الرئيسة \  ملفات المركز  \  زيارة الأسد لطهران .. تحليلات وتصريحات

زيارة الأسد لطهران .. تحليلات وتصريحات

12.05.2022
Admin


ملف مركز الشرق العربي 11/5/2022

عناوين الملف :
  1. فرانس 24 :"إيران جزء من العقيدة السياسية للنظام السوري" وزيارة الأسد لطهران "استعراض قوة" أمام الغرماء
  2. سانا :عبد اللهيان: زيارة الرئيس الأسد إلى طهران شكلت منعطفاً جديداً في تاريخ العلاقات بين البلدين
  3. لبنان داتابيز :قرار شخصي أم استدعاء... ما وراء زيارات الأسد الخارجية؟
  4. القدس العربي :الأسد في طهران: فاقد الشيء لا يعطيه
  5. النبأ :طهران: زيارة الأسد رسالة بأنّ سورية دخلت مرحلة جديدة
  6. العربي الجديد :الأسد يكافئ المطبعين العرب معه باختيار طهران
  7. اورينت :"الاقتصاد مسألة ثانوية".. لماذا استدعى خامنئي بشار الأسد إلى طهران؟
  8. الشرق الاوسط :الأسد وقع في طهران على خط ائتمان إيراني لتزويد سوريا بالطاقة
  9. المدن :زيارة الأسد لطهران:هموم اقتصادية..وإشارات للروس والاميركيين
  10. الحل :أسباب خفية لزيارة الأسد إلى إيران
  11. القدس العربي :ما وراء زيارة بشّار الأسد لطهران؟
  12. الدرر الشامية :“جيروزاليم بوست”: اعتماد الأسد على إيران بعد انشغال روسيا في أوكرانيا سيضر نظامه
 
فرانس 24 :"إيران جزء من العقيدة السياسية للنظام السوري" وزيارة الأسد لطهران "استعراض قوة" أمام الغرماء
بوعلام غبشي
6 دقائق
مرت حوالي ثلاث سنوات على آخر زيارة للرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران، ليجدد اللقاء الأحد مع مسؤولي طهران في زيارة أثيرت حولها جملة من الأسئلة سواء من حيث التوقيت أو الأسباب. فالوضع الدولي مع الحرب في أوكرانيا وتعثر مفاوضات الملف النووي أطرا الأجواء التي أجريت فيها هذه الزيارة، ويبدو للمراقبين أن طهران تحرك أوراقها للاستفادة من هكذا وضع، بتأكيد نفوذها السياسي والشيعي إقليميا، ومحاولة جني مكاسب بخصوص المحادثات النووية.
بعد آخر زيارة قام بها في 2019، عاد الرئيس السوري بشار الأسد الأحد إلى طهران في ظروف جديدة يعيشها نظامه لما حققه من "مكاسب" عززت قوته بدعم من إيران وروسيا. وتتزامن هذه الزيارة أيضا مع حرب خطيرة لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، والتي نتجت عن غزو روسيا للأراضي الأوكرانية.
وعقد الأسد لقاءين منفصلين مع "المرشد الأعلى والرئيس إبراهيم رئيسي"، حسب ما أفاد التلفزيون الإيراني. وكانت أول زيارة للرئيس السوري إلى طهران في 2011 عند اندلاع الاحتجاجات في بلاده، وأكدت فيما بعد أن دمشق كسبت دعم البلد الشيعي في مواجهتها للمعارضة المسلحة والجماعات المتطرفة
وتدعم طهران الأسد بالمال والرجال، حيث أرسلت آلاف "المتطوعين" إلى سوريا للقتال، بإشراف أعضاء ما يعرف بـ"الحرس الثوري"، المصنف من طرف واشنطن كمنظمة إرهابية، والذي تعيق الاختلافات حوله اليوم تقدم المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني.
وهذه العلاقة القوية بين النظامين يصفها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامئني بـ"الحيوية"، مشددا على أنه "ينبغي بذل مزيد من الجهود المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين أكثر فاكثر". 
وفي نفس السياق، يؤكد الأسد في بيان للرئاسة السورية، على "أهمية الاستمرار في التعاون من أجل عدم السماح لأمريكا بإعادة بناء منظومة الإرهاب الدولية التي استخدمتها للإضرار بدول العالم وخاصة دول المنطقة طوال العقود الماضية"، حسب توصيفه.
