الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا: موجة سخرية واستهزاء لمعارضين وموالين للنظام من "مؤتمر اللاجئين" في دمشق 

سوريا: موجة سخرية واستهزاء لمعارضين وموالين للنظام من "مؤتمر اللاجئين" في دمشق 

15.11.2020
هبة محمد



القدس العربي 
السبت 14/11/2020 
دمشق – "القدس العربي": احتضنت دمشق يومي الأربعاء والخميس مؤتمراً للاجئين، نظمه كل من موسكو والنظام السوري، لتوجيه جملة من الرسائل العامة والخاصة، وعلى رأسها إعلان مرحلة جديدة في سوريا، في نية علنية لجذب الأطراف الأوروبية من أجل المساهمة في إعادة الإعمار، ولا سيما المعنية منها بقضايا اللجوء. 
وفي الوقت الذي يعتمد فيه نجاح المؤتمر على مدى تعاون الدول مع الطرح الروسي، يجزم مراقبون وخبراء بفشله المسبق، نظراً لمقاطعة دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتركيا وكثير من الدول الأخرى، فضلاً عن الموقف الشعبي الرافض خصوصاً من قبل اللاجئين الذين يعقد المؤتمر باسمهم. 
روسيا طردتهم 
"القدس العربي" رصدت بعض ردود اللاجئين السوريين والموالين في الداخل، حيال المؤتمر، حيث رفع المعارضون شعار "لا عودة قبل رحيل الأسد" وأجمع الكثير منهم على أنه "لا علاقة للمؤتمر مطلقاً بإعادة اللاجئين، فمن رفع شعار المجتمع المتجانس وشرد نصف الشعب السوري وتحديداً السنة لا يمكن أن يعـيدهم إلى سـوريا". 
لكن اللافت أكثر، كان تعقيب الموالين في الداخل السوري على المؤتمر، حيث حملت ردود أفعالهم الساخرة، جانباً فكاهياً، وموجة من الاستهزاء، فكتبت "ليندا الطلال" تقول "أضحكتني بشدة.. قمة المهزلة عودة اللاجئين.. عودوا أنتم الآن إلى بيوتكم.. أما اللاجئون فصاروا مجنسين ويسافرون بين كل دول العالم المحترمة" وأضافت تسأل المؤتمرين "من كل عقلكم بتفكروا ممكن يرجع اللاجئ حتى يوقف على دور الخبز؟ ويستنا رسالة منكم ليستلم جرة الغاز.. الأفضل توفروا المال الذي صرف على المؤتمر وحق الأكل والشرب أمامكم والطقومة .. وتعطوهم للشعب المعتر الفقير". 
وكتب نجم أسد تعقيباً على صفحة موالية نشرت شريطاً مصوراً للمؤتمر حيث قال "برأيي تسهلوا الطلعة على الناس العلقانة جوا البلد، وتعلموا مؤتمراً لتهجير المواطنين وكلنا وقتها مندعيلكم". ثم ردت عليه ماجدة علي تقول "إذا رجعوا هنة نحنا حابين نروح نجرب مرارة الغربة لأنو صار معنا السكري من حلاوة هالوطن". 
وبالعودة إلى آراء السياسيين والقانونيين المعارضين للنظام السوري، كتت المحامي البارز في القضايا السورية ميشال شماس والذي يتابعه أكثر من 13 ألف شخص، كتب على صفحته "الأولى لروسيا أن تعقد مؤتمر لإعادة اللاجئين الروس المنتشرين في أوروبا والعالم" ورد على مروان الأحمد يقول "كان الأولى بالنظام وروسيا إعادة المهجرين في الداخل، فمخيم الركبان ليس ببعيد عنهم". كما عقب المعارض السوري محمد العطار والذي شغل منصباً سياسياً في عمليات التفاوض مع الجانب الروسي سابقاً، حيث كتب "تصر موسكو على عودة المهجّرين إلى سوريا وهي من طردهم من بلادهم، كما أنها لم تستطع أن تفرض على العصابة الحاكمة أن تفرج عن المعتقلين، فماذا تريد من عودة المهجرين؟ هل ليتمّ اعتقالهم". 
وأضاف "روسيا تريد عودة المهجرين في حين أن كل غارة طيران من طيرانها على المناطق المحررة تهجّر آلاف السوريين، فهي تهرول وراء حصد نتاج عدوانها على الشعب السوري، فعودة المهجّرين يعني تسويق العصابة (التي تضمن تحقيق المكاسب التي وقّعت على عقودها للروس) على أنها شرعية، وعودة الناس يعني رضاهم عنها وعن اغتصابها للسلطة، والعودة بإحدى معانيها تنهي فكرة الحل السياسي لانتفاء السبب". 
كما أن روسيا بعودة المهجرين تنصّب نفسها حكماً بين السوريين وليس طرفاً معتدياً مجرماً غاصباً، وتسوّق نفسها دولياً على أنها قوة عظمى تحل مشاكل دولية، وبعودة المهجّرين تكون روسيا قد أكملت التفافها على جنيف وتطبيق القرار 2254 وثبتت عميلها وجنت مكاسبها وضمنت استمرار مصالحها في المنطقة. وتساءل قائلاً "هل تستحق روسيا التي قتلت الشعب السوري وهجّرته ودمرت حضارته هذه المكافآت منّا؟". 
 
كارثة اقتصادية 
 
مجموعة من الناشطين رفعوا عريضة إلى الأمم المتحدة ترفض محاولة موسكو "إعادة تعويم نظام الأسد ومنحه شرعية وهمية عبر مؤتمر اللاجئين" ووقع على العريضة عشرات المعارضين والإعلاميين والسياسيين. 
وجاء في العريضة أن موسكو أن "مؤتمر للاجئين هو من أجل الإيحاء بتوفر بيئة آمنة ومستقرة في سوريا تسمح بعودتهم، متجاهلاً أن روسيا نفسها وما مارسته طيلة خمس سنوات من قتل وإجرام وتهجير ممنهج واستهداف لكل مقومات الحياة في سوريا عبر استهدافها المتعمد للمشافي والمدارس وحتى الأفران والأسواق الشعبية كانت السبب الأبرز والمباشر في حصول أكبر موجة نزوح داخلي وتهجير خارجي في التاريخ الحديث". بالإضافة إلى استمرار روسيا في محاولات الحسم العسكري، وإصرار نظام الأسد على الحلول الأمنية، والاعتقال التعسفي والانتقام من العائدين إلى سوريا بطرق مختلفة وبحجج واهية فقط لأنهم خرجوا على نظام بشار الأسد ونادوا بإسقاطه. 
وركزت العريضة على محاولة النظام الروسي "تجاهل الكارثة الاقتصادية الكبرى في سوريا في ظل فشل نظام بشار الأسد وعجزه عن تأمين أبسط احتياجات السوريين وإصراره على التمسك بحكم سوريا ونهب خيراتها بل وتسليمها للمحتلين الروس والإيرانيين والمليشيات الطائفية كحزب الله اللبناني حيث تسعى دولة الاحتلال الروسي من خلال رغبتها بعودة بعض السوريين إلى إظهار الأمر في سوريا وكأن الحرب انتهت وأصبح نظام الحكم ديمقراطياً، متجاهلة أن أساس المشكلة هو نظام بشار الأسد وأجهزته الأمنية القمعية والدعم الروسي اللامحدود له.. فما زال المعتقلون مُغيّبين في زنازين النظام، وما زال مصير المفقودين مجهولًا وما زالت آلة القمع تعمل في الشعب السوري قتلاً وتدميراً وتشريداً وسرقة ونهباً. 
وأكدت العريضة أنه "مازالت العملية السياسية متعثرة بسبب تعنت النظام السوري وحلفائه ورفضهم للانتقال السلمي للسلطة، وما زالت الجيوش الأجنبية منتشرة في الأراضي السورية، وما زالت الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني والمرتزقة الروس وغيرهم من المرتزقة يعيثون فساداً في سوريا، وما زالت الحركات الانفصالية فعّالة ومدعومة من بعض القوى الدولية، وما زالت البنى التحتية مدمّرة، و مازال الفقر يعمّ أرجاء البلاد وما زالت الاعتقالات والاغتيالات وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية مستمرة". 
وانتهت العريضة بالتأكيد على "رفض المؤتمر والمقررات التي ستخرج عنه ونؤكد على حقنا بالحماية الدولية وفق ما قررته أحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الانسان، وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة". مؤكدة على التمسك ببيان جنيف1 والقرار 2254 كمرجعية للحل السياسي في سوريا والمتمثل بالانتقال السياسي للسلطة بما يحقق البيئة الآمنة المستقرة.