقام، بحسب "نيوزويك".
وعلى مدى السنوات الـ6 الماضية، قام المانحون الدوليون بإرسال المساعدات إلى هؤلاء الأشخاص اليائسين، من الدول المجاورة، في إطار عملية للأمم المتحدة يوافق عليها مجلس الأمن كل 6 أشهر.
ومع ذلك، فإن روسيا تعرقل كل هذه الجهود، وعلى مدى الأشهر الـ18 الماضية، استخدمت موسكو سلطتها في مجلس الأمن لخفض عدد المعابر الحدودية المسموح بها لتوصيل المساعدات من 4 إلى واحد.
على إدارة بايدن تعزيزعملية المساعدة التابعة للأمم المتحدة في بقية سوريا
وفي التصويت المقبل لمجلس الأمن في يوليو/ تموز، ستهدف روسيا إلى وقف آخر عملية مساعدة عابرة للحدود، وبالتالي وقف شحنات المواد الغذائية، الأمر الذي سيتسبب في فرار الملايين من الناس. ولهذا، يجب أن تكون إدارة بايدن مستعدة لاستبدال عملية الأمم المتحدة هذه بآلية مانحين دوليين.
ويمكن للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن تتولى هذا الدور. ولترجمة ذلك بالفعل، يتعيّن على إدارة بايدن البدء في وضع خطط للتدخل لصالح الأمم المتحدة والتشاور مع الشركاء الآن. وسيتطلب هذا الجهد أيضاً تبريراً قانونياً لعملية دولية تحل محل دور الأمم المتحدة. كذلك، يجب أن يركز فريق بايدن على شرعية الاستجابات الدولية عندما تجوع الدول ذات السيادة الناس وتثير عن قصد عدم الاستقرار الإقليمي.
ووفقاً للمجلة، فإنّ إدارة بايدن تحتاجُ أيضاً إلى تعزيز عملية المساعدة التابعة للأمم المتحدة في بقية سوريا، إذ أنّ حكومة النظام تعرقل تحركات طواقم المساعدات الدولية وتعيق قوافل المساعدات للناس اليائسين في إدلب، كما قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك لمجلس الأمن في 20 يناير/كانون الثاني.
ومع هذا، تفرض الحكومة السورية على الأمم المتحدة العمل فقط مع المنظمات المرتبطة بها، وعلى سبيل الهلال الأحمر السوري، وقد قبلت الأمم المتحدة بهذه القيود من أجل مواصلة برامج المساعدة في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام والتي يقطنها حوالى 11 مليون شخص.
وستدعم روسيا إعادة انتخاب الأسد لفترة ولاية جديدة مدتها 7 سنوات في انتخابات مزيفة مقررة مبدئياً في الربيع المقبل، وستسعى موسكو بعد ذلك إلى الحصول على تفويض مطلق للأسد لتوجيه جميع عمليات المساعدة التي تقدمها الأمم المتحدة في سوريا.
في غضون ذلك، تطالب روسيا والصين بالاحترام الكامل لسيادة الحكومة السورية، وعلى مدى السنوات الـ10 الماضية استخدمت موسكو وبكين حق النقض ضد 14 قراراً لمجلس الأمن من أجل حماية حكومة الأسد. وفعلياً، فإن الروس والصينيين يؤثرون على مسار الحرب، لكنهم لا يقدمون سوى القليل جداً لجهود الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية حتى مع إنفاق الولايات المتحدة أكثر من 11 مليار دولار للمساعدات الإنسانية للسوريين.
ولمواجهة هذه العقبات، يجب على إدارة بايدن أن تضع مع مانحين آخرين، معظمهم من الأوروبيين، مجموعة من المبادئ التي تحكم العمل الإنساني للأمم المتحدة في سوريا. وإذا رفضت دمشق المبادئ، فإن المانحين يحتاجون إلى إعادة تقييم ما إذا كان ينبغي أن تذهب أموال مساعداتهم إلى عملية الأمم المتحدة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، أو إذا كانت هذه الأموال ستوفر تأثيراً أفضل في مجتمعات اللاجئين بالدول المجاورة وفي شمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، بحسب "نيوزويك".
ولهذا، فإنّ الهدف من هذه الخطوات ليس تسييس الأزمة الإنسانية، علماً أنه سبق للحكومة السورية أن فعلت ذلك من خلال منع المساعدات تحت غطاء سياسي روسي.
صحافية إستقصائية في ميدوزا : لا يمكن للفاغنر أن تعمل في سوريا إلا وفق قواعد الجيش الروسي
على الرغم من أن المرتزق الروسي في مجموعة فاغنر الروسية المعروفة بشركة "بي ام سي فاغنر" مارات غابيدولين قد قرر وقف نشر مذكراته عن الفترة التي قضاها مرتزقاً في سوريا، فإن محتوى ما في مذكراته، وفق ما أوردته صحيفة ميدوزا الروسية، قد أحدث ضجة كبيرة وجعله حديث العالم.
=========================
معهد واشنطن :التونسيون في الجهاد العراقي وكيف مهد ذلك الطريق أمام الجهاد السوري
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/altwnsywn-fy-aljhad-alraqy-wkyf-mhd-dhlk-altryq-amam-aljhad-alswry
بواسطة هارون ي. زيلين
٢٩‏/٠١‏/٢٠٢١
متوفر أيضًا باللغات:
English
Also published in "ذي آيسيس بلوغ" ["مدونة داعشية"]
عن المؤلفين
هارون ي. زيلين
هارون ي. زيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حيث يتركز بحثه على الجماعات الجهادية العربية السنية في شمال أفريقيا وسوريا، وعلى نزعة المقاتلين الأجانب والجهادية الإكترونية عبر الإنترنت.
مقالات وشهادة
كيف تبوأ التونسيون مناصب رفيعة في «جماعة التوحيد والجهاد»/«مجلس شورى المجاهدين»/تنظيم «دولة العراق الإسلامية» وغيرها من التنظيمات لا سيما تلك المتعلقة بالقتال الخارجي، الأمر الذي ساعد في تجنيد أشخاص للقتال في العراق وليبيا وسوريا بعد عام 2011.
في كتاب "مقتطفات داعشية: نصوص بارزة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، يرد ذكر موجز لتونسي اشتهر بكنية أبو أسامة التونسي. واستناداً إلى بحث قائم على مصادر أساسية أجريته لكتابي الخاص بعنوان »أبناؤكم في خدمتكم: دعاة الجهاد في تونس«، وصل أبو أسامة إلى العراق في أوائل عام 2004 على أبعد تقدير وحارب في معارك الفلوجة حيث ساهمت علاقته الوثيقة مع كل من أبو مصعب الزرقاوي وأبو حمزة المهاجر في ارتقائه في التنظيم: أولاً كالقائد العسكري لحزام بغداد الجنوبي، ولاحقاً كقائد عملية المقاتلين الأجانب بالكامل التي نفذها «مجلس شورى المجاهدين»/تنظيم «دولة العراق الإسلامية». وقد تساعد علاقته المقربة من الزرقاوي والمهاجر أيضاً على شرح سبب ظهور أبو أسامة كأحد الأفراد المقنّعين في الفيديو الذي أظهر قطع رأس الأمريكي نيكولاس بيرغ في أيار/مايو 2004. والأهم من ذلك، يشرح واقع تبوؤ التونسيين مناصب رفيعة، لا سيما تلك المتعلقة بالقتال الخارجي، السبب الذي دفع لاحقاً بالعديد من التونسيين للارتباط بهذه الشبكات التي ساعدت في تجنيد أشخاص للقتال في العراق وليبيا وسوريا بعد عام 2011. وفي نهاية المطاف، قُتل أبو أسامة بضربة جوية أمريكية في مدينة المسيب بمحافظة بابل في 25 أيلول/سبتمبر 2007 مع عدد من كبار قادة تنظيم «دولة العراق الإسلامية».
وعلى الرغم من أن العديد من التونسيين انضموا إلى الجهاد قبل حرب العراق، إلا أن الحرب ألهمت جيلاً وكادراً جديدين من الأفراد. فعلى سبيل المثال، حسن البريك، الذي أصبح المسؤول عن مكتب "الدعوة" في «أنصار الشريعة في تونس» بعد الثورة التونسية عام 2011، كان قد سافر إلى العراق عام 2003. ومثل كثيرين آخرين، لم يصل فعلياً إلى العراق، بل بالأحرى تولى المسؤولية عن منزل آمن في سوريا يجري فيه التدقيق بالأفراد قبل السفر إلى العراق. وبالنسبة للتونسيين الذين نجوا، تمّ اعتقال العديد منهم، بمن فيهم البريك، في سوريا (ودول أخرى) وأعيدوا إلى تونس كي يقضوا عقوبة في السجن. وكانت سجون تونس خلال السنوات السبع إلى الثماني التي سبقت الثورة أساسية في الجمع بين الجيل الأول من الجهاديين التونسيين المرتبطين بأفغانستان والشبكات القائمة في أوروبا، والجيل الثاني الذي كان أكثر ارتباطاً بالعراق وشبكتيْ «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» /تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». ووفر تبادل السجون بين الجيلين الأول والثاني من الجهاديين التونسيين قاعدة أنشطة «أنصار الشريعة في تونس» بعد ثورة 2011 ولاحقاً لتجنيد المقاتلين الأجانب إلى العراق وليبيا وسوريا إما للانضمام إلى «أنصار الشريعة في ليبيا» و «جبهة النصرة»، أو تنظيم «الدولة الإسلامية».
