الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سقوط حلب أفضل هدية للتنظيمات الإرهابية!!

سقوط حلب أفضل هدية للتنظيمات الإرهابية!!

20.12.2016
قيصر حامد مطاوع


المدينة
الاثنين 19/12/2016
سقوط حلب أفضل هدية للتنظيمات الإرهابية!! الجميع تابع في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي المجازر التي حدثت في حلب على يد روسيا ونظام الأسد وإيران، والتي أثبتت الخذلان الدولي وعجزه عن نصرة الشعب السوري والدفاع عنه. الشجب الدولي، خصوصاً الأمريكي، لهذه الكارثة الإنسانية، سيعطي النظام السوري وأعوانه الضوء الأخضر لارتكاب مجازر جديدة في سوريا للقضاء على المقاومة وتشريد السكان، الأمر الذي سيفاقم هذه الكارثة الإنسانية.
هذه الصور ومقاطع الفيديو لحلب أصبحت تستخدمها الآن التنظيمات الإرهابية، خصوصاً داعش ، وذلك لاستقطاب مزيد من الشباب للانضمام إليها. فصور أشلاء الضحايا وجثث الأطفال التي يتم إخراجها من تحت الأنقاض وغيرها، قد حركت مشاعر الشباب بشكل كبير، والتنظيمات الإرهابية تدعو الشباب "للنفير والجهاد لإنقاذ ونصرة الإخوة السوريين ، وإخراج روسيا والمجوس وأعوانهم ، لأن المجتمع الدولي والحكومات العربية لن تفعل أي شيء لهم".!
لا شك أن الإدارة الأمريكية الحالية الضعيفة، والمنتهية ولايتها، تتحمل جزءاً كبيراً من الكارثة الإنسانية في حلب، فالخطوط الحمراء التي وضعتها في السابق، ولم تفعل شيئاً عندما تم تخطيها من قبل النظام السوري وأعوانه، كانت بمثابة الضوء الأخضر لهم للقتل والدمار. وكان جل تركيز الإدارة الحالية هو القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، أما الإدارة الأمريكية القادمة برئاسة ترمب، فقد أعلن الرئيس المنتخب بأن اهتمامه سينصب على القضاء على تنظيم داعش، في إشارة إلى عدم اهتمامه أو عدم رغبته في التدخل في سوريا، ناهيك عن تقاربه في الرؤية مع الرئيس الروسي بخصوص سوريا والمقاومة، وهذا سيعطي مساحة أكبر للنظام السوري وأعوانه لمزيد من القتل والدمار في الأجزاء المتبقية من سوريا.
ولكن ما يغيب عن الإدارة الأمريكية الحالية والقادمة، هو أن التركيز على محاربة تنظيم داعش أو حتى القضاء عليه، مع ترك هذه المجازر ترتكب في سوريا وغيرها ضد المسلمين، خصوصاً السُّنة، سيخلق تنظيمات إرهابية أخرى، ويقوي نفوذ التنظيمات الحالية، ويقوض قدرة الحكومات المعتدلة في المنطقة في كبح جماح شبابها للانضمام للتنظيمات الإرهابية، ويجعلها تظهر بمظهر المتخاذل الذي لا يفعل شيئاً لنصرة المسلمين، بل واتهامها وتعاونها مع الصليبيين والمجوس ضدهم، كما تفعل دوماً التنظيمات الإرهابية.!!
على أمريكا والغرب أن يعوا بأن التركيز على قتال داعش، بسبب تبنيه العديد من الهجمات الإرهابية الأخيرة التي طالت الدول الغربية، والقضاء عليه، على اعتبار أن القضاء عليه يقضي على الإرهاب، لن ينهي التطرف والإرهاب، لكون ما يتعرض له المسلمون، خصوصاً السُّنة، سيقوي نفوذ التنظيمات الإرهابية الحالية ويخلق ألف تنظيم مثلها