الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 25/4/2017

سوريا في الصحافة العالمية 25/4/2017

26.04.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
 
الصحافة الامريكية :
http://www.turkpress.co/node/33570
http://www.alghad.com/articles/1573762-الأسلحة-الكيميائية-ليست-المشكلة-الرئيسية-في-سورية
http://klj.onl/ZJEyHw
http://www.elbalad.news/2732387
http://www.alarab.qa/story/1151636/أسباب-إحجام-ملالي-طهران-عن-الرد-على-ترمب#section_75
الصحافة البريطانية :
http://www.eremnews.com/news/world/813194
http://www.all4syria.info/Archive/405172
https://www.lawfareblog.com/understanding-russias-new-role-middle-east
الصحافة الفرنسية :
http://arabi21.com/story/1001460/الموندو-كيف-تكونت-سلالة-آل-الأسد-الدموية#tag_49219
 
 
 
الصحافة الامريكية :
 
ذا ناشونال إنتيريست :إدارة ترامب وإعادة العلاقات الأمريكية التركية إلى قوتها من جديد
 
http://www.turkpress.co/node/33570
 
جوشوا ووكر - ذا ناشونال إنتيريست - ترجمة وتحرير ترك برس
أجرت تركيا يوم الأحد الماضي أهم استفتاء في تاريخها. ويبدو أن حلم الرئيس أردوغان للرئاسة التنفيذية قد تحقق، حيث صوت 51% من الناخبين بنعم لصالح التعديلات الدستورية. سوف يتمتع الرئيس الجديد، الذى من المقرر انتخابه فى عام 2019، بسلطات لم يسبق لها مثيل كرئيس للحكومة التركية. غير أن أحزاب المعارضة طعنت على الفور في النتائج، وأعرب المراقبون الدوليون عن قلقهم. يرفض الرئيس أردوغان هذه الانتقادات، كما رفض أي انتقاد لانتصاره، ووجه حديثه إلى أوروبا تحديدا قائلا "سنمضي في طريقنا… هذا البلد أجرى أكثر الانتخابات ديمقراطية.. لم يشهد لها مكان في الغرب مثيلا".
قد يكون خطاب أردوغان الواثق والمتباهي مرتبطا بأن الرئيس ترامب كان أول زعيم غربي يهنئه بعد الإعلان غير الرسمي عن نتائج الاستفتاء. وقال البيت الأبيض إن ترامب هنأ أردوغان على فوزه، وناقش معه على مدى أربعين دقيقة كاملة القضايا الإقليمية، بما فيها التحديات فى سوريا والعراق. كما شكر ترامب أردوغان على دعمه الهجوم الصاروخي الأمريكي الأسبوع الماضي على سوريا، ردا على هجوم كيماوي شنته قوات الحكومة السورية على المدنيين السوريين. وقد أثار ما دار في الاتصال الهاتفي بين الرئيسين جدلا في واشنطن، حيث ألمح  كثير من المراقبين إلى أنه ينبغي للإدارة الأمريكية أن  تتحدث وتقر باعتراضات المعارضة ومخاوفها من النتائج. وردا على ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارك تونر: "نتطلع إلى أن  تحمي حكومة تركيا الحقوق والحريات الأساسية لجميع مواطنيها". وفي حين أن الرسائل المختلطة ليست شيئا جديدا في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، يبدو أن السمة الرئيسة لإدارة ترامب ولهجتها هو التعامل مع تركيا حتى الآن بشكل مختلف.
ما يزال من السابق لأوانه الحكم على النهج الجديد الذي تتبناه إدارة ترامب تجاه تركيا. لكن بعد زيارة وزير الخارجية تيلرسون لتركيا، ومكالمة ترامب الهاتفية، وزيارة أردوغان التي أعلن عنها أخيرا إلى واشنطن في منتصف مايو/ آيار، فإن هناك حاجة واضحة إلى رسالة واستراتيجية أمريكية متماسكة تجاه تركيا. كيف تتفاعل الوكالات المشتركة مع البيت الأبيض ترامب في إدارة  مجالات التعاون والاختلافات، ومن يكون له  القول الفصل في صنع قرار السياسة الخارجية. هذه الأسئلة كلها تحتاج إلى تحديد. وبينما تولى نائب الرئيس، مايك بينس، زمام المبادرة فى العلاقات الأمريكية اليابانية، وركز جاريد كوشنر على السلام فى الشرق الأوسط، فإن السؤال هنا من يتولى ملف العلاقات مع أردوغان داخل البيت الأبيض.
كانت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة حيوية دائما، وتعكس اللحظة التاريخية في الوقت المناسب. منذ بلوغ العلاقات بين البلدين ذروتها مع زيارة الرئيس أوباما الأولى إلى تركيا في عام 2009، حيث وصف العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا بأنها "شراكة نموذجية"، إلى التدهور الشديد في العلاقات أثناء محاولة الانقلاب الساقط في 15 تموز/ يوليو من العام الماضي، حين طالبت أنقرة بتسليم فتح الله غولن، رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة منذ التسعينات، واستمر تدهور العلاقات الأمريكية التركية في نهاية إدارة أوباما، وها هي تنشط من جديد في عهد ترامب.
وحتى خلال أكثر الأوقات صعوبة في العلاقات، كانت جغرافيا تركيا وأهميتها أكبر من أن تتجاهلها أمريكا. ومقارنة بالعراق وإيران وسوريا اللتين تتقاسمان أطول حدود مع تركيا، تقع أنقرة في وسط واحد من أكثر المسارح الاستراتيجية تقلبا للسياسة الخارجية الأمريكية، بينما تظهر تركيا معقلا للاستقرار. وعلى الرغم من التحديات المحلية الأخيرة، ما تزال تركيا الحليف الإقليمي الأهم لأمريكا، ولا سيما  خلال الحقبة الجديدة من الصفقات الثنائية التي تقدم انتصارات قصيرة الأجل للإدارة الأمريكية الجديدة التي تبدي اهتماما أقل بالاستراتيجيات الكبرى طويلة الأجل.
من جانبها تنظر تركيا إلى إدارة ترامب على أنها  بداية جديدة وفرصة عظيمة لتعزيز التعاون الثنائي، وأبدت أنقرة آمالا كبيرة في إدارة أكثر انخراطا في المنطقة، بعد سنوات من سياسة عدم التدخل التي تبنتها إدارة أوباما. وقد أعرب أردوغان عن استعداده للعمل مع إدارة ترامب لتنفيذ  سياسة أمريكية "أكثر توجها نحو العمل" في الشرق الأوسط، والتخلص من الإحباط الذي سببته استراتيجية الرئيس أوباما في الشرق الأوسط، والتي لم تسمح بعمل عسكري في سوريا والعراق. وتتلخص اتهامات أردوغان الرئيسة لإدارة أوباما في عدم تقديمها الدعم لتركيا في مكافحة المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط، ولا سيما حزب العمال الكردستاني.
وقد عارضت تركيا دعم الولايات المتحدة لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب في سوريا، اللذين تعدهما الولايات المتحدة عاملا مهما في مكافحة داعش. هذا النوع من الانفصال بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي كان له تداعيات سيئة على القضايا الأوسع نطاقا في سوريا، فحتى وقت قريب بدا أن روسيا وإيران لهما اليد العليا هناك  مع دعمهما للأسد. في أعقاب تفجير قاعدة الشعيرات العسكرية في سوريا الأسبوع الماضي، تتوقع تركيا  في الوقت الحالي مزيدا من هذه العمليات الحاسمة، وتحديد القوة التي يمكن أن تستخدمها الولايات المتحدة في المنطقة.
والسؤال الحقيقي هو مستوى المتابعة الأمريكية، وما ستفعله إدارة ترامب مع الحماس التركي الجديد لنهجها، والعواقب غير المقصودة التي ستتبع ذلك حتما. وحيث إنه لم يظهر بعد أن لدى  ترامب نهجا متسقا للسياسة الخارجية، أو أي خطط ملموسة معلنة بشأن سوريا والعراق، فإن تركيا لا بد أن تخيب آمالها مرة أخرى. إن الطبيعة غير المتوقعة للسياسة الخارجية الأمريكية وإضفاء الطابع الشخصي على العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا لا تبشر خيرا للنجاح على المدى الطويل، على الرغم من أن من المرجح حدوث تقارب كبير بين أردوغان وترامب.
وحيث إن على قمة أولويات ترامب في مجال السياسة الخارجية، ومثلما وعد في حملته الانتخابية، القضاء على تنظيم داعش، فإن لتركيا أهمية كبيرة، وحيث إن تركيا العضو المسلم الوحيد في حلف شمال الأطلسي، فإنها ما تزال حليفا استراتيجيا في التحالف المناهض لتنظيم داعش، وتضيف أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري. ومن ثم فإن كل من يأتي بعد الأسد أو داعش سيكون منقادا من أنقرة وواشنطن بنفس القدر.
أدت التوترات الأخيرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي إلى تعزيز علاقة تركيا مع أمريكا، وأصبحت وجهة النظر التركية تجاه الغرب أكثر دقة. كانت تركيا تنظر إلى الغرب منذ زمن طويل على أنه كتلة واحدة متجانسة يمكن أن يوجه إليها اللوم على الصراعات الداخلية في تركيا، أما الآن فقد بدأ أردوغان يفرق بين الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية، حيث وجد أن نهج الرئيس ترامب أكثر قبولا. أوجه التشابه بين الرئيسين أكثر مما يظهر على السطح، فهما يشتركان في العقلية البراغماتية التجارية، وسيسعيان إلى سياسات تتجه إلى تحقيق النتائج، وسيؤكد الزعيمان على أهمية العلاقات الشخصية التي أبرزتها مكالمة  التهنئة الهاتفية هذا الأسبوع.  وفي الوقت نفسه، تصب تركيا والولايات المتحدة على حد سواء اهتمامهما على السياسة الداخلية، ومن ثم فإن  السياسة الخارجية للبلدين، بما في ذلك الأدوار الأكثر حزما في سوريا، ستحددها الاهتمامات والانتقادات المحلية.
هناك مزيد من عدم اليقين فى العلاقات الأمريكية التركية، بيد أن الرئيس ترامب وأردوغان يتفقان في أنهما  شريكان مقبولان يواجهان نفس الأعداء، ويتقاسمان الأولويات والفرص. وسيسعى الزعيمان قبل اجتماعهما فى مايو إلى إيجاد أرضية مشتركة ؛لأن معارضتهما في الداخل ستحول علاقتهما إلى مسؤولية سياسية. وسيكون الخطر قائما عندما يطور ترامب وأردوغان علاقتهما، وعندما  تصبح  العلاقات الأمريكية التركية العلاقة المحورية في علاقة تركيا بالغرب، وسيكون ذلك على حساب علاقتها بالاتحاد الأوروبي، ولكن ليس إلى الحد الذي تتضرر فيه هوية تركيا الأوروبية بصورة نهائية. وحتى في ظل  التدهور الشديد في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، لا يمكن لتركيا الاستعاضة عن الاتحاد الأوروبي، ولا سيما على الصعيدين المحلي والاقتصادي اللذين  تعتمد عليهما التجارة التركية. وفي وقت من التحديات العالمية والإقليمية غير المسبوقة، يحتاج هذان الحليفان القديمان، تركيا والاتحاد الأوروبي، إلى بعضهما بعضا، كما يحتاجان إلى تجاوز النظر على المدى القصير إلى  النظر على المدى البعيد إلى الفوائد الأطول أجلا من "الشراكة النموذجية" التي عبر الجانبان عنها ولكنها لم تنفذ بالكامل.
وبصرف النظر عن المصطلحات الجديدة التي ستوصف العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا والتوترات المحلية، يجب على  الزعيمين أن يعودوا إلى دعم الشراكة الموجهة نحو الأمن للتعامل مع التحديات الفورية مع الاستفادة من اقتصاد بلديهما ومجتمعاتهما القائمة على القيم لتجاوز ما يمكن لحكومتي البلدين أن تنجزه .
========================
 
