الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا "حاضرة" في "قمة العشرين"... وخلاف أميركي ـ تركي حول الأكراد

سوريا "حاضرة" في "قمة العشرين"... وخلاف أميركي ـ تركي حول الأكراد

01.07.2019
إبراهيم حميدي


الشرق الاوسط
الاحد 30/6/2019
أكدت مصادر دبلوماسية غربية، أمس، أن الملف السوري حضر بجوانبه المختلفة في اللقاءات الثنائية على هامش قمة "مجموعة العشرين" في أوساكا، خلال اليومين الماضيين، في وقت شكل أكراد سوريا نقطة خلاف أميركية - تركية على هامش القمة.
وتأرجح حضور "الملف السوري" بين بحث الجانبين الأميركي - الروسي في "تقليص النفوذ الإيراني" ودعوة دول أوروبية لموسكو وأنقرة لإنقاذ اتفاق خفض التصعيد في إدلب، وصولاً إلى التوتر الأميركي - التركي بسبب دعم واشنطن لأكراد سوريين، أو شراء أنقرة منظومة "إس 400" بموجب تفاهمات روسية - تركية في سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مدينة أوساكا اليابانية، أمس، إن بعض حلفاء تركيا يساندون الهجمات الإرهابية داخل سوريا، من دون تسمية أي دولة. وأضاف: "بعض حلفائنا يدعمون جماعات مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية التي ارتكبت عمليات تطهير عرقية وتجنيد القصر وإجبار الأشخاص على الهجرة". وتابع إردوغان أن هناك "مشكلات خطيرة وتناقضات خطيرة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب في سوريا.
من جهته، قال الرئيس ترمب إن تركيا "استعدت" للهجوم والقضاء على الحلفاء الأكراد لواشنطن في سوريا، إلى أن تدخل وطلب من الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وقف ذلك. وأضاف: "كان يسعى للقضاء على الأكراد. لقد قلت له لا يمكنك القيام بذلك ولم يفعل ذلك". وكان ترمب يشير إلى نهاية العام الماضي عندما حشدت تركيا قواتها وفصائل سورية معارضة للتوغل في مناطق تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية - العربية شرق نهر الفرات، إلى أن اتصل ترمب بإردوغان، وطلب منه وقف ذلك والبحث في إقامة منطقة أمنية تفصل بين تركيا والأكراد.
وأكد الرئيس ترمب لنظيره التركي أن عملية شراء أنقرة لمنظومة صواريخ "إس - 400" الدفاعية الروسية تعد "مشكلة".
وأعربت واشنطن مراراً عن معارضتها الصفقة وأمهلت تركيا حتى 31 الشهر المقبل للتخلي عنها إذ اعتبرت أن شراء أنقرة للمنظومة الروسية يتعارض مع مشاركتها في برنامج مقاتلات "إف - 35" الأميركي.
وقالت مصادر دبلوماسية إن صفقة "إس 400" تساهم في قيام روسيا، بغض النظر عن بطء تركيا، في تنفيذ تعهداتها بـ"محاربة الإرهاب" في إدلب، بموجب اتفاق سوتشي بين البلدين. كما يساهم ذلك بقيام موسكو بالضغط على دمشق لعدم القيام بعملية عسكرية واسعة في إدلب كي لا يتدفق نازحون إلى حدود تركيا.
وكان موضوع النازحين وإدلب ضمن قضايا بحثت بين إردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في أوساكا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، إن المحادثات تطرقت إلى تطورات الأوضاع في سوريا ودعم الاتحاد الأوروبي للاجئين السوريين في تركيا، والذين يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين لاجئ.
إلى ذلك، قالت المصادر الدبلوماسية إن الرئيسين ترمب وبوتين بحثا خلال قمتهما أول من أمس، في أوساكا، نتائج الاجتماع الثلاثي لرؤساء مجالس الأمن القومي الأميركي - الروسي - الإسرائيلي في القدس الغربية الأسبوع الماضي.
وكانت واشنطن قدمت لموسكو خطة من ثماني نقاط لحل الأزمة السورية لتنفيذ القرار الدولي 2254 وتقليص نفوذ إيران ومسائل أخرى. وتناول الاجتماع الثلاثي ذلك و"أهمية خروج جميع القوات الأجنبية التي دخلت سوريا بعد عام 2011".