الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا: عن أستانة 13 وأخواتها

سوريا: عن أستانة 13 وأخواتها

06.08.2019
نجاح عبد الله سليمان


القدس العربي
الاثنين 5/8/2019
"إن وفود الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي وتركيا وبما يتوافق مع البيان المشترك لوزراء الخارجية المعلن في موسكو في 20/12/2016 ومع قرار مجلس الأمن 2336 فإنهم يدعمون إطلاق محادثات بين حكومة الجمهورية العربية السورية ومجموعات المعارضة المسلحة في أستانة في الفترة بين 23 و 24 من كانون الثاني/ يناير لعام 2017"، هكذا جاء بعض من بيان أستانة الختامي في أول نسخة له.
دولة متعددة الأعراق والأديان
نعم حضرت الوفود لتعبر عن تقديرها للمشاركة والتسهيلات المقدمة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا في المحادثات المذكورة وتؤكد على التزامها بسيادة واستقلال ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وبكونها دولة متعددة الأعراق والأديان وغير طائفية وديمقراطية، كما تمّ التأكيد سابقاً من قبل مجلس الأمن. وكذلك لتعرب عن قناعتها أنه لا حلّ عسكرياً للأزمة في سوريا وأن الحلّ الوحيد سيكون من خلال عملية سياسية مبنية على تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 بالكامل، وإن لم يحضر هذا ولا ذاك.
لقد حاولت الجهات المذكورة أعلاه من خلال خطوات ملموسة وباستخدام نفوذها على الأطراف تثبيت وتقوية نظام وقف إطلاق النار الذي أنشئ بناء على الترتيبات المتفق والموقع عليها في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2016 وبدعم من قرار مجلس الأمن 2336 لعام 2016 بما يساهم في تقليص العنف والحدّ من الانتهاكات وبناء الثقة وتأمين وصول سريع وسلس ودون معوقات للمساعدات الإنسانية تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2165 لعام 2014 وتأمين الحماية وحرية التنقل للمدنيين في سوريا. وإن قررت إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة وضمان الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار ومنع وقوع أي استفزازات ووضع الآليات الناظمة لوقف إطلاق النار.
الحقيقة أن الوفود حضرت لتعيد التأكيد على إصرارها على القتال مجتمعين ضد تنظيمي "الدولة" و "النصرة" وعلى فصلهم عن التنظيمات المسلّحة المعارضة. وإن أعربت عن قناعتها بالحاجة الملّحة لزيادة الجهود لإطلاق عملية المحادثات بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، لتؤكد أن الاجتماع الدولي في أستانة هو منصة فعّالة لحوار مباشر بين الحكومة والمعارضة وفق متطلبات القرار نفسه. مع دعمها للرغبة التي تبديها المجموعات المسلّحة المعارضة للمشاركة في الجولة التالية من المحادثات التي ستعقد بين الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف في 8 شباط/ فبراير ، لتحثّ المجتمع الدولي ليقوم بدعم العملية السياسية من منطلق التطبيق السريع لكل الخطوات المتفق عليها في قرار مجلس الأمن 2254 وتقرر التعاون بفعالية بناء على ما تحقق في اجتماع أستانة حول المواضيع المحددة في العملية السياسية التي تتم بتسهيل من الأمم المتحدة بقيادة سورية وعائدية سوريا بما يسهم في الجهود العالمية لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254.
