الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 24/4/2017

سوريا في الصحافة العالمية 24/4/2017

25.04.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/21476112/الأسد-وقد-غدا-بلا-أنياب
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/4/23/نيويورك-تايمز-سوريا-غيرت-العالم
https://goo.gl/IGncR6
http://www.alghad.com/articles/1571212-خطط-إعادة-رسم-الشرق-الأوسط-مشروع-الشرق-الأوسط-الجديد
الصحافة البريطانية :
http://www.all4syria.info/Archive/404937
الصحافة العبرية :
http://www.addiyar.com/article/1353219-كاتب-اسرائيلي-على-اسرائيل-ان-تكون-جاهزة-لأن-حرب-لبنان-الثالثة-تلوح-في-الأفق
 
 
الصحافة الامريكية :
 
بلومبيرغ: اللاعبون الكبار في الأزمة السورية
 
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/21476112/الأسد-وقد-غدا-بلا-أنياب
 
كلنا شركاء: ليونيد بيرشيدسكي- بلومبيرغ- ترجمة الشرق الاوسط
أغارت الطائرات السورية والروسية مؤخرا على المنطقة الريفية في محافظتي إدلب وحماة بأكثر من 150 طلعة. وكانت بلدة خان شيخون من بين البلدات التي تعرضت للقصف بالقنابل والصواريخ والقذائف التي سقطت على شكل كتل من اللهيب على المناطق المستهدفة، مما يسبب اندلاعاً فورياً للنيران فيها. وفي 17 أبريل الحالي، تعرضت البلدة ذاتها والمناطق المحيطة بها للمزيد من القصف الجوي. وفي 18 أبريل الحالي، تم استهداف جنوب محافظة إدلب مرة أخرى، على مسافة ليست بعيدة من بلدة خان شيخون، وأعلن عن مصرع عائلة بأكملها، مكونة من 9 أفراد. وفي اليوم نفسه، قصف النظام السوري المنطقة الشمالية لريف حماة، على مقربة أيضاً من خان شيخون، وأسقطت البراميل المتفجرة على إحدى البلدات التي تبعد مسافة 15 ميلاً منها.
لم يرد أي استخدام للأسلحة الكيماوية في تقارير عمليات القصف المذكورة، كما أن أعداد الضحايا غير معروفة على وجه التحديد، ولكن يمكن للمواد الحارقة والبراميل المتفجرة والصواريخ أن تلحق بالمدنيين الأضرار نفسها التي يلحقها القصف بالغاز السام. ولم تفلح الغارة الأميركية في ردع القصف المفرط على المناطق الجنوبية من محافظة إدلب وشمال حماة، وهي المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة المعتدلة، والجماعات المتفرعة عن تنظيم القاعدة الإرهابي. والنظام السوري الذي تكبد خسائر لا تكاد تذكر جراء القصف الأميركي بصواريخ توماهوك كروز، واصل أعماله المعتادة في محاولة استعادة الأراضي المفقودة، ولكنه يفعل ذلك الآن مع الرغبة الأكيدة في الانتقام.
ولم يتأثر الدعم العسكري الروسي للنظام السوري في المنطقة أيضاً. ففي مؤتمر صحافي عقد في 11 أبريل الحالي، صرح العقيد سيرغي رودسكوي بأن القوات الجوية الروسية تواصل دعمها للجيش السوري، وللميليشيات التي تقاتل تنظيم داعش الإرهابي و«جبهة النصرة»؛ وجبهة النصرة هو الاسم القديم للتنظيم الموالي لـ«القاعدة» المنتشر في محافظة إدلب.
من جانبه، واصل الجيش الأميركي الاهتمام بأولوياته الخاصة في سوريا. وفي 18 و19 من أبريل الحالي، على سبيل المثال، نفذ الجيش الأميركي 21 غارة على سوريا، وكلها ضد أهداف لتنظيم داعش الإرهابي، بعد تعهده بالقضاء التام على تنظيم داعش. ومن الواضح أن الولايات المتحدة قد صعدت من جهودها صوب هذا الهدف، وقامت بتنفيذ المزيد من الضربات الجوية في سوريا، وتسببت أيضا في سقوط ضحايا مدنيين.
بعبارة أخرى، منذ إصدار الأمر بضرب قاعدة الشعيرات الجوية، واصل اللاعبون الكبار في الأزمة السورية تنفيذ أعمالهم كالمعتاد، وكأن شيئاً لم يحدث. ومما يبعث على الارتياح أن هذا العمل العسكري لم يسفر عن مواجهة مباشرة بين الجيشين الروسي والأميركي، ولكن بعد ذلك، لا تزال أولويات الفريقين متسقة بخصوص تنظيم داعش الإرهابي. ولقد لوحظ أن الرئيس ترمب على استعداد للذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك للدفاع عن خطوطه الحمراء بأكثر مما صنع باراك أوباما من قبل.
وباعتبار الهجوم الصاروخي أحد أعمال السيد ترمب المعتادة، فإنه قد حاز النجاح بكل براعة. حيث يناضل المحللون لقراءة ترمب بدلاً من الاستهانة به. وهو ينال الإشادة والثناء من الناس الذين اعتادوا انتقاده فيما سبق، بما في ذلك المساعدون السابقون في إدارة الرئيس أوباما. أما بالنسبة لقاعدة الناخبين، فهناك كثير من الوقت حتى موعد الانتخابات التالية للشعور بالقلق حول هذا الأمر.
========================
 
نيويورك تايمز: سوريا غيّرت العالم
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/4/23/نيويورك-تايمز-سوريا-غيرت-العالم
 
جاء في مقال نشرته نيويورك تايمز أن العالم يبدو حاليا غارقا في الفوضى وعدم اليقين أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب الحرب في سوريا.
وأوضح المقال الذي كتبته الصحفية في "نيويورك تايمز" آني بارنارد أن القادة الطغاة في ازدياد والديمقراطية الليبرالية في حصار، وأن نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية يضمحل في الوقت الذي تنتشر فيه الحروب وتتجاوز حدود البلد الواحد، وأن المؤسسات الدولية التي شُيّدت لتعمل ككوابح للقتل الوحشي قد فشلت في إيجاد حلول.
وأضافت أن الحركات الشعبوية في تصاعد على جانبي الأطلسي ليس بركوبها موجات الغضب المعادي للمؤسسة فحسب، بل بإثارتها المخاوف من "الآخر" بسبب الدين، وبالتحديد من المسلمين.
همشها الغرب
وذكرت الكاتبة أن هذه التحديات قد بلورتها وكثفتها وأطلقتها الحرب السورية التي همشها الغرب.
ومضت الكاتبة تقول يبدو أن فكرة أن "عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية لن يدع الحكام يقتلون مواطنيهم دون تمييز"، بدأت تتراجع بسرعة كبيرة.
وأشارت إلى أزمة اللجوء إلى أوروبا ووصفتها بأنها أكبر التحديات في الذاكرة لانسجام الاتحاد الأوروبي وقيمه الأساسية، المتمثلة في حرية التنقل والحدود المشتركة والتعددية، وبأنها ألهبت المخاوف على الهوية والثقافة، وعززت الشعور بانعدام الأمن الاقتصادي وعدم الثقة في النخب الحاكمة، حتى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يبدو أن الخوف من اللاجئين كان من دوافعه.
ملامح التغيّر
ونسب المقال إلى أحد المعارضين السوريين ممن قضوا عشرين عاما في السجون، القول إن سوريا لم تفعل كل هذا لكنها بالفعل "غيّرت العالم"، وأيدت الكاتبة ذلك ببعض الشواهد، قائلة إن مجلس الأمن الدولي يعاني الشلل، ومنظمات العون الإنساني تعاني الارتباك، وحتى الصواريخ التي أطلقتها واشنطن على سوريا لا تبدو أكثر من نقطة ضوء في ليل مضطرب، إذ استأنف النظام السوري -تدعمه روسيا- سياسة الأرض المحروقة.
وأورد أن العالم لا يسير نحو الأمل والديمقراطية وتعزيز حقوق الأفراد، بل نحو النزعة القومية الضيقة والكراهية وبروز دولة الأمن.
وأضاف أن من الصعب الهروب من الإحساس بأن مخاوف الغربيين من "الإرهاب" ازدادت، وبلغت حجما أصبح فيه كثير منهم يتسامحون مع قتل المسلمين والعرب ومع إساءة استخدام دولهم لسلطاتها.
وخلص المقال إلى أن الحرب الأميركية على "الإرهاب" تسببت في جعل الانتهاكات للأعراف والقواعد الإنسانية أمرا عاديا: الاعتقال دون محاكمة في غوانتانامو، والتعذيب بأبو غريب، وحروب الطائرات المسيّرة وغير المسيّرة المستمرة في سوريا والعراق واليمن وغيرها.
========================
 
فورين أفاريس: «خمس أساطير عن اللاجئين السوريين فصل الحقيقة عن الخيال»
 
https://goo.gl/IGncR6
 
ترجمة: وحدة الترجمة والتعريب: محمد شمدين
 
 
تُعدّ أزمة اللاجئين السوريين أسوأ كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين. فنصف عدد السكان -إضافةً إلى عدد القتلى الذي يقدر بـ 400 ألف- ويبلغ عددهم حوالى 11 مليون سوري؛ فروا من بيوتهم منذ بداية الصراع في آذار/ مارس 2011.
قبل إجلاء الناس عن شرقي حلب في أواخر 2016، أفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة (UNCHER) بوجود أكثر من ستة ملايين سوري نازحين داخل البلاد؛ وحوالى خمسة ملايين لاجئ فروا إلى دول الجوار: مصر، والعراق، والأردن، ولبنان وتركيا، ونحو مليون آخرين، طلبوا اللجوء إلى أوروبا ومعظمهم إلى ألمانيا. إن هذه الأزمة ليست مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى ملايين السوريين فحسب، ولكنها مرتبطة مباشرة بدول الجوار السوري، وكذلك ببقية العالم.
ومع الافتقار إلى أدلة مباشرة على الأرض، أدى ذلك إلى تكهنات، ومعلومات مضللة، وضعف في وضع السياسات. واستجابة لهذا العجز المعلوماتي، نشر فريق بحث مكون من سبعة أشخاص من جامعة «نورث إيسترن» على امتداد مسار البلقان الغربي إلى أوروبا (انظر إلى الخريطة) للتحدث إلى المهاجرين السوريين، ليعلموا سبب مفادرة هؤلاء بلدهم، وكيفية المغادرة، وكذلك لدراسة عواقب هجرتهم على أنفسهم، وعلى أوروبا أيضًا. تحدث أعضاء فريق البحث اللغة العربية، كانوا من المواطنين الأصليّين أو ممّن أمضى وقتًا طويلًا في بلدان تعلموا فيها تحدث العربية بطلاقة، وتدربوا على التفاعل مع مجتمعات المهاجرين غير الحصينة.
مسار الهجرة غرب البلقان إلى أوروبا
 