ويقدم كتابي الكثير من التفاصيل عن التونسيين الذين انضموا إلى الجهاد في العراق، ما مجموعه حوالي 5000 كلمة. ونظراً لطول البحث عن هذا الموضوع وتركيز كتاب ("مقتطفات داعشية") على المصادر الأولية، فسوف يسلط هذا المقال الضوء على بعض التفاصيل التي تعتمد بدقة على البحث المستمد من هذه الشبكة من المصادر الأولية. ومع ذلك، إذا كنتَ تريد [فهم] الصورة بأكملها، فإن الفصل الرابع من كتابي يدخل في التاريخ والقصة بالكامل.
وذكرت المجلة الجهادية "مجلة منبر سوريا الإسلامي" في عددها الثالث الصادر في تشرين الأول/أكتوبر 2005 أنه قد تمّ اعتقال ألف تونسي أثناء محاولتهم السفر إلى العراق. علاوةً على ذلك، قال المحامي التونسي سمير بن عمر، الذي دافع عن الجهاديين المعتقلين، إنه في الفترة 2005-2007، تمّ اعتقال 600 تونسي خلال محاولتهم الوصول إلى العراق. ولا يشمل هذا الرقم التونسيين المقيمين خارج تونس أو أولئك الذين لم يتمّ اعتقالهم قبل عام 2005. وقد يشير ذلك إلى أن العدد الفعلي للأفراد الذين تمّ اعتقالهم قبل وصولهم إلى العراق وأولئك الذين وصلوا يتراوح بين 1600 و2500 على امتداد تلك الفترة الزمنية بأكملها. ووفقاً لتوماس هيغهامر، تدل هذه الأرقام على حجم المقاتلين الأجانب التونسيين، لا سيما بالنظر إلى أن ما بين 4000 و 5000 مقاتل أجنبي انخرطوا في الجهاد العراقي. ويمكن أن تشير أيضاً إلى أن هناك عدداً أكبر من الأفراد الذين ذهبوا أو تم القبض عليهم وهم يحاولون الذهاب إلى العراق أكثر مما كان يُعتقد في الأصل أو أن طريقة إحصاء الباحثين والحكومات للمقاتلين الأجانب أصبحت الآن أكثر شمولية من ربما الفهم الأكثر محدودية من الفترة 2002-2009 عندما كان الأفراد يحسبون فقط أولئك الذين وصلوا إلى ساحة المعركة. ومع ذلك، فإن هذه الإحصائيات تجعل الأمر إذاً أقل إثارة للدهشة حيث لوحظ انضمام العديد من التونسيين إلى الجهاد السوري بعد عام 2011.
إن العديد من التونسيين الذين انضموا إلى «جماعة التوحيد والجهاد»/تنظيم «القاعدة في العراق»/«مجلس شورى المجاهدين»/تنظيم «دولة العراق الإسلامية» هم من الميسّرين/المجنّدين، لكن عدداً آخر كانوا من المقاتلين والانتحاريين وحتى من القادة. ويوفر دور الميسّر/المجنّد معلومات معمقة مهمة حول سبب محاربة العديد من التونسيين في سوريا منذ عام 2011. وعلى وجه الخصوص، تسمح الطبيعة المترابطة للغاية للإخوة التونسيين بالوصول السهل إلى الشبكات التي توفر الخدمات اللوجستية للذين يرغبون في الانضمام إلى القتال. وبالإضافة إلى تحديد أسماء القتلى، نشر «مجلس شورى المجاهدين» إخطارات استشهاد مع قصص عن خلفية الأفراد وعملياتهم في العراق قبل وفاتهم.
ففي نيسان/أبريل 2006 على سبيل المثال، أصدر «مجلس شورى المجاهدين» إشعاراً بشأن أبو ابراهيم التونسي، القائد الذي حارب سابقاً في البوسنة وأفغانستان. وأثناء وجوده في أفغانستان، تردد أنه كان يدير دور الضيافة نيابة عن أسامة بن لادن، وحارب "التحالف الشمالي" إلى جانب حركة طالبان، ودافع عن قندهار، وجلال آباد، وكابول بعد الغزو الأمريكي إلى أن هرب إلى تركيا مع الحاج بنان التركي، وانضم لاحقاً إلى الجهاد العراقي. وشغل أبو إبراهيم في البداية منصب رئيس الفرع الأمني في راوة إلى أن تمّت ترقيته إلى منصب رئيس الفرع الأمني في محافظة الأنبار وقائداً عسكرياً للقائم، حيث أشرف على وحدات القناصة والاستخبارات والأمن والوحدات المضادة للطائرات. وكانت البلدة الأخيرة، الواقعة على الحدود مع سوريا، ممراً مهماً لتهريب المقاتلين الأجانب وغير ذلك من الأنشطة غير القانونية التي انطلقت من مدينة البوكمال على الجانب السوري من الحدود. كما كانت البوكمال بمثابة نقطة توقف للأجانب المسافرين من دمشق إلى العراق. وخطَّط أبو إبراهيم وقاد عدداً من المعارك، من بينها "عملية الشهيد الشيخ أبو محمد اللبناني" والعمليتين الأولى والثانية لاحتلال الحصيبة. وقد قُتل في النهاية في غارة جوية أمريكية خلال معارك قضاء القائم في ناحية الكرابلة التابعة له.
وحارب عدد من التونسيين الآخرين، مثل أبو بصير التونسي، في صفوف كتيبة «أم المؤمنين عائشة» التابعة لـ «مجلس شورى المجاهدين»/«دولة العراق الإسلامية» وكانوا من القادة فيها. ولقي اثنان من أبرز التونسيين في هذه الكتيبة عُرف كلاهما باسم أبو أسامة التونسي مصرعهما في تموز/يوليو 2006 وأيلول/سبتمبر 2007 على التوالي. وجاء الأول إلى العراق في عام 2004 وأصبح في النهاية قائداً في كتيبة «أم المؤمنين عائشة». وقاد معركة أبو أنس الشامي، وتزعم هجوم "الفتح"، وشارك في "معارك الثأر السني" و "هجمات مكافحة الإرهاب". وقُتل في غارات جوية أمريكية على بلدة اليوسفية على بعد 20 ميلاً جنوب بغداد. أما أبو أسامة الآخر، فكان ذلك الذي ذُكر في بداية هذا المقال.
وتونسي مهم آخر في «مجلس شورى المجاهدين»/تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، كان يسري بن فاخر الطريقي (الملقب بأبي قدامة التونسي وزياد السبأ). ورغم أنه لم يكن قائداً مثل أولئك المذكورين أعلاه، إلا أنه أصبح رمزاً لـ «أنصار الشريعة في تونس» عن القمع الذي مارسه النظام بقيادة شيعية في العراق عندما كان في سجن عراقي قبل إعدامه في 16 تشرين الثاي/نوفمبر 2011. وكان الطريقي قد وصل إلى العراق في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 وهو في التاسعة عشرة من عمره، والأصغر سناً بين الجماعة التي سافر معها. وكان يقوم بعمليات في الموصل لغاية منتصف 2004 عندما انتقل إلى سامراء مع عملاء آخرين للتخطيط للتفجير الشهير الذي استهدف مرقد الإمامين الشيعيين علي الهادي وحسن العسكري في شباط/فبراير 2006. وكان هذا الهجوم محفزاً مهماً في الحرب الأهلية العلنية بين السنّة والشيعة داخل العراق. وكانت الطائفية الناجمة عن ذلك هدف الزرقاوي لكي لا يكون أمام السنّة خيار آخر سوى البحث عن الأمان الذي يوفره لهم «مجلس شورى المجاهدين». وكان الطريقي يدّعي، عقب اعتقاله لاحقاً، أنه "قد تم اختيار مرقد الإمامين علي الهادي وحسن العسكري لأهميتهما الدينية وموقعهما الجغرافي، وكان الاختيار يهدف إلى إحداث انقسام طائفي بين الناس". وإلى جانب ذلك الهجوم، زُعم أن الطريقي متورط في اغتيال الصحفية العراقية أطوار بهجت. وفي نهاية المطاف، أُلقي القبض عليه حياً في حزيران/يونيو 2006 خلال معركة في بعقوبة، على بعد حوالي 50 ميلا شمال شرق بغداد، حيث قُتل جميع إخوته في القتال. ثم تنقل في عدد من السجون قبل أن يُجبر على الحبس الانفرادي في سجن الكاظمية حتى وفاته.
