الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سخرية واسعة من "مسرحية" الانتخابات السورية وفوز الأسد بـ95 % من الأصوات 

سخرية واسعة من "مسرحية" الانتخابات السورية وفوز الأسد بـ95 % من الأصوات 

30.05.2021
هبة محمد


القدس العربي 
السبت 29/5/2021 
دمشق – "القدس العربي" : رغم استبعاد ملايين السوريين من العملية الانتخابية، وخروج عشرات آلاف الرافضين للانتخابات داخل مناطق سيطرة النظام وخارجها، بمظاهرات تعلن مقاطعة الانتخابات، في كل من إدلب ودرعا ومناطق الجنوب السوري، ووسط رفض الاتحاد الأوروبي وواشنطن الاعتراف بنتائج هذا الاستحقاق، أعلن رئيس مجلس الشعب لدى النظام السوري، حموده صباغ مساء أمس "فوز بشار الأسد بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية بحصوله على الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين بنسبة 95.1 في المئة من عدد الأصوات الصحيحة" وفق وكالة النظام الرسمية "سانا". 
وقال صباغ في تصريح صحافي "من منبر مجلس الشعب في الجمهورية العربية السورية أعلن قرار وإرادة الشعب العربي السوري والرد الحاسم والنهائي على كل من تآمر على سوريا وشعبها خلال السنوات الماضية من خلال إعلان النتائج النهائية لانتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية كما انتهت إليها المحكمة الدستورية العليا حيث بلغ العدد الإجمالي للناخبين ممن يحق لهم الاقتراع داخل أراضي الجمهورية العربية السورية وخارجها 18 مليوناً و 107 آلاف و109 ناخبين بينما بلغ العدد الإجمالي للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الداخل والخارج 14 مليوناً و239 ألفاً و140 مقترعاً وبنسبة قدرها 78.64 في المئة ممن أدلوا بأصواتهم في حين بلغ العدد الإجمالي لأوراق التصويت الملغاة 14 ألف ورقة بنسبة 0.1 في المئة ممن أدلوا بأصواتهم". 
عدم اعتراف أوروبي 
وأضاف صباغ: بلغ عدد الأصوات الإجمالي الذي حصل عليه المرشحون وفق التسلسل.. أولاً بشار بن حافظ الاسد حصل على 13 مليوناً و540 ألفاً و860 صوتاً بنسبة قدرها 95.1 في المئة من عدد أصوات المقترعين الصحيحة، ومحمود بن أحمد مرعي حصل على 470 ألفاً و276 صوتاً بنسبة 3.3 في المئة من عدد أصوات المقترعين الصحيحة، وعبد الله سلوم عبد الله حصل على 213 ألفاً و968 صوتاً بنسبة 1.5 في المئة من عدد أصوات المقترعين الصحيحة. 
كما أعلن حساب "رئاسة الجمهورية العربية السورية" عبر معرفاته الرسمية فوز الأسد بالانتخابات الشكلية جاء فيه "السوريون قالوا كلمتهم.. بشار الأسد يفوز بانتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية بعد حصوله على 13 مليوناً و540 ألفاً و860 صوتاً بنسبة 95.1 في المئة من أصوات الناخبين داخل وخارج سوريا". 
أغلبية دول العالم لا تعترف بالنتائج… وتهنئة محدودة من حلفائه 
وخرج الموالون للنظام السوري في أمسيات رقص احتفالاً بتجديد ولاية بشار الأسد، كما أرسل الرئيس الروسي الداعم الأول لبشار الأسد، فلاديمير بوتين برقية تهنئة بمناسبة فوز الأول في الانتخابات، كما هنأت كل من إيران وفنزويلا وبيلاروس والصين بشار الأسد، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، في تصريح، الجمعة، إن الصين تدعم بقوة جهود سوريا. 
وأعلن الاتحاد الأوروبي، عدم اعترافه بنتائج الانتخابات، وذلك على لسان المفوض السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، حيث قال إن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية السورية. وجاء تصريح بوريل في أعقاب اجتماع عقده، الخميس، مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. وكان قد قال الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي يرى أن الانتخابات الرئاسية في سوريا لا تستجيب لمعايير التصويت الديمقراطي، مضيفاً أن مثل هذه الانتخابات "لا تساعد في تسوية النزاع هناك".وأبلغ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، مجلس الأمن الدولي أن الانتخابات التي أجراها النظام السوري، "ليست جزءاً من العملية السياسية والأمم المتحدة غير منخرطة فيها". وقال المسؤول الأممي خلال جلسة مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تلفزيونية حول سوريا الأربعاء "هذه الانتخابات ليست جزءاً من العملية السياسية التي دعا إليها قرار مجلس الأمن رقم 2254، والأمم المتحدة ليست منخرطة فيها وليس لها تفويض للقيام بذلك" وفقاً لوكالة الأناضول. 
وقال بروفيسور فرنسي إن معظم الشعب السوري يتمنى الهروب من سوريا، وحسب موقع فرانس بالعربي، قال "رافاييل بيتي" بأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في سوريا قد وصل إلى الحد الذي باستمراره سيختنق الشـعب السوري. 
وأضاف "بيتي" وفي لقاء له مع يومية فرانس إنفو الفرنسية أنه "في حال تم فتح الحدود مع تركيا أو الأردن، لبنان، العراق، سيهرب الشعب السوري من الجحيم الذي يعيشه في معظم التراب السوري". وكان البروفسور" بيتي" قد زار شمال سوريا 30 مرة ضمن برنامجه الاختصاصي في الجانب الطبي والإنساني في الدول التي تعاني من حروب وكوارث إنسانية. 
وعلى الطرف النقيض، نتائج الانتخابات الشكلية، كانت محط سخرية المعارضين السوريين، وعقب عليها المتحدث الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية إلى جنيف د.يحيى العريضي قائلاً "رقصتم، غنيتم، هتفتم، بصمتم، زيفتم، كذبتم، حتى لو ارتكبتم جرائم، لا ألومكم. أنتم كبرميل كيميائي، أو طائرة، أو قذيفة مدفع، لا يسير بإرادته أو وعيه؛ ويعتقد أنه يفعل. هناك دماغ قذر برمجه، ونفس معقدة اغتصبت إرادته، وروح شريرة أنانية استعبدته، وقلب وغد حركّه؛ أنا أرثي لحالكم. ويوجعني أنين بلد يحتاج عقوداً زمنية ليشفى. ما أصعب هذا الوباء؛ ولكنه سيزول". 
وأضاف "لا يستوعب نظام الأسد أنه انتهى؛ لا زال يكابر ويرفض ذلك. مسرحية الأمس عجّلت نهاية سوريا التي نعرف. المهمة الوحيدة المُكَلَّف بها هذا النظام هي تكريس التفتيت. إذا كانت التوافقات الدولية بعودة سوريا واحدة، فهذه المنظومة لا مكان ولا دور لها بذلك. انتهى العرس". 
9 ملايين يحق لهم الاقتراع! 
المعارض السوري يحيى نعسان حاول إجراء حسابات لعدد الناخبين حيث قال "إذا قللنا عقل وناقشنا مهزلة الانتخابات اللي عملها النظام ومن المعلومات التي نشرها إعلامه الرسمي وتبناها، نرى الآتي: درعا لم تنتخب ومعظم ريف القنيطرة وجزء كبير من أهل السويداء ولا عفرين ولا اعزاز وجرابلس والاتارب ومعظم مناطق قسد وكل إدلب وريفها لم ينتخبوا، ولا السوريون بتركيا ولا الأردن ولا أوروبا ومن انتخب في لبنان هم 50 ألفاً من أصل مليون تقريباً". 
وأضاف "كل ما سبق يعدون حسب الأمم المتحدة 13.5 مليون دون أهالي درعا والسويداء طبعاً. وحسب احصاءات النظام كل السوريين 28 مليون وعدد من يحق له التصويت 18 مليوناً اي حوالي 64 في المئة. وحسب هذا الرقم يكون عدد من يحق له التصويت من ال 13.5 مليون حوالي 9 ملايين فقط. وسنفرض جدلاً أن مليوناً من هؤلاء شاركوا بالتصويت بطريقة او بأخرى يبقى 8 ملايين سوري من أصل 18 مليوناً لم يصوتوا. اي ان إجمالي من صوت هم 10 ملايين. فكيف حصل بشار لوحده على قرابة 14 مليون صوت. وكل الذين صوتوا لا يتجاوزون 10 ملايين بأحسن الأحوال! وهذه الحسابات كلها وفق الاحصاءات والمعطيات التي نشرها النظام بوسائل اعلامه الرسمي… وكلو كوم وقال إنو نجح بنسبة 95 في المئة". 
المحامي السوري البارز ميشال شماس كتب يقول "يا لبؤسنا على هذه المهازل التي تجري على امتداد سوريا! تُرى كم نحتاج من الجهد والوقت لمعالجة هذا التخريب النفسي والعقلي والقيمي الهائل الذي مارسه نظام البعث ومن بعده نظام الأسدين بشكل ممنهج منذ الستينيات وحتى تاريخه في المجتمع السوري". 
كما كتب المحامي زيد العظم يقول "لغاية الآن لا يوجد وسيلة إعلامية مؤيدة تتجرأ أن تضع نسبة الأصوات التي حصل عليها مرعي وعبد الله.. فيلم الرعب عاد بفصله الجديد". 
الإعلامي السوري عبد الحي الأحمد أجرى بدوره حساباً بسيطاً كشف فيه زيف العملية الانتخابية حيث كتب "ليكن عدد سكان سوريا 28 مليوناً مو 24 يعلم الجميع أن 60% من السوريين هم دون 18 سنة. بذلك يتبقى 12 مليوناً يحق لهم التصويت في الحالة العادية. ومنع الأسد من خرجوا من سوريا دون ختم خروج رسمي من الإدلاء بأصواتهم كما لم تقم انتخابات في مناطق شمال، وشرق سوريا ولم تقم انتخابات في ألمانيا وفرنسا وتركيا. وهذه المناطق والإجراءات، تحتوي على ما لا يقل عن 7 ملايين سوري يحق لهم التصويت في الحالة العادية حرموا من المشاركة في هذا العرس الديمقراطي، يتبقى 5 ملايين او اقل في الداخل والخارج… كيف صاروا 14 مليوناً على فرض كلهم راحوا انتخبوا وهذا شيء مستحيل طبعاً".