 
خلافًا للدراسات السابقة، التي اعتمدت استبانات في بلد واحد – بمثل دراسات في لبنان أو ألمانيا- أجرى فريقنا مقابلات مفصلة وشاملة في مواقع عدّة على امتداد طريق البلقان، وإن كانت مع عدد قليل من اللاجئين. أُجريت المقابلات بصورة أساس بين صيفي 2015 و2016، في مخيمات اللاجئين، والمعابر الحدودية، ونقاط التفتيش، والمدن، وقوارب المهربين التي تنطلق من بلدان المغادرة (الأردن وتركيا)، وبلدان العبور (ألبانيا، وبلغاريا، واليونان، وهنغاريا، وإيطاليا، ومقدونيا، وصربيا)، وبلدان المقصد (بلجيكا، وألمانيا).
تتكون عينة بحثنا من 130 لاجئًا سوريًّا، ولا نزعم أنها تمثل اللاجئين جميعهم، ولكنّها اختيرت بعناية لتشمل الاختلاف مع مراعاة العمر، والجنس، والمكونات الاجتماعية والاقتصادية، ومستوى التعليم، والدين، والانتماء السياسي، وبلد الأصل، ومتغيرات السفر بمثل حجم المجموعة، مع أفراد العائلة أو من دونهم، وموقع طريق المهاجر. وزيادة في الثقة، جزّأنا هذه المعلومات إلى ثلاثة أجزاء مع ملاحظات إثنوغرافيّة (في وصف الشعوب) في المواقع كلها، ومع بيانات طرف ثالث حكوميّ أو غير حكوميّ، واجتماعات تكميلية مع عمال الإغاثة، وموظفي الأمن، وممثلين عن الحكومة، وزعيمي المجتمعات المحلية، حيث تطعن نتائج هذا العمل الميداني في خمس أساطير شائعات عن اللاجئين.
الأسطورة الأولى: اللاجئون السوريون معظمهم هربوا من الأسد
تحمّل المقولة السائدة الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية الأساس -إن لم تكن الوحيدة- عن أزمة اللاجئين. على الرغم من أن الدولة الإسلامية «داعش» قد تصدّرت عناوين الأخبار، يعرض الإعلام الغربي الديكتاتور العلوي بوصفه خطرًا حقيقيًّا على الشعب السوري، وأنّ المعارضة المسلحة تحميهم.
حذرت صحيفة وول ستريت جورنال في أيلول/ سبتمبر 2015 في مقال بعنوان «نظام الأسد ينفخ في أزمة اللاجئين»، وشرحت واشنطن بوست «هجرة السوريين» من بلدهم، مبينة أن «الدولة الإسلامية قتلت كثيرًا من السوريين، ولكن قوات الأسد قتلت أكثر».
 
 
لكن، هل يتحمل الأسد اللوم كله في أزمة اللاجئين؟ وفقًا للاجئين السوريين أنفسهم «لا»؛ فاللاجئون الذين تحدثنا إليهم معظمهم قالوا إنهم يشعرون بالخطر من جهة الأطراف المتصارعة جميعها في الحرب، وليس من الحكومة وحدها. وفي عينتنا من اللاجئين السوريين، ألقى 15 في المئة منهم باللوم على نظام الأسد، مقارنة بـ 77 في المئة قالوا إنهم فروا من النظام والمعارضة المسلحة كليهما. وهذا النموذج لوحظ في بلدان طريق البلقان كلها، فعلى سبيل المثال، قابلنا عبد الله ذا الـ 40 عامًا، في قرية هورغوس في صربيا، على الحدود مع المجر، وقد طلب ألا نكشف عن اسمه الحقيقي. في البداية اختُطف عبد الله من جبهة النصرة (وتعرف بجبهة فتح الشام/ جناح القاعدة في سورية) من دمشق. وبعد أن أطلقت النصرة سراحه، اعتقلته حكومة الأسد بسبب الاشتباه بعلاقته مع الثوار. وبعد تلقّيه التهديد من الطرفين كليهما قرر عبد الله الفرار رفقة زوجته وأولاده من البلد. ويتشارك لاجئ آخر في الثلاثين من عمره، في حي الفاتح بإسطنبول، وعبد الله تجربة مماثلة حيث قال: «لم يعد هناك من نثق به، ولهذا غادرت». فالخوف من الجميع كان هو القاعدة. وتحدثنا مع لاجئ آخر (34 عامًا) في دورتموند في ألمانيا، وقد كان اختطف من النصرة أيضًا، ثم اعتقلته الحكومة. قال: إن «التعذيب كان أكثر (قسوة) عند النصرة». وتقول طالبة (21 عامًا) من حلب، إنها شعرت بفقد الأمن مباشرة بعد أن «سيطر الجيش السوري الحر على المنطقة التي تعيش فيها»، لأنها وقعت تحت خطر مزدوج: أذى المتمردين، والقصف الجوي من جانب النظام. وكنّا قابلنا لاجئًا آخر في أثينا، قال لنا كم كان هو وأخوه ممتنّين، بعد أن طردت قوات النظام «داعش» من حيهم في دير الزور، ولكنهما وضحا أنّ الوضع غير مستقرّ أبدًا، ولا يمكن الاستمرار في العيش هناك.
في المجمل، فإنّ المحادثات المعمقة مع اللاجئين السوريين على امتداد طريق البلقان، وفي داخل دول الاتحاد الأوروبي تشير إلى أنهم لا يهربون من الأسد بصورة أساس، ولكن من حرب أهليّة معقدة بين عددٍ من المتصارعين الذين يمثّلون تهديدًا جماعيًا للسكان. فمقولة «لوم الأسد وحده» محض صدى، لأنّ اللاجئين معظمهم يعدّونه واحدًا من عددٍ من الجناة، جنبًا إلى جنب مع المعارضة و«داعش».
الأسطورة الثانية: صعوبة دخول اللاجئين السوريين إلى أوروبا
يؤكد صناع السياسة في الاتحاد الأوروبي وتركيا لمواطنيهم أن التدابير الأمنية الجديدة، بمثل سياج مضاف إلى الحدود، وزيادة نقاط التفتيش، والدوريات البرية والبحرية؛ منعت وصول اللاجئين إلى أوروبا بصورة غير قانونيّة. وقالت وكالة حماية حدود الاتحاد الأوروبي (فورنتكس) إن «التدابير الأمنية الإضافية على الحدود» قد «نجحت»، وذهب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك إلى أبعد من ذلك عندما قال: «أيام الهجرة غير النظامية إلى أوروبا قد ولّت»، ولكن ماذا يقول اللاجئون السوريون عن التدابير الجديدة؟
شدّد اللاجئون على سهولة تجاوز التدابير الأمنية الجديدة للاتحاد الأوروبي؛ فهناك مساحات واسعة من الأراضي الريفية التي تمكّن السوريون من خلالها السير بسهولة لعبور الحدود الوطنية؛ فقد نُقل أعضاء فريق البحث إلى نقاط عبور غير معروفة على امتداد الحدود التركية، واليونانية، والبلغارية، والمقدونية، والصربية والمجرية. يستخدم بعض اللاجئين حقول الذرة لتغطية حركتهم، وأدوات بدائية بمثل قاطع الأسلاك لعبور السياج. وحتى في المناطق المحصنة على الحدود، فاللاجئون -غالبًا- قادرون على العبور بعد عملية تفاوض. وفي عينة دراستنا، قال 75 في المئة من اللاجئين الذين قابلناهم؛ إنهم تمكنوا من العبور إلى داخل الاتحاد الأوروبي من محاولة أولى. وبالطبع، وهناك جزء كبير من اللاجئين السوريين لا يخرجون أبدًا من البلاد حتى بعد محاولات عدّة. ولكن اللاجئين الذين فعلوا ذلك أكدوا على سهولة تجاوز هذه التدابير الأمنية الجديدة، ولا سيما بالنسبة إلى أولئك الذين يحصلون على مهرب.
 