وناهيك عن التونسيين الذين تولوا مناصب قيادية كقادة أو مقاتلين أو جنود مشاة، لعب التونسيون أيضاً دوراً مهماً في شبكة الخدمات اللوجستية والتسهيلات لصالح تنظيم «القاعدة في العراق»/«مجلس شورى المجاهدين»/تنظيم «دولة العراق الإسلامية». وكان أبو عمر التونسي من أبرز هؤلاء الأفراد. وقد ظهر اسمه بشكل متكرر في "وثائق سنجار" كميسّر رئيسي للأفراد عبر سوريا إلى العراق. ويشير ذلك إلى أنه كان وسيطاً رئيسياً بين شبكات التجنيد والخدمات اللوجستية في العالم العربي وأوروبا الغربية والعناصر على الأرض داخل العراق. ووفقاً للجيش الأمريكي، اعتقل ضباط العمليات الخاصة في أيار/مايو 2008 أبو عمر في محافظة نينوى الغربية. وعُلِم فيما بعد أن الاسم الحقيقي لأبو عمر هو طارق بن الطاهر بن الفالح العوني الحرزي، وأنه كان لا يزال يجنّد ويسهّل سفر المقاتلين الأجانب [للإنضمام إلى] الجماعة الجهادية عام 2013، بعد ظهورها من جديد كـ تنظيم «الدولة الإسلامية». ويشير ذلك إلى أنه قد أُطلق سراحه من السجن أو هرب منه في وقت ما بعد اعتقاله من قبل القوات الأمريكية.
وبحلول كانون الأول/ديسمبر 2007، ووفقاً لزعيم تنظيم «دولة العراق الإسلامية» في ذلك الوقت، أبو عمر البغدادي، لم يبق في البلاد سوى 200 مقاتل أجنبي، في انخفاض كبير عن المئات الذين كانوا يقصدونها كل شهر. واستمر هذا التراجع في الأعداد من 90 شهرياً في منتصف عام 2007 إلى 50 شهرياً في أوائل عام 2008، وصولاً إلى 10 شهرياً في أوائل عام 2009. إلا أن هذه الفترة الفاصلة لم تدم إلى الأبد. ففي حين لم يعد الكثيرون يعيرون الاهتمام بالعراق بسبب النجاحات التكتيكية للصحوة القبلية والطفرة العسكرية، بدأ تنظيم «دولة العراق الإسلامية» بإعادة رص صفوفه بين أوائل إلى منتصف عام 2009، أي بعد حوالي 12-18 شهراً من وصوله إلى أدنى مستوياته. وربما يكون جزءً من الأمر متعلقاً باستعدادات تنظيم «دولة العراق الإسلامية» لبدء الولايات المتحدة انسحابها في نهاية حزيران/يونيو 2009 كجزء من "اتفاقية وضع القوات الأمريكية العراقية" [التي تم التوصل إليها] بين الرئيس جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والتي وُقّعت في منتصف كانون الأول/ديسمبر 2008. ومن المؤشرات الرئيسية على أن تنظيم «دولة العراق الإسلامية» كان يُعيد بناء بنيته التحتية هي الأعداد المتزايدة للمقاتلين الأجانب على أساس شهري. وبحلول منتصف عام 2009، ارتفع عدد المقاتلين الأجانب شهرياً إلى 20 واستمر في الزيادة إلى 30-40 مقاتل في أواخر عام 2009 وربما وصل إلى 250 مقاتل بحلول أواخر خريف 2010.
وبخلاف الشبكات التي كانت متمركزة في دمشق وحلب، بدأت إحدى شبكات المقاتلين الأجانب التي تم تجديدها بالعمل انطلاقاً من حمص تحت قيادة مجموعة من التونسيين والجزائريين. كما سهلت شبكة أخرى مرور الأفراد عبر محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، للذهاب إلى الموصل في العراق، التي استخدمها تنظيم «دولة العراق الإسلامية» كقاعدة لإعادة بناء عملياته بعد الصحوة القبلية والطفرة العشائرية. وكان بعض الأفراد المعروفين بأنهم دخلوا عبر الطريق الثاني تونسيين شاركوا في بعض من أكثر الهجمات دموية في عام 2009، من بينها تفجير شاحنة مفخخة في 10 نيسان/أبريل عند بوابات "قاعدة العمليات الأمامية في ماريز التابعة للقوات الأمريكية" في الموصل، مما أسفر عن مقتل خمسة جنود. وكانت مجموعة التونسيين قد غادرت تونس في منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2008 وسافرت عبر ليبيا بمساعدة الشبكة المذكورة أعلاه في سوريا؛ ووصلت إلى العراق في آذار/مارس 2009. كما تلقت الجماعة مساعدة من عراقي يعيش في كندا يُدعى فاروق خليل محمد عيسى، وكذلك من الرئيس الجديد لعمليات المقاتلين الأجانب في تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، سعد عويد عبيد معجل الشمري ( المعروف بأبو خلف). وقامت القوات العراقية بعد ذلك باعتقال أعضاء هذه الشبكة التونسية العراقية خلال الأشهر القليلة التي أعقبت ذلك التاريخ.
وخلال هذه الفترة، بدأ تنظيم «دولة العراق الإسلامية» بإعادة نشر قصص الاستشهاد لمقاتليه. وشملت إحداها مقابلة أُجريت في أواخر آب/أغسطس 2010 مع والدة أسامة المزعومة (أبو عبد الرحمن التونسي وأبو سعد التونسي)، المعروف بـ"قناص بغداد" لقتله جنود أمريكيين. ووفقاً للورينزو فيدينو، من المرجح أن تكون المقابلة قد أجرتها شقيقة أسامة والتي أصبحت متطرفة بعد مقتل شقيقها وبالتالي ناشطة في المنتديات الجهادية تحت اسم Swissgirl99. وقبل وصوله إلى العراق في أيلول/سبتمبر 2005، انتقلت عائلته من تونس إلى سويسرا في عام 2000، حيث واجه صعوبة في التكيف مع الثقافة المختلفة لأن عائلته كانت محافظة ومتدينة للغاية. ووفقاً لمسؤولين أمنيين سويسريين، "أمضى ساعات على الإنترنت في قراءة الدعاية الجهادية". وتوفي في وقت ما في عام 2006 في هجوم على "مقر مكافحة الإرهاب" في حي الجهاد ببغداد، ولو أن التاريخ المحدد غير معروف.
وفي المقابلة، ناقشت والدته تقوى ابنها، وكرهه لانتقالهم إلى أوروبا عندما كان مراهقاً، وقراره بالانضمام إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية». واختتمت المقابلة بالإشادة بأبو بكر البغدادي، خليفة أبو عمر البغدادي، ومصرّحة بأنها "ستقابله بعون الله في ظل الخلافة في أرض الخلافة [أي العراق] إن شاء الله". وتنبأت كلماتها من بعض النواحي بما سيحدث في السنوات التالية.
وليس من المستغرب أن تكون إحدى أولى الحوادث الجهادية المرتبطة بتونسيين في أعقاب الثورة التونسية عام 2011 قد أسفرت عن اعتقال مجموعة من التونسيين والليبيين في مصر كانوا يحاولون القتال في العراق إلى جانب تنظيم «دولة العراق الإسلامية» في 25 كانون الثاني/يناير 2011. لذلك، بغض النظر عن الثورة، من المرجح أن يكون التونسيون قد واصلوا انخراطهم في القتال الخارجي والجهاد. والفرق الوحيد، هو أنه كانت هناك بدلاً من ذلك مجموعة أكبر من المجندين المقاتلين الأجانب نتيجة للانفتاح المجتمعي الذي حفزته الثورة. وبالتالي، عاد في النهاية بعض السجناء المفرج عنهم بعد الثورة إلى القتال وانضموا إلى الجماعات الجهادية في سوريا.
وفي حين أن معظم الباحثين يقرون أن الشبكات والجماعات الجهادية بدأت بتجنيد الأفراد للانضمام إلى الجهاد السوري في عام 2012، إلّا أن التجنيد للقتال في العراق كان قائماً قبل ذلك، وهي ديناميكية لم تحظَ بالتقدير الكافي. ونتيجةً لذلك، تمّ بسهولة تعديل الجهود للانضمام إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» من أجل الانضمام بدلاً من ذلك إلى جماعة الواجهة التابعة لهذا التنظيم في سوريا، أي «جبهة النصرة» في ذلك الوقت. ونظراً إلى أن معظم الساعين إلى الانضمام إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» في العراق سافروا عادةً عبر تركيا وسوريا، كان التوجه إلى سوريا يستلزم خطوة أقل، مما جعل الأمر أقل خطورة، ولكنه سمح أيضاً لنفس شبكات التجنيد، والتسهيل، والخدمات اللوجستية بالاستفادة من الفرصة التاريخية التي قد توفرها سوريا كنتيجة للرد الشرس لنظام بشار الأسد على الانتفاضة السلمية الأصلية.