بول دي ميلر - (فورين بوليسي) 18/4/2017 :الأسلحة الكيميائية ليست المشكلة الرئيسية في سورية
 
http://www.alghad.com/articles/1573762-الأسلحة-الكيميائية-ليست-المشكلة-الرئيسية-في-سورية
 
بول دي ميلر - (فورين بوليسي) 18/4/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
في العام 2012 حذر الرئيس باراك أوباما من أن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيميائية يعد "خطاً أحمر"، من شأنه تغيير الحسابات في السياسة الأميركية تجاه الحرب الأهلية السورية. وبعد عام من ذلك، وفي مواجهة دليل على أن الأسد استخدم غاز السارين ضد شعبه، قال أوباما: "إن استخدام الأسلحة الكيميائية في أي مكان في العالم هي شيء مهين للكرامة الإنسانية، وتهديد لأمن الشعوب في كل مكان". ويبدو أن الرئيس دونالد ترامب يوافقه الرأي. ولذلك، أمر بتوجيه بضربة صاروخية ضد قاعدة الشعيرات الجوية في سورية في وقت سابق من هذا الشهر، رداً على هجوم كيميائي آخر.
إن عقيدة أوباما-ترامب القائمة على فكرة أن الولايات المتحدة ستضع موضع التنفيذ عرفاً عالمياً ضد استخدام الأسلحة الكيميائية، هي شيء بلا معنى من الناحية الاستراتيجية. كما أنها تعسفية من الناحية الأخلاقية. فعلى المستوى الاستراتيجي، يتطلب ذلك من الولايات المتحدة استثمار وقتها ومواردها في مراقبة سلاح لا يختلف من الناحية النوعية عن الأسلحة التقليدية. وعلى المستوى الأخلاقي، ترقى هذه العقيدة إلى الإعلان عن أن الولايات المتحدة تعنى بسلاح الجريمة أكثر مما تعنى بضحية الجريمة.
على الرغم من سمعتها المخيفة، فإن الأسلحة الكيميائية ليست مميتة أو فعالة بشكل خاص في قتل الناس مقارنة بالأسلحة التقليدية. وكانت الأسلحة الكيميائية قد استخدمت على أوسع نطاق لها في الحرب العالمية الأولى، فقتلت جنوداً قليلين نسبياً -ربما 90.000 جندي مقارنة بما وصل إلى 17 مليون شخص ماتوا خلال الحرب. وقد تسببت الأسلحة الكيميائية في مرض عشرات الآلاف من الآخرين، والذين شفي أغلبهم.
وإذن، لماذا نلوم الأسلحة الكيميائية في المجزرة التي ارتكبت في الحرب العالمية الأولى؟ كانت تلك الأسلحة جديدة ومفهومة بشكل بائس -وكان من الطبيعي أن يخاف منها الجنود. كما نظر لها على أنها ليست لطيفة، على أنها شكل من الخداع غير الفروسي -نوع خاص من الإهانة الموجهة للجنود المحترفين. ومما لا شك فيه أن سمعة الأسلحة الكيميائية ساعدت على التوصل إلى فرض قيود وقوانين صارمة عليها بعد الحرب. لكن سلاح الدمار الشامل في الحرب العالمية الأولى كان الرشاش الأوتوماتيكي، تتلوه الانفلونزا.
على نحو سيئ الصيت، استخدم الرئيس العراقي صدام حسين الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الأكراد في حلبجة في العام 1988، في هجوم ربما أسفر عن مقتل نحو 5.000 شخص. لكن الهجوم تضمن انخراط عشر طائرات حربية قامت بدزينة أو أكثر من الطلعات الجوية، مسقطة القنابل لساعات، والتي سبقها وتبعها إلقاء متفجرات تقليدية. وفي ضوء ذلك الكم الكبير من قوة النيران والوقت، كان صدام حسين يستطيع أن يقتل هذا العدد وربما أكثر -بأي نوع من المتفجرات. واكتشف حسين، كما اكتشف آخرون من قبله، صعوبة استخدام الأسلحة الكيميائية، لأنها تتطلب ظروفاً جوية مثالية خارجة على سيطرة البشر. ونظراً لأن بناء الأسلحة الكيميائية والإبقاء عليها آمنة هي أمور مكلفة، لكنها ليست مفيدة بشكل خارق، كان من السهل على القوى العظمى حظرها تماماً بعد الحرب الباردة.
أخلاقياً، ليس ثمة فكرة على الإطلاق في فرض حظر عالمي على استخدام الأسلحة الكيميائية. وأنا لا أقترح هنا أنه يجب علينا أن نكون أكثر تسامحاً في استخدامها، وإنما أقول إننا يجب أن نكون أقل تسامحاً بكثير حيال ذبح المدنيين، بغض النظر عن السلاح المستخدم. وترقى عقيدة ترامب-أوباما إلى إعلان أن الطغاة والمستبدين في العالم يستطيعون قتل مواطنيهم مع تمتعهم بالحصانة، طالما أنهم لا يجرؤون على استخدام الأسلحة الكيميائية. وهي تؤشر على أن مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية يتمتعون بمنطقة إطلاق نار حرة في داخل بلدانهم إذا تظاهروا بأنهم يقتلون بطريقة نظيفة وبفروسية.
إذا كنت تعتقد بأن هناك في الحقيقة قتلاً نظيفاً وفروسياً، فإنك تكون قد شاهدت الكثير جداً من الأفلام الحربية. وكما قال الجنرال وليام شيرمن على نحو مشهود: "أنا متعب ومريض من الحرب. إن مجدها كله عبث. إنهم أولئك الذين لم يطلقوا طلقة، ولم يسمعوا صرخات وآهات الجرحى، هم الذين يرفعون أصواتهم طلباً للدم وللانتقام والفجيعة. الحرب هي جهنم". أو كما قال الرئيس دوايت أيزنهاور: "إنني أكره الحرب كما يفعل جندي عاشها، وأكرهها كواحد شهد وحشيتها وعبثها وحماقتها".
الحرب تظل دائماً بربرية وبغيضة، حتى الحرب العادلة. ومن الفراغ الأخلاقي الاعتقاد بأن هناك شيئاً يسمى قتلا نظيفا أو إنسانيا. وأنا لست رافضاً للحرب؛ فأنا محارب سابق في أفغانستان، وأعتقد أن هناك حالات تكون فيها الحرب عادلة. لكنني لست أسير أي وهم بأن القتل يمكن أن يحدث بشرف وفروسية. والتظاهر بأن ثمة طريقة إنسانية شهمة لقتل شخص ما يبعث على السخرية -إنها في الحقيقة غير أخلاقية لأنها تسمح للمدنيين المضللين بدعم الحرب على أساس الادعاء الزائف بأنها أكثر إنسانية مما هي عليه في واقع الأمر. إن الميت ميت، سواء قتل بتفجير قنبلة أو بعيار ناري أو بمنجل.
إن فرض حظر على استخدام سلاح معين يضع ثقلاً أخلاقياً على الشيء الخطأ: على السلاح وليس على الهدف الذي يوظف السلاح من أجل تحقيقه. يجب علينا أن نغضب لذبح المدنيين بغض النظر عن طريقة ذبحهم. فإذا كان الأسد وحشاً في استخدام غاز الأعصاب ضد عشرات قليلة من الناس هذا الشهر، فقد كان وحشاً لقتله 500.000 على مدار السنوات الست السابقة بقنابل البراميل والمتفجرات التقليدية. ويتطلب الأمر درجة صادمة من قصر النظر الأخلاقي حتى يتملكنا قدر من الغضب من سلاح القتل المستخدم أكبر مما هو في الحقيقة جرم القتل في المقام الأول.
أفهم أن صور الأطفال السوريين القتلى بسبب استخدام غاز الأعصاب حتى الموت قد أزعجت العديد من الناس، بمن فيهم الرئيس ترامب. وقال ترامب رداً على الهجوم الكيميائي في أوائل نيسان (أبريل): "هجوم كيميائي كان مريعاً جداً في سورية ضد أناس أبرياء، بمن فيهم نساء وأولاد صغار وحتى أطفال صغار جميلون- موتهم كان عاراً على الإنسانية. ولا يمكن تحمل هذه الأفعال الشنيعة التي أقدم عليها نظام الأسد".
لكنك إذا أردت أن تسند سياستك الخارجية إلى الصور التي تقلقك، فإنك تكون قد منحت استراتيجيتك الكبرى من الباطن إلى شبكة "سي. أن. أن" -والأسوأ، إلى "تويتر". وبذلك تخلق عرفاً بأنك إذا أردت استرعاء إهتمام أميركا، فتأكد من تصوير ضحاياك. وربما يكون الأفغان قد شعروا محقين ذات مرة بأنهم منبوذون، لأن الإعلام العالمي خرج من كابول قبل وقت طويل، تاركاً العديد من الأعمال الوحشية غير مصورة.
أخيراً، يجب أن تعرف أن الصور السورية لم تكن حتى بذلك السوء، مقارنة مع أحداث العالم. فإذا شعرت بالوهج الساخن للغضب القوي من الأسد بعد مشاهدة تلك الصور، فإنك تحتاج لأن تشاهد على "غوغل" صور الإبادة الجماعية في رواندا، أو المجزرة التي ارتكبت في سربريستينا، أو ربما المحرقة في أوزفيتش. وتأكد من أن تكون جالسا، ولا تأكل، وأن تكون قد أغلقت خاصية "البحث الآمن" في حاسوبك.
========================
 