 
أكّد 75 في المئة من اللاجئين الذين قابلناهم، أنّهم عبروا إلى الاتحاد الأوروبي من المحاولة الأولى. وفي الحقيقة، فإنّ 60 في المئة من اللاجئين الذين تكلمنا معهم سافروا من دون حمل أي مستند، إذ قال لاجئ سوري (22 سنة) في أثنيا: «لم يسأل أحد عن مستنداتي». ولاحظ لاجئ آخر (21 عامًا) كان قد عبر من مقدونيا إلى صربيا من خلال نقطة تفتيش بيرسيفو، أن حرس الحدود غير مهتمين، وقال: «إنّهم لا يهتمون برؤية جواز سفرك|»، و|إنّهم لا يلقون بالًا إلى حصولك على تأشيرة أو أي شيء». وتدعم مقابلات مع خبراء الأمن في برسيفو، تصوّر اللاجئين لإغلاق الحدود، وتؤكّد أن تصوير اللاجئين لإغلاق الحدود يعبر عن رمزية كبيرة.
«حتى من دون مستندات سفر»، بهذه المقولة أكّد عدد من اللاجئين أنّ العملية تُعالج عادةً مع عناصر شرطة غير مدربة، أو خفر السواحل في 10 دقائق. وكانت الأسئلة المطروحة على اللاجئين روتينية؛ إذ وصف لاجئ سوري (27 سنة) في فرانكفورت، مقابلته الأمنية في ألمانيا بـ «السخافة»، وكان قد سُئل فيما إذا قد قتل أحدهم أو شارك في «جماعات متطرفة من مثل داعش أو غيرها»، وقال إنه قد جاوبهم ضاحكًا، بـ «لا، لم أقتل أحدًا. أنا أشبه بملاك». كانت الرشوة لعبور الحدود متفشية، وخصوصًا في المعابر؛ فقد أخبرنا لاجئ (21 عامًا) في فالكنيسي في ألمانيا أنه في أيلول/ سبتمبر 2015، دفع 10 يوروهات عن كل شخص -هو والمرافقون له من سورية والعراق ومن وسط آسيا- رشوة لرجال الشرطة الصربيين، في مقابل السماح لهم بعبور الحدود.
الأسطورة الثالثة: حماية اللاجئين من المهربين
وصل اللاجئون السوريون معظمهم إلى الاتحاد الأوروبي بمساعدة شبكات التهريب. كانت منظمة الشرطة الدولية «الأنتربول»، و«اليوروبول»، والمفوضية الأوروبية؛ عملت على نشر أشخاص أمن لحماية اللاجئين من هؤلاء المهربين، الذين يوصفون عادةً بأنهم شخصيات مفترسة، إن لم يكونوا الشرّ نفسه. وبحسب وصف مدير «اليوروبول» روب واينريت «كانت يوروبول في طليعة الداعمين لدول الأعضاء في مكافحة شبكات الإجرام التي تستغلّ المهاجرين اليائسين»، تسهم وسائل الإعلام في هذه الرواية. حيث عنونت «نيويورك تايمز» تقريرها بـ «أزمة اللاجئين تنتج فائزًا واحدًا: الجريمة المنظمة»، وقالت يو إس تودي لقرائها: «الحظ الجيد للمهربين على حساب المهاجرين»، إلا أن هذا فقد بريقه مقارنة بما يقوله المهاجرون عن المهربين.
وعوضًا عن تصوير المهربين بوصفهم مستغلين، كان اللاجئون يميلون إلى الإعراب عن امتنانهم، بينما وصفوا معاملة أفراد الأمن الأوروبيين بالقاسية، وغالبًا بالسيئة. في عينتنا، قال 75 في المئة من اللاجئين إنّهم «ممتنون» أو «ممتنون جدًا» لتجربة التهريب، مقارنة بـ 16 في المئة قالوا إنهم «غير ممتنين» أو «غير ممتنين جدًا»، و(نسبة 9 في المئة حيادية). وتصف أمّ متوسطة في العمر عبرت الحدود السورية التركية ثم الحدود التركية اليونانية الرجل الذي ساعدها بـ «المساعد جدًا»، واعترفت بأنها «نالت فائدة باستخدام المال»، ولكنها قالت: «لم تتعرض لسوء معاملة»، وشاطرها لاجئ يبلغ من العمر 20 عامًا في صربيا، القول إن مهربه أراد أن «يأخذ بعض المال»، ولكن من دون محاولة الخداع، أو التسبّب بالأذى له ولابنته. «أكد على سلامتها»، وثمّة قصص مماثلة رواها عدد من اللاجئين الذين سافروا على امتداد طريق البلقان. هناك بعض حالات الاستثنائية، ولكن اللاجئين معظمهم في عينتنا تحدثوا عن المهربين بتقدير، وشكروا لهم فعلهم لتأمين حياتهم.
بدلًا من وصف مهربيهم بالمستغلين، عبّر اللاجئون عن امتنانهم لهم. كانت نظرة اللاجئ إلى عناصر الأمن، في الاتحاد الأوروبي وخارجه سيئة جدًّا، إذ قالت لاجئة كبيرة في سن في مخيم ديفاتا قرب ثيسالونيكي في اليونان إن الشرطة التركية سجنتها، وأطلقت النار على اللاجئين. وتروى قصص مشابهة في ألينكو عن السلطات اليونانية؛ ففي صوفيا في بلغارية، لاحظ فريقنا أوضاعًا مغايرة، بمثل تحطيم مرافق الحمامات، والمياه الطافية في الممرات ضمن المخيمات التي تديرها الحكومة، وكانت هذه المخيمات في السابق سجونًا. أبلغ اللاجئون عن تعرضهم لهجوم من «الشبيحة)|) في جنوب شرقي البلاد، وربما كان ذلك بمباركة من الحكومة؛ حذّرهم الشبيحة، بالقول: «تذكّروا اسم هذا المكان، بلغاريا! وأخبروا أصدقاءكم، ألّا يأتوا إلى هنا!»، كذلك على امتداد طريق البلقان في هورغوس، أخبرتنا لاجئة سورية أن مجموعتها تعرّضت للسرقة والضرب من جانب الشرطة البلغارية.
تتحدّى الشهادات التفصيلية للاجئين على طريق البلقان المقولة التقليدية، التي يرددها المسؤولون بالدعوة إلى حمايتهم من المهربين. ووفقًا لبحثنا، ينظر اللاجئون إلى المهربين بوصفهم حلفاء، في حين يرون مسؤولي الأمن عمومًا قساة وعدائيّين وخطرين أيضًا.
الأسطورة الرابعة: التضيق على المهربين يساعد اللاجئين
منذ بداية أزمة اللاجئين، طبق الاتحاد الأوروبي مجموعة من التدابير المضادة للمهربين، تزعم بأنها تساعد في حماية اللاجئين السوريين ومنع الارهابين المحتملين من دخول أوروبا، من خلال تسيير دوريات على الطرق البحرية والمعابر الحدودية، وقد حاولت وكالات الاتحاد الأوروبي بمثل فورنتكس، ردع المهربين باعتقالهم، ومصادرة قواربهم، ورفع تكاليف نقل اللاجئين السوريين إلى أوروبا.
وأثبتت هذه الإستراتيجية رسميًّا فاعليتها؛ ففي شهادة أمام البرلمان البريطاني ريتشارد ليندسي، وبعدها رئيس قسم سياسات الأمن الخارجي في وزارة الخارجية ودول الكومنولث، قال إنه بسبب التدابير الأمنية في الاتحاد الأوروبي، «لم تعد شبكات التهريب تنشط من دون عقاب». ردّدت متحدثة باسم واحدة من عمليات مكافحة التهريب؛ العميلة صوفيا، صدى هذا التقييم (الوردي)، فالأثر الأبرز لمعاقبة المهربين، كان ارتفاعًا حادًّا في تكلفة خدماتهم- هذا الارتفاع أثر بصورة غير متناسقة في اللاجئين الفقراء أكثر من تأثيره في الإرهابين الأثرياء نسبيًا. وجد فريق بحثنا أنه بين أيار/ مايو 2015 وأيار/ مايو 2016 كان متوسط تكلفة وصول اللاجئ السوري إلى أوروبا قد ارتفع إلى 488 يورو، وارتفع متوسط تكلفة الأسرة الواحدة أيضًا مقدار 3.657 يورو.
ونتيجة هذه الزيادة في الأسعار، يشكو عدد لا يحصى من اللاجئين الفقراء أنهم عالقون عند المعابر الحدودية على طول طريق الهجرة تقريبًا، فالافتقار إلى المال هو العائق الوحيد أمام اللاجئين الذين يبحثون عن الدخول إلى أوروبا الغربية. وعلى الرغم من تشديد أمن الاتحاد الأوروبي، ما زال المهربون يهرّبون أولئك الذين يستطيعون تدبر نفقاتهم. وقد لاحظ فريقنا أن أعمال التهريب مزدهرة في المدن الرئيسة في النمسا واليونان وهنغاريا وصربيا وتركيا. ففي |باسمانه) وهو مركز تهريب في مدينة أزمير التركية، تضحك لاجئة سورية (20 عامًا) حين سُئِلت عمّا إذا واجهت صعوبة في إيجاد مهربين، وقالت «إنهم بالمئات»، وأضافت: «إذا أردت الذهاب لتناول الطعام في أي مطعم، يأتي المهربون إليك و يسألونك: هل تريد الذهاب إلى أوروبا؟».
ومع دعم الجماعات المسلحة التي تمولها دول الخليج، فإنّ الإرهابيّين أقل تأثرًا بارتفاع تكاليف التهريب، ويتفاخر مقاتل سابق في النصرة مقيم في أزمير بعبور الحدود السورية من دون عقاب، ويمضي مدة في تركيا قبل العودة إلى جبهات القتال في الخطوط الأمامية. يؤكد عاملو الإغاثة في المدن الحدودية هذه الرواية، إذ وصفوا حركة المقاتلين على الحدود بين سورية وتركيا بالحرة، حتى إنهم أكدوا أن المهربين ينقلون الإرهابين على متن القوارب إلى أوروبا، وهي نقطة فخر من قبل دعاية الدولة الإسلامية.
الأسطورة الخامسة: اختلاف الثقافات يمنع الاندماج
تقول الأسطورة الأخيرة إن اللاجئين السوريين لا يستطيعون الاندماج في أوروبا بسبب الاختلاف في ثقافتهم. باتت هذه التهمة مألوفة، في إن اللاجئين من المسلمين معظمهم لديهم قيم ثقافية غير أخلاقية بل خطِرة أيضًا، ما يؤدي إلى ارتفاع معدل الجريمة، وتهديد الإرهاب، والعنف الجنسي في أوروبا. وقد لعب السياسيّون في أحزاب اليمين دورًا كبيرًا في توليد هذا الخوف، محذّرين من أن تدفق المسلمين إلى أوروبا، سيؤدي حتمًا إلى صراع حضارات. نشر مارك فالندار من الحزب اليميني الألماني البديل «فور دوتشلاند» في (الفيسبوك) في بداية 2017 عن «حماقة استقبال اللاجئين»، مبينًا أنه ثمة اختلافات ثقافية واضحة وبسيطة بين أوروبا والشرق الأوسط، وأضاف: «ليس من الفراغ أن غرقت هذه البلدان في العنف». وكذلك شبّهت مارين لو بان -زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية المناهضة للاجئين- تدفق اللاجئين السورين بالغزوات البربرية التي دمرت الإمبراطورية الرومانية.
نظريًا، جاء اللاجئون بالفعل من ثقافة أخرى، وإننا نتوقع منهم كذلك أن يعربوا عن شكوك قوية في شأن أوروبا وثقافتها. وقد بيّن ثلثا اللاجئين في عينتنا أنهم غير راضين عن البلد المضيف، ولكن ليس لأسباب ثقافية كما هي العادة. وقد طُلب من اللاجئين وصف الصعوبات الرئيسة التي تواجههم في التكيف مع الحياة خارج سورية، ولا سيما شرح كيفية انتقالهم، وإبراز العقبات المهمة التي يواجهونها. عبر 27 في المئة منهم فقط عن إحباطهم تجاه الثقافة الأوروبية، مقارنة بـ 38 في المئة ركزوا في شكواهم على سوء المعاملة التي يلقونها من جانب حكومات أوروبية محددة، أو فشل السياسات المتبعة من المؤسسات متعددة الجنسيات، من مثل عدم كفاية توزيع المساعدات الاغاثية للأمم المتحدة.
وأكّد عدد من اللاجئين السوريين بأن مشكلتهم في أوروبا ليست الثقافة، فقد وصف لاجئ في الحادية والثلاثين، مقيم في حي دوغانتيب في أنقرة، أن السوريّين معظمهم يتبنون التنوّع: «السوريون حقيقة، أناس منفتحون. في إمكانهم العيش مع أي طائفة. ومع أي دين، مع المسيحية أو أيّ كان». في الحقيقة، وجد فريقنا أن بعض اللاجئين أكثر انزعاجًا من مسؤولي المخيمات في أوروبا من الإثنيات التركية والباكستانية والمغاربية المسلمة، لأن قراءتهم للإسلام متطرفة جدًا. وقال لاجئ في الخامسة والعشرين، في ماينتز في ألمانيا، إن الموضوع ليس «أسلوب الحياة الأوروبية»، فأصدقاؤه المسيحيون يعانون الأمر نفسه أيضًا.
يظهر اللاجئون فهمًا متقدمًا في إلقاء اللوم على المصاعب التي يعيشونها. فعلى سبيل المثال؛ انتقد لاجئ متوسّط في العمر -كانت دوريّة خفر السواحل اليونانية قد احتجزته للاشتباه بأنه مهرب- سياسات الاتحاد الأوروبي -وليست السياسة اليونانية وحدها- تسير على هذا الخطأ، وعبّر لاجئ آخر في الخامسة والعشرين عن تجربته في معسكرات اللجوء في اليونان ومقدونيا، ولم يلق باللوم -بسبب أشهر المعاناة التي قضاها من دون استقرار- على اليونان أو مقدونيا، إنّما على بروكسل وجنيف لأن دعمهم لجهد دول البلقان الفقيرة غير كاف.
ما لا يمكن إنكاره أنّه ثمة من يعاني الاندماج بسبب اختلاف الثقافة؛ فقد وافق شاب في برلين، على سبيل المثال، على أن بعض اللاجئين «لسوء الحظ…. ليسوا على استعداد للانفتاح على المكان الذي جاؤوا إليه». ولكن حين يظهر اللاجئون ثقافتهم، كانت تلقى الشكوى من جانب الأوروبيين عادةً، ولا سيما في تركياـ كان اللاجئون هدفا لكراهية الأجانب، فقد قال لاجئ سوري في الرابعة والعشرين، في حي الفاتح المكتظّ بالمهاجرين في إسطنبول، إنّ بعض الحراس الأتراك «عنصريون، هكذا وجدنا بعضًا منهم». وأضاف: «عانينا بصفتنا سوريين، شخصيًا أنا عانيت العنصرية». مع ذلك، لاحظ اللاجئون معظمهم أن العنصرية ليست مشكلة في مستوى أوروبا عمومًا، بل هي «حالات فردية».
عبر اللاجئون أنهم لا يرغبون في الرد على العنف. وفي حقيقة الأمر، شَكَوا أن للإرهاب أثرًا سياسيًّا عكسيًّا في المسلمين- وهي نقطة مؤكدة في دراسات ميدانية مدرجة في أدبيات الإرهاب. وقال لاجئ في ألمانيا: «بسبب أمور معينة تحدث في العالم، بمثل التفجيرات، والتطرف، كان هناك ردّات فعل تجاه اللاجئين». وأضاف: «إنّها تؤثر حقًّا في صورة السوريين في نظر الألمانيين»، وهناك استياء من السوريين، على الرغم من الترحيب بهم في البداية، إلّا أنّ الأمور الآن تغيّرت نوعًا ما، فالخوف من وصْفِهِ بطريق الخطأ بالإرهابي منتشر في نطاق واسع بين اللاجئين، وكثير منهم يقول إن وجود أقران لهم في سورية، يجعلهم كذلك أيضًا.
الآثار السياسية
نادرًا ما تنجح السياسات القائمة على الأسطورة، ولكن هذا ما يقدم عليه الاتحاد الأوروبي حتى الآن. وبعد أن كشفنا عن خمس خرافات عن سورية، نعرض مقترحات سياسية عدّة تعتمد وقائع كُشِف عنها في دراستنا على امتداد طريق البلقان.
1- ينبغي على المجتمع الدولي أن يكون أكثر انتقائية بشأن الجماعات المسلحة التي يدعمها في سورية، وقد أدى الدعم الغربي للمعارضة إلى تفاقم الصراع، ما أدى إلى تأجيج دورة العنف التي حاصرت المدنيين السوريين بين النظام ومعارضيه.
2- يجب أن تستثمر قوات الأمن في مساعدة اللاجئين، بفحص الإرهابيّين المحتملين. فاللاجئون غير المدرجين في لوائح الإرهاب مصدر في مكافحة الإرهاب، لأنّ لهم مصلحة شخصية في وقف الإرهاب، ومعرفة الآخرين في مجموعتهم.
3- ينبغي تحديد المسؤولين الأمنيّين على الحدود، ومعرفتهم، ومعاقبتهم. وينبغي أن يكون لدول البلقان إدارة في هذا الغرض، إلا أن المكاتب المخصصة تعاني نقصًا في عدد الموظفين، وهي من دون فاعلية. وينبغي دعم هذه الإدارات بزيادة مراقبين من الاتحاد الأوروبي، تهديدًا لصدقية العقوبات على الحكومات التي لا تمتثل للاحتياجات الإنسانية المهمة.
4- ينبغي على الحكومات التنسيق مع القطاع الخاص لشركات النقل، لتوفير الأمن، وبتكلفة أقلّ، بوصفه خيار هجرة بديل من المهربين؛ فليس الهدف زيادة عدد المهاجرين، ولكن المساعدة في حمايتهم.
5- ينبغي التشديد على إدماج المهاجرين بالتغلب على الحواجز العملية من مثل المساكن الفقيرة والبطالة، عوضًا عن الصدام الثقافي المبالغ فيه. على سبيل المثال، يمكن للحكومات أن تطبق ممارسات توظيف أكثر مرونة لا تتطلب من اللاجئين متطلبات لغوية صعبة، عندما تكون مهاراتهم الحالية كافية للعمل.
هذا العمل الميداني على امتداد طريق الهجرة في البقان يلقي ضوءًا جديدًا، لا على كيفية تعديل الاتحاد الأوروبي سياسته استجابة لأزمة اللاجئين، ولكن أيضًا على وجود العدد الكبير من اللاجئين في المقام الأول.
المصدر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة
========================
 