ويُعتبر ذلك وثيق الصلة لأنه قبل أن يَنصب تركيز المجتمع الجهادي العالمي على سوريا، كانت جماعة «أنصار الشريعة في تونس» وزعيمها أبو عياض التونسي يضفون الشرعية على الانضمام إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» في عام 2011. وفي مقابلة أجريت في كانون الأول/ديسمبر 2011، قدم أبو عياض رداً واضحاً على المشاركة في جهاد العراق: "من يستطيع أن يمنع شخصاً يريد الجهاد في سبيل الله؟ فانت اذا جئتني وقلت لي أريد أن اذهب الى العراق فلن أمنعك لاني اذا منعتك سأكون آثماً. فأنت تريد أن تحقق فرضاً من الفروض وهي نصرة المسلمين ومقاتلة أعداء ديننا". بالإضافة إلى ذلك، وفي وقت لاحق من المقابلة، تخلى أبو عياض عن أي ادعاءات ودعوات علنية للجهاد في العراق:
"الآن بدأ الجهاد الفعلي في العراق لأن الأمريكان تركوا الفرس والروافض يحكمون العراق ... تقول لي خرج الاحتلال الأمريكي وأنا أقول لك انه ترك أعداء الأمة من المجوس [إيران] والروافض يبيعون الأمة للغرب. الآن الجهاد يا أخي ويجب على [رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري] المالكي و أزلامه أن يُزالوا من على الارض وعلى المجاهدبن في العراق أن يكثفوا ضرباتهم .... نسأل الله أن يوفق اخواننا."
إلا أن هذه الحماسة للجهاد ومشاركة التونسيين فيه لم تضعف بمرور الوقت. ففي مقابلة لأبو عياض مع صحفي إذاعة "موزاييك إف إم"، نصر الدين بن حديد، في شباط/فبراير 2013، صرّح بأن "التونسيين يمكن إيجادهم في كل مكان في أرض الجهاد. فطرق الذهاب سهلة ونحن لا نمنع جماعتنا من المغادرة". فضلاً عن ذلك، شهدت تجربة كاتب هذا البحث في مساجد «أنصار الشريعة في تونس» قيام أفراد من الجماعة بدعاء خاص بعد الصلوات الاعتيادية من أجل "المجاهدين في بلاد الشام"، وهو المعيار المتبع في مساجد «أنصار الشريعة في تونس». وتعكس مثل هذه الطقوس التشجيع على إظهار الدعم. ولم يكن من المستغرب أن تنشر صفحة «أنصار الشريعة في تونس» على "فيسبوك" في ذلك الوقت محتوى يدعم جماعات مثل «جبهة النصرة»، وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» لاحقاً. كما نشر المنْفذ الإعلامي الرسمي لـ «أنصار الشريعة في تونس» شريط فيديو كهدية لزعيم «جبهة النصرة»، أبو محمد الجولاني. وعلى نحو مماثل، نشرت «أنصار الشريعة في تونس» صوراً من أولاد أفراد الجماعة الذين كتبوا ملاحظات يهنئون فيها «جبهة النصرة» على نجاحاتها في ساحة المعركة. وأخيراً، حين قُتل أفراد سابقون في «أنصار الشريعة في تونس» وهم يحاربون في الجهاد السوري، مجّدت صفحة الجماعة الرسمية على "فيسبوك" شهاداتهم.   
واستناداً إلى مصادر أولية فقط، يمكن التأكد كثيراً من تطور الشبكات والأسباب المنطقية للقتال في العراق ثم سوريا لاحقاً. وإذا كان المرء مهتماً بمزيد من التفاصيل حول مشاركة التونسيين في الجهاد العراقي فضلاً عن الشبكة الجهادية التونسية في أعقاب الانتفاضات العربية، إلى جانب تفاصيل أخرى تتعلق بالحركة من الناحيتين التاريخية والمعاصرة، فإن كتابي »أبناؤكم في خدمتكم: دعاة الجهاد في تونس« يقدم تقارير دقيقة عما جرى على مدى أربعين عاماً.
هارون زيلين هو زميل "ريتشارد بورو"  في معهد واشنطن، وباحث زائر في "قسم السياسة" في "جامعة براندايز،" وزميل مشارك في "الشبكة العالمية للتطرف والتكنولوجيا". وقد نُشر هذا المقال في الأصل على "آيسيس بلوغ"، وتم اقتباس أجزاء منه من كتابه »أبناؤكم في خدمتكم«، حقوق النشر "مطبعة جامعة كولومبيا" 2020، جميع الحقوق محفوظة.
=========================
مركز مالكوم كير كارنيغي :صعود الأكراد في سوريا
https://carnegie-mec.org/sada/50857
هيكو ويمن
مُظّهِر سلجوق
تحت جنح النزاع في سوريا، يخرج حزب العمال الكردستاني من عزلته ويُعزّز حضوره على الساحة.
 انسحب النظام السوري المحاصَر من المناطق ذات الغالبية الكردية الواقعة في الشمال والشمال الشرقي من البلاد منذ صيف 2012. حتى الآن، يبدو أن المستفيد الأساسي من شبه الحكم الذاتي الذي تتمتّع به حالياً "كردستان الغربية" (بحسب الجغرافيا السياسية الكردية)، هو "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، وهو حزب كردي سوري نافذ أسّسه في العام 2003 مقاتلون سوريّو الأصل ينتمون إلى "حزب العمال الكردستاني" في جبال قنديل في شمال العراق. لقد أطلق انسحاب الجيش وقوى الأمن السورية من المناطق الكردية من دون إراقة الكثير من الدماء، فضلاً عن التشنّجات بين "حزب الاتحاد الديمقراطي" وجهات ثورية أخرى، موجةً من الاتهامات والشكوك حول مخطّطات الحزب على الصعيدَين الوطني والإقليمي وحوافزه.
يُلفَت في هذا السياق إلى أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" نجح، في وقت قصير جداً، في إنشاء جيش مدجّج بالسلاح يتألّف من نحو 10 آلاف مقاتل ويُعرَف بـ"وحدات الحماية الشعبية" (YPG)، فضلاً عن هياكل مدنية محلية ذاتية التنظيم تحت مسمّى "حركة المجتمع الديمقراطي" (TEV-DEM). نظرياً، يتقاسم "حزب الاتحاد الديمقراطي" السلطة مع نحو 15 حزباً كردياً (شكّلت "المجلس الوطني الكردي") في إطار "المجلس الأعلى الكردي" الذي أُسِّس في 12 تموز/يوليو الماضي من خلال جهود الوساطة التي قام بها مسعود البرزاني، رئيس إقليم كردستان العراق وزعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الذي هو من الأحزاب الكردية الأساسية في العراق. لكن على الأرض، يعتبر "حزب الاتحاد الديمقراطي" أن شركاءه في المجلس هم مجرّد عملاء للبرزاني نفسه الذي ينظر الحزب بكثير من الشك والريبة إلى علاقته الوثيقة بتركيا. فضلاً عن ذلك، منع "حزب الاتحاد الديمقراطي" أيّ وجود كردي مسلّح من خارج دائرة الموالين له في "وحدات الحماية الشعبية" - وقد تحدّثت تقارير في الآونة الأخيرة عن مناوشات مسلّحة مع "حزب الوحدة الكردي" في سوريا (يكيتي) في مدينتَي الدرباسية والقامشلي.
وتصادم "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"وحدات الحماية الشعبية" مراراً مع مقاتلين من "الجيش السوري الحر" المرتبط بـ"المجلس الوطني الكردي" عن طريق الائتلاف السوري المعارض. ووقعت الصدامات في شكل خاص في بلدة رأس العين المختلطة الواقعة مباشرة عند الحدود التركية، ولايزال القتال يشتعل من حين إلى آخر على الرغم من كل محاولات الوساطة. وتصدّى "حزب الاتحاد الديمقراطي" أيضاً لمحاولات "الجيش السوري الحر" دخول المناطق الكردية في حلب وحولها، واتّهم تركيا بتحريض العناصر الإسلامية (مثل "جبهة النصرة" و"غرباء الشام") ودعمهم في غزواتهم داخل المناطق الكردية.
أدّى التشنّج بين "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"الجيش السوري الحر" - وجهات ثورية أخرى - إلى توجيه أصابع الاتّهام إلى "حزب الاتحاد الديمقراطي" بأنه يتصرّف وكأنه ينفّذ أوامر عمليات بالنيابة عن النظام السوري. في أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي، هاجمت قبائل عربية مكاتب الحزب في مدينة الحسكة المختلطة رداً على العنف الذي كان النظام قد مارسه سابقاً بحق المحتجّين، واتّهمت "حزب الاتحاد الديمقراطي" بالتعاون مع النظام. لكن في حين أن موقف الحزب يزيد حكماً من تعقيدات الأمور بالنسبة إلى "الجيش السوري الحر" وداعميه الأتراك، الأمر الذي يصبّ عملياً في مصلحة النظام السوري، ليست هناك أدلّة فعلية على وجود تعاون ناشط بين الجانبَين. فالنظام يستهدف من حين إلى آخر مناطق يسيطر عليها "حزب الاتحاد الديمقراطي"، ولو بوتيرة أقل بكثير من المناطق التي يتواجد فيها "الجيش السوري الحر". إضافةً إلى ذلك، غالب الظن أن هياكل الحكم الذاتي التي طوّرها الأكراد مؤخراً لن تتمكّن من الصمود في حال نجح بشار الأسد في استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية. بيد أن التشنّجات بين "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"الجيش السوري الحر" تحمل خطراً واضحاً بتأزّم العلاقات بين العرب السنّة والأكراد في هذا الجزء من البلاد، فيما تجد جماعات مسيحية كبيرة نفسها عالقة في الوسط.