نيويورك تايمز: تحرك بطيء تجاه جرائم الحرب في سوريا
 
http://klj.onl/ZJEyHw
 
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه على الرغم من أن سجل جرائم الحرب في سوريا حافل بالأدلة القاطعة التي جمعتها لجنة التحقيق بجرائم الحرب في سوريا، التي شكلتها الأمم المتحدة، إلا أن الملاحظ أن الإجراءات الخاصة بتلك الجرائم ومعاقبة مرتكبيها ما تزال بطيئة.

رئيس اللجنة، البرازيلي باولو سيرجيو بينهيرو، قال للصحافيين إنه التقى ممثل النظام السوري في الأمم المتحدة، بشار الجعفري. وكان ذلك عقب تقديم إحاطة أمام مجلس الأمن، مشيراً إلى أن مدة هذا اللقاء لم تتجاوز 15 دقيقة، وأنه "ليس لدينا أمل في أن يتعاون معنا السوريون".
ومنذ إنشاء اللجنة في أغسطس/آب 2011، لم يُسمَح لأي عضو من أعضاء اللجنة بزيارة سوريا، فالنظام السوري يعتبر اللجنة عدوة له.
وتتألف اللجنة من 25 شخصاً، وقد تمكنت خلال سنوات عملها من جمع كميات هائلة من المواد التي يمكن استخدامها في المحاكم، وهي تتعلق بالفظائع المرتكبة خلال الحرب في سوريا منذ نحو ستة أعوام، وهي جرائم ارتكبها النظام السوري أولاً ومن بعده الجماعات المعارضة، كما تقول الصحيفة.
ترامب: لن نتجاهل تهديدات إيران بشأن تدمير إسرائيل
وبحسب الصحيفة، فإن اللجنة نجحت في جمع 1400 شهادة لضحايا الحرب وهم خارج سوريا، كما أنها تقوم بعملية مراجعة الصور والمقاطع المصورة وصور الأقمار الصناعية والتقارير الطبية، من مصادر حكومية وغير حكومية، لتحديد طبيعة الجرائم التي ارتكبت هناك.
يقول سيرجيو: "إن عدم وصولنا إلى سوريا لا يعني أننا لا نستطيع الوصول إلى المعلومات داخل سوريا. عمل اللجنة يتميز بكثير من المصداقية، ولدينا أكبر بنك أدلة على طبيعة الجرائم التي وقعت في سوريا. صحيح أن هناك جماعات حقوقية توثق تلك الجرائم، ولكن تبقى اللجنة هي الأكثر مصداقية لكونها لا تتلقى تمويلها من أحد. العديد من المنظمات الحقوقية، وإن كان عملها موثقاً وله مصداقية، إلا أنها تبقى تخضع لممولها".
لا أحد يعرف بالضبط قائمة الأشخاص الذين يعملون داخل لجنة سيرجيو، فهي وإن كانت تتألف من 25 عضواً إلا أن لديها عدداً كبيراً من المتعاونين والعاملين معها، ممّن ترى اللجنة أن طبيعة عملهم تقتضي بقاء أسمائهم سرية، حيث يجري سنوياً تحديث هذه القائمة.
رئيس اللجنة وعدد من مساعديه التقوا الأسبوع الماضي في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حيث نقل إليه بعض النتائج التي توصلت إليها اللجنة.
وأعرب سيرجيو عن مخاوفه من وجود أعداد كبيرة من المدنيين وتمركزهم في شمالي سوريا، حيث تجري هناك معارك متواصلة الأمر الذي يعرضهم للخطر.
أنيس عناني، المستشار السياسي للجنة، قال إن هناك صراعات جديدة بدأت تظهر بين المدنيين في إدلب، حيث يتم نقل المئات من السوريين وتهجيرهم إلى هناك. كما أن فقدان تنظيم الدولة مزيداً من الأراضي التي كانت تحت سيطرته أدى إلى حصول حالة من عدم الاستقرار في تلك المناطق التي كان يسيطر عليها.
وعلى الرغم من حجم الوثائق التي جمعتها اللجنة إلا أنه ليس واضحاً تماماً إن كان ذلك سيؤدي إلى تشكيل محكمة خاصة بجرائم الحرب في سوريا، فعلى الرغم من تشكيل اللجنة إلا أنه لا يمكن فتح قضية سوريا دون إحالة من مجلس الأمن.
يقول سيرجيو إنه كان يتوقع أن يستمر عمل اللجنة سنة واحدة فقط.
وتعتبر اللجنة التي شكَّلها مجلس الأمن للتحقيق في جرائم الحرب بسوريا، أطول لجنة استجواب في تاريخ الأمم المتحدة.
========================
 
واشنطن بوست: الحليفان المقربان "السيسي وسلمان" يتبادلان وجهات النظر حول سوريا
 
http://www.elbalad.news/2732387
 
صدى البلد
 على صالح
سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الضوء على لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في زيارته الأولى عقب فترة شهدت سياسات متباينة حول سوريا.
وقالت الصحيفة، إن الزعيمين تبادلا وجهات نظر مختلفة حول سوريا، حيث تسعى المملكة العربية السعودية بقوة إلى بذل جهود للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مصر صوتت في أكتوبر الماضي لصالح مشروعي قرارين منفصلين بشأن سوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أحدهما صاغته روسيا الحليفة القوية لروسيا.
وفى بيانين عقب الاجتماع الثنائى، أمس، أكد الزعيمان أهمية العلاقة، وتعتمد مصر، وهي أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان، على علاقاتها الاقتصادية بالمملكة العربية السعودية، وهي أكبر اقتصاد في المنطقة، كما تدعم المملكة مصر والرئيس السيسي سياسيا.
========================
 
لوس أنجليس تايمز :أسباب إحجام ملالي طهران عن الرد على ترمب
 
http://www.alarab.qa/story/1151636/أسباب-إحجام-ملالي-طهران-عن-الرد-على-ترمب#section_75
 
