الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. كواليس جنيف 

سوريا.. كواليس جنيف 

03.09.2020
بشير البكر



سوريا تي في 
الاربعاء 2/9/2020 
لم تسفر اجتماعات اللجنة الدستورية المصغرة  في جنيف عن نتائج ملموسة، وانتهت الجولة الثالثة مساء السبت الفائت كسابقتيها من دون أي اتفاق أو بيان رسمي، بما في ذلك تحديد موعد انعقاد الجولة المقبلة. واكتفت الأمم المتحدة بمؤتمر صحفي تحدث فيه ممثلها غير بيدرسون، والذي صرح بأن الانجاز الوحيد الذي تحقق هو"اعتراف الرئيسين المشتركين (هادي البحرة عن المعارضة، وأحمد الكزبري ممثل النظام السوري) بوجود نقاط مشتركة". وأوضح بيدرسون، أنّ الأطراف التزمت بجدول أعمال المحادثات، وإذا تم الاجتماع مرة أخرى فسيتم البناء على النقاط المشتركة، مشيراً إلى أنه "سعيد باحترام الرئيسين لبعضهما إذ كانت الأطراف تستمع بعضها للبعض الآخر". 
هناك عدة مؤشرات إلى أن هذه الجولة اختلفت عن الجولتين السابقتين. وأول هذه المؤشرات حضور وفدين أميركي وروسي إلى جنيف. 
وحدد بيدرسون التقدم الذي حصل في هذه الجولة بأربع نقاط أساسية. الأولى هي، أنه حصل على رسالة من الطرفين تؤكد استعدادهما للاجتماع مرة أخرى. والثانية هي، مناقشة قضية تحديد موعد نهائي للمحادثات. والنقطة الثالثة تأكيده على أنه تمكن من بناء الثقة بين الأطراف. أما النقطة الرابعة فتتلخص في أن المحادثات في جنيف غير متعلقة بالوضع الأمني في سورية، الأمر الذي يحتم العمل على حصول تطور سياسي يوازي التطور الأمني على الأرض. 
ومن دون تضخيم، فإن هناك عدة مؤشرات إلى أن هذه الجولة اختلفت عن الجولتين السابقتين. وأول هذه المؤشرات حضور وفدين أميركي وروسي إلى جنيف، الأول قاده المندوب الأميركي للملف السوري جيمس جيفري، والثاني برئاسة مندوب الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف. ومن غير المعروف ما إذا حصل لقاء بين الوفدين أم لا، ولكن مجرد وجودهما معاً قبل انطلاق اجتماعات اللجنة وأثناءها، هو إشارة سياسية مهمة. 
أما المؤشر الثاني فهو يتمثل في اجتماع الوفدين الأميركي والروسي مع وفد المعارضة كل على حدة، وتسربت عن اللقاءين (حسب مصادر صحفية) تفاصيل على درجة كبيرة من الأهمية، وخصوصاً من اللقاء بين المعارضة والمسؤول الروسي الذي طلب من المعارضة عدم الرد على استفزازات وفد النظام الذي يريد تخريب الجولة، وأن هذا الوفد ما كان يمكن أن يحضر إلى جنيف لولا الضغط الروسي. ويشار هنا إلى أن لافرنتيف زار دمشق قبل نحو شهر من انعقاد الجولة. 
وهنا يأتي المؤشر الثالث، والذي يتمثل بالتصريحات الأميركية التي رافقت الجولة، والتي صدرت عن جيمس جيفري الذي تحدث عن تطورات مثيرة سوف يشهدها الملف السوري. وكان تصريحه في أنقرة لافتاً أيضاً، عندما أكد أن "بقاء الأسد  في السلطة حتى الآن كان بسبب الدعم الروسي"، متوقعاً أن تقوم موسكو بتسليم الأسد "لكن على طاولة المفاوضات".، وقد ربط بعض المعارضين تصريح جيفري بإعلان لافرنتييف، في جنيف، عن استعداد بلاده للحوار مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى توافق بشأن سوريا، ومناقشة مختلف الموضوعات واتخاذ القرارات والتوافق حولها. ويجدر كذلك التوقف عند الموقف الذي صدر عن وكيل وزارة الخارجية الأميركي جويل ريبورن الذي حث المعارضة خلال اللقاء معها في إسطنبول، على ضرورة التركيز على الأسد. 
إذا صحت التسريبات عن الوفد الروسي حيال الأسد، فإن هناك بداية تطورات مثيرة فعلاً على حد وصف جيمس جيفري. 
ويبدو أن ما دار في كواليس جنيف أكثر أهمية من مناقشات اللجنة الدستورية، ذلك أن الجميع يدرك بأن التعطيل الذي حصل قرابة عام من عمر اللجنة يتحمل مسؤوليته النظام وروسيا وإيران. ومن الواضح أن النظام يشتغل وفق استراتيجية تمضية الوقت بلا أي التزام حتى الوصول إلى الانتخابات الرئاسية في منتصف العام المقبل، ويراهن على التجديد لبشار الأسد في ولاية رئاسية، وهذا ما تعارضه واشنطن وتحاول أن تقنع روسيا بعدم حصوله. وإذا صحت التسريبات عن الوفد الروسي حيال الأسد، فإن هناك بداية تطورات مثيرة فعلاً على حد وصف جيمس جيفري. وسيكون عنوان المرحلة المقبلة تخلي موسكو عن الأسد على طاولة المفاوضات.