الاتهام الثاني الأساسي الذي يُوجَّه إلى "حزب الاتحاد الديمقراطي"، ولاسيما من جانب تركيا التي تزداد عصبيّةً، هو أن الحزب ليس أكثر من مجرد واجهة لـ"حزب العمّال الكردستاني". رسمياً، ينكر "حزب الاتحاد الديمقراطي" أن يكون له أيّ ارتباط من هذا القبيل نظراً إلى الضرر الذي يمكن أن يلحق بصورته. لكن حتى لو تجاهلنا أن بعض القادة الكبار في "حزب الاتحاد الديمقراطي" يتحدّرون من "حزب العمّال الكردستاني"، تعكس اللغة والرموز (وأكثرها وضوحاً للعيان صورُ زعيم "حزب العمال الكردستاني" المسجون عبدالله أوجلان)، والهياكل التنظيمية (ولاسيما وجود نساء مقاتلات في الرتب الدنيا)، تلك المستعملة في "حزب العمال الكردستاني". فضلاً عن ذلك، ليس واضحاً كيف تمكّن الأكراد السوريون من أن ينشئوا بمفردهم الإطار اللوجستي والبنيوي الضروري لتشكيل قوّة عسكرية فعلية من أكثر من 10 آلاف مقاتل.
في الوقت نفسه، ليست هناك أدلّة كافية حتى الآن تثبت أن مقاتلين أكراداً يحاولون التسلّل إلى الأراضي التركية من سوريا. ففي حين تسعى القيادة في كلٍّ من "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"حزب العمال الكردستاني" إلى حرمان تركيا من أيّ ذريعة للتدخّل المباشر (الذي أجازه البرلمان التركي في مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2012 من دون تحديد مكان حدوثه) تبقى الأولوية بالنسبة إلى هؤلاء القادة بناء هياكل تتمتّع بحكم ذاتي وإنشاء قوات عسكرية. تنسجم هذه الأولوية مع التحوّل الاستراتيجي الأوسع الذي يشهده "حزب العمال الكردستاني" منذ العام 2000، إذ تخلّى عن الدعوة إلى قيام دولة كردية مستقلّة وموحّدة، ويسعى بدلاً من ذلك إلى حكم ذاتي ضمن الحدود القائمة.
تبدو الفرصةُ المتاحةُ الآن لإنشاء منطقة كردية ثانية تتمتّع بحكم ذاتي (بعد العراق) - بما يسمح لتنظيمٍ تأسّس بعد "حزب العمال الكردستاني" بتسلّم إدارة الهياكل الخاصة بشبه الدولة الكردية، وكذلك للاضطلاع في مرحلة معيّنة بدور في التفاوض حول مستقبل سوريا – فرصةً قيّمةً جداً إلى درجة أن الحزب لن يكون على الأرجح مستعداً للتفريط بها. فضلاً عن ذلك، فإنّ الأراضي الوعرة الواقعة في الشمال والشمال الغربي لجبال قنديل في شمال العراق، حيث مقرّ "حزب العمال الكردستاني"، تؤمّن منطلقاً أفضل من منطقة الحدود التركية-السورية لشنّ غزوات داخل الأراضي التركية، فالجزء الأكبر من المنطقة الحدودية يمكن الوصول إليه بسهولة، كما تسهل مراقبته نسبياً من الجانب التركي.
لكن منذ اندلاع الأزمة في سورية، ينفّذ "حزب العمال الكردستاني" مزيداً من العمليات في جنوب شرق الأناضول، مع تسجيل زيادة لافتة في أعداد المقاتلين من أصل إيراني-كردي في صفوف الإصابات من الجانب الكردي، في حين أن "حزب الحياة الحرة الكردستاني" (PJAK) (النسخة الإيرانية من حزب العمال الكردستاني) أوقف تقريباً عملياته على الأراضي الإيرانية. حتى أن بعض التقارير تورد نظريات تتحدّث عن نشوء تحالف استراتيجي بين "حزب العمال الكردستاني" وإيران في محاولة لممارسة ضغوط على تركيا، وتعزيز موقع الأسد من جديد. لكن حتى في غياب إعادة اصطفاف واضحة كهذه، كان محتّماً أن يؤدّي النزاع حول الأزمة السورية إلى تقويض التعاون الأمني التركي-الإيراني في المنطقة الحدودية. فإيران تعتبر أن تغاضيها عن التسلّل الكردي إلى تركيا يُقدّم لها فائدة مزدوجة تتمثّل في الضغط على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقاماً من دعمه للثورة السورية، وفي الوقت نفسه توجيه الجهود الانفصالية للأكراد المتململين في الداخل نحو مناطق أخرى.
لقد أضفت هذه التطوّرات على مايبدو ديناميكية جديدة على النزاع المستمرّ منذ وقت طويل على قيادة "حزب العمال الكردستاني"، بين مراد كارايلان وباهوز أردال/فهمان حسين (الذي غالباً مايُشار إليه بـ"الدكتور باهوز") الذي كان قائد "قوات الدفاع الشعبي" من 2004 إلى 2009 قبل أن يطرده كارايلان. يبدو أنّ أردال، وهو قائد شاب يدعم العمل العسكري، عاود نشاطه في العام 2011، بعدما أتاحت الأحداث في سوريا هامشاً أكبر لاعتماد المقاربة العسكرية. من الواضح أن الوقت والسنّ يصبّان في مصلحة أردال (شرط أن ينجح كما فعل حتى الآن في النجاة من القبض عليه أو من القتل في المعركة)، كما تؤدّي خلفيته السورية دوراً في هذا المجال، في هذه المرحلة الزمنية حيث من المحتّم أن تقود سيطرة الأكراد على شبه دولة خاضعة لهم إلى تعزيز ثقل العنصر السوري في الهيكلية العامة لـ"حزب العمال الكردستاني". ولذلك، يُتوقَّع أن تساهم الأزمة السورية في التعجيل في حدوث تغيير في الجيل القيادي داخل "حزب العمال الكردستاني"، بحيث تنتقل دفّة القيادة إلى أشخاص أصغر سناً وأكثر راديكالية يخوّلهم موقعهم الحالي ممارسة ضغوط عسكرية على تركيا من جهة، وإثبات قدرتهم على المحافظة على الاستقرار في خضم الفوضى من جهة أخرى.
وما الجهود التي تبذلها تركيا مؤخراً لإعادة إطلاق المفاوضات مع زعيم "حزب العمال الكردستاني" المسجون، عبدالله أوجلان ، سوى انعكاس في جزء منها لحجم المخاوف التركية من النوايا التي يخبّئها الحزب، وللحاجة الملحّة إلى كبح عناصره الأكثر تشدّداً. لاتمتلك تركيا الكثير من الخيارات الأخرى لمعالجة هذا الوضع الذي تتحمّل هي نفسها جزءاً من المسؤولية في التسبّب به، وذلك من خلال موقفها المتشدّد من نظام الأسد، وسياستها في قمع الأكراد. فلم يتبقَّ لأي من حلفائها في جنوب الحدود - "الجيش السوري الحر" أو مسعود البرزاني - طاقات كبيرة يستطيع توظيفها لممارسة ضغوط على "حزب العمال الكردستاني" أو "حزب الاتحاد الديمقراطي". ومن شأن شنّ اجتياح واسع النطاق داخل الأراضي السورية (أو العراقية) أن يؤدّي إلى حشد السكّان المحليين خلف "حزب العمال الكردستاني"، وإلى زجّ القوات التركية في حرب عصابات في أرض أجنبية وشديدة العدوانية؛ وفي مثل هذه الأوضاع نادراً ماتسير الأمور على مايرام بالنسبة إلى الجيوش النظامية. لكنه قد يكون السيناريو المفضل بالنسبة إلى "حزب العمال الكردستاني".
هيكو ويمن باحث في "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية" في برلين، يتولّى تنسيق مشروع "التغيير النخبوي والحراك الاجتماعي الجديد في العالم العربي" الذي يديره المعهد. مُظّهِر سلجوق باحثة مساعدة في "منتدى الأمن العام" في برلين.
=========================
الصحافة الروسية :
كوميرسانت :انتقادات "حزب الله" صُبت بالرصاص
https://arabic.rt.com/press/1199677-انتقادات-حزب-الله-صبت-بالرصاص/
تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم.
وجاء في المقال: صُدم لبنان باغتيال الناشط السياسي والمخرج الوثائقي لقمان سليم، الذي عارض لسنوات عديدة حزب الله الشيعي والنظام السياسي في البلاد القائم على أساس التحالفات الطائفية. وقد فتحت السلطات اللبنانية تحقيقا في الجريمة، ودعت الأمم المتحدة إلى العثور على المسؤولين في أقرب وقت ممكن.