لاحظت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية تغيراً في لهجة وخطاب النظام الإيراني تجاه الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، وقالت إنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في طهران، وظهور بوادر تحسن الاقتصاد، يبدو ملالي إيران الحاكمون غير مهتمين بتصعيد العداء مع أميركا التي يصفونها بـ «الشيطان الأعظم».
وأضافت الصحيفة أن التهديدات المتصاعدة لإدارة الرئيس ترمب ضد الجمهورية الإسلامية لم يرد عليها ملالي طهران ولا حكومة الرئيس حسن روحاني، الأمر الذي يؤشر على احتمال تغاضي الإيرانيين عن موجة الانتقادات الحالية الموجهة لهم من واشنطن وتحديداً من إدارة ترمب.
وكان وزير خارجية أميركا، ريكس تيليرسون، قد اتهم إيران الأسبوع الماضي بزعزعة استقرار العالم، وقارنها بكوريا الشمالية، وأعلن أن واشنطن تراجع قرار رفع العقوبات الاقتصادية وفقاً لمتطلبات الاتفاق النووي بين الغرب وطهران عام 2015.
ورغم هذه التصريحات، فقد أقرت إدارة ترمب بامتثال إيران للاتفاق النووي، ما يعني استمرار العمل بما أطلق عليه ترمب «أسوأ اتفاق على الإطلاق» وُقّع من قبل أميركا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق النووي ساعد إيران على استئناف بيع النفط واجتذاب استثمارات أجنبية؛ لإنعاش اقتصادها الذي عزل عن العالم كليةً بفعل نظام العقوبات الذي فرض على نظام الملالي وكان الأشد وطأة في تاريخ البلد.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن ملالي طهران يعتقدون أن الولايات المتحدة من غير المرجح أن تبطل الاتفاق النووي وتخاطر بإحداث أزمة دبلوماسية مع خمسة دول أخرى وقعت عليه هي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.
ويرى عبدالله جانجي، محرر جريدة «جافان» الناطقة باسم الحرس الثوري الإيراني، أن تصريحات إدارة ترمب بشأن الاتفاق النووي متناقضة، ووصف موقف إدارة ترمب من طهران بأنه يخلو من المنطق، وأضاف أن الإدارة الأميركية الجديدة تحاول أن تغطي مشاكلها الداخلية ونقص شرعيتها عبر اتهام إيران برعاية الإرهاب وعدم الامتثال للاتفاق النووي.
ويعتقد محللون أن المؤسسة الإيرانية الحاكمة بما فيها مرشد نظام الملالي على خامنئي لا تريد إثارة توترات مع الولايات المتحدة، في وقت بدأ فيه الاقتصاد ينتعش.
ولاحظت الصحيفة أن إيران، وعلى غير عادتها، مارست ضبط النفس إزاء عدد من إجراءات إدارة ترمب، فعلى سبيل المثال لم يكن هناك رد فعل يذكر عندما استثنت الإدارة الأميركية مواطني إيران من دخول الولايات المتحدة في يناير الماضي، وهو القرار الذي أبطله قاضٍ فيدرالي بعد ذلك.
ويقول نادر كاريمي جوني، المحلل السياسي المقرب من إصلاحي طهران، إن نظام الملالي وفيما يريد الإبقاء على شعار مناهضة أميركا، فإنه يريد أيضاً مزيداً من السائحين الأميركيين، ومزيداً من الطلاب الإيرانيين الدارسين في الولايات المتحدة.
وحذرت الصحيفة من أن فوز المتشددين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية سيزيد معه فرص الرد بقوة على التهديدات الأميركية، الأمر الذي سيقوي موقف أعضاء الكونجرس الداعين لفرض عقوبات على طهران، الذي بدوره سيضعف الاقتصاد الإيراني مجدداً، ما قد يستفز إيران لاستئناف برنامجها النووي.;
========================
 
الصحافة البريطانية :
 
الصحف البريطانية تطارد “الأموال المشبوهة” لأنظمة سوريا وكوريا الشمالية وإيران
 
http://www.eremnews.com/news/world/813194
 
المصدر: عماد الدين سعد- إرم نيوز
دأب عدد من الصحف البريطانية مؤخرًا، على مطاردة “الأموال المشبوهة” المستثمرة في الأسواق البريطانية لتمويل الأنظمة الحاكمة في سوريا وإيران وكوريا الشمالية.
وقالت تقارير صحافية إن هناك استثمارات في السوق البريطانية يذهب ريعها لتمويل العمليات العسكرية لنظام الأسد في سوريا ضد المدنيين العزل، وأيضًا أموال مستثمرة لتمويل التطرف الديني المذهبي في إيران، وتجارة الأسلحة غير الشرعية، وتمويل البرنامج النووي “المحظور” في إيران، وعمليات تهريب الأسلحة بطريقة غير شرعية للجماعات المتطرفة الموالية لإيران في لبنان وسوريا واليمن.
وأضافت أن هناك أنشطة استثمارية مشبوهة أجريت عن طريق شركات استثمارية موالية تعمل في السوق البريطاني لصالح تمويل البرنامج النووي “المتطرف” لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، وكذلك الإنفاق على حياة الرفاهية له ولحاشيته، والتورط في عمليات تبييض أموال قدرت بملايين اليوروهات، حصل عليها من الاتجار في المخدرات والسلاح وغيرها من المصادر غير الشرعية.
 ووصفت الصحف البريطانية السوق البريطانية بـ”الشريك” في جميع عمليات التمويل المشبوهة لجرائم الأنظمة المستبدة في “سوريا، وإيران، وكوريا الشمالية”.
المؤسسة الكورية للتأمينات
من جانبه قال جورج أورويل، الكاتب الصحافي ومسؤول التحقيقات في صحيفة “صنداي تايمز” لـ”إرم نيوز”، إنهم فجروا في صحيفتهم أولى القضايا حول عمل “المؤسسة الوطنية الكورية للتأمينات” الكائنة في منطقة “لاكهيث” جنوب شرق لندن.
وأكد أن الشركة عملت كوكر لتمويل نظام الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، وبرنامجه النووي طوال أكثر من عقدين، وأن الشركة ظلت تعمل بحرية طوال هذه المدة وحققت خلالها أرباحًا تفوق الـ600 مليون يورو، وحتى بعد أن أدرجها الاتحاد الأوروبي في القائمة السوداء للمنظمات والمؤسسات الممولة للإرهاب في حزيران يونيو 2015 ظلت الشركة تمارس أنشطتها المشبوهة بكل حرية، بالرغم من الشكاوى العديدة ضدها بممارسة أنشطة تبييض الأموال في قطاع العقارات والاتجار بالعملة ووجود شبهة اتجار في المخدرات والسلاح.
 كما بينت التحقيقات من طرف المدعي العام البريطاني مع مديري الشركة تورط مؤسسات مالية واقتصادية كبرى في بريطانيا مع شركة الزعيم الكوري في تهريب أموال وعمليات تبييض كبرى، لكن الحكومة البريطانية كانت تتعمد تجنب الصدام المباشر مع النظام الكوري الشمالي في هذا الوقت المليء بالتوترات السياسية، بحسب ما أكده أوريل.
 وأضاف أوريل، إنه في آيار/ مايو 2016 تحفظت حكومة، ديفيد كامرون، على أصول الشركة العقارية والأموال السائلة، وبالرغم من ذلك رصدت العديد من التقارير الاستخباراتية تأسيس شركات تأمينية جديدة بأسماء مختلفة في لندن لاستكمال النشاط الذي بدأته الشركة “الوطنية الكورية للتأمينات”.
حسابات إيران
وقال داننيل أوستن، الكاتب الصحافي بصحيفة “الغارديان” لـ”إرم نيوز”، إن السلطات البريطانية أغلقت، الاثنين، 62 حسابًا بنكيًا في بريطانيا تخص رجال أعمال وسياسيين بارزين في إيران.
 وأضاف أن التحقيقات أكدت تورط أصحاب تلك الحسابات في تمويل البرنامج النووي الإيراني “المحظور”، وتمويل صفقات سلاح أمدوا بها الجماعات المتطرفة الموالية للنظام الايراني في “لبنان، وسوريا، واليمن”.
 ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الاثنين، أن مؤسسة “بلاك ستون” الحقوقية البريطانية كانت قد تقدمت بمذكرة تفصيلية إلى المدعي العام البريطاني في لندن بدايةالأسبوع الماضي، حول 62 حسابًا بنكيًا مشبوهًا تستخدم لتمويل شركات وهمية تأسست في بريطانيا خلال السنوات الخمسة الماضية لتمويل البرنامج النووي الايراني “المحظور”، وتمويل صفقات سلاح مشبوهة وإرسالها الى جمعيات متطرفة في بلدان عربية، وذلك بالمخالفة للمعاهدات والمواثيق الدولية الموقعة عليها بريطانيا.
 وطالبت المذكرة، بحسب أوستن، بالكشف عن الأنشطة الاقتصادية لأصحاب الحسابات البنكية، وقد تبين للمدعي العام من خلال التحقيقات أن أصحاب الحسابات البنكية الـ62 هم رجال أعمال وسياسيون بارزون في إيران، وأن الحسابات استخدمت لتمويل أنشطة تجارية في بريطانيا، و هذه الأنشطة حققت خلال السنوات الخمس الماضية أرباحًا قدرت بحوالي 43 مليون يورو، أنفقت على أعمال مشبوهة، وهو ما دفع المدعي العام البريطاني إلى إصدار قراره بالتحفظ على هذه الحسابات البنكية لحين استكمال التحقيقات.
جمعية الأسد
وأشارت فيرجينيا روديارد، الكاتبة الصحافية ومديرة تحرير صحيفة “صنداي تلغراف” البريطانية لـ”إرم نيوز”، أن صحيفتها قد فجرت آخر الأسبوع الماضي قضية الطبيب البريطاني من أصول سورية، فواز الأخرس، والد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، والمقيم في لندن.
 حيث أسس الأخرس أول العام الجاري جمعية وهمية تحت اسم “الصداقة السورية البريطانية” وخصص لها أموالًا طائلة لتكون ستارًا شرعيًا لعمليات مشبوهة وغير شرعية تعقد وتتم على الأراضي البريطانية، أهمها وأخطرها تمويل صفقات أسلحة سرية ومشبوهة لصالح النظام السوري، بالإضافة إلى العمل على “تلميع” صورة النظام السوري في الإعلام البريطاني والأوروبي.
 ووظف الأخرس لتحقيق ذلك عشرات السياسيين والدبلوماسيين البريطانيين ومنحهم مكافآت مالية كبيرة، وعلى رأس هؤلاء، بيتر فورد، السفير البريطاني الأسبق في سوريا، واندرو غرين، السفير البريطاني السابق في سوريا أيضًا، وبريان كونستانت، عمدة لندن السابق، وقد ظهر هؤلاء في عشرات البرامج التلفزيونية والمقابلات الصحافية خلال العام الماضي والشهور الماضية من العام الجاري، للدفاع عن الأسد وتحسين صورته أمام الرأي العام البريطاني ومازالت الجمعية تقوم بأنشطتها في الأراضي البريطانية، ويرفض المسؤلون التعليق على الأمر مكتفين بالقول “الملف قيد البحث والدراسة”.
========================
 