"إيران جزء من العقيدة السياسية للنظام السوري"
الكل يعرف أن إيران حاضرة بثقلها السياسي والعسكري في سوريا. وأن "طهران لها تواجد قوي داخل نظام دمشق. وأصبحت جزءا من عقيدتها السياسية التي كانت تتصرف بها سوريا مع دول المنطقة والجيران ولتحركاتها في جامعة الدول العربية"، يقول الخبير الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط الدكتور فواز كاسب.
"والربيع العربي زاد من هذا التجذر الإيراني في النظام السوري، ذلك لتشبثه به زيادة على الدعم الروسي له للحفاظ على بقائه على المسرح السياسي السوري، لأن هذا الوضع يخدم مصالح جيو-اجتماعية وكذلك جيو-اقتصادية لطهران". كما أن تمسك إيران بالنظام السوري، يضمن لها "امتدادها الشيعي" بالمنطقة، وفق تفسير كاسب.
وهذه الزيارة تؤكد، بالنسبة لكاسب، "أن سوريا ما زالت تدور في المدار السياسي الإيراني. وطهران لها غاية من مثل هذه الزيارات. وهي بقاؤها محورا رئيسيا في المنطقة له تأثير مباشر على أكثر من بلد عربي". 
ولا يخفي الخبير الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط أنه "فعلا إيران حققت مكاسب سياسية في بلدان عربية، وأتت ظروف سياسية جديدة لتستثمرها أكثر، لا سيما المتغيرات التي يعيشها العالم، بسبب الحرب في أوكرانيا، وتريد طهران أن تستفيد منها بأقصى ما يمكن، بالرفع من طلباتها في التفاوض بفيينا بشأن الملف النووي".
وكانت وكالة رويترز، نقلت عن مصادر، وصفتها بالمطلعة، أن المسؤولين الغربيين فقدوا الأمل إلى حد كبير في إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني، مما أجبرهم على التفكير في كيفية الحد من برنامج إيران النووي حتى في الوقت الذي أدى فيه الغزو الروسي لأوكرانيا إلى حدوث انقسام بين القوى العظمى.
وبدا الاتفاق النووي على وشك انبعاثه من جديد في أوائل مارس/ آذار عندما دعا الاتحاد الأوروبي -الذي ينسق المحادثات- الوزراء إلى فيينا لإبرامه. لكن المحادثات أصبحت في مهب الريح بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة وما إذا كانت واشنطن سترفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. ويبدو أن مسألة تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، يشكل العائق الأساسي لتقدم المفاوضات في الوقت الحالي، حيث يجد الرئيس الأمريكي جو بايدن صعوبة في التغلب على المعارضة المحلية لرفعه من قائمة الإرهاب.
"ورقة ضغط على الولايات المتحدة" واستعراض قوة أمام إسرائيل
تحاول إيران أن تستفيد من الوضع الدولي الحالي مع الحرب في أوكرانيا، وتركيز واشنطن جهودها عليها. وتحرك لهذا الغرض كل أوراقها التي قد تساعدها في كسب المزيد من المكاسب في مفاوضات الملف النووي بممارسة نوع من "الضغط على الولايات المتحدة، بحشد حلفائها في المنطقة بدءا من سوريا" حسب قراءة كاسب.
وشدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أثناء زيارة الأسد على أنه "يجب تحرير جمع الأراضي السورية من المحتلين الأجانب"، بدون الخوض في التفاصيل، فيما لا يزال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي تم تشكيله لمحاربة الجهاديين عام 2014، يحتفظ بقوات في سوريا.
"لذلك أنا من منظوري هي زيارة بطلب من النظام الإيراني. لإظهار لواشنطن أن هناك تكتل ضدها في المنطقة ومصالحها، خاصة وأن حلفاءها في أكثر من بلد عربي بالمنطقة، يتحركون بإشارة منها لتحقيق مصالحها... إيران تحاول الاستثمار في حلفائها بالمنطقة للضغط على الولايات المتحدة بغرض الملف النووي"، يخلص كاسب.
ويشير الخبير الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط إلى أنه لإيران "أهدافها الاستراتيجية" التي تتحرك وفقها بالمنطقة، "ولن تهدأ تدخلاتها في الشؤون الداخلية حتى تحقيقها وإن كانت تحاول تحسين سمعتها في علاقتها" بدول الجوار لا سيما مجلس التعاون الخليجي.