مهدي داريوس نازمروايا* – (غلوبال ريسيرتش) 6/3/2017 :خطط إعادة رسم الشرق الأوسط: مشروع "الشرق الأوسط الجديد"
 
http://www.alghad.com/articles/1571212-خطط-إعادة-رسم-الشرق-الأوسط-مشروع-الشرق-الأوسط-الجديد
 
علاء الدين أبو زينة
ملاحظة المحرر: هذا المقال الذي نشره مركز بحوث العولمة، "غلوبال ريسيرتش" في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، يشكل مادة مهمة بشكل خاص لتكوين فهم لمظاهر نزع الاستقرار والتقسيم السياسي الجارية في كل من العراق، وسورية واليمن. وهو يظهر أن استراتيجية واشنطن تقوم على تقسيم سورية والعراق.
  *   *   *
"الهيمنة قديمة قدم البشرية نفسها..." -زبيغنيو بريجنسكي، المستشار الأسبق للأمن القومي الأميركي.
تم تقديم مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" New Middle East للعالم في حزيران (يونيو) 2006 من تل أبيب. وقدمته وزيرة الخارجية الأميركية في ذلك الوقت، كوندوليزا رايس (التي أسندت إليها وسائل الإعلام الغربية الفضل في نحت المصطلح)، ليحل محل المصطلح الأقدم والأكثر مهابة "الشرق الأوسط الكبير" Greater Middle East.
تزامن هذا التحول في اللغة الدلالية مع افتتاح خط أنابيب "باكو-تبليسي-جيهان" لنقل النفط في شرق المتوسط. وبعد ذلك، بشرت وزيرة الخارجية الأميركية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بمصطلح "الشرق الأوسط الجديد" ومفهومه في ذروة الحصار الإسرائيلي للبنان برعاية أنجلو-أميركية. وأخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية الأميركية، رايس، الإعلام الدولي بأن ثمة مشروعاً لخلق "شرق أوسط جديد"، يجري إطلاقه من لبنان.
جاء ذلك الإعلان تأكيداً لـ"خريطة طريق عسكرية" أنجلو-أميركية-إسرائيلية في الشرق الأوسط. ويتكون هذا المشروع، الذي كان في مراحل التخطيط للعديد من السنوات، من خلق قوس من عدم الاستقرار والفوضى والعنف، والذي يمتد من لبنان، إلى فلسطين وسورية، إلى العراق، والخليج العربي، وإيران، وحدود أفغانستان التي تحتلها قوات حلف شمال الأطلسي.
خرج مشروع "الشرق الأوسط الجديد" إلى العلن في واشنطن وتل أبيب، مع توقع بأن يشكل لبنان نقطة الضغط الأساسية لإعادة تنظيم وترتيب الاصطفافات في الشرق الأوسط كله، وبذلك إطلاق قوى "الفوضى الخلاقة". وسوف يتم استخدام هذه "الفوضى الخلاقة" -التي تولِّد ظروفاً لاندلاع العنف والحرب في كل أنحاء المنطقة- بحيث تستطيع الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفقاً لحاجاتها وأهدافها الاستراتيجية.
خريطة جديدة للشرق الأوسط
قالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في مؤتمر صحفي "إن ما نراه هنا (تدمير لبنان والهجمات الإسرائيلية عليه)، يجسد النمو بأحد المعاني -أي "الولادة من الألم"- لـ"شرق أوسط جديد"، ويجب أن نكون متأكدين، (يعني الولايات المتحدة)، من أن أي شيء نفعله يدفع أماماً في اتجاه تكوين شرق أوسط جديد (و) ليس العودة إلى القديم". وقد تعرضت الوزيرة رايس للانتقادات مباشرة على تصريحها، سواء في لبنان أو على المستوى الدولي، بسبب هذا التعبير الصارخ عن اللامبالاة تجاه معاناة أمة بكاملها، والتي تتعرض للقصف العشوائي بلا تمييز من سلاح الجو الإسرائيلي.
خريطة الطريق العسكرية الأنجلو-أميركية للشرق الأوسط وآسيا الوسطى
مهدت كلمة وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، عن "الشرق الأوسط الجديد"، الأرضية. وقامت الهجمات الإسرائيلية على لبنان -التي شُنت بمصادقة كاملة من كل من واشنطن ولندن- بالمزيد من تحقيق وتجسيد الأهداف الجيو-استراتيجية للولايات المتحدة، وبريطانيا، وإسرائيل. ووفقاً للبروفسيور مارك ليفاين، فإن "جماعة عولمة النيو-ليبرالية والمحافظين، وفي النهاية إدارة بوش، سوف يربطون أنفسهم بالتدمير الخلاق كطريقة لوصف العملية التي أملوا أن يخلقوا بها نظامهم العالمي الجديد"، وأن "الفوضى الخلاقة تمثل بالنسبة للولايات المتحدة، بعبارات فيلسوف النيو-ليبرالية ومستشار بوش، مايكل ليدين، ‘قوة ثورية رائعة’ لـ(...) التدمير الخلاق".
يبدو أن العراق الذي تحتله القوة الأنجلو-أميركية، وخاصة كردستان العراق، يشكل الأرض التمهيدية لبلقنة (تقسيم) وفنلندة (تحييد) الشرق الأوسط. ويجري فعلياً وضع صيغة الإطار القانوني، في ظل البرلمان العراقي وباسم العراق الفيدرالي، لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن "خريطة الطريق العسكرية" الأنجلو-أميركية تعمل لتأمين الوصول إلى آسيا الوسطى عن طريق الشرق الأوسط. ويشكل الشرق الأوسط، وأفغانستان وباكستان، نقاط انطلاق لتوسيع نفوذ الولايات المتحدة إلى مناطق الاتحاد السوفياتي والجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى. ويشكل الشرق الأوسط، إلى حد ما، الطبقة الجنوبية من آسيا الوسطى. وتسمى آسيا الوسطى بدورها "الطبقة الجنوبية لروسيا" أو "الخارج القريب" لروسيا.
العديد من المفكرين الروس ومن آسيا الوسطى، والمخططون العسكريون، والاستراتيجيون، ومستشارو الأمن، والاقتصاديون والساسة، يعتبرون آسيا الوسطى (الطبقة الجنوبية لروسيا) بمثابة المنطقة الهشة و"الخاصرة اللينة" للاتحاد الروسي.
من الجدير ملاحظة أن مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، زبغنيو بريجنسكي، ألمح في كتابه "رقعة الشطرنج الكبرى: التفوق الأميركي وضروراته الجيو-استراتيجية" إلى أن الشرق الأوسط المعاصر يشكل أداة للسيطرة على منطقة يسميها هو، بريجنسكي، البلقان الأوراسي. ويتكون البلقان الأوراسي من القوقاز (جورجيا، وجمهورية أذربيجان، وأرمينيا) وآسيا الوسطى (كازاخستان، أوزبكستان، قيرغيستان، طاجاكستان، تركمانستان، أفغانستان)، وإلى حد ما كل من إيران وتركيا. وتشكل كل من تركيا وإيران التخوم الأبعد شمالاً للشرق الأوسط (باستثناء القوقاز) وتتداخل حدودهما مع أوروبا غرباً والاتحاد السوفياتي السابق شرقاً.
خريطة "الشرق الأوسط الجديد"
كانت الخريطة غير المعروفة نسبياً للشرق الأوسط، وأفغانستان التي يحتلها الناتو، وباكستان، قيد التداول في أوساط الدوائر الاستراتيجية، الوعسكرية، والناتو، والدوائر السياسية والعسكرية منذ أواسط العام 2006. وقد سُمح بظهورها إلى العلن، ربما في محاولة لبناء إجماع، وتهيئة الرأي العام بشكل عام لتغييرات محتملة ربما تكون كارثية في الشرق الأوسط. ومرفقة بهذا المقال خريطة الشرق الأوسط بعد إعادة ترسيمه وهيكلته ليكون "الشرق الأوسط الجديد".
ومع أن الخريطة المرفقة لا تعكس رسمياً عقيدة وزارة الدفاع الأميركية، فقد تم استخدامها في برنامج تدريبي لكبار ضباط الجيش في كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي. كما تم استخدام هذه الخريطة، إلى جانب خرائط أخرى مشابهة، في الأكاديمية الوطنية للحرب، وتم استخدامها أيضاً مع خرائط عسكرية أخرى في دوائر التخطيط العسكري.
يبدو أن هذه الخريطة لـ"الشرق الأوسط الجديد" قد اعتمدت على خرائط أخرى عدة، بما فيها خرائط أقدم للحدود الممكنة في الشرق الأوسط، والتي تعود وراءً إلى عهد الرئيس الأميركي ووردو ويلسون والحرب العالمية الأولى. لكن هذه الخريطة الجديدة قُدمت على أنها من بنات أفكار الكولونيل المتقاعد من الجيش الأميركي، رالف بيترز، الذي يعتقد أن الحدود معادة الترسيم الواردة في الخريطة سوف تحل مشكلات الشرق الأوسط المعاصر بشكل جذري.
شكلت خريطة "الشرق الأوسط الجديد" عنصراً أساسياً في كتاب الكولونيل المتقاعد، "لا تترك القتال أبداً"، الذي كُشف عنه النقاب للجمهور في 10 حزيران (يوليو) 2006. كما تم نشر هذه الخريطة للشرق الأوسط معاد الرسم أيضاً، تحت عنوان "حدود الدم: كيف سيبدو شرق أوسط أفضل"، في مجلة القوات المسلحة التي يصدرها الجيش الأميركي، مع تعليق من رالف بيترز.
ومن الملف أن ذلك الكولونيل، بيترز، أُرسل في نهاية المطاف إلى نائب رئيس هيئة الأركان لشؤون الاستخبارات في وزارة الدفاع الأميركية، وكان من أبرز مؤلفي وزارة الدفاع؛ حيث كتب العديد من المقالات حول الاستراتيجية للمجلات العسكرية ومؤسسة السياسة الخارجية الأميركية.
وكُتب أن "كتُب (رالف بيترز) الأربعة السابقة حول الاستراتيجية كان لها أثر بالغ في الدوائر الحكومية والعسكرية"، لكن المرء سيكون معذوراً إذا تساءل عما إذا كان العكس تماماً هو الذي يحدث في واقع الأمر. هل يمكن أن يكون الكولونيل بيترز بصدد الكشف فقط عما استشرفته واشنطن ومخططوها الاستراتيجيون للشرق الأوسط؟
أياً يكن، فقد تم تقديم مفهوم إعادة ترسيم الشرق الأوسط على أنه ترتيب "إنساني" و"صالح"، والذي سوف يفيد شعوب الشرق الأوسط ومناطقه الطرفية. ووفقاً لرالف بيترز، فإن:
الحدود الدولية ليست عادلة بالكامل أبداً. لكن حجم الظلم الذي توقعه بأولئك الذين تجبرهم الحدود على العيش معاً أو تفصلهم عن بعضهم بعضاً، يصنع فرقاً هائلاً -والذي في كثير من الأحيان، الفرق بين الحرية والاضطهاد، والتسامح والعدوان، وحكم القانون والإرهاب، أو حتى بين السلام والحرب. تقع الحدود الأكثر اعتباطية وتشوهاً في العالم في أفريقيا والشرق الأوسط. ولأنها من رسم أوروبيين معنيين بمصلحتهم الذاتية (والذين كان لديهم ما يكفي من المشاكل في رسم حدودهم الخاصة)، تستمر حدود أفريقيا في التسبب بموت الملايين من السكان المحليين. لكن الحدود غير العادلة في الشرق الأوسط -بالاقتباس عن تشرشل- تولد قدراً من المتاعب أكثر كثيراً مما يمكن استيعابه محلياً.
في حين ينطوي الشرق الأوسط على مشكلات أكثر بكثير من الحدود المختلة وظيفياً وحدها -من الركود الثقافي، إلى اللامساواتية الفاضحة، إلى التطرف الديني المميت- فإن أكبر المحرمات في الكفاح لفهم أسباب فشل المنطقة الشامل ليس الإسلام، وإنما الحدود المروِّعة، وإنما المقدسة، التي يعبدها دبلوماسيونا.
بطبيعة الحال، ليس هناك أي تعديل للحدود، مهما كان جريئاً وقاسياً، والذي يمكن أن يجعل كلَّ أقلية تعيش في الشرق الأوسط سعيدة. وفي بعض الحالات، تتشابك المجموعات العرقية والدينية في الشرق الأوسط وتتزاوج فيما بينها. وفي أماكن أخرى، ربما لا تكون عمليات لمّ الشمل على أساس رابطة الدم أو المذهب الديني مفرحة تماماً كما يتوقع الذين يقترحونها حالياً. وتعالج الحدود المتصورة في الخرائط المرفقة في هذه المقالة المظالم التي عانت منها أكثر مجموعات السكان "المخدوعين" حجماً وأهمية، مثل الأكراد، والبلوش، والعرب الشيعة، لكنها تفشل مع ذلك في مخاطبة مشاكل مسيحيي الشرق الأوسط، والبهائيين، والإسماعيليين، والنقشبنديين، والكثير من الأقليات الأخرى الأقل عدداً. وثمة خطأ لا تمكن معالجته أبداً بأي مكافأة من الأراضي: الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية المحتضرة في حق الأرمن.
مع ذلك، ومع كل المظالم التي تتركها الحدود المتخيلة هنا من دون مُعالجة، فإننا من دون إجراء مثل هذه المراجعات الرئيسية للحدود، لن نرى شرقاً أوسط أكثر سلاماً أبداً.
وحتى أولئك الذين لا يستسيغون موضوع تغيير الحدود، سوف يخدمهم أن ينخرطوا في تمرين عقلي يحاول تصور تعديلٍ أكثر عدالة، ولو أنه سيظل بعيداً عن الكمال، للحدود الوطنية في المنطقة الممتدة بين مضيق البوسفور والسند. ويعني القبول بحقيقة أن الحكم الدولي لم يطور مطلقاً أدوات فعالة -باستثناء الحرب- لإعادة تعديل الحدود الخاطئة، فإن بذل جهد عقلي لفهم حدود الشرق الأوسط "العضوية" سوف يساعدنا مع ذلك على فهم مدى الصعوبات التي نواجهها وسوف نستمر في مواجهتها. إننا نتعامل مع تشويهات ضخمة من صنع الإنسان، والتي لن تكفَّ عن توليد الكراهية والعنف إلى أن يتم تصحيحها.
"خطة ضرورية"
إلى جانب الاعتقاد بأن هناك "ركوداً ثقافياً" في الشرق الأوسط، يجب ملاحظة أن رالف بيترز يعترف بأن اقتراحاته ذات طبيعة قاسية، "دراكونية"، لكنه يصر على أنها آلام ضرورية لا بد أن تعانيها شعوب الشرق الأوسط. وتتماهى هذه النظرة عن الألم والمعاناة الضروريين بشكل كبير مع اعتقاد وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، بأن قيام الجيش الإسرائيلي بتدمير لبنان كان ألماً ضرورياً، أو هي "آلام المخاض" الطبيعية من أجل خلق "الشرق الأوسط الجديد" الذي تتصوره واشنطن ولندن وتل أبيب.
بالإضافة إلى ذلك، تجدر ملاحظة كيفيات تسييس موضوع الإبادة الجماعية للأرمن واستحضارها في أوروبا من أجل إزعاج تركيا.
تم تغليف فكرة إصلاح وتفكيك وإعادة تجميع الدول القومية في الشرق الأوسط وتقديمها على أنه الحل للعداوات والمنافسات القائمة في الشرق الأوسط، لكن هذا الطرح مضلل، ومزور، ووهمي بالمطلق. ويتجنب أنصار فكرة صنع "شرق أوسط جديد" وإعادة ترسيم الحدود في المنطقة، ويفشلون، في التعامل صراحة مع جذور المشكلات والصراعات الجارية في الشرق الأوسط المعاصر. وما لا يعترف به الإعلام هو حقيقة أن كل الأزمات الرئيسية التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط هي نتيجة لتداخل الأجندات الأنجلو-أميركية-إسرائيلية فيها.
تجيء الكثير من المشكلات التي تؤثر على الشرق الأوسط نتيجة مفاقَمة مقصودة للتوترات الإقليمية الموجودة مسبقاً. وقد استغلت الولايات المتحدة وبريطانيا، تقليدياً، الانقسامات الطائفية، والتوترات العرقية والعنف الداخلي في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك أفريقيا وأميركا اللاتينية ومنطقة البلقان والشرق الأوسط. ويشكل العراق مثالاً واحداً من أمثلة كثيرة على استخدام الاستراتيجية الأنجلو-أميركية: "فرق تسد". ومن الأمثلة الأخرى رواندا، ويوغسلافيا، والقوقاز وأفغانستان.
من بين المشكلات القائمة في الشرق الأوسط المعاصر، ثمة الافتقار إلى الديمقراطية الحقيقة، التي كانت السياسات الخارجية الأميركية والبريطانية تعمل على عرقلتها بشكل متعمد. وأصبح تحقيق "الديمقراطية" على النمط الغربي مطلوباً فقط في تلك الدول الشرق أوسطية التي لا تنصاع لمطالب واشنطن السياسية، وما تزال تعمل بثبات كذريعة للمواجهة. وثمة الكثير من الدول غير الديمقراطية التي ليست لدى الولايات المتحدة مشكلات معها، لأنها مصطفة بحزم في داخل المدار الأنجلو-أميركي.
بالإضافة إلى ذلك، عملت الولايات المتحدة بدأب على تعطيل أو الإطاحة بالحكومات الديمقراطية بشكل أصيل في الشرق الأوسط، من إيران في العام 1953 (حيث رعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة انقلاباً ضد الحكومة الديمقراطية لرئيس الوزراء مصدق)، إلى الكثير جداً من الدول العربية؛ حيث يدعم التحالف الأنجلو-أميركي سيطرة العسكر، ونظم الحكم المطلقة، والزعماء الطغاة بشكل أو بآخر. ولعل آخر مثال على ذلك هو ما يحدث في فلسطين.
الاحتجاج التركي في كلية الناتو العسكرية في روما
أثارت خريطة المقدم رالف بيترز لـ"الشرق الأوسط الجديد" ردود فعل غاضبة في تركيا. ووفقاً لتصريح صحفي تركي يوم 15 أيلول (سبتمبر) 2006، فإن خريطة "الشرق الأوسط الجديد" كانت معروضة في الكلية العسكرية لحلف الناتو في العاصمة الإيطالية، روما. وذُكِر أيضاً أن الضباط الأتراك غضبوا على الفور من عرض تركيا مختزلة ومجزأة في الخريطة. ولا بد أن تكون هذه الخريطة قد تلقت شكلاً ما من أشكال الموافقة من الأكاديمية الوطنية للحرب في الولايات المتحدة قبل كشف النقاب عنها أمام ضباط الناتو في روما.
في رد الفعل، اتصل رئيس هيئة الأركان المشتركة التركية، الجنرال بويوكانيت، برئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال بيتر بيس، واحتج على عرض الخريطة معادة الرسم للشرق الأوسط، وأفغانستان وباكستان. وعلى الأثر، خرجت وزارة الدفاع الأميركية عن صمتها لتعمد إلى طمأنة تركيا إلى أن الخريطة لا تعكس السياسة الرسمية للولايات المتحدة وأهدافها في المنطقة، لكن هذا يبدو متعارضاً مع تصرفات التحالف الأنجلو-أميركي في المنطقة وفي محمية الناتو في أفغانستان.
هل هناك صلة بين خطة بريجنسكي "البلقان الأوراسي"، وبين مشروع "الشرق الأوسط الجديد"؟
فيما يلي مقتطفات وفقرات رئيسية من كتاب مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق زبيغنيو بريجنسكي "رقعة الشطرنج الكبرى: التفوق الأميركي وضروراته الجيو-استراتيجية". وفيه يذكر بريجنسكي أيضاً أن كلاً من تركيا وإيران، الدولتين الأكثر قوة في "شرق البلقان" واللتين تقعان على حدوده الجنوبية، "ضعيفتان من حيث الإمكان ومكشوفتان أمام الصراعات العرقية الداخلية (البلقنة)"، وأنه "إذا عانت أي منهما أو كلتاهما من عدم الاستقرار، فإن المشكلات الداخلية للمنطقة ستصبح غير قابلة للسيطرة عليها". ويبدو أن عراقاً مبلقناً ومقسماً سيكون أفضل وسيلة لتحقيق ذلك. وبالنظر إلى ما نعرفه عن طموحات البيت الأبيض نفسه؛ فإن هناك اعتقاداً بأن "الدمار والفوضى الخلاقة" في الشرق الأوسط يشكلان أرصدة مفيدة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط؛ خلق "الشرق الأوسط الجديد"، وتوسيع خريطة الطريق الأنجلو-أميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى:
"في أوروبا، تستحضر كلمة "البلقان" صوراً للصراعات العرقية ومنافسات القوى الإقليمية العظمى. ولدى أوراسيا أيضاً "بلقانها"، لكن البلقان الأوراسي أكبر مساحة بكثير، وأكثر سكاناً، بل وحتى أكثر تجانساً على المستوى الديني والعرقي. إنه يقع ضمن مستطيل جغرافي واسع يشكل المنطقة المركزية لعدم الاستقرار العالمي (...) والتي تضم أجزاء من جنوب شرق أوروبا، ووسط آسيا وأجزاء من جنوب آسيا (باكستان، وكشمير، وغرب الهند)، ومنطقة الخليج الفارسي، والشرق الأوسط.