انتهت النسخة الأولى لأستانة ، وإن تسبب بانقسام حاد في صفوف المعارضة السورية المسلحة العاملة في الشمال السوري تحديداً، حيث رفضت جبهة فتح الشام وعدد من الفصائل المتحالفة معها نتائج المؤتمر، وحدث شرخ في صفوف حركة أحرار الشام الإسلامية نتج عنه إنشقاق عدد من الشخصيات القيادية عنها والتي كانت على رأس عملها والسابقة منها، إضافة إلى عدد من الفصائل المنضوية تحت رايتها أو المتحالفة معها، وبالتالي زوال التحالف المسمى جيش الفتح، وظهور تشكيل جديد ضم المعارضين للحل السياسي في سوريا ولاستهداف جبهة النصرة تحت مسمى هيئة تحرير الشام.
مستجدات الوضع
مرت السنوات وجاءت بداية جديد للنسخة "13" التي حضرت مع ما أعلنته الخارجية الكازاخية أن جميع الأطراف المدعوين لمحادثات نور سلطان (أستانة سابقاً) بشأن سوريا، وإن أكّدت مشاركتها في الاجتماع المقرّر، فالخارجية وفي بيانٍ لها أوضحت أن الاستعدادات للجولة الثالثة عشرة من المباحثات بشأن سوريا تجري على قدمٍ وساق، وسيشارك فيها لبنان والعراق.
نعم يشارك في الاجتماع بنسخته الثالثة عشرة الدول الضامنة "إيران وروسيا وتركيا"وإن جاء في البيان ايضًا "سيساعد في تسيير المحادثات بصفة مراقبين ممثلون رفيعون عن الأمم المتحدة والأردن، إضافة إلى لبنان والعراق اللذين يشاركان في عملية أستانة لأول مرة. وأوضح البيان أن الاجتماع المقبل سيركز على بحث مستجدات الوضع في سوريا ولا سيما في إدلب وشمال شرقي البلاد. وكان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أعلن في العاشر من تموز/ يوليو أن اجتماع صيغة أستانة حول الأزمة في سوريا سيعقد في العاصمة الكازاخية نور سلطان.
لقد عقد 12 اجتماعًا بصيغة أستانة أحدها في مدينة سوتشي الروسية أكدت الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة خفض التصعيد. وإن كان على صعيد ما يمكن أن يتطرق اليه حضار استانا يمكن الاشارة الى امكانية طرح العديد من الملفّات والسلال مثل اللجنة الدستورية واللاجئين والتمهيد لحل سياسي وأين أصبحت المنزوعة السلاح وهل لا زال يعول عليها كإطار لتنفيذ تركيا التزاماتها، من جهتها ترى المعارضات السورية والتي قرر بعضها المشاركة لتحصيل مكاسب. فيما ربط بعضها المشاركة في اجتماعات أستانة بضرورة طرح موضوع ما يجري في إدلب وأن يكون هو الملف الوحيد الذي سيتم نقاشه للضغط على روسيا.
هنا بالعودة لما ذكره أحد أعضاء وفدها أنهم اجتمعوا وقرروا المشاركة وقال لن يتم الحديث عن شيء حاليًا سوى إدلب وتأجيل الملفات الأخرى في وقت دعا رئيس هيئة التفاوض إلى مقاطعة أستانة احتجاجًا حسب زعمه على ما يجري في الشمال السوري. وإن أصبح واضحًا لدى كل الأطراف في أستانة وغيرها أن النظام لا يتفاوض إلا على كل شبر من الأرض السورية، على أنه يجب أن يعود، ليصبح تحت ظل السيادة السورية سواء إدلب وما حولها أو شرق الفرات والأولويات تحددها دمشق، وإن كان لا يملك ذلك على الأرض إلا بالدعم الروسي والإيراني.
الجولة الثالثة عشرة
واقع الأمر على الأرض أنه أجرت فصائل المعارضة السورية وقوات الأسد عملية تبادل معتقلين في ريف حلب الشرقي، قبيل انطلاق الجولة الثالثة عشرة من محادثات “أستانة ”. ونقل عن مراسلين مع نهاية تموز/ يوليو، أن عملية تبادل جرت في معبر أبو الزندين غرب مدينة الباب، شرقي حلب، بين “الجيش الوطني”، وقوات الأسد. وأن العملية تمت بإطلاق سراح 15 معتقلًا من معتقلات النظام السوري، مقابل 14 معتقلًا من سجون “الجيش الوطني” التابعة للمعارضة. وتعتبر الصفقة الرابعة بين المعارضة والنظام ضمن اتفاق “أستانة ” منذ العام الماضي، والتي تجري بمفاوضات مباشرة برعاية الأمم المتحدة والجانب التركي، لتمثل النسخة "13" لأستانة ، والتي لا نأمل أن تضاف لأخواتها السابقين.