وهذا التحالف الإيراني السوري استعراض أيضا لقوة التقارب بين النظامين أمام الغريم الإسرائيلي، أبرز حليف لواشنطن في المنطقة. قناة "كان" الإسرائيلية وقفت عند هذه الزيارة، لافتة إلى أن "الأسد قال لخامنئي في اللقاء بينهما إن العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين منعت الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، ويجب أن تتعاظم". 
وبهذا الشأن، أكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية أمير موسوي في تصريح لموقع "الميادين" اللبناني، المقرب من حزب الله أحد حلفاء إيران أيضا بالمنطقة، أن "زيارة الرئيس الأسد الحالية تختلف عن الزيارات السابقة، خصوصا أنه يأتي هذه المرة منتصرا على الإرهاب"، وأضاف أن هذه الزيارة "رسًمت العلاقات الثنائية وقضية التهديدات الجديدة وإعادة إعمار سوريا".ولفت موسوي إلى أنه "تم البحث في التهديدات الإسرائيلية الجديدة، ولا سيما ضد سوريا، والتحرشات التركية". 
بوعلام غبشي
=============================
سانا :عبد اللهيان: زيارة الرئيس الأسد إلى طهران شكلت منعطفاً جديداً في تاريخ العلاقات بين البلدين
2022-05-09
طهران-سانا
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الزيارة التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد إلى طهران جرت في أجواء سادتها مشاعر الأخوة والصداقة وشكلت منعطفاً جديداً في تاريخ العلاقات بين البلدين.
وقال عبد اللهيان في حوار مع مركز نشر وحفظ مؤلفات الإمام السيد علي الخامنئي اليوم: إن لقاء الرئيس الأسد مع قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي ورئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي حمل رسالة مفادها بأن العلاقات بين سورية وإيران متميزة لا تنفصل وأن لدى قادة البلدين إرادة في توسيع وتعزيز الأواصر بينهما.
ولفت عبد اللهيان إلى أن علاقات البلدين أخذت منحى جديداً خلال الفترة الأخيرة وباتت تشمل إضافة إلى المسار العسكري والأمني مجالات التنمية الاقتصادية والتجارية والسياحية الشاملة وتم التوصل إلى توافقات في غاية الأهمية.
وأوضح عبد اللهيان أنه يمكن الاستنتاج من مباحثات القمة السورية الإيرانية أن المقاومة اليوم تمر بأفضل ظروفها وبلغت ذروة القوة والاقتدار منوها بأن دماء الشهداء الإيرانيين امتزجت بدماء إخوانهم السوريين على أرض الشام بمواجهة أولئك الذين شنوا الحرب الإرهابية على كل من سورية والعراق.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن الرئيس الأسد بمعنوياته العالية وإرادته الحازمة في الدفاع عن استقلال ووحدة أراضي بلاده سيواصل المضي بحزم في سياسة دحر الإرهابيين والدخلاء الأجانب عن سورية.
=============================
لبنان داتابيز :قرار شخصي أم استدعاء... ما وراء زيارات الأسد الخارجية؟
المصدر: الحرة  |       الاثنين 09 أيار 2022       
على مدى السنوات الماضية اعتاد السوريون والمراقبون في العالم العربي والغربي أن تكون زيارات رئيس النظام السوري، بشار الأسد الخارجية "مفاجئة" ودون سابق إنذار، سواء تلك التي يجريها إلى روسيا حليفته الأبرز، أو مثل التي حصلت الأحد إلى طهران، وقبلها لأول مرة إلى الإمارات العربية المتحدة.
وفي جميع هذه الزيارات لم تُعقد للأسد أي "مراسم بروتوكولية" أو تشريفات لافتة، بل وعلى عجل تنشر صور خاطفة له مع نظرائه من الروس والإيرانيين أو غيرهم، دون أن يمر كما المعتاد على سجادة حمراء، أو أن يتم استقباله من قبل حرس الشرف، بالتزامن مع عزف "النشيد الوطني".
وتثير هذه الحالة بين الفترة والأخرى الكثير من التساؤلات عن الأسباب التي تقف وراء عدم اتجاه هذه الدول التي زارها الأسد لعقد المراسم المتعارف عليها دوليا، فيما تذهب بعض تحليلات المراقبين إلى اعتبارات "سياسية وأمنية".
وكان الأسد وصل إلى العاصمة الإيرانية طهران، الأحد، في زيارة "نادرة" هي الثانية له منذ عام 2011، حيث التقى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي والرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي.
