الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سراقب... "عقدة المواصلات والمعارك"

سراقب... "عقدة المواصلات والمعارك"

05.03.2020
المدن


المدن
الاربعاء 4/3/2020
سلطت التطورات العسكرية الأخيرة الضوء على بلدة سراقب السورية الاستراتيجية، البلدة التي سويت بالارض حالياً ولا زالت تدور فيها أعنف المعارك بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة لكونها تشكل عقدة مواصلات مهمة بين أطراف ريف إدلب ونقطة وصل على أوتوستراد دمشق-حلب.
وتقع سراقب في الجنوب الشرقي من محافظة إدلب وبلغ عدد سكانها 32 الف نسمة في عام 2004. وتمتد على مساحة 17 ألف هكتار، وتبعد 50 كم عن حلب و135 كم عن حمص و297 كم عن دمشق.
يمرّ في سراقب الطريق الدولي الحديث الواصل بين كلّ من حلب إلى دمشق، بالإضافة إلى وقوعها على طريق حلب اللاذقية الأمر الذي سهّل عمليّة وصول المنتجات الصناعيّة والزراعيّة لميناء اللاذقية الذي يعتبر الميناء الأهمّ سورياً، كما تضمّ هذه المدينة العديد من المراكز الحكوميّة بما في ذلك المركز الثقافي، ومؤسّسة العمران، والفرن الآلي، والمصرف الزراعيّ، والمستوصف الصحي، ودائرة زراعيّة، ووحدة إرشاديّة، ومدارس لكافّة المراحل الدراسيّة.
تشتهر هذه المدينة بقطاعها الصناعي وتحتوي على عدد كبير من المنشآت الصناعية المتمثلة في المصانع والمعامل، بالإضافة إلى قطاع الزراعة المتمثّل في إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية المختلفة، كما تشتهر بطريقة بناء منازلها، الحجرية وبطرق فنيّة جاذبة للأنظار. وتاريخياً كانت سراقب عبارة عن محطّة للقوافل التجارية التي تأتي من منطقة باب الهوى إلى كافّة أرجاء المناطق الموجودة في الجزيرة العربيّة بالإضافة إلى دول الخليج؟
كانت سراقب من أولى مدن إدلب وسوريا عموماً التحاقاً بركب الثورة، وكان أول تجمع تشهده المدينة في 25 آذار/مارس 2011، حين تجمع عشرات الشبان بعد صلاة الجمعة في ما عرف حينها ب"جمعة العزة" هاتفين بشعارات منها "ما ظل خوف بعد اليوم" ما أدى لاستماتة النظام السوري للسيطرة على المدينة ووضع نقاط ثابتة لها حول وداخل المدينة، وكانت ثالث نقطة تظاهر بعد درعا وبانياس اقتحمتها قوات النظام في 11 آب/أوغسطس 2011 فقتل واعتقل الكثير من ساكنيها حتى وصل عدد المعتقلين في ذلك اليوم إلى أكثر من 200 شخص.
وعادت قوات النظام لتقتحمها مرة ثانية في 24 آذار/مارس فقتلت 27 شخصاً واعتقلت العشرات ودمرت بعض البنية التحتية للمدينة ومركز المدينة والسوق التجاري فيها وحرقت عشرات المنازل والمحال التجارية كما قامت بإعدامات ميدانية لأكثر من 17 شخصاً. خرجت المدينة من سيطرة الجيش السوري النظامي وانسحبت آخر القوات من منطقة الإذاعة تحت جنح الليل في 2012.
وعرفت المدينة بأنها من أكثر المدن السورية انخراطاً في الثورة، سواء كان ذلك في مرحلة الاحتجاجات السلمية أم في مرحلة الثورة المسلحة، كما عرفت بجمالية شعاراتها ولوحاتها الجدارية التي ركزت على الانتماء الوطني الجامع ونبذ الطائفية والمطالبة بدولة مدنية ديموقراطية.
وفي كانون الثاني/يناير 2017 سيطرت عليها حركة أحرار الشام، قبل أن يستعيد تحالف مكون من جبهة فتح الشام وفصائل أخرى السيطرة علىها من جديد.
وتعرضت سراقب لقصف متكرر من قبل قوات النظام والقوات الروسية الحليفة، منذ أواخر كانون الثاني/يناير 2018 وأدت عشرات الغارات الجوية لحدوث مجازر متكررة فيها، من بينها مجزرة سوق الخضار التي وقعت في 29 كانون الثاني 2018، وسقط فيها 14 قتيلا وعدداً من الجرحى من الباعة والمتسوقين.
وأعلنت مدينة منكوبة في 30 كانون الثاني 2018، بعد توقف المشفى التابع لأطباء بلا حدود عن الخدمة، وتوقفت محطة الكهرباء والمياه عن العمل، كما توقف بنك الدم عن تقديم خدماته.
وفي مطلع عام 2020 عادت سراقب الى الواجهة مع تقدم قوات النظام بشكل سريع في ريف إدلب والدخول الى البلدة  بتاريخ 11 شباط/فبراير 2020 لأول مرة منذ سنة 2012 قبل أن تستعيدها المعارضة بعد اسابيع لبعض الوقت، وتتحول إلى ساحة معارك مستمرة.