وفي الصدد، كتب مركز كارنيغي الشرق أوسطي أن "نشاط سليم الصريح وظهوره الإعلامي كان ظاهرة وكان شجاعا بشكل مدهش، حيث كان يعيش هو وعائلته في معقل حزب الله، محاطا، بالمعنى الحرفي، بخصومه السياسيين". وأشير إلى أن مقتل لقمان سليم "سيوقف حرية التعبير"، إذ يخشى كثيرون الآن انتقاد السلطات. كما ذكر المركز أن مقتل سليم، جاء بعد جريمتي قتل غامضتين أواخر العام الماضي: المصور جو بيجاني المعروف بصور مرفأ بيروت، والعقيد الجمركي منير أبو رجيلي، ذي الصلة بالتحقيق في تفجير بيروت.
وأكد المقال أن المسؤولين عن هذه الجرائم لم يتم تحديدهم حتى الآن؛ وأن ذلك، إلى جانب مقتل سليم، يشي بمشاكل الأمن العام الموجودة في لبنان اليوم.
وقد دعا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان المنتهية ولايته، يان كوبيش، في تغريدة، إلى إجراء تحقيق عاجل في مقتل سليم. وقال: "يجب أن لا يكرر هذا التحقيق مصير التحقيق في الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، والذي ما زال بعد ستة أشهر دون نتيجة. إن الناس في حاجة إلى معرفة الحقيقة". وأضاف بعد ساعات قليلة: "يمكنكم قتل صحفي، لكن لا يمكنكم قتل رسالته. يمكنكم إسكات وسائل الإعلام، لكن لا يمكنكم إسكات الحقيقة، وحرية التعبير. ارقد بسلام أيها الشهيد لقمان سليم".
=========================
نيزافيسيمايا غازيتا :الجزائر تستأنف العلاقات الاقتصادية مع سوريا
https://arabic.rt.com/press/1199682-الجزائر-تستأنف-العلاقات-الاقتصادية-مع-سوريا/
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول انفتاح نافذة لسوريا في شمال إفريقيا.
وجاء في المقال: أبدت السلطات الجزائرية استعدادها لإعادة تنشيط العلاقات الاقتصادية مع الحكومة السورية. أعلن ذلك سفير سوريا لدى الجزائر، نمير وهيب الغانم، عقب محادثاته مع وزير التجارة الجزائري كمال رزيق.
وبحسب رئيس البعثة الدبلوماسية السورية، فقد أشير أيضا، خلال المفاوضات، إلى أن الجزائر تعمل حاليا على تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، والتي يمكن، كما أوضح رزيق، أن تصبح بوابة للسوريين إلى إفريقيا.
جانب آخر مهم من الشراكة هو المساعدة على حلحلة العلاقات الدبلوماسية بين الحكومة السورية واللاعبين العرب.
وفي الصدد، قال خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مارداسوف:
"لا مفاجأة في العلاقات السورية الجزائرية، سواء في النموذج التاريخي أم من منظور الربيع العربي: لقد دعمت الجزائر نظام الأسد باستمرار منذ العام 2011 وحافظت على علاقات دبلوماسية معه، وعارضت قرارات جامعة الدول العربية المناهضة للأسد، وضغطت من أجل عودة دمشق إلى الجامعة. ومن وجهة نظر دبلوماسية، كان ذلك مفيدا للطرفين: فقد دافعت الجزائر عن دورها في المنطقة، بما في ذلك من خلال منظور أحداث التسعينيات الداخلية، ووفرت منبرا لمباحثات بين الاستخبارات السورية والتركية بشأن المسألة الكردية". وبحسب مارداسوف، كانت دمشق في هذا الوقت قادرة على الحديث عن الدبلوماسية والإدلاء بتصريحات حول دعم تتلقاه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
و "مع ذلك، كان من الواضح أن هناك معارضين للتقارب مع سوريا في أوساط النخبة الجزائرية. لذلك، تبدو الجزائر راضية تماما عن وضعها الحالي كشريك حذر. أمّا ما يدفع الجزائر إلى الحذر فليس فقط رغبتها في عدم سبق المملكة العربية السعودية، التي تفضل عدم الإعلان عن علاقاتها مع دمشق والبقاء في الظل - فتساعد أحيانا في تكثيف التجارة مع سوريا، ثم تضغط على دمشق- إنما والموقف الأمريكي  أيضا".
=========================
الصحافة العبرية :
وثائقي إسرائيلي عن حافظ الأسد.. "رجل العصابة الذي حكم سوريا"(1)
https://www.syria.tv/وثائقي-إسرائيلي-عن-حافظ-الأسد-رجل-العصابة-الذي-حكم-سوريا1
تاريخ النشر: 06.02.2021 | 05:36 دمشق
إسطنبول - خالد خليل
عرض التلفزيون الإسرائيلي شبه الرسمي، القناة "كان 11"، يوم الثلاثاء 2 شباط/فبراير الجاري، فيلماً وثائقياً عن حافظ الأسد، ضمن سلسلة أفلام تتناول حياة عدد من الزعماء العرب، من منظور استخباراتي، وتكشف النقاب عن "قضايا وقصص لم تعرض من قبل".
في الحلقة الرابعة من السلسلة المسماة بـ "أعداء"، يسلط الفيلم الإسرائيلي الضوء على حياة حافظ الأسد ونشأته، وعن هزيمة حزيران في 1967 ودورها في تمهيد الطريق أمامه للسيطرة على سوريا، وصراعه على السلطة ووحشيته في تصفية خصومه، وكيف اعتمد على طائفته بالحكم.
كما يقدم الفيلم أهم المحطات في حياة الأسد كحاكم مطلق لسوريا، وكيف انتهج سياسة الإرهاب داخلياً ضد معارضيه، ومشكلة أخيه رفعت، وخوضه المفاوضات، والتجهيز لتوريث أحد أبنائه، وصولاً إلى آخر أيامه، وكيف أثّر تراجع قدراته العقلية، حيث اكتشف الموساد بأنه أصيب بـ "الخرف"، في عدم إتمام التسوية السياسية بين سوريا وإسرائيل.
ويعرض الفيلم تفاصيل كثيرة وبعضاً من المواقف المثيرة التي تكشف لأول مرة، على سبيل المثال، عن مدى تغلل المخابرات الإسرائيلية في سوريا لدرجة التنصت على مكالمات حافظ الأسد الهاتفية، وعن كيفية تعامل الأسد مع رجاله المقربين منه.
وأوردت إحدى الإفادات في الفيلم أن وليد المعلم أرتجف خوفاً من حافظ الأسد وراح يبكي خلال اجتماع مع وفد أميركي.
وعنونت المحطة الإسرائيلية الفيلم بـ حافظ الأسد، (رئيس سوريا الثامن 1930-2000)، "رجل العصابة الذي سيطر على سوريا من دمشق، وتصرف بوحشية ضد خصومه".
ووصفت قناة "كان 11" الأسد بأنه يتمتع بالذكاء ودماثة الخلق، الصادق وهادئ الطباع، بعد الهزيمة وبسبب رغبته في السيطرة على البلاد تغير مزاجه الطيب، وراح ينسج الخيوط لبناء تحالفات داخل بنية المجتمع للسيطرة على الدولة.
الفيلم يعتمد على شهادات وإفادات لقادة ومسؤولين رفيعي المستوى في الموساد والاستخبارات العسكرية ومسؤولين سياسيين إسرائيليين ومن الغرب وأكاديميين مختصين، جميعهم ارتبطت مهام عملهم وسنوات خدمتهم بمتابعة الشأن السوري ومراقبة حافظ الأسد، ومنهم من التقى الأسد شخصياً وآخرون تعاملوا معه بشكل غير مباشر.
من بينهم المبعوث الأميركي الخاص من قبل إدارة بيل كلينتون للشرق الأوسط، دنيس روس، وهو منسق مفاوضات جنيف "الفاشلة" عام 2000م. الذي أعدّ خرائط ترسيم حدود الجولان وعرضها في قمة الأسد-كلينتون.
- السياسي والأكاديمي إيتمار ربينوفيتش، رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع سوريا.
- شبتاي شابيط، رئيس سابق للموساد.
- العميد (احتياط) عاموس جلبوع، رئيس كتيبة البحث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان".
- اللواء (احتياط)  الدكتور أفريم لافيد رئيس سابق لقسم جمع المعلومات في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان".
- ميري إيزن، مديرة سابقة لشعبة سوريا في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان".
- إيلان مزراحي، شغل في السابق منصب نائب رئيس الموساد.
- جاك نيريا، رئيس سابق لجناح سوريا في الموساد.
- حاييم تومير، مسؤول سابق في الموساد.
- يهودا بلنجا، أكاديمي ومؤرخ إسرائيلي متخصص بتاريخ الشرق الأوسط.
- روبرت بار، مسؤول سابق في المخابرات الفيدرالية الأميركية CIA لشؤون الشرق الأوسط.
- ياروم سويتسر، أكاديمي إسرائيلي وخبير دولي في قضايا الإرهاب.