وبحث الطرفان قضايا اقتصادية وسياسية، بحسب وسائل إعلام إيرانية وسورية، بينما لم تتضح الأسباب الرئيسية لهكذا خطوة، لا سيما أنها تأتي على وقع تطورات إقليمية ودولية متسارعة، وفي الوقت الذي تتعرض فيه روسيا، حليفته الأساسية، لضغوط بسبب حربها ضد أوكرانيا.
وقال المرشد الأعلى، بحسب بيان نُشر على موقعه، إن العلاقات بين طهران ودمشق "حيوية" و"ينبغي بذل مزيد من الجهود المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين أكثر فأكثر".
من جانبه، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، الاثنين، إلى أن "سوريا خرجت من الأجواء التي خلقها لها الإرهابيون والمتآمرون".
واعتبر زيارة الأسد إلى طهران, "بأنها حملت معها رسالة مهمة جدا، وهي أن سوريا دخلت مرحلة جديدة".
ومنذ عامين، وعقب انحسار رقعة العمليات العسكرية في سوريا، كان النظام السوري قد اتجه للترويج إلى "فكرة الأسد المنتصر"، على الرغم من حالة "العزلة" العربية التي يعيشها والغربية أيضا، عدا عن سجل الانتهاكات الواسع الذي ارتكبتها قواته ضد المدنيين، بحسب توثيقات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق إنسان دولية.
وسرعان ما زاد الحديث عن هذه الفكرة من جانبه شيئا فشيئا، مع اتخاذ دول عربية مسارات لإعادة تطبيع علاقاتها معه، لكن ذلك لم يكن كفيلا حتى الآن إلى كسر حالة العزلة المفروضة عليه.
ولهذه العزلة، بحسب مراقبين، تأثير على زيارات الأسد للخارج، التي اقتصرت على مدى السنوات الماضية إلى موسكو وطهران وأبوظبي فقط. وكانت بذات السياق العام، من زاوية طبيعتها وعامل التوقيت الذي جاءت فيه.
ورغم أن "الدول الحليفة" فتحت الأبواب لاستقباله بأوقات متفرقة، إلا أنها لم تعتمد أي "بروتوكول شرفي"، وفي وقت دارت فيه تساؤلات: "هل خرج بقرار شخصي أم تم استدعاؤه؟".
ويرى الدبلوماسي السوري السابق، بشار الحاج علي، أنه يجب التفريق بين جانبين من البروتوكولات، الأول مثل "التباعد وارتداء الكمامة كما حصل مؤخرا في جائحة كورونا"، والثاني الخاص بـ"انتقاص السيادة".
ويقول علي: "الجزء الثاني ينطبق على حالة رئيس النظام السوري بشار الأسد, هو يتعلق بانتقاص سيادته وموقعه وأنه رئيس لدولة".
ويعتقد الدبلوماسي السوري السابق أن ما سبق أقرب "إلى رسائل تستخدمها القوى المتدخلة في سوريا، مثل إيران وروسيا للقول إنها صاحبة القرار وأن من يأتي تابع وليس رئيس".
واستعرض علي بعض تفاصيل البروتوكولات والمراسم الشرفية، "في الدول يتم استقبال الرئيس في القصر مع وجود علمين وعزف النشيد الوطني واستقبال حرس الشرف".
لكن فيما يخص زيارات الأسد، يتابع ذات المتحدث: "كوصوله إلى طهران مثلا, هي رسالة خارجية سياسية وداخلية، لتغذية الدعاية والانتصارات أن إيران تسيطر على سوريا. كانت زيارة استدعاء لا أكثر".
من جهته اعتبر المحلل السياسي المقيم في دمشق، علاء الأصفري، أن "الزيارات التي يجريها الأسد، وإلى حد بعيد، تتم بعيدا عن البروتوكولات السطحية، وغير المهمة".
ويقول الأصفري: "الأسد يريد أن يكون هناك إنجاز في زياراته. هو يؤمن بالعمل لصالح بلاده وشعبه ووطنه، بعيدا عن البروتوكولات الجوفاء التي نسمعها بين الدول".
وأضاف, "نحن في حالة حرب مع دول عدائية، مع إسرائيل وأميركا وبعض الدول الخليجية".
ويشير الأصفري إلى عامل آخر لغياب البروتوكولات، أو حتى الإعلان المسبق عن الزيارات، بقوله: "ذلك يأتي منعا من أي استهداف شخصي للأسد. لذلك تكون مفاجئة".