ميدل إيست أوبزرفر: كيف يستغل بشار الأسد الأزمات لتغيير ديموغرافية سوريا؟
 
http://www.all4syria.info/Archive/405172
 
كلنا شركاء: ميدل إيست أوبزرفر- ترجمة صحيفة التقرير
مع انتهاء المرحلة الأولى في الاتفاقية الجديدة لإخلاء أربعة مدن سورية، استطاع الرئيس السوري بشار الأسد مرة أخرى أن يستخدم أحلام الشعب السوري وصراعه للحرية ضدهم لتحقيق حلمه في تغيير ديموغرافيات سوريا وتثبيت دوره أكثر.
ومنذ 2014 استطاعت القوات السورية بمساعدة الطيران الروسي والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، إنهاء تأثير الجماعات المسلحة في العديد من المناطق السورية من خلال إجبار المتمردين على قبول اتفاقيات الإنسجاب بوضع المدن تحت الحصار أو القصف أو التجويع.
وتهدف هذه الاتفاقيات والتي سميت بـ “اتفاقيات التسوية” الواقعة في العديد من المناطق المحاصرة، إلى السماح للمعارضة المسلحة بالخروج من المناطق التي حاصرتها القوات الحكومية، وتتيح أيضًا للمدنيين الهروب من المناطق التي يوجد بها صراعات وتسمح دخول المساعدات الإنسانية، وعملت أطراف مشاركة في الحرب مثل روسيا وإيران وتركيا كوسطاء.
وعلى الرغم من وصف نظام الأسد لهذا الإجلاء بـ “اتفاقيات تسوية” إلا أن المتمردين قالوا إنها تضمنت تشريدا قسريا لمجتمعات كاملة من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وتهدف إلى إعادة تشكيل البنية الديموغرافية للسكان للدولة.
وقال الناشط السوري عمر كوكاس، إن اتفاقية الترحيل الإلزامي التي تمت في حي الوعر بمدينة حمص، جاءت لإعلان دخول الروس بقوة وفقًا لخطط النظام لتغيير ديموغرافية الدولة.
وكانت اتفاقية الأربع مدن بين المتمردين والنظام آخر حلقة في مسلسل هذه الاتفاقيات والتي بدأت في 2014 باتفاقية إجلاء حمص. ونرصدهم فيما يلي:
حمص.. فبراير 2014
تم التوصل لاتفاق بين النظام السوري وهيئة الأمم المتحدة لإجلاء المواطنين السوريين من “حمص” ودخول المساعدات الإنسانية للمدينة.
وكانت المناطق في وسط المدينة والتي يسيطر عليها المتمردون، تحت حصار قوى من قوات الأسد منذ يونيو 2012.
يرموك.. ديسمبر 2015
قال مركز حقوق الإنسان السوري إن داعش وقوات النظام السوري توصلوا لاتفاق لتسهيل خروج مقاتلي داعش وعائلاتهم من أحياء جنوب دمشق، ومنها مخيم اليرموك.
وقد تم التوصل لاتفاق بين النظام وداعش من خلال وساطة محلية ودولية، وتنص على أن من يتم إجلائهم ينقلوا إلى مدينة بير قصب في جنوب شرق دمشق.
مدينة القامشلي.. إبريل 2016
تم الوصول لاتفاقية بين النظام السوري ووحدات الحماية الشعبية الكردية في مدينة القامشلي، ونصت الاتفاقية على ما يلي:
مبادلة المسجونين بين الجانبين.
وقف إطلاق النار في المدينة.
التنسيق بينهما بشأن المناطق التي سيتم بها نشر قوات الحكومة والمناطق التي سيتم فيها نشر القوات الكردية.
الإفراج عن كل المسجونين الأكراد في سجون الحكومة السورية منذ 2011.
لن تعتقل قوات النظام أي كردي لأي سبب ولن تلقي القبض على أي عربي أو مسيحي يعمل لدى وحدات الحماية الشعبية أو الحكومة الكردية.
داريا.. أغسطس 2016
تم التوصل لاتفاقية بين النظام السوري والمعارضة والتي تسمح للمدنيين ومقاتلي المعارضة لمغادرة مدينة داريا، ونصت الاتفاقية على:
مغادرة المدنيين لمدينة داريا واتجاههم إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في مدينة صحنايا الواقعة في ريف دمشق.
مغادرة المقاتلين المسلحين للمدينة واتجاههم لمدينة أدلب في شمال سوريا.
تمت الاتفاقية تحت إشراف اللجنة الدولية للهلال الأحمر.
الوعر.. سبتمبر 2016
تمت الاتفاقية بين النظام السوري والمعارضة تحت رعاية هيئة الأمم المتحدة، ونصت الاتفاقية على ما يلي:
توقف النظام عن تفجير حي الوعر.
1– السماح لمقاتلي المعارضة بمغادرة الحي في مجموعات منفصلة والتوجه نحو شمال سوريا كما يلي:
- تحرك ثلاثة آلاف مقاتل مع عائلاتهم من حي الوعر إلى المناطق التي يسيطر عليها المعارضة في أدلب، وفي المقابل، تقوم القوات الحكومية بفتح كل الطرق المؤدية للحي والسماح بدخول الطعام للمنطقة.
2- إطلاق سراح 2000 من مواطني حي الوعر المسجونين في سجون النظام، في مقابل توجه 500 من مقاتلي الجماعات المسلحة وعائلاتهم من المنطقة إلى “أدلب”.
3- كشف النظام معلومات عن المسجونين، في مقابل خروج 300 من مقاتلي المعارضة مع عائلاتهم من المدينة.
4- انسحاب المعارضة من المناطق والمواقع الحكومية في الحي وخروج باقي المقاتلين مع عائلاتهم من الحي.
5- إعطاء النظام السوري السيطرة الكاملة على الحي.
مدينة معضمية الشام.. أكتوبر 2016
غادر المئات من مقاتلي المعارضة المسلحة مع عائلاتهم في 19 أكتوبر 2016، من مدينة معضمية الشام، وتوجهوا إلى أدلب في شمال سوريا.
تم الاتفاق على مغادرة 3000 من المدنين من المنطقة كجزء من الاتفاقية بين النظام السوري والمعارضة، ومنهم 620 من المقاتلين المسلحين وعائلاتهم، إضافة لأشخاص من داريا وكفر سوسة والذين كانوا يعيشوا في معضمية الشام بعد هروبهم من المناطق التي كانوا يعيشوا بها.
وفي الشهر ذاته، تم الاتفاق بين النظام السوري والمعارضة على ترحيل 600 من مقاتلي المعارضة مع أسرهم من مدن قدسيا والحما في ريف دمشق، ونصت الاتفاقية على:
مغادرة 5 آلاف من مقاتلي المعارضة مع أسرهم من قدسيا وتوجههم لأدلب.
مغادرة 100 من مقاتلي المعارضة من حما والتوجه لأدلب.
تسليم مقاتلي المعارضة الذين سيبقوا في المدينة، أسلحتهم وتسوية أوضاعهم مع النظام.
رفع النظام الحصار المفروض على المدنيين في المدينتين.
إعادة النظام لخدمات المياه والكهرباء للمدينتين.
التل.. نوفمبر 2016
تم التوصل لاتفاقية بين النظام السوري والمعارضة في مدينة التل في ريف دمشق، وتنص الاتفاقية على:
تسليم المعارضة مدينة التل للنظام.
السماح لمقاتلي المعارضة المسلحين بامتلاك أسلحة خفيفة وأن يغادروا المدينة والتوجه لأدلب.
خان الشيح.. نوفمبر 2016
تم التوصل لاتفاقية بين النظام السوري وجماعات المعارضة لإجلاء كل مقاتلي المعارضة من مخيم خان شيحون في ريف دمشق إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في أدلب.
ونصت الاتفاقية على إمكانية إبقاء الأسلحة الخفيفة مع مقاتلي المعارضة، ولكن نص على ضرورة تسليمهم للأسلحة المتوسطة والثقيلة في مقابل إنهاء النظام قصفه للمخيم، ورفع الحصار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإعادة كافة الخدمات للمخيم.
شرق حلب.. ديسمبر 2016
تم التوصل لاتفاقية بين النظام السوري والمعارضة على إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة من شرق حلب وتركهم يتجهوا إلى شمال وغرب ريف حلب.
حلب.. ديسمبر 2016
توصلت المعارضة السورية إلى اتفاقية مع النظام السوري وروسيا نصت على السماح بإجلاء المدنيين من حلب، وجاءت أبرز نقطة بهذه الاتفاقية:
الإجلاء الكامل للمدنيين من حلب في مقابل خروج المواطنين من مدينتي “كفريا” و”الفوعة” بأدلب، وهما مدينتين محاصرتين من مقاتلي المعارضة، وتم تطويقهم بقوات حزب الله التابعة للنظام.
وادي بردي.. يناير 2017
تم توقيع اتفاقية بين النظام السوري والمعارضة بوساطة ألمانية، ونصت الاتفاقية على:
إيقاف إطلاق النار بين الطرفين في منطقة وادي بردي.
مغادرة قوات المعارضة من مدينة عين الفيجة ويتجهوا لمدينة دير مقرن.
من يختاروا البقاء من المدنيين والمقاتلين يجب أن يتوصلوا لتسوية مع النظام وإلا عليهم الرحيل.
عودة عائلات المقاتلين والذين هربوا من المدينة مع المقاتلين إلي أدلب.
اتفاقية الأربع مدن.. إبريل 2017
توصلت جماعات المعارضة المتمثلة في جماعة “تحرير الشام” وجماعة “أحرار الشام” من ناحية، والحكومة السورية وحزب الله اللبناني وإيران من جانب آخر إلى اتفاقية، ونصت على ما يلي:
رحيل 3800 مقاتل من المعارضة من مدينة زبداني في ريف دمشق باتجاه أدلب.
رحيل 8000 مدني من الميلشيات الموالية للنظام من مدن “كفرايا” و”الفوعة” في ريف أدلب باتجاه مدينة حلب.
تبادل الأسرى وجثث الموتى.
رحيل الأشخاص الذين يريدوا المغادرة من مناطق “مضايا” و”زبداني” و”بلودان” باتجاه الشمال.
إطلاق سراح 1500 من المسجونين لدى النظام، معظمهم من النساء.
حل أزمة 50 أسرة من زبداني ومضايا والذين علقوا في لبنان في مقابل رحيل كل سكان “كفرايا” و” الفوعة” على مجموعتين.
القواعد الطائفية الواضحة في اتفاقية الأربع مدن:
كانت مناطق مضايا وزبداني مصايف في دمشق، ولكن تم إغلاقهم بسبب وحشية الحكومة بعد احتجاجهم على نظام دمشق في 2011 عندما انطلقت التظاهرات في الدولة للمطالبة بإنهاء حكم الأسد.
وبدأ سكان هذه المناطق في التغذي على أوراق الشجر، وتسببت صور لأجساد الأطفال الهزيلة في صدمة للعالم، وجعلت عمليات هيئة الأمم المتحدة أمرا عاجلا.
أما مدينتي “كفرايا” و”الفوعة” والتي حاصرتهما قوات التمرد وعاشت تحت قصف الصواريخ ومدافع الهاون، سمح المتمردون بتزويدهم بإمدادات الطعام والدواء من خلال عمليات الإنزال الجوي.
وفي فيديو منشور على فيسبوك قال شخص يدعى حسام من “مضايا” إنهم أجبروا على المغادرة وترك عائلاتهم وذكرياتهم وأرضهم.
وقال نقاد إن سلسلة الإجلاء الحالية والتي ستشهد نقل ما يقرب 30 ألف شخص عبر المناطق المنتشر فيها الصراعات، تعتبر تشريد قسري لأهداف سياسية وطائفية ولا تشرف عليها هيئة الأمم المتحدة.
منذ عام 2011، أصبح حوالي 5 مليون من المواطنين لاجئين، وشرد ما يقرب من 7 مليون آخرين داخل الدولة.
وقال جوشوا لانديس مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما إن إعادة ترتيب السكان في سوريا يعد ضخمًا وتعتبر الاتفاقية الأخيرة جزءا صغيرا منها.
وتم اختيار 2000 شخص من بين 40 ألف شخص من سكان مضايا للوصول إلى مقاطعة أدلب التي يسيطر عليها المتمردون، ومن بين هذا العدد مقاتلين قدامى ونشطاء وأطباء والذين تم من قبل استهدافهم من قبل الحكومة وحبسهم وتعذيبهم طوال فترة النزاع.
وقال محمد درويش أحد العاملين بقطاع الطب إنه شعر بالحزن والغضب عند مغادرته مضايا ولكنه لم يعد يشعر بأي شيء.
وعلى الرغم من وعود الأسد بمنح العفو والحق في البقاء للمعارضة في بلدانهم إلا أن حملاته العسكرية الوحشية تسببت في هروب عشرات الآلاف نحو أدلب وحلب.
وفي العام الماضي قام نظام الأسد بطرد المدنيين والمسلحين من مدن “معضمية الشام، داريا، وادي بردي” وغيرهم من المدن التي تقع حول العاصمة، كما فعلوا من قبل في حلب وحمص.
وتم إخراج المدنيين من قبل من شرق حلب، وقال تحقيق لهيئة الأمم المتحدة إن الإجلاء كان يصنف كجرائم حرب بسبب العنف الذي استخدمته الحملات المشتركة للنظام السوري وروسيا. وتم إخراج ما يقرب من 20 ألف شخص من حلب في نهاية العام الماضي، وتوجهوا إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
وقال جان ايجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن هذا العام شهد عدة اتفاقيات أكثر مما شهده العام الماضي، ولم تأت لاعتبارات إنسانية.
وقال إن هيئة الأمم المتحدة لم تشترك في الاتفاقية الأخيرة، موضحًا أنه من الخطأ النظر إليها على أنها حدثت تطوعًا، في الوقت الذي استمر حصار هذه المدن لسنوات.
وأضاف أنه يجب إنهاء الحصار دون إجلاء المواطنين وإجبارهم على ترك منازلهم ومدنهم.
========================
 