 وتعتبر الأفلام الوثائقية، التي تعرضها المحطة الإسرائيلية تحت اسم "أعداء"، سلسلة وثائقيات مثيرة تكشف أسرار بعض الزعماء العرب المؤثرين بعيون مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية، مع كشف قضايا وقصص تعرض لأول مرة.
وتأتي أهمية هذه السلسلة، من اعتقاد المخابرات الإسرائيلية في أن القائد في دول الشرق الأوسط هو صاحب القرار الوحيد ومن الضروري التعرف إلى شخصيته وأعماله وأفكاره من أجل إحباط كل نواياه الهجومية.
وعرضت الحلقات الثلاث الأولى حياة ثلاثة رؤساء وقادة عرب، الأولى عن صدام حسين (رئيس العراق الخامس 1933-2006) بعنوان: "الرجل الذي أراد أن يحكم العالم وسعى لتدمير إسرائيل". والثانية عن ياسر عرفات (رئيس منظمة التحرير الفلسطينية1924-2004) بعنوان: "رجل بألف روح قاد شعبه إلى الإرهاب". أما الثالثة فهي عن جمال عبد الناصر (رئيس مصر الثاني 1918-1970) بعنوان: "الزعيم الذي يلقي الرعب، الذي قاد إسرائيل لشن حرب حزيران 67".
وتشمل سلسلة وثائقيات "أعداء" ست حلقات، حيث سيعرض لاحقاً، فيلمان آخران، واحد عن أنور السادات (رئيس مصر 1918-1981) "بطل الحرب المصري، الذي أظهر شجاعة وذهب نحو السلام".
والأخير عن روح الله خميني (المرشد الأعلى لإيران 1902-1989) "الثائر الذي فرض سيطرته على إيران وحولها إلى مصدر تهديد وجودي لإسرائيل".
رجل العصابة الذي حكم سوريا‏
يستعرض موقع تلفزيون سوريا بعد ترجمة الفيلم الإسرائيلي، أهم النقاط الواردة في شهادات المسؤولين والخبراء الذين شاركوا في الفيلم الوثائقي "المثير"، وينشرها في جزأين منفصلين.
"عندما نتحدث عن سوريا الأسد، فإننا نتحدث عن عائلة لديها دولة وليس دولة لديها قيادة"، بهذه الكلمات بدأ الأكاديمي والمؤرخ الإسرائيلي يهودا بلنجا الحديث عن عائلة الأسد.    ويضيف بلنجا، تعتبر سوريا الأسد من الدول المصنفة على قائمة الدول التي تتاجر بالمخدرات وهي رائدة في مجال المخدرات بحسب دول الغرب وأميركا، وبرأيه يمثل هذا إثباتا على أن "العائلة الحاكمة في سوريا هي عائلة مافيا، فلا عجب في أن تتعامل مع من يقف بوجهها بوحشية".
حافظ الأسد من مواليد 1930 في القرداحة بريف اللاذقية، الابن التاسع من أصل 11 أخا وأختا، من عائلة تمتهن الفلاحة وشديدة الفقر، في عام 1952 انتسب إلى سلاح الطيران، وفي 1970 قاد انقلاباً على رفاقه في حزب البعث وحكم سوريا 30 عاماً وورثها لابنه من بعده.
يركز الفيلم في بدايته على كيفية وصول الأسد إلى السلطة بعد صراعه مع صلاح جديد، وتنفيذه انقلاباً عسكرياً وزج الأخير بالسجن، وسيطرته على الإذاعة والأركان والحكومة، وكيف اعتمد على "العلويين" للسيطرة على الجيش وبالتالي الدولة.
 عملية "أرجاز"
كشف مسؤولون في الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فضيحة رفض حافظ الأسد اهتمامه بتحرير خمسة ضباط سوريين أسرتهم إسرائيل في كمين على الحدود اللبنانية، لتقايضهم بتحرير ثلاثة طيارين إسرائيليين كانوا قد وقعوا في الأسر بسوريا في وقت سابق. وقال أحد الضباط الإسرائيليين المشاركين في العملية "لم يهتم الأسد لأمرهم، فلم يكن من بين الأسرى أي ضابط علوي".
في حزيران/يونيو 1972 تسللت ثلاث مجموعات من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى الحدود اللبنانية لنصب كمين لدورية عسكرية سورية ينفذها ستة ضباط، رتبهم ما بين عقيد وعميد، وبعد محاولتين فاشلتين استطاع الجنود الإسرائيليون، بعدما قتلوا عناصر من الجندرما اللبنانية، أسر خمسة من الضباط السوريين بينما تمكن سادسهم من الفرار.
أطلق الإسرائيليون على هذه العملية اسم "أرجاز" (بالعربية تعني القفص)، وجاءت بعد وقوع طيارين وملّاح من سلاح الجو الإسرائيلي في الأسر لدى القوات السورية، وكان التلفزيون السوري قد عرض، وقتها مقاطع مصورة لها.
يشار إلى أن العملية كانت بقيادة عوزي ديان ويوني نتنياهو، والأخير شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو.
ويقول عوزي ديان، وهو الآن عميد احتياط (متقاعد)، كنا نظن بأننا حققنا إنجازاً عظيما منقطع النظير، ولكن تفاجأنا برفض حافظ الأسد تبديل الضباط السوريين بطيارينا.
وينقل العميد احتياط عاموس جلبوع، شهادات من أحد الضباط الأسرى، وهو العقيد نذير جراح. ويقول جلبوع: أشرفت على التحقيق مع نذير جراح لمدة ثلاث شهور لدرجة أصبحنا فيها أصدقاء، وفي إحدى المرات قص لي حادثة جرت معه في دمشق تكشف مدى سيطرة "العلويين" على الجيش السوري.
وتتمحور الحادثة حول تعرض العقيد نذير جراح وعائلته لموقف مهين في أحد مطاعم دمشق، عندما دخل عناصر من القوات التابعة لرفعت الأسد وعندما لم يجدوا طاولة فارغة، طلبوا من صاحب المطعم "بعدما نظروا إليّ وعرفوا أنني لست من الطائفة العلوية" أن يقوم بطردي وأجبروه على فعل ذلك.
وينقل جلبوع كلمات على لسان العقيد السوري، "أنا عقيد وهم صف ضباط طردوني.. حدث ذلك أمام عين زوجتي وابنتي".
في نهاية الأمر تمت الصفقة وتبادل الطرفان الأسرى، ويقول اللواء احتياط أفريم لافيد، كانت هذه العملية نموذجاً ممتازاً لفهم شخصية حافظ الأسد وطريقته في القيادة، وما هي أولوياته ومدى عناده.
 حرب تشرين لتثبيت أركان الحكم"
في عام 1973، على الرغم من نجاح القوات السورية والمصرية في مفاجأة إسرائيل بحرب تشرين/أكتوبر، فإن سوريا لم تستعد مرتفعات الجولان التي لا تزال محتلة إلى يومنا هذا.
كما اضطر حافظ الأسد في نهاية الحرب إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974، ووصفه هو بأنه " اتفاق مخجل"، إلا أنه استثمر نتائج الحرب التي وصفها الإعلام الرسمي، ولا يزال، بالانتصار الكبير للتفرغ لتثبيت أركان حكمه ومنع أي عمليات انقلاب ضده.
يقول المؤرخ الإسرائيلي يهودا بلنجا، بعد حرب يوم الغفران (حرب تشرين) راح الأسد يسخّر جهوده في تثبيت قاعدة حكمه عبر إغراء مؤيديه عن طريق حزب البعث، فمن كان بعثياً سيتدرج في المناصب السياسية ويحظى بالمزايا الاقتصادية والاجتماعية.
ويقول العميد عاموس جلبوع، دمشق كانت مدينة محاصرة ومحاطة بالحواجز العسكرية حولها وبين شوارعها، على مدار الساعة وطوال السنة.
ويضيف جلبوع، ولم يكن أحد يتجرأ على زعزعة مكانة الأسد لأنه سيلقى مصيره إما السجن أو القتل.. سيرسله الأسد إلى "ما وراء الشمس" كما يتداول السوريون.
ويتابع العميد الإسرائيلي، أن خط الدفاع الأول لحافظ الأسد وحامي نظامه كان أخوه رفعت ، الذي يملك قوات مسلحة بعتاد متطور ودبابات، وكانت جميع المطارات تحت إمرته لمنع تعرض القصر الرئاسي لأي عملية قصف.
ويقول روبرت بار، مسؤول سابق في المخابرات الفيدرالية الأميركية ‏CIA‏ لشؤون الشرق الأوسط: إن كل الوحدات العسكرية في سوريا تدار من قبل العلويين، وإذا كان هناك عقيد ما يريد تحريك دبابة عليه أن يحصل على موافقة من قائده المباشر العلوي بطبيعة الحال.
 تغلل الموساد في سوريا
كانت سوريا تحت مجهر المخابرات الإسرائيلية، ولم تردع عملية إعدام الجاسوس يوسي كوهين في منتصف الستينيات إسرائيل من إرسال عملائها والتنصت على سوريا التي خرجت من مرحلة عدم الاستقرار وبدأت تدخل تحت نظام شمولي وحكم الفرد.
ويقول شبتاي شابيط، رئيس سابق للموساد، في السبعينيات توصلنا إلى نتيجة مفادها يجب أن نضع سوريا على رأس قائمة اهتمامات أجهزة الاستخبارات في إسرائيل، لذا تغللنا فيها استخباراتياً وبعمق.
ويقول العميد عاموس جلبوع، أهم ما كنا نقوم به جمع المعلومات عبر عملائنا.. وكنت أحرص شخصياً على مقابلتهم ومعرفتهم والتحدث إليهم، وكثيرون منهم نالوا احترامي.
وتكشف ميري إيزن، مديرة سابقة لشعبة سوريا في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان"‏، "كنا نتنصت على مكالمات حافظ الأسد الهاتفية".
وتقول إيزن، الأسد كان يعلم بأننا نسمع مكالماته، ولكن كان من المهم بالنسبة لنا أن نسمع النغمة التي يتحدث فيها مع الشخصيات المختلفة، هذا كان يعطينا رصيداً كبيراً لتحليل شخصيته ومعرفته أكثر.
 الأسد بعيون المخابرات الإسرائيلية
يقول إيلان مزراحي، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الموساد، أهم ما يميز حافظ الأسد هو شخصيته ونظرته السياسية للأمور.
ويتابع مزراحي، ما يهمنا هو معرفة ما هي الضغوط التي تمارس عليه وما الإمكانيات التي يمتلكها، وبالتحديد ما مدى أهمية محاربة إسرائيل بالنسبة له.
ويصف المؤرخ يهودا بلنجا حافظ الأسد بالشخصية المتزنة، وبأنه هادئ وغير انفعالي، ودائم التفكير ويحسبها جيداً ،ويدرس قراراته بعناية.
ويضيف بلنجا، إلا أن الأسد صعب المراس وليس من السهل أن يثق بأحد كما أنه لا يتردد في إزالة الخصوم من طريقه أو حتى من يشك بأنه سيقف بطريقه يوماً ما.
وفي هذا السياق يقول السياسي الإسرائيلي البارز إيتمار ربينوفيتش، رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع سوريا، من البروفايلات التي توصلنا إلى إعدادها عبر المخابرات الإسرائيلية عن الأسد، وعن طريق أجهزة مخابرات أخرى، تفيد بأنه رجل شديد الذكاء ويمتلك سلطة القرار.
ويضيف ربينوفيتش، من السهل بالنسبة لحافظ الأسد أن يقتل أعدادا كبيرة إذا حاولوا الوقوف في وجهه.
ويذكر المسؤول الإسرائيلي حادثة اغتيال الأسد للزعيم اللبناني كمال جنبلاط بعد اجتياح لبنان، "أرسل إليه رجلين ليغتالوه ومن ثم قتلهما لكي يشتت مسار العدالة ولإخفاء الجريمة". ويتابع ربينوفيتش حديثه مستغرباً، "وبعدها استقبل الأسد ابن المرحوم، وليد جنبلاط".
ويقتبس ربينوفيتش ما قاله حافظ الأسد لوليد جنبلاط وقتها: "عندما أراك جالسا أمامي أتذكر المرحوم والدك كمال"، كانت كلمات الأسد رسالة ذات حدين، للترحيب والترهيب، مفادها بأنك ستلقى مصير والدك إذا وقفت بوجهي، وفقاً لتعبير المسؤول الإسرائيلي.
مجزرة حماة 1982
ارتكب حافظ الأسد مجزرة بحق عشرات الآلاف من المدنيين في مدينة حماة في 2 شباط/ فبراير 1982م، من دون أن يلقى العقاب، ودمر أجزاء كبيرة من المدينة، التي ارتبط اسمها في ذاكرة السوريين بـ "مجزرة حماة"، التي كانت أفظع الفصول في سيرة حكم حافظ الأسد دموية ووحشية لإخضاع السوريين تحت حكمه.
يقول المسؤول الأميركي دنيس روس، المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط في إدارة بيل كلينتون، إن حافظ الأسد لا يتورع عن فعل أي شيء لكي يحافظ على نظامه وقوته.
وعن مجزرة حماة الأليمة يقول دنيس روس، الذي يشارك بإدلاء شهادات وإفادات في الفيلم الإسرائيلي حول حياة حافظ الأسد، إن ما حدث في حماة كان في الأساس كمين نصبه الأسد للإخوان المسلمين ولكنه واصل قتل المدنيين في المدينة.
ويؤكد المسؤول الأميركي "لقد سمعنا بأنه قتل كل المدنيين في المدينة، وأشارت التقديرات إلى أن الضحايا كانوا ما بين 10 إلى 20 ألف شخص، لم يكونوا كلهم من جماعة الإخوان المسلمين".
مجزرة سجن تدمر
لم تكن مجزرة حماة هي الأولى في سجل حافظ الأسد الدموي، فقد سبقها ارتكابه مجزرة جماعية بحق سوريين، حيث قتل مئات المعتقلين السياسيين في سجن تدمر.
وفي التفاصيل، بعد يوم من تعرض حافظ الأسد لمحاولة اغتيال فاشلة على يد أحد حراسه الشخصيين في أثناء استقباله الرئيس النيجيري حسين كونتشي، في 26 يونيو/حزيران 1980، نفذ أخوه رفعت الأسد مجزرة السجن بعد اتهام جماعة الإخوان المسلمين المعارضة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.
عن مجزرة سجن تدمر يقول حاييم تومير، مسؤول سابق في الموساد، هذه الحادثة أظهرت أن الأسد لا قيود لحدوده المطلقة، ولا خطوط حمراء تقف في وجهه، لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بالشؤون الداخلية، حيث كل شيء بالنسبة له ممكن ومتاح للحفاظ على مصالح الطائفة العلوية.
=========================
"يديعوت أحرونوت": إيران تكثف عمليات نقل السلاح إلى سورية
https://www.alaraby.co.uk/politics/"يديعوت-أحرونوت"-إيران-تكثف-عمليات-نقل-السلاح-إلى-سورية
نضال محمد وتد
زعم تقرير نشره المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوسي يهوشواع، اليوم الجمعة على أثر الغارة الإسرائيلية على مواقع في سورية، ليل الأربعاء – الخميس، بأن "معركة حقيقية شهدها مطار دمشق عندما تم استهداف وسائل قتالية وأسلحة متطورة للغاية كانت وصلت للتو إلى سورية من إيران، وأن المضادات السورية أطلقت أكثر من 30 صاروخ أرض - جو باتجاه طائرات حلّقت في الجو".
وقد بدأ الهجوم وفق يهوشواع، عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، على إثر تهريب أسلحة متطورة من إيران إلى سورية، "وهي ظاهرة آخذة بالاتساع أخيراً أكثر فأكثر، عدا عن أن الهجوم انطلق، سواء بعلاقة أو من دون علاقة، بعد ساعات من محاولة "حزب الله" المسّ بطائرات إسرائيلية مسيّرة في منطقة صيدا، لكن إسرائيل اختارت عدم الرد على ذلك".
وأضاف المراسل الإسرائيلي أن عشرات الطائرات شاركت في الغارة، وتمكنت من ضرب أهدافها خلال وقت قصير، حيث تم تدمير أسلحة إيرانية وعدد كبير من البطاريات الصاروخية. ولفت التقرير إلى أن هذا هو الهجوم السادس "المنسوب للجيش الإسرائيلي" في الشهر الأخير، بحسب تعبيره، كي لا يتم اعتماد التقرير كاعتراف رسمي بمسؤولية إسرائيل عن الغارة.
وزعم المراسل الإسرائيلي أن الإيرانيين كثفوا من عمليات تهريب السلاح بشكل كبير، وأن جزءاً من هذا السلاح كان يفترض أن يظل في سورية، أما القسم الآخر فمخصص لـ"حزب الله". ومع إشارته إلى تصريحات لمصادر للجيش بإقفال مسار التهريب البري للسلاح، إلا أنه لفت إلى أن نقل السلاح إلى سورية جواً قد استؤنف من جديد، حيث يصرّ الإيرانيون أن يبقوا عاملاً مهماً في سورية، ويحظوا بتعاون من النظام برئاسة بشار الأسد.
ووفقه، فإنه على الرغم من عدم وجود يقين في إسرائيل بعلاقة تكثيف هذه العمليات بتسلم إدارة الرئيس جو بايدن الحكم في الولايات المتحدة، إلا أن المعطيات تشير إلى ارتفاع عدد هذه العمليات، وأن الهجمات الإسرائيلية هدفها نقل رسائل لإيران بأنها ستواصل استهداف شحنات السلاح الموجهة إلى سورية بغض النظر عن هوية الإدارة في الولايات المتحدة، وهي رسالة موجهة أيضاً للنظام في سورية، الذي تكبّد جيشه الخسائر الأكبر من الهجوم، وأيضاً رداً على محاولات إطلاق صواريخ باتجاه المقاتلات الإسرائيلية في الأجواء السورية، مقابل حذر إسرائيلي شديد من استهداف أهداف لـ"حزب الله" على الأراضي اللبنانية.
=========================