ويضيف أيضا: "الإعلان المسبق عن الزيارة قد يفضي إلى إحراج أو ضغط – على الإمارات مثلا"، مؤكدا: "تجنب البروتوكولات السطحية قد يفيد في القضايا السورية الملحة والعاجلة. الأسد هو من يبتعد عن صخب البروتوكولات الجوفاء"، بحسب تعبيره.
أما الباحث السوري في مركز "عمران للدرسات الاستراتيجية"، نوار شعبان، فاعتبر أن طريقة الزيارة التي يجريها الأسد تتلخص ضمن إطار "رسائل من دولة إلى دول أخرى".
ويقول شعبان في حديث لموقع "الحرة": "عندما ترسل إيران طائرة تجارية لبشار الأسد وتستقبله بهذا الشكل فذلك يعني أنها أوصلت رسالة مفادها: نحن مسيطرون عليه، رغم دخول دول عربية أخرى على الخط".
وتابع "بالسياق الإعلامي يتم الإعلان عقب الزيارات عن تفاهمات وتعزيز للمصالح المشتركة".
لكن الباحث يرى الأمر غير ذلك، ويتابع: "النقاشات تكون كرسائل وتوجيهات للفترة القادمة. هذه التوجيهات أمنية وتتضمن إعطاء الأسد آليات التصرف في حال حصلت سيناريوهات معينة. كدخول دول على خط الملف السوري أو حتى زعزعة الانتشار الروسي، انعكاسا لما يحصل في أوكرانيا".
في غضون ذلك فقد درج العرف الدبلوماسي الدولي على أنه يجب الإعداد المسبق لبرنامج عمل كامل ينظم زيارات الرؤساء لدولة أخرى.
وهذا البرنامج يضبط التوقيت الزمني للزيارة، ومحطاتها وأعضاء الوفد الذي سيكون برفقة رئيس الدولة.
ونادرا ما أعلنت "رئاسة الجمهورية السورية"، في السنوات العشر الماضية عن هكذا خطوات، حتى أنها لا تحدد بالعموم الموعد الدقيق الذي جرت فيه زيارة الأسد إلى دولة ما، ومن أين خرج وهبط وكيف؟
وبحسب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، فإن زيارة الأسد إلى طهران الأحد "كانت مبرمجة"، وأنه "بعد أن تهيأت الظروف جرت، حيث جاء إلى طهران، برفقة وفد رفيع المستوى".
بدوره تحدث الدبلوماسي الإيراني السابق، هادي أفقهي، لوكالة "مهر" أن اللقاء الذي حصل هو "شوكة في عيون الذين راهنوا على إيجاد شرخ في العلاقة الاستراتيجية بين إيران وسوريا، من خلال فتح سفاراتهم والمشاركة في إعادة الإعمار حسب زعمهم".
وأضاف, "هذا اللقاء المبارك له ما بعده من بركات وانتصارات وإنجازات يعم كل جغرافيا محور المقاومة بل عموم غرب آسيا".
ويوضح الدبلوماسي السوري السابق، بشار الحاج علي أن "الإجراءات الأمنية لا تكون مع رؤساء الدول"، مستبعدا أن يكون هناك أسباب أمنية، لغياب البروتوكولات أو حتى الإعلان المسبق عن الزيارة.
وأضاف الدبلوماسي السوري أن, "الإجراءات الأمنية ترتبط بزيارة شخصية أمنية ومهمة, في الغالب تكون سرية ومغطاة ويشوبها تعتيم".
ويتابع الحاج علي: "زيارة الرئيس تكون إعلامية ولإرسال رسائل سياسية. لا يمكن أن يكون إسقاط البروتوكولات سهوا!".
من جهته وبينما يقول الدبلوماسي السوري السابق، داني البعاج، إن عدم الإعلان عن زيارات الأسد بشكل مسبق "أمني بلا شك"، يضيف أن "هناك خللا بروتوكوليا واضحا، لاسيما أنه ما المانع باستقباله في المطار أو بمراسم شرفية؟".
ويوضح البعاج, "كاعتبار أمني, أن لا يتم الإعلان عن موعد الخروج من سوريا. لكن عندما يصل إلى روسيا أو إيران ما الأسباب التي تحول دون ذلك؟".
"هناك خلل غير مفهوم في هذا الجانب"، ويؤكد الدبلوماسي السوري السابق على فكرة أن "هناك دافع أمني لعدم الإعلان المسبق عن الزيارات، لكن أيضا هناك خلل بروتوكولي واضح عقب الكشف عنها إعلاميا".