لوفير :استراتيجية روسيا «الباردة» في الشرق الأوسط
 
https://www.lawfareblog.com/understanding-russias-new-role-middle-east
 
لوفير – التقرير
يبدو أن روسيا صاعدة جديدة في الشرق الأوسط. في الثمانية عشر شهرًا الماضية، قامت موسكو بإدارة الدفّة في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ست سنوات، مما عزز حليفها الرئيس بشار الأسد، الذي سرعان ما جعل نفسه حاكمًا رئيسيًا لشؤون المنطقة.
شهد هذا الشهر دلائل على تدخل روسي جديد مُحتمل في ليبيا؛ لدعم القائد العسكري خليفة حفتر، في أعقاب نشر القوات الخاصة الروسية في غرب مصر. في وقت يُنتظر فيه فك الارتباط الأمريكي بالمنطقة، إلى جانب انتقال صخري غير عادي للسلطة في واشنطن، يُثير دور روسيا المتزايد أسئلة مهمة حول مصالح موسكو وقدراتها في الشرق الأوسط، وما إذا كان من المرجح أن تنجح مقامرة روسيا.
تشير الدلائل الأخيرة إلى أن جزءًا كبيرًا من نشاط روسيا يُمكن أن يعود إلى شواغل أمنية وطنية تقليدية حقيقية، وليس مجرد رغبة قصيرة الأجل في “إثارة المشاكل” أو صرف انتباه المجتمع الدولي عن الصراع في أوكرانيا.
ترى موسكو الشرق الأوسط، أولًا وقبل كل شيء، كمصدر لعدم الاستقرار، الذي لم تتمكن أي قوة عالمية من احتوائه بنجاح. بعد أن راقبت روسيا منذ سنوات سياسة الولايات المتحدة في المنطقة – التي تعتبرها موسكو خطرة ومُزعزعة للاستقرار – أصبحت روسيا الآن تُشكل “مديرة أمنية” بديلة في الشرق الأوسط.
لكن ما نشهده ليس تحديًا مباشرًا للولايات المتحدة، فليس هناك محاولة خنق كاملة لإنشاء مجموعة جديدة من القواعد العسكرية الدائمة، أو إعادة ترك بصمة إقليمية على النمط السوفياتي. بدلًا من ذلك، كان نهج روسيا -من المرجح أن يظل- مختلفًا؛ سعيًا لتحقيق أقصى استفادة من قدراته المحدودة، من خلال تنويع نقاط الاتصال في المنطقة، والحفاظ على التكاليف منخفضة، والاعتماد بشكل متزايد على أدوات القوة العسكرية وغير العسكرية.
انصبت التصورات الغربية لمصالح روسيا في سوريا والشرق الأوسط الكبير في معسكرين عامّين، أن “روسيا تريد الفوضى” أو “روسيا تريد الاستقرار”. أول معسكر يبدو معقولًا، خاصة مع التدخل في سوريا، والذي صعّدت روسيا فيه الصراع بشكل حاد، وتركت الولايات المتحدة وغيرها من القوى مع خيارات قليلة للتدخل ضد نظام الأسد ووضع حد للمعاناة المدنية.
 كما يُنتج التدخل آثارًا من الدرجة الثانية تساعد روسيا وتُضعف منافسيها. بقدر ما يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط إلى حدوث اضطرابات في الإمدادات في سوق النفط العالمية، فالاقتصاد الروسي سيتربح من الصدمات الإيجابية الناجمة عن الأسعار.
 من خلال زيادة تدفقات اللاجئين نحو تركيا وأوروبا، تساعد روسيا أيضًا على زعزعة استقرار الحكومات الحالية في أوروبا، قبل العديد من الانتخابات الوطنية الرئيسية. على سبيل المكافأة، مكنت هذه الإجراءات روسيا من الخروج من عُزلتها الدولية، وتحويل الانتباه بعيدًا عن ضمها إلى شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
هذا الرأي ليس غير مُجدي تمامًا، فهناك بعض الفوائد القصيرة الأجل الناجمة عن عدم الاستقرار الإقليمي. الواقع أن العديد من المُطلعين على الكرملين ينظرون إلى سياسة واشنطن في الشرق الأوسط بالطريقة نفسها، مثل قِصر النظر والتخريب والسذاجة. من شأن هذه النظرة أن تجمع عن طريق الخطأ منافع قصيرة الأجل ذات نوايا استراتيجية طويلة الأجل. كما أنها تنطوي على حقيقة أنه على المدى الطويل سيكون من الصعب جدًا على روسيا أن تحافظ على نفسها من سياسة الشرق الأوسط المتعمدة لزعزعة للاستقرار.
يود خبراء السياسة الروسية أن يشيروا إلى أنه على عكس الولايات المتحدة، فروسيا ليس لديها محيطان يفصلانها عن بقية العالم. بهذا المعنى، يُشكل عدم الاستقرار في الشرق الأوسط تهديدًا فعليًا قريبًا لروسيا، تمامًا مثلما قد يهدد عدم الاستقرار في أمريكا الوسطى الولايات المتحدة.
أحد المحللين الروس رأى أن “روسيا على الحدود، فنحن في منطقة الجهاد، ولدينا أزماتنا الخاصة في شمال القوقاز، وآسيا الوسطى، وحتى منطقة فولجا المركزية مُهددة. لكن يبدو أن الغرب مستعد دائمًا للعب النار، واستخدام الجهاديين المُتشددين ضد روسيا ومصالحها الوطنية. كما فعلوا في أفغانستان والشيشان وليبيا وسوريا”.
أما بالنسبة للكرملين، فالتهديد الرئيسي للمصالح الروسية بطبيعة الحال يأتي من الغرب، في شكل توسع الناتو والدعم الغربي للاحتجاجات و”الثورات المُلونة” في الأقمار الصناعية السوفياتية السابقة. شاهد الكرملين الربيع العربي والانتفاضات الشعبية في مصر وليبيا وسوريا كمسرح ثانوي في “حملة زعزعة الاستقرار” بقيادة الولايات المتحدة.
في الوقت الراهن، تمكنت روسيا من احتواء هذا التهديد جزئيًا على الجبهة الغربية. مع استمرار الصراعات الانفصالية في أوكرانيا وجورجيا، فتمديد عضوية الناتو إلى هذه الدول سيكون مثل بيع التأمين إلى منزل محترق.
كما ترى موسكو تباطؤًا محتملًا في الزخم الثوري في أوروبا الشرقية، حيث تقع القيادة السياسية الأوكرانية الموالية للغرب في أنماط مألوفة من الفضيحة والفساد، ويحتل مزيد من القادة الصديقين لروسيا الصدارة في المجر ومولدوفا وبلغاريا.
بعد أن وجدت موسكو بعض مساحات التنفس في الغرب دون إثارة رد عسكري من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، ترى الآن فرصة سانحة لعكس المد الثوري في الشرق الأوسط، وتعزيز الأنظمة الودية التي تواجه التمرد المسلح، وتأمين الجناح الجنوبي.
لم يكن من السهل لروسيا تقديم الطاقة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حتى في ذروة السلطة السوفياتية، واجهت موسكو قيودًا شاقة على إيجاد موطئ قدم عسكري هناك.
اقتصرت اتفاقية مونترو عام 1936 على مرور السفن الحربية عبر مضائق الدردنيل التركية إلى البحر الأبيض المتوسط، مما يتطلب زيادة عناصر أسطول البحر الأسود من قِبل وحدات من الأساطيل الشمالية والبلطيق على بعد آلاف الأميال.
هذه المسافات المُتعبة أجبرت السفن السوفياتية على الإبحار في جميع أنحاء أوروبا الشمالية ومن خلال جبل طارق ونقاط الاختناق المتعددة الأخرى التي يسيطر عليها حلف شمال الأطلسي. تفاقم الأمر مع فرض قيود دورية على دخول نظم الاتحاد السوفياتي، ولا تزال هذه القيود نفسها قائمة اليوم، وروسيا في وضع أضعف بكثير من ذي قبل.
لكي يصبح بوتين وسيطًا في الشرق الأوسط، تواجه روسيا عقبة أساسية تتمثل في إدارة “سياسة خارجية عُظمى” مع ناتج محلي إجمالي بحجم إيطاليا. هناك عدم تطابق واضح بين أهداف موسكو الطموحة ووسائلها المحدودة. تفهم القيادة الحالية لروسيا أن بلادها ليست في موقف يسمح لها بالتحدي المباشر للولايات المتحدة، ناهيك عن أن تحل محلها كمدير رئيسي للأمن في المنطقة. كقوة إقليمية “مغرورة”، كان نهج روسيا مختلفًا، ومن المرجح أن يظل هكذا.
العنصر الأول من هذه الاستراتيجية هو تنويع نقاط الاتصال في المنطقة. علم الاتحاد السوفيتي صعوبات إنشاء قواعد عسكرية دائمة في شرق البحر الأبيض المتوسط. وبدلًا من تعميق علاقاتها مع حليف واحد (مثل الأسد في سوريا)، اختارت موسكو توسيع نطاق وصولها إلى جهات فاعلة إقليمية متعددة.
في هذا السياق، اشتملت رسالة التسويق الروسية على جانبين. الأول نحن على استعداد لإيجاد أرضية مشتركة مع أي شخص يقاتل ضد داعش وغيرها من الجماعات السنُية المتطرفة. الثاني هو أن تعاوننا الأمني غير مشروط باحترامك لـ “الديمقراطية” أو “حقوق الإنسان”.
حتى عندما لا تبدو موسكو قادرة على العطاء، إلا أن هذا النهج “الخالي من القيمة” أعطى روسيا قدرًا كبيرًا من المرونة، وميزة نسبية مُحتملة على الولايات المتحدة.
العنصر الثاني من هذه الاستراتيجية هو التوفير في التكاليف. حاولت روسيا -بحذر من تكرار أخطائها، وأخطاء الولايات المتحدة في العراق- أن تُبقي بصماتها العسكرية صغيرة؛ ففضلت وجود محدود وقابل للتوسع يمكن أن يتصاعد أو ينخفض كما يتطلب الوضع.
توضح العملية السورية هذا النهج، حيث سعت روسيا إلى الحد من وجودها الفعلي من القطاع الخاص وقوات العمليات الخاصة والشرطة العسكرية، إلى أقصى حد ممكن على بعد 15 ألف قدم، معتمدة على الوكلاء المحليين لتعزيز المكاسب.
حتى الطبيعة العشوائية للضربات الجوية الروسية هي شكل من أشكال توفير التكاليف. ففي حين تمتلك روسيا ذخائر موجهة أكثر دقة، تمثل هذه الأسلحة فقط 20% من الذخائر الروسية التي وُجِهَت إلى سوريا. كانت النتيجة قدرًا كبيرًا من المعاناة الإنسانية على الأرض، لكن أيضًا نسبة منخفضة إلى حد كبير من الجهد لموسكو.
بمتوسط تكلفة يومية تتراوح ما بين مليوني ونصف إلى ثلاثة ملايين ونصف دولار، أي 1.25 مليار دولار سنويًا، تمثل سوريا حوالي 2٪ من الإنفاق العسكري السنوي الروسي.
العنصر الثالث هو القوة الناعمة، وهي أداة تقليدية غير مستخدمة في ترسانة السياسة الخارجية الروسية. تنبع أهمية القوى الناعمة من الصعوبات النسبية في الاعتماد على أدوات القوة العسكرية الروسية في الشرق الأوسط. لم تكن العمليات الاستطلاعية على الطريقة السورية هي الدعوى القوية التي أبداها الاتحاد الروسي.
في حين أن روسيا قطعت أشواطًا كبيرة في مجال اللوجستيات العسكرية، إلا أن العملية السورية أدت إلى زيادة قدرات روسيا الاستراتيجية على رفع حدودها المُطلقة، مما أدى إلى بعض الحلول المبتكرة، مثل إعادة توجيه السفن التجارية التركية لنقل المعدات العسكرية الروسية إلى المسرح.
 حتى لو تمكنت روسيا من التغلب على العبء الجغرافي لنشر القوات في شرق البحر الأبيض المتوسط، فهي لا تزال تواجه تحديًا يتمثل في الحفاظ على هذا الوجود وتوسيعه في “بحيرة حلف شمال الأطلسي”. باعتبارها الوافد الجديد نسبيًا إلى المنطقة، استفادت روسيا من المشاعر المُعادية للولايات المتحدة المُستوطنة في العالم العربي، وبالتالي فهي مترددة في تقويض دعايتها عن طريق ترسيخ وجودها العسكري.
هل من المرجح أن تنجح الاستراتيجية “الخفيفة” في الشرق الأوسط؟ الأدلة حتى الآن مُختلطة. من المؤكد أن شبكة روسيا المتنامية من الشركاء الإقليميين تُقلل من أهمية أي موطئ قدم عسكري أو دبلوماسي.
في حين أن هذا النقص في “قاعدة” إقليمية قد يبدو وكأنه ضعف محتمل، فهذا يجعل روسيا أقل عُرضة للصدمات السياسية الإقليمية، مثل إعادة تنظيم مصر بعيدًا عن الاتحاد السوفياتي، ونحو الولايات المتحدة بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973.
كما علّمت التجربة السوفيتية روسيا أن القواعد المحلية، مثل طرطوس في سوريا، أو يُحتمل أن تكون سيدي باراني ومرسى مطروح في مصر مًفيدة، ولكنها ليست ضرورية لتوليد القوة. بسبب عدم اليقين المرتبط بالقواعد الدائمة في الشرق الأوسط، اعتمدت البحرية السوفياتية بدلًا من ذلك على اثني عشر مرساة في الخارج مع أحواض جافة وعائمة، أغلبها في المياه الدولية، بجانب قوة دائمة من السفن المساعدة.
هذا الموقف الخفيف والمُتنقل خفض اعتماد السوفيات على العملاء العرب المحليين. تتبع الاستراتيجية الروسية الحالية لتنويع نقاط الاتصال على طول شرق البحر المتوسط نفس التقليد، وإن كان ذلك على نطاق محدود.
في الوقت نفسه، أثبتت استراتيجية روسيا “إدارة الأمن الإقليمي الخفيفة” حدودًا واضحة بالفعل. ينطلق هذا بشكل خاص في سوريا.
من الناحية العملية، تشكل سوريا نوعًا جديدًا من التحدي بالنسبة للجيش الروسي. فهي الحملة الجوية الأكثر كثافة التي شاركت فيها روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، بمعدل إيقاع تشغيلي قوامه 45 طلعة جوية يوميًا بواسطة 50 طائرة.
العبء اللوجستي لاستمرار مثل هذه العملية هو أكبر بكثير من أي شيء تواجهه روسيا في الشيشان وأفغانستان، أو في صراعات أهلية سابقة مثل غرب أوكرانيا. تعقيد الصراع السوري وتعدد أبعاده عوامل أخرى تزيد التعقيد، حيث استفاد معارضو روسيا من الدعم الخارجي الواسع. كما أن المدافعين المحتملين ولاعبي الفيتو كِبار.
رغم أن الضربات الجوية الروسية كانت فعّالة في المساعدة على إزالة أراضي المتمردين، فالاعتماد على القوات البرية السورية والوكيلين المحليين غير المنضبطين نسبيًا جعل من الصعب الحفاظ على هذا الأساس، كما بينت تجربة تدمر بوضوح.
كما تواجه العمليات العسكرية الروسية في سوريا مزيدًا من الرؤية والتدقيق الإعلامي أكثر من أي شيء شهدته موسكو من قبل، مما يجعل معاناة المدنيين أكثر صعوبة. بالنظر إلى هذه التحديات، فأي مكاسب قصيرة الأجل في مجال الأمن يُحتمل أن تقابله عواقب سياسية سلبية طويلة الأجل. في الواقع هذا حدث من قبل.
مثل الولايات المتحدة، تكتشف روسيا أن الدخول إلى الشرق الأوسط أسهل بكثير من الخروج. رغم أن نهج روسيا الخفيف قابل للتطوير لجعل هذا الخروج أسهل، إلا أن هذا الخروج البسيط لا يبدو في الأفق. أصبح واضحًا لروسيا في وقت مبكر إلى حد ما من تدخلها السوري أن النصر الكامل للأسد مستحيل دون زيادة كبيرة في الالتزام العسكري الروسي، وهو ما ليس لدى موسكو الرغبة أو الموارد للقيام به.
أوضح توضيح لحالة روسيا المنشودة في سوريا هو مشروع الدستور السوري، الذي عُرض في قمة أستانا في يناير، ويتضمن استمرار بقاء النظام السوري، لكن المناطق المتبقية التي تسيطر عليها المعارضة ستحصل على حكم ذاتي إقليمي.
لم يحظ هذا الاقتراح سوى بدعم قليل من المعارضة السورية ومن أصحاب المصلحة الإقليميين الرئيسيين مثل تركيا وإيران. في الوقت الذي نجحت فيه روسيا في وضع نفسها كوسيط لا غنى عنه في الصراع السوري، إلا أن هذا النفوذ المتزايد للمفاوضة لم يؤت ثماره بعد.
كل هذا ليس لرفض دور روسيا المتزايد في الشرق الأوسط باعتباره خبيثًا أو متجهًا إلى الفشل. ما نشهده هو بذل جهد حقيقي وصادق لإعادة تشكيل ديناميكيات الأمن الإقليمي، ووقف موجة من الاضطرابات الثورية التي تعتبر غير مواتية للمصالح الروسية الطويلة الأجل. هي أيضًا استراتيجية مُصممة خصيصًا لتحقيق أقصى استفادة من موارد روسيا المحدودة، وتنفيذها حتى الآن فعالًا من حيث التكلفة. السؤال الآن هو ما إذا كانت ستُثبت فعاليتها، لكن الدلائل المبكرة تشير إلى أنه من خلال إبقاء التكاليف منخفضة، تحصل روسيا بشكل كبير على ما دفعته.
========================
الصحافة الفرنسية :
 
الموندو: كيف تكونت سلالة آل الأسد الدموية؟
 
http://arabi21.com/story/1001460/الموندو-كيف-تكونت-سلالة-آل-الأسد-الدموية#tag_49219
 
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية مقالا؛ تحدث عن "سلالة آل الأسد الدموية"، التي تكونت على يد حافظ الأسد الذي أصبح بدوره من بين أكثر الطغاة وحشية في التاريخ الحديث. وفي صلب نظام الأسد، يعتبر بشار "نموذجا مثاليا" في القسوة والدهاء السياسي الذي لقنه إياه والده، وفق الصحيفة.
وقال الكاتب خافير مارتين، في مقال ترجمته "عربي21"، إن العالم العربي شهد في النصف الثاني من القرن العشرين، صعود العديد من القادة العسكريين الانقلابيين إلى الحكم. ويتصدر قائمة هؤلاء الطغاة، حافظ الأسد، مؤسس الإمبراطورية التي تُغرق سوريا في الدم خلال هذه المرحلة من التاريخ.
وأضاف الكاتب أنه منذ اعتلاء حافظ الأسد سدة الحكم، شن نظامه الذي لا يعرف الرأفة، حملة ضد الشعب؛ وباشر باستنزاف ثروات البلاد، وانتهاك حقوق الإنسان وتعذيب كل صوت معارض له. وتحت ذريعة محاربة "سرطان الإرهاب"، أمر حافظ الأسد، باعتقال عمر جواد، وهو رجل الدين وقائد المعارضة في مدينة حماة. كما أن هذا العنصر، يعد واحدا من أول المتمردين ضد القومية العلمانية في سوريا.
وأشار الكاتب إلى أن العملية الأخيرة أثارت العديد من الاحتجاجات في سوريا، ودفعت بالكثيرين للخروج إلى الشوارع مطالبين بالحرية. وبعد فترة وجيزة لم تتجاوز الثلاثة أسابيع، أسكت شقيق حافظ الأسد صوت هذه الثورة، وارتكب مجزرة في حق الشعب السوري. ونتيجة لهذه الأحداث المروعة، التزمت المعارضة السورية الصمت على مدار ثلاثة عقود.
وأورد الكاتب أن حماة وغيرها من المدن ذات الأغلبية السنية، إلى جانب أقلية من الآشوريين والأكراد، أظهروا دائما معارضتهم لمبادئ حزب البعث ذي التوجه العسكري. كما كانت حماة أيضا من أولى المدن السورية المحتجة ضد انقلاب سنة 1963 بقيادة العديد من الضباط الشباب البعثيين.
وبين الكاتب أن هذا الانقلاب كان بداية لأكبر صعود للأسد في هرم السلطة السورية، إذ أنه عين قائدا للقوة الجوية، وهي المنصة التي سمحت له ببلوغ سدة الحكم. وباعتباره نجلا لأحد المتعاونين مع فرنسا، ارتقى الأسد بنسق سريع في سلم الحكم، ليس فقط بفضل سمعته كطيار مقاتل، وإنما أيضا بفضل ذكائه السياسي "الميكافيلي"، المليء بالجشع.
وتجدر الإشارة إلى أن حافظ الأسد شارك في مرحلة تالية في حركة أطاحت بزميله صلاح جديد الذي ينتمي إلى نفس الحزب. وبعد مرور أربع سنوات على هذه الحادثة، واصل الأسد طموحه وقاد انقلابا ثالثا، بمساعدة لا تقدر بثمن من بيكين والاستخبارات السوفييتية؛ الأمر الذي أتى به إلى الحكم.
وأوضح الكاتب أنه بمجرد وصوله إلى قصر دمشق، غير الأسد النظام إلى نظام عائلي، يدعمه فيه أخوه رفعت الذي عينه على رأس القوات المسلحة، وأجهزة الاستخبارات، وأجهزة دولة الأسد القمعية. والأسوأ من ذلك، قسم الأسد السلطة السياسية والاقتصادية بين أقاربه، وأعضاء آخرين من عشيرته العلوية، فضلا عن عناصر من الطبقة الأرستقراطية السنية.
وأوضح الكاتب أنه في مرحلة تالية، عزز الأسد علاقات بلاده العسكرية مع روسيا، ووضع استراتيجية من أجل دعم كل من الحركات الفلسطينية ولبنان. وتجدر الإشارة إلى أنه كان للتدخل في لبنان عواقب وخيمة، انتهت بمحاولة اغتيال الطاغية وهجوم على مدرسة المدفعية في حلب. وبطبيعة الحال، كان رد نظام الأسد أشد قسوة وأدى إلى ارتكاب مجزرة في حماة.
وقال الكاتب إنه بعد 17 سنة من وفاة الرجل الذي رسم ملامح سوريا الحديثة، أصبح بشار الأسد خير وريث لأبيه، إذ أنه يعادله في القسوة والدهاء السياسي. وبفضل الدعم الدائم لعائلته، التي لا زالت تسيطر على المؤسسات العسكرية والاقتصادية، أظهر الأسد منذ وقت مبكر أنه لا أحد يستطيع زعزعة استقراره أو إزاحته من الحكم. وخير دليل على ذلك، أحداث القامشلي التي اندلعت خلال سنة 2004.
وقال الكاتب إنه على إثر ثورة سنة 2011 تحولت إلى حرب متعددة الأقطاب، لم يتمكن الأسد فقط من البقاء على قيد الحياة، بل تمكن أيضا من إقناع القوى التي تشكك في مدى قوته بأنه لا غنى عنه وعن نظام آل الأسد.
========================