الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا السنة الخامسة

سوريا السنة الخامسة

26.02.2015
خالد الجابر



الشرق القطرية
25-2-2015
كيف تبدو الثورة السورية في سنتها الخامسة؟ هل لازالت تعتبر ثورة؟! المؤكد ان تضحيات الشعب السوري مازالت مستمرة، قاسية، ومؤلمة وكم سيكون صعبا بقاء كيان الدولة موحّدا في ظل التجاذبات الإقليمية بين القوى الكبرى والصراعات بين النظام والمعارضة والجماعات المتطرفة والتكفيرية. عانت سوريا منذ بداية تشكل الدولة من أزمة كيان ينضم تحته الجميع بكل تبايناتهم واختلافاتهم العرقية والدينية والمذهبية، ومن غياب الشرعية التي تمنح للنظام والسلطة برغبة تطوعية وقناعة، وباستثناء فترات في التاريخ من وجود كيانات سياسية تشكلت معها مجالس نيابية صورية، الطابع العام كان مقتصرا على حكم العصا مثلها مثل بقية الدول العربية، مع اختلاف درجة الشدة والغلظة والعنف في الاستخدام من قبل النظام وأدواته البوليسية والأمنية والمخابراتية.
ما هو شكل المستقبل القريب في سوريا وهل هناك بارقة أمل؟ السياسة الأمريكية خلقت العديد من العقد في المنشار تجاه التعامل مع الأزمة في المحافل الدولية وعلى صعيد التعامل مع المجازر اليومية وآلة القتل الفتاكة والصواريخ وبراميل البارود التي تحصد الضحايا والابرياء، لا يقابلها في السوء إلا السياسة الروسية المجنونة والإيرانية البشعة. صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أشارت الى أن الأسد وإيران لا يفعلان الكثير من أجل إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، الذي لا يزال يسيطر على أجزاء كبيرة في سوريا، وبدلا من ذلك فهم يركزون في قتالهم على إلحاق الهزيمة بالثوار الذين تساندهم واشنطن، ومع عدم وجود بديل أمام الغرب بدلا للأسد، فإن الاستعانة به تبدو أمرا منطقيا سيلجأ الغرب له في نهاية المطاف. وهو ما سيساعد إستراتيجية إيران في أن تصبح القوى الإقليمية المهيمنة في المنطقة وهو التوجه الذي يتحرك أوباما نحوه والهدف منه أيضا التوافق مع طهران في الانتهاء من اتفاق نووي يرضي الطموح الإيراني، ولا يغضب دول الخليج وإسرائيل.
لكن هل سيمضي الأمر بهذه السهولة أم أن الفاتورة ستكون أكثر تكلفة وإرهاقا لجميع الإطراف في الأزمة؟! إن أصعب حال يمكن أن يمر به شعبٌ من الشعوب، هو غياب الأمل بمستقبل أفضل، وحين تنتشر مثل هذه الحالة بين أكثرية الشرائح والطبقات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، يكون الوضع قد وصل إلى طريقٍ مظلم ومسدود، وهكذا يبدو المستقبل في سوريا في سنة أخرى قادمة؟!.