=============================
القدس العربي :الأسد في طهران: فاقد الشيء لا يعطيه
9 - مايو - 2022
 رأي القدس
أعلنت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن رئيس النظام السوري بشار الأسد قام مؤخراً بزيارة إلى طهران التقى خلالها المرشد الأعلى علي خامنئي، كما اجتمع قبلها مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وكما جرت العادة لم يُعلن عن الزيارة مسبقاً، وكانت الثانية التي يقوم بها الأسد إلى إيران منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية في سوريا ربيع 2011 وما أعقبها من تدخل عسكري إيراني لصالح النظام، سواء مباشرة عبر «الحرس الثوري» أو عن طريق «حزب الله» اللبناني والميليشيات العراقية والأجنبية الموالية لطهران.
وعلى غرار زيارة الأسد السابقة إلى طهران، أواخر شباط/ فبراير 2019، لوحظ غياب العلم السوري عن القاعة التي شهدت لقاء خامنئي والأسد، وكذلك غياب وفد وزاري سوري يمكن أن يوحي بأي جدول أعمال ذي طابع عملي اقتصادي أو تنموي أو حتى عسكري. ويُذكر أنه خلال تلك الزيارة كان خامنئي قد حرص على إشراك قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» يومذاك خلال استقبال الأسد، الأمر الذي أثار في حينه استياء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فتقدم باستقالته قبل أن يتراجع عنها.
وكان لافتاً أن خامنئي ذكّر الأسد خلال الزيارة الأخيرة بأن «بعض قادة الدول المجاورة لإيران وسوريا يلتقون بقادة الكيان الصهيوني» مضيفاً بأن شعوبهم ترفع شعارات ضدهم في يوم القدس، غامزاً بذلك من قناة الإمارات التي كانت أول دولة عربية تكسر عزلة النظام السوري وتستقبل الأسد. والمفارقة أن التلفزيون الرسمي الإيراني نقل عن رئيس النظام السوري قوله إن «العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسوريا حالت دون سيطرة الكيان الصهيوني على المنطقة» متجاهلاً حقيقة لهاث أصدقاء نظامه الإماراتيين نحو التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وبهذا فإن هذه الزيارة مثل سابقتها تستهدف الإيحاء بأن النظام السوري خرج من عنق الزجاجة والترويج لمظاهر خادعة حول استقراره، وهذا ما عكسته أقوال خامنئي بأن «احترام سوريا ومكانتها أكبر من ذي قبل، والجميع يرى هذا البلد كقوة». لكن الواقع الفعلي لا يكذّب هذه المزاعم فقط، بل يقدم كل يوم دليلاً على غرق النظام في أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية مستعصية، لا تنفع في إخفاء عواقبها أضاليل مفضوحة من نوع إصدار قوانين تحريم التعذيب أو العفو عن السجناء، فضلاً عن افتضاح المزيد من جرائم النظام بحق أبناء الشعب السوري كما في مجزرة حيّ «التضامن» مثلاً.
كذلك فإن فاقد الشيء لا يعطيه، وإيران ذاتها ليست في حال من الاستقرار السياسي أو الاقتصادي تتيح لها التفاخر بما تزود به النظام السوري من مساندة، فالعقوبات تواصل الإثقال على معاش الشارع الشعبي الإيراني، وسلّة النفوذ الإقليمي الإيراني في المنطقة ليست في أفضل أحوالها، واستهداف القاذفات الإسرائيلية للمواقع الإيرانية داخل سوريا يتواصل من دون رد، ومفاوضات فيينا حول البرنامج النووي متعثرة أو شبه مجمدة. وقد لا تكون مبالغة أن الثمرة الأبرز خلف زيارة الأسد الثانية إلى طهران أن وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان لم يقدم استقالته هذه المرة.
=============================
النبأ :طهران: زيارة الأسد رسالة بأنّ سورية دخلت مرحلة جديدة
منذ يومين473
شدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، على أنّ بلاده ملتزمة بالمسار الدبلوماسي للتوصل إلى اتفاق قوي حول برنامجها النووي، مؤكداً أنّ «التوصل إلى اتفاق ممكن إذا اتخذت واشنطن قرارها وردت على النقاط المتبقية».