"تشكل دول البلقان الأوراسي النواة الداخلية لذلك المستطيل الواسع (...) وهي تختلف عن الطبقة الخارجية المجاورة لها بطريقة واحدة مهمة بشكل خاص: إنها تجسد فراغاً في السلطة. ومع أن معظم الدول الواقعة في الخليج الفارسي والشرق الأوسط غير مستقرة أيضاً، فإن القوة الأميركية تظل هي الحكَم النهائي في المنطقة (يعني الشرق الأوسط). وبذلك تكون المنطقة غير المستقرة في الإطار الخارجي المجار مسرحاً لهيمنة قوة واحدة، ويتحدد مزاجها بهذه الهيمنة. وعلى النقيض من ذلك، تشكل منطقة البلقان الأوراسي تذكيراً حقيقاً بالبلقان الأقدم المألوف أكثر لجنوب شرق أوروبا: وليس الأمر أن كياناته السياسية غير مستقرة فقط، وإنما هي تغري وتستدعي توغل الجيران الأكثر قوة، والذين يبدو كل واحد منهم أكثر تصميماً على معارضة هيمنة الآخر في المنطقة. إنه هذا المزيج المألوف من فراغ السلطة وامتصاص السلطة هو الذي يبرر تسمية "البلقان الأوراسي".
"لطالما شكل البلقان التقليدي جائزة جيو-سياسية ممكنة في الصراع على التفوق الأوروبي. إن البلقان الأوراسي، الذي يضم شبكة النقل الناشئة حتماً بهدف ربط أغنى أطراف أوراسيا مع أطرافها الغربية والشرقية الأكثرها كدحاً، هو منطقة مهمة حتماً من الناحية الجيو-سياسية. وهي، بالإضافة إلى ذلك، مهمة من منظور الأمن والطموحات التاريخية لثلاثة على الأقل من جيرانها القريبين الأكثر قوة، بالتحديد، روسيا وتركيا وإيران، مع إشارة الصين أيضاً إلى اهتمام متزايد بالمنطقة. لكن دول البلقان الأوراسي هي أهم بالتأكيد كجائزة اقتصادية محتملة: حيث تقع تركزات هائلة لاحتياطيات الغاز والنفط في المنطقة، بالإضافة إلى معادن طبيعية مهمة، بما فيها الذهب".
"من المتوقع أن يزيد استهلاك العالم للطاقة بشكل كبير في العقدين أو الثلاثة القادمة. وتتوقع وزارة الطاقة الأميركية أن يرتفع الطلب العالمي بأكثر من 50 في المائة في الأعوام ما بين 1993 و2015؛ حيث ستكون الزيادة الأكبر في الاستهلاك في الشرق الأقصى. ويولِّد زخم النمو الاقتصادي لآسيا فعلياً ضغوطاً هائلة على استكشاف واستغلال مصادر جديدة للطاقة، وتُعرف منطقة وسط آسيا وحوض بحر قزوين بأنهما يضمان احتياطيات للغاز الطبيعي والبترول، والتي تفوق بكثير تلك التي في الكويت، وخليج المكسيك وبحر الشمال".
"يشكل الوصول إلى هذا المورد والمشاركة في ثروته المحتملة أهدافاً تثير الطموحات الوطنية، وتحفز مصالح الشركات، وتحيي الطموحات التاريخية، وتعيد بعث التطلعات الإمبريالية، وتشعل المنافسات الدولية. ويصبح الوضع أكثر قابلية للاشتعال بحقيقة أن المنطقة لا تمثل فراغاً في السلطة فحسب، وإنما غير مستقرة داخلياً أيضاً".
(...)
"تضم منطقة البلقان الأوراسية تسعة بلدان تناسب بشكل أو بآخر الوصف السابق، مع بلدين آخرين كمرشحين محتملين. والدول التسع هي كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، أوزبكستان، تركمنستان. أذربيجان، أرمينيا وجورجيا -وكلها كانت سابقاً جزءاً من الاتحاد السوفياتي البائد- وكذلك أفغانستان".
"الإضافات الممكنة إلى القائمة هي تركيا وإيران، وكلاهما أكثر قابلية للحياة سياسياً واقتصادياً بكثير، وكلاهما متنافستان نشطتان على النفوذ الإقليمي في داخل منطقة البلقان الأوراسي، وبذلك تشكلان لاعبين جيو-استراتيجيين مهمين. وفي الوقت نفسه، فإنهما تظلان معرضتين لإمكانية نشوب الصراعات العرقية الداخلية. وإذا أصاب عدم الاستقرار إحداهما أو كلتيهما، فإن المشكلات الداخلية للمنطقة سوف تصبح غير قابلة للحل، في حين أن الجهود لتقييد هيمنة روسيا على المنطقة ربما تصبح جهداً عقيماً".
إعادة رسم الشرق الأوسط
ينطوي الشرق الأوسط، ببعض المعاني، على توازٍ لافت مع دول البلقان ووسط وشرق أوروبا في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى. وفي أعقاب تلك الحرب، جرت إعادة رسم لحدود دول البلقان ووسط وشرق أوروبا. وشهدت هذه المنطقة فترة من الاضطرابات والعنف والصراع، قبل وبعد الحرب العالمية الأولى، والتي جاءت كنتيجة مباشرة للمصالح الاقتصادية والتدخلات الخارجية.
كانت الأسباب وراء نشوب الحرب العالمية الأولى أكثر شراً من التفسير المعياري الذي تعرضه الكتب المدرسية: اغتيال وريث عرش الإمبراطورية النمساوية-الهنغارية (هابسبورغ)، الأرشيدوق فرانز فرديناند، في سراييفو. كانت العوامل الاقتصادية هي الدافع الحقيقي للحرب واسعة النطاق في العام 1914.
في مقابلة أجريت معه في العام 1982، أكد نورمان دود، المصرفي السابق في وول ستريت ومحقق الكونغرس الأميركي، والذي فحص أسس إعفاءات الضرائب في الولايات المتحدة، أكد أن أولئك الأشخاص الأفراد الذين سيطروا من وراء الكواليس على تمويل وسياسات وحكومة الولايات المتحدة، كانوا قد خططوا في الحقيقة لتوريط الولايات المتحدة في الحرب، وهو ما سيسهم في تقوية قبضتهم على السلطة.
الشهادة التالية مقتطفة من نص مقابلة نورمان دود مع إدوارد جي. غوفِن:
"نحن الآن في العام 1908، السنة التي بدأت فيها مؤسسة كارنيغي عملياتها. وفي تلك السنة، أثار اجتماع مجلس الأمناء، للمرة الأولى، سؤالاً محدداً، والذي ناقش الحاضرون من خلاله رصيد العام، بطريقة مستنيرة للغاية. وكان السؤال كما يلي: هل هناك أي وسائل معروفة أكثر فعالية من الحرب، بافتراض أنك تريد تحويل حياة الشعب كامل؟ وخلصوا إلى أنه، ليست هناك أي وسائل معروفة للإنسانية أكثر فعالية لتحقيق هذه الغاية، غير الحرب. وهكذا في ذلك الحين، في العام 1909، أثاروا السؤال الثاني، وناقشوه، وبالتحديد: كيف يمكن أن نورط الولايات المتحدة في حرب؟
"حسناً، إنني أشك فيما إذا كان هناك، في ذلك الوقت، أي موضوع أكثر نأياً عن تفكير معظم مواطني هذا البلد (الولايات المتحدة)، من توريطها في حرب. كانت هناك عروض متقطعة (حروب) في البلقان، لكنني أشك كثيراً فيما إذا كان الكثير من الناس يعرفون حتى أين تقع منطقة البلقان نفسها. وأخيراً، أجابوا عن السؤال كما لي: يجب علينا أن نسيطر على وزارة الخارجية".
"عندئذ، أثار ذلك بطبيعة الحال سؤالاً عن كيف يمكننا أن نفعل ذلك؟ وأجابوا عنه بالقول: يجب أن نستولي ونسيطر على الآلة الدبلوماسية لهذا البلد، وأخيراً، استقروا على اعتبار ذلك هدفاً. ثم، يمر الوقت، ونصبح أخيراً في حرب، والتي ستكون الحرب العالمية الأولى. وفي ذلك الوقت، يسجلون في محضرهم تقريراً صادماً يرسلون فيه برقية للرئيس ويلسون، ويحذرونه فيها ليتأكد من أن لا تنتهي الحرب بسرعة كبيرة. وفي النهاية، بطبيعة الحال، تنتهي الحرب.
"في ذلك الوقت، ستحول اهتمامهم إلى منع حدوث ما يسمونه: ارتداد الحياة في الولايات المتحدة إلى ما كانت عليه قبل العام 1914، عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى".
تستجيب إعادة رسم وتقسيم الشرق الأوسط، من شواطئ شرق المتوسط في لبنان وسورية والأناضول (آسيا الصغرى)، إلى الجزيرة العربية والخليج الفارسي، والهضبة الإيرانية، يستجيب لفائدة أهداف اقتصادية واستراتيجية وعسكرية عريضة، والتي تشكل جزءاً من أجندة أنجلو-أميركية-إسرائيلية طويلة الأمد في المنطقة.
لقد تم تكييف الشرق الأوسط وتهيئته على يد القوى الخارجية ليكون برميل بارود جاهز للانفجار، مع صمام تفجير مناسب، ربما إطلاق غارات جوية أنجلو-أميركية و/أو إسرائيلية ضد إيران وسورية. ويمكن أن تُسفر حرب أوسع نطاقاً عن شرق أوسط بحدود معادة الترسيم، والتي تكون مفيدة استراتيجياً للمصالح الأنجلو-أميركية ولإسرائيل.
الآن، تم تقسيم محمية الناتو في أفغانستان بنجاح، في كل شيء إلا الاسم. وتم غرس العداوات في بلاد الشام؛ حيث تجري تغذية حرب أهلية فلسطينية وتأجيج الانقسامات في لبنان. وقد تمكن حلف الناتو من عسكرة منطقة شرق البحر المتوسط. ويواصل الإعلام الغربي شيطنة سورية وإيران، مع منظور تبرير تطبيق أجندة عسكرية. وبالإضافة إلى ذلك، غذى الإعلام الغربي، على أساس يومي، أفكاراً غير صحيحة ومنحازة تقول إن سكان العراق لا يستطيعون أن يتعايشوا معاً، وأن الصراع هناك ليس حرب احتلال، وإنما "حرب أهلية"، موسومة بالصراع المحلي بين الشيعة والسنة والأكراد.
كانت محاولات خلق العداوات قصداً بين الجماعات الدينية والعرقية والثقافية للشرق الأوسط عملاً منهجياً. وهي في الحقيقة جزء من أجندة استخباراتية مصممة بعناية.
بل إن الأكثر شؤماً، هو أن العديد من حكومات الشرق الأوسط تساعد واشنطن في إثارة الانقسامات بين سكان الشرق الأوسط. والهدف النهائي هو إضعاف حركة المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي من خلال تشغيل "استراتيجية فرق تسد"، التي تخدم المصالح الأنجلو-أميركية والإسرائيلية في المنطقة الأوسع.
 
*متخصص في شؤون الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وهو مشارك بحث في مركز أبحاث العولمة.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Plans for Redrawing the Middle East: The Project for a “New Middle East
ملاحظة: الخريطة المرفقة من إعداد المقدم رالف بيترز. نشرت في مجلة القوات الملسحة في حزيران (يونيو) 2006. وبيترز هو كولونيل متقاعد من الأكاديمية الحربية الوطنية الأميركية.
========================
 
الصحافة البريطانية :
 
أوبزيرفر: ما هو دور تشرتشل في تشكيل الشرق الأوسط؟
 
http://www.all4syria.info/Archive/404937
 
كلنا شركاء: أوبزيرفر- ترجمة باسل درويش- عربي21
نشرت صحيفة “أوبزيرفر”، الصادرة في لندن اليوم الأحد، تقريرا للكاتب بن كوين، يبين فيه كيف ساهم السياسي البريطاني الكبير وينستون تشرتشل في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21، إلى أنه سيقام معرض ينظمه متحف الحرب الإمبريالي “إمبريال وور ميوزيم”، حول الفترة التي قادت إلى نشوء الشرق الأوسط على أنقاض الدولة العثمانية.
ويقول كوين إن أحد أكثر الملامح صعوبة في فهم حياة وينستون تشرتشل هو علاقته بالشرق الأوسط، التي ستكون محلا للتركيز في معرض كبير سيتم تنظيمه في متحف الحرب الإمبريالي في لندن، الذي يمزج ما بين التكونولوجيا الرقمية المدهشة والآثار التاريخية، بما في ذلك رسالة تعزية كتبها عام 1944، عندما قام المعارضون اليهود للسياسة البريطانية في فلسطين باغتيال صديقه وولتر غانيس “لورد موين”.
ويعلق الكاتب قائلا إن منظمي المعرض سيحاولون تجنب الأمور الحساسة، وما إذا كان تشرتشل معاديا للسامية، ولديه مواقف “معقدة” أو جدلية من الإسلام.
وتورد الصحيفة نقلا عن الباحث في حياة وأعمال تشرتشل ومؤلف كتاب “تشرتشل والعالم الإسلامي” وارين دوكتير، قوله إن علاقة تشرتشل بالشرق الأوسط بدأت عندما عين وزيرا للمستعمرات عام 1921، وهي فترة أسيء فهمها مقارنة مع فترة توليه رئاسة الوزراء، ويضيف دوكتير أن الشرق الأوسط يحفل بالكثير من الحساسيات، حيث أن فهمه مهم، خاصة أن العالم الإسلامي عادة ما  يشير وبشكل دائم إلى سايكس بيكو، وهي الخطة التي تم الاتفاق عليها بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية عام 1916، فيما حاول المحافظون الجدد في الغرب تسييس الكتابات السياسية لتشرتشل.
ويتابع دوكتير قائلا: “لقد أوجد تشرتشل المملكة الأردنية والانتداب الأصلي على فلسطين، وكان مسؤولا عن الطريقة التي تم فيها تقسيم الأردن وفلسطين”.
ويلفت التقرير إلى أن المعرض سيفتتح في نهاية العام الحالي، في قاعات الحرب التي تحمل اسم تشرتشل في ويستمنستر، وستعرض فيها مقتنيات تضم خريطة من شبه الجزيرة العربية، وتشير إلى مناطق نفوذ الشيوخ العرب فيها، حيث تم رسمها بناء على طلب من تشرتشل نفسه؛ من أجل معالجة قضايا تتعلق بمستقبل الحكم البريطاني في مناطق الدولة العثمانية السابقة.
ويقول كوين إن تشرتشل، بصفته وزيرا للمستعمرات، فإنه عين تي إي لورنس “لورنس العرب” مستشارا خاصا له في الشؤون العربية، مشيرا إلى أنه سيتم عرض نسخة موقعة شخصيا من كتاب لورنس “أعمدة الحكمة السبعة”، بالإضافة إلى العلم البريطاني الذي رفع على مبنى المفوض السامي في فلسطين عام 1948.
وتكشف الصحيفة عن أن من المواد التي ستعرض ألبوم صور لرحلة عائلية التقطت أثناء رحلة في الشرق الأوسط عام 1934 مع زوجته كليمنتاين، وصديقيهما لورد موين وليدي موين، وستعرض رسالة تعزية كتبها تشرتشل لنجل موين بعد اغتيال والده، ورسالة كتبها ضابط استخبارات أمريكي يبعث تقاريره إلى واشنطن، يتحدث فيها عن الجهود المثيرة للدهشة للتقرب مع الملك السعودي بعد عملية الاغتيال، لافتا إلى أن هناك خططا لأن يضم المعرض غرفة تحتوي على مقتنيات ثمينة وألوان تذكر بالشرق الأوسط ووثائق وخرائط.
وينقل التقرير عن منظمي المعرض، قولهم: “نريد أن يشعر الزائر أنه  وصل إلى هذه الغرفة المدهشة المنسية بالمصادفة، وفيها مقتنيات ووثائق وخرائط قديمة وصور وتذكارات ومحفوظات”، مشيرا إلى أن هذه التجربة تضم حاملة للوحة الرسم، ذلك أن تشرتشل كان رساما؛ حيث سيتم مزج الأحداث التي شارك تشرتشل في صناعتها بالرسم الذي يقدم رؤيته الفنية.
وينوه الكاتب إلى نقاد للمعرض، وما ثار من جدل عام 2012 لخطط بناء مركز تشرتشل في القدس، حيث قال نقاده إنه كان “معاديا للسامية في أيامه الأخيرة”، رغم أنه وفى بوعوده لليهود، لافتا إلى أن هناك تمثالا برونزيا له في القدس باعتباره صديقا لليهود والحركة الصهيونية.

وبحسب الصحيفة، فإنه في مقارنة غير مريحة، فإن تشرتشل تحدث عام 1919 عن “دعمه القوي لاستخدام الغاز السام ضد القبائل المتخلفة” في العراق، منوهة إلى أن دوكتير، الذي يعمل محاضرا في السياسة الدولية في جامعة أبيرسويتث، وكتب إحدى الخطط الأولى للمعرض، قال إن الحديث عن الغاز السام غير صحيح؛ لأن تشرتشل كان يدعو إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع.
وقال دوكتير عن اتهامات معاداة السامية إنها تقوم في العادة على سوء فهم لمقال كتبه في العشرينيات من القرن الماضي، وأضاف: “هناك الكثير من الحساسيات بشأن تشرتشل وإسرائيل مثلا، حيث كان قادة الصهيونية حانقين؛ لأنه أنشأ دولة منفصلة للعرب، لكنه لم يكن معاديا للسامية بأي معنى للكلمة، بل على العكس، فإن الاتهامات هي أنه كان مؤيدا للصهيونية في عدد من المواقف”.
وتختم “أوبزيرفر” تقريرها بالإشارة إلى قول دوكتير إنه “في ظل الظروف المعقدة للمنطقة، فإن الكثيرين يحاولون تصوير تشرتشل على أنه معاد للإسلام- إسلاموفوبي، لكنني أعتقد أنه حاول جهده لإرضاء الأطراف كلها”.
========================
الصحافة العبرية :

 
الجروزولم بوست :كاتب اسرائيلي: على اسرائيل ان تكون جاهزة لأن حرب لبنان الثالثة تلوح في الأفق
 
http://www.addiyar.com/article/1353219-كاتب-اسرائيلي-على-اسرائيل-ان-تكون-جاهزة-لأن-حرب-لبنان-الثالثة-تلوح-في-الأفق
 
ترجمة - هالة أبو سليم
 يكاوف كاتس- رئيس تحرير صحيفة الجروزولم بوست
في ظل استمرار الأزمة السورية، فإن احتمالات التصعيد مع حزب الله اللبناني تلوح في الأفق، ففي علم الاستخبارات العسكرية، يوجد مصطلح "ستة خطوات قبل انطلاق الحرب" وهذا سببه النقلة النوعية في منظومة الصواريخ التي يمتلكها حزب الله اللبناني خلال العشر سنوات الماضية منذ حرب لبنان الثانية، التغيير الأول كمي، كون حزب الله اللبناني في العام 2006 كان لدى حزب الله ما يقارب 15،000 صاروخ، أطلقت منها ما يقارب 4300 صاروخ على مدار 130 يوماً.
اليوم، فالمنظمة التي تدعمها إيران، يُعتقد أنها تملك 130،000صاروخ من المتوقع أن تكون قادرة على إطلاق ما يقارب 1،000 صاروخ في اليوم في حال اندلاع حرب جديدة، التغيرات الخمس الأخرى تعود إلى نوعيه الصواريخ التي يملكها حزب الله، فالصواريخ الآن لديها القدرة على ضرب الأهداف البعيدة، ففي العام 2006 استطاع حزب الله ضرب حيفا والشمال، اليوم بإمكان الصواريخ ضرب أي مكان داخل إسرائيل، بالإضافة إلى أن الصواريخ تحمل رؤوساً موجهه بشكل دقيق، والقدرة على الوصول لعمق مناطق العدو، ليس فقط كما حدث
في العام 2006 وتم إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني، حتى إن هذه الصواريخ بإمكانها إطلاق القذائف من مناطق تحت الأرض ومحصنة.
مثلاً: الصاروخ أم-600 صنع في سوريا وهو نسخة من الصاروخ الإيراني الفاتح 110ضمن نطاق حوالي 300 كيلومتر، و500 رأس حربية، مزودة بنظام ملاحي متطور معنى ذلك أن حزب الله بإمكانه ضرب أي هدف.
إسرائيل تعتقد بأن حزب الله يمتلك منظومة صاروخية بمئات الصواريخ من أم 600ومخزنة تحت الأرض بأماكن محصنة ومنازل عبر وسط وجنوب لبنان وتمتلك المنظمة أيضاَ صواريخ سكود والنوعية المتقدمة والمتطورة من هذه الصواريخ والتي تلقاها من سوريا لديها القدرة لمسافة 700 كيلومتر.
هذا يعني أن مبنى الكنيست في القدس ومفاعل ديمونا النووي ومحطة توليد الكهرباء في أشكلون جميعهم سيكون تحت مرمى صواريخ حزب الله، كما طور حزب الله إمكانياته على الأرض- فلدية حوالى 5000 مقاتل في لبنان ويقاتلون حالياً في سوريا في حين 2،500 مقاتل لقوا مصرعهم وبينما 6000 على الأقل مصاب فالمنظمة أصبح لديها خبرة قوية في الحرب البرية واحتمال المواجهة المستقبلية تكون معها صعبة في حال اندلاع حرب مستقبلية.
تقييم جيش الدفاع الإسرائيلي: أن حزب الله سيطلق صواريخ طويلة المدى خلال الحرب القادمة والنتيجة سببها عاملان الأول: الحزب يسعى خلال هذه الحرب لضرب إسرائيل ضربات سريعة وموجعة وذات خسائر كبيرة وبأقصى سرعة ممكنة.
الثاني: في الليلة الأولى من حرب لبنان الثانية في العام 2006 قامت إسرائيل بتدمير معظم صواريخ حزب الله طويلة المدى (المخزون الاستراتيجي) في ضربه جوية استباقية فالمرة القادمة سيسعى الحزب إلى ضرب هذه الصواريخ على إسرائيل قبيل تدميرها.
هذا الدمار المتوقع بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ دولة إسرائيل، سيكون عدد الضحايا كبير.
في حين إسرائيل أحرزت تقدماً هائلاً في مجال تطوير الصواريخ في السنوات الأخيرة والمنظومة الدفاعية من خلال القبة الحديدية وغيرها من الأنظمة الدفاعية التي سيكون الهدف الأول حماية المنشآت الحساسة كالقواعد العسكرية والمطارات وشركة الكهرباء ولن تكون قادرة على صد أى هجوم على أي قرية أو بلدة إسرائيلية.
هذا يعنى أن إسرائيل إذا أرادت تقليل الخطر الصاروخي فمعناه أن تكون أكثر عدوانيه من السابق. وهذا معناه تدمير البنية التحتية اللبنانية والفكرة التي برزت في العام 2006 لكن الحكومة ارتأت التفريق ما بين الحكومة (الدولة اللبنانية) وحزب الله اللبناني كون حزب الله منظمة صغيرة تشن عمليات من الجنوب اللبناني، بالإضافة إلى أن جورج بوش كان يهدف إلى تعزيز وضع فؤاد سنيورة، وهو لن يكون مسروراً في حال تدمر البلاد بالكامل وتعرضها للقصف بشكل متواصل.
وما يعنيه ذلك عملياً هو أنه في الوقت الذي قصف فيه الجيش الإسرائيلي مدرجاً في مطار بيروت الدولي، فضلاً عن عدد قليل من الجسور في جميع أنحاء جنوب لبنان، فقد عثر عليه من محطات الطاقة الضخمة ومرافق المياه والقواعد العسكرية، وتم قصف المدرج والجسور لمنع حزب الله من نقل جنديين من جيش الدفاع الإسرائيلي المختطفين من البلاد ومن تلقي شحنات أسلحة جديدة من إيران.
لقد تغير الكثير منذ عام 2006، اليوم، عدد متزايد من الضباط في جيش الدفاع الإسرائيلي، بما في ذلك رئيس الأركان الفريق الجنرال، ومنهم غادي إيزنكوت، وبعض أعضاء مجلس الوزراء الأمني، يدفعون صراحة من أجل تغيير نهج إسرائيل في حالة الحرب، ويستند هذا إلى أن حزب الله اليوم ليس كما كان عليه في عام 2006، يمكن شطبه كمنظمة صغيرة موجودة في لبنان، واليوم لا يحدث شيء في لبنان بدون موافقة حزب الله، سواء في الحكومة اللبنانية أو غيرها وكما ذكر ميشال عون الرئيس اللبناني في مقابله بثها الإعلام المصري في الشهور الأخيرة خلال زيارته للقاهرة "إن حزب الله جزء مهم ومؤثر في المجتمع اللبناني" وأسلحته لا تعارض المشروع الوطني، وهو جزء من منظمة الدفاع اللبنانية "لهذا السبب في الحرب المستقبلية- إيزنكوت وغيرة من الوزراء لا يجدون أي فرق مابين الحكومة اللبنانية وحزب الله– كلاهما وجهان لعملة واحدة.
مع ذلك تبقى أسئلة بدون إجابات، تحديداً حول فائدة هذه الضربات المعارضين لشن ضربات للبنية التحتية اللبنانية يخشون من إثارة القوى السنية في المنطقة ضد إسرائيل، التي ستحتاجها إسرائيل لتعزيز الاستقرار في لبنان بعد انتهاء الحرب، المؤيدون لمثل هذه الضربات ستكبح جماح حزب الله من توجيه ضربات مستقبلية لدولة إسرائيل وتحفيز "أصحاب القرار" في الدولة اللبنانية على تحجيم منظمة حزب الله اللبناني.
والجدير بالذكر، أن السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني يتذكر جيداً ما حدث للبلاد من دمار في مجال الاقتصاد والسياحة في حرب العام 2006.
ومهما تقرر بشأن البنية التحتية الوطنية في لبنان، فمن غير المرجح أن تستجيب إسرائيل لعدوان حزب الله مع التصعيد التدريجي كما حدث في عام 2006 أو في مختلف العمليات المناهضة لحماس التي خاضتها في قطاع غزة.
وخلال تلك العمليات، يبدأ جيش الدفاع الإسرائيلي عادة بأسبوع أو اثنين من العمليات الجوية، وبعد ذلك فقط- إذا لم ينجح ذلك-، وبسبب تطور ترسانة حزب الله الصاروخية، ستحتاج إسرائيل إلى ضرب المنظمة بكل ما لديها من قوة - على الأرض، وفي البحر، وفي الهواء، وعبر الإنترنت أيضاً.
ما أشبه اليوم بالبارحة، لأن سوريا تواصل الانهيار والتفكك، فالفرصة مهيأة لجولة جديدة من الصراع، إن هجوم إسرائيل على مستودع للأسلحة في سوريا في آذار/ مارس يبين مدى هشاشة الوضع هناك.
تخيل معي للحظة أن أحد المقاتلات الإسرائيلية تم إسقاطها من قبل الصواريخ السورية وبدأت سوريا بشن هجوم انتقامي رداً الغارة الإسرائيلية.
أو أن صاروخاً سقط على مدينة أو بلدة إسرائيلية!! كيف سيكون الرد الإسرائيلي؟ كيف سترد سوريا وحزب الله في المقابل؟
هذه الاسئله والاعتبارات التي تضع جيش الدفاع والمجلس الوزاري المصغر على حافة الهاوية، كون بعض الوزراء يتحدثون بصراحة عن "حرب شاملة" التي من خلالها تدمر إسرائيل كل مخزون حزب الله من الأسلحة قبل أن يستخدمها في موجة جديدة وقوية من الصراع مع إسرائيل.
الآن، إذا لم أكن على خطأ (الحديث للكاتب): مهما بلغت قوة حزب الله العسكرية فإسرائيل هي الأقوى ومهما آذى حزب الله وأوجع إسرائيل فإن إسرائيل ستوجعه أكثر وأكثر، وللعلم– مهما بلغت قوة حزب الله الصاروخية لن تستطيع مهاجمة أي بلدة أو مدينة على الحدود الشمالية.
في كل الأحوال، في منطقة مثل الشرق الأوسط، إسرائيل تحتاج للاستعداد وأن تكون جاهزة لأن حرب لبنان الثالثة تلوح في الأفق.
========================