الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سباق نحو الشرق السوري

سباق نحو الشرق السوري

23.05.2017
يونس السيد


الخليج
الاثنين 22/5/2017
طرحت غارة التحالف الدولي بقيادة واشنطن على قوات موالية للنظام السوري قرب الحدود الأردنية - العراقية أسئلة كثيرة حول مسببات وأهداف هذه الغارة، التي استهدفت للمرة الأولى بشكل مباشر، قوات للنظام أو موالية له، إذا استثنينا رد الفعل الأمريكي على هجوم خان شيخون الكيماوي.
سبقت هذه الغارة التي وصفت بأنها "دفاعية" تسريبات إعلامية كثيرة عن استعدادات تجري لدفع فصائل معارضة مدعومة أمريكياً للسيطرة على منفذ "التنف" على الحدود السورية - الأردنية العراقية، والخاضع لسيطرة تنظيم "داعش" بهدف قطع طريق دمشق بغداد البري، وبالتالي حرمان إيران من هذا الطريق الذي يوصل بين طهران - بغداد - دمشق - وحتى بيروت، وربما الفصل بين العراق وسوريا بقوات موالية للتحالف لمنع انتقال "داعش" بين جانبي الحدود. هذا الهدف دفع النظام السوري للدخول في سباق محموم للسيطرة على هذا المنفذ وصحراء التنف وحتى الشرق السوري برمته، خاصة أن اتفاق "خفض التوتر" في العديد من المناطق السورية يتيح له تحريك قواته وإرسال المزيد من التعزيزات، وفي ظل بوادر تنسيق عسكري بين بغداد والنظام، حيث قامت الطائرات العراقية مؤخراً، أكثر من مرة، بضرب مواقع وأهداف ل "داعش" داخل الأراضي السورية. وفي ظل هذا السباق، تبدو السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، لكن يبقى التساؤل الأهم عن وجود أو غياب التفاهم أو التنسيق الأمريكي الروسي، عن هذا التطور الذي يبدو في غاية الخطورة، خاصة أن النظام يصر على ما يعتبره "أحقيته" في السيطرة على هذه الحدود، باعتبار أنه يعمل داخل أرضه ولا يحق لأحد منعه.
اللافت، أن بيان التحالف حول هذه الغارة، أشار إلى أن القوات المتقدمة نحو الفصائل التي يدعمها، لم تستجب لتحذيرات التحالف، وبالتالي تم قصفها، ويلفت البيان إلى أن تقدم هذه القوات جاء برغم محاولات الجانب الروسي ثنيها عن ذلك، ما يشير إلى أن واشنطن حريصة على عدم خسارة التنسيق مع موسكو، إلى جانب تصميمها على ممارسة المزيد من الضغوط على النظام. وتتضح الصورة أكثر من خلال ما ذكره قيادي معارض في "مغاوير الثورة" بشأن "طلب أمريكي بتغيير مواقعهم في التنف تجنّباً للنزاع مع قوات النظام"، كما يتضح في تصريحات رئيس الأركان المشتركة الأمريكية جوزيف دانفورد بأن بلاده "لن تكرر الغارة في حال لم يتم تهديد قواتها" مطالباً موسكو بأن "تعمل مع النظام السوري لمنع التصادم في عملياتهما" والتي جاءت، كما يبدو، رداً على رفض موسكو للغارة واعتبارها انتهاكاً للسيادة السورية وتتناقض مع العملية السياسية.