وأوضح خطيب زاده، في مؤتمر صحافي أمس، أنّ المفاوضات كانت متواصلة رغم توقفها في فيينا، شارحاً أنّ ذلك كان يتمّ «عبر تبادل الرسائل» بين طهران والقوى الكبرى.
وأكد زاده أنّ «موقفنا النووي واضح»، مضيفاً أنّ «المفاوضات مستمرة ولم تصل إلى طريق مسدود».
وتابع زاده: «أننا لن نسمح في المفاوضات ببقاء أيّ آلية تمنع إيران من الاستفادة الكاملة من الاتفاق النووي»، لافتاً إلى أنّ «اختزال القضايا العالقة في فيينا برفع حرس الثورة عن لائحة الإرهاب جزء من حرب نفسية».
وبشأن تفاصيل زيارة منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي أنريكي مورا لطهران، رأى زاده أنّ الزيارة «لا تعني أنّ هناك رسالة جديدة»، لافتاً إلى أنّه «سيتمّ عقد مشاورات ولقاءات بين مورا وباقري كني وعدد من المسؤولين الإيرانيين».
وتطرق زاده إلى ملف الأموال المجمّدة، مؤكداً أنّ «طهران لا ترهن مساعيها في الإفراج عن أموالها المجمّدة، لأيّ طرف ثالث»، في ظلّ استمرار المساعي الدبلوماسية لإيجاد حلول على هذا الصعيد».
وعن العلاقة مع السعودية، قال زاده إنّه «لم يحدث أيّ جديد بعد المحادثات الأخيرة مع السعودیة»، معرباً عن أمله في «تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في الجولات الماضية من الحوار بين طهران والرياض».
وأشار المسؤول الإيراني إلى زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني المرتقبة لطهران، كاشفاً عن توجه الرئيس إبراهيم رئيسي إلى زيارة إحدى دول الخليج خلال الأسابيع المقبلة.
وعن العلاقات الإيرانية السورية، لفت زاده إلى أنّ «العلاقات التجارية الاقتصادية بين طهران ودمشق مستمرة»، ملمحاً إلى «عوائق أمنية» على هذا الصعيد.
وعلق زاده على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، معتبراً أنها «ستُشكل أساساً جديداً لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في المجال المدني والاقتصادي والشعبي».
وأوضح زاده أنّ زيارة الأسد إلى طهران تمّ تنسيقها منذ مدة، مضيفاً أنّ «سورية خرجت من الأجواء التي حاول الإرهابيون فرضها».
وأكمل أنّ «رسالة هذه الزيارة تكمن في أنّ دمشق بدأت مرحلة جديدة في المنطقة».
=============================
العربي الجديد :الأسد يكافئ المطبعين العرب معه باختيار طهران
غازي عينتاب
أمين العاصي
10 مايو 2022
في ظل انشغال روسيا في غزوها لأوكرانيا، اختار رئيس النظام السوري بشار الأسد، زيارة العاصمة الإيرانية طهران، للمرة الثانية علناً منذ بدء الثورة السورية في ربيع عام 2011، في خطوة تؤكد أن إيران ما تزال الحليف الإقليمي الأقرب للأسد.
وتبدو هذه الزيارة كرسالة لدول عربية تحاول إعادة تعويم نظام الأسد وتسليمه مقعد سورية في جامعة الدول العربية، مبررة ذلك بإبعاد الأسد عن إيران، ليؤكد الأخير عدم تراجعه عن تحالفه مع طهران.
لقاءات الأسد في طهران
وذكرت وسائل إعلام إيرانية وأخرى تابعة للنظام السوري، أن الأسد التقى في طهران، أمس الأول الأحد، المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في اجتماعين أحدهما مغلق، كما التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال زيارته غير المعلن عنها سلفاً.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية (شبه رسمية) عن الرئيس الإيراني قوله، خلال لقائه الأسد، إن أولوية حكومته هي تعزيز العلاقات الإستراتيجية مع سورية.
كما نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن الأسد قوله إن "العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسورية حالت دون سيطرة الكيان الصهيوني على المنطقة"، مؤكداً ضرورة استمرار هذه العلاقة الاستراتيجية بقوة.
من جهته، أكد خامنئي "التصميم الراسخ لدى الحكومة الإيرانية لتوسيع التعاون مع سورية، وضرورة بذل مزيد من الجهود المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين".
الأسد: العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسورية حالت دون سيطرة الكيان الصهيوني على المنطقة
وهذه الزيارة هي الثانية المعلنة للأسد إلى طهران بعد الثورة، إذ سبق له زيارتها في فبراير/شباط 2019. وجاءت زيارة الأسد إلى طهران في ظل انشغال روسيا وهي الحليف الدولي لنظامه، في غزوها لأوكرانيا، وهو ما يعزز الاعتقاد أن الجانب الإيراني يستغل هذا الانشغال لتوسيع نفوذه أكثر في سورية.
كما تأتي الزيارة بعد عدة خطوات من دول عربية باتجاه نظام الأسد تكللت بزيارة الأخير إلى الإمارات في مارس/آذار الماضي. وتخالف زيارة الأسد إلى طهران ولقاؤه خامنئي، الرغبة العربية في الحد من النفوذ الإيراني في سورية، مقابل إعادة تعويمه مرة أخرى من خلال إعادته إلى جامعة الدول العربية.
ويبدو أن الأسد أراد من الزيارة التأكيد مرة أخرى أنه لن يتراجع عن حلفه مع الجانب الإيراني وهو الداعم الإقليمي الأبرز له في صراعه من أجل البقاء في السلطة.
وكان الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني قد انخرطا مع الشهور الأولى للثورة في الصراع إلى جانب النظام، وتنتشر اليوم عشرات المليشيات في عموم المناطق التي تقع تحت سيطرة هذا النظام.
وتفرض إيران سيطرة شبه مطلقة على جانب كبير من محافظة دير الزور في شرقي سورية، وعلى تدمر في قلب البادية السورية وعلى محيط دمشق. وتحافظ على حضور نشط لها في دمشق وحمص وحلب وحماة، وفي درعا جنوب سورية.
ويتعرض الوجود العسكري الإيراني في سورية لهجمات متكررة من الطيران الإسرائيلي ومن طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إلا أن طهران لم تتراجع عن خططها في ترسيخ هذا الوجود وخلق وقائع على الأرض لا يمكن تجاوزها في أي حلول مستقبلية للقضية السورية.
ورأى مدير وحدة تحليل السياسات في مركز "الحوار السوري" للدراسات، الباحث محمد سالم، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "تغيرات كبيرة طرأت على المشهد بعد التورط الروسي، والذي يبدو أنه سيكون طويل الأمد في أوكرانيا، ما يعني تراجع دور موسكو في سورية".
تُظهر الزيارة حجم السيطرة الإيرانية على الوضع السوري 
وأضاف: "يمكن لإيران الاستفادة من المستجدات لزيادة نفوذها في سورية، وخصوصاً مع تراجع العقوبات عليها وارتفاع أسعار النفط". وأشار إلى أن "هذه القضايا ومسائل أخرى مثل عودة اللاجئين السوريين والتطبيع العربي مع الأسد، كلها تحتاج لترتيب بين الأسد والجانب الإيراني، لذا جاءت هذه الزيارة".
ويبدو أن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على الملف السوري تدفع الأسد إلى تعزيز تحالفه مع الجانب الإيراني، إذ تراجع اهتمام موسكو، بالملف السوري الذي لا يمكن عزله عن تغيرات كبيرة فرضها الغزو الروسي لأوكرانيا.
رسائل إيرانية
ووضع الباحث في "المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام" رشيد حوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، زيارة الأسد إلى طهران في سياق الرسائل الإيرانية المتكررة التي تؤكد "أن إيران ماضية في مشروعها وتمددها في سورية، وهي نقطة ارتكاز بالنسبة لها".
وأعرب عن اعتقاده بأن الجانب الإيراني "يتخذ من سورية ورقة تفاوض يحقق من خلالها بعض المطالب"، مشيراً إلى أن الزيارة "تدشن مرحلة جديدة بين الطرفين (النظام وإيران) في ظل انشغال روسيا بأوكرانيا، عنوانها التصعيد".
ولفت إلى أن الزيارة "تزامنت مع العديد من المضايقات التي يقوم بها عناصر النظام بالتعاون مع المليشيات المدعومة إيرانياً، ضد القوات الأميركية في منطقة شرق الفرات".
ولم يستبعد حوراني أن تكون الزيارة "دعائية استعراضية في ضوء ما يعانيه الطرفان من ضغوطات إقليمية تتمثل بانفتاح تركي على دول الإقليم، ودولية بهدف تقليص نفوذ إيران في سورية"، وفق حوراني.
من جهته، قال المحلل السياسي رضوان زيادة، لـ"العربي الجديد"، إن الزيارة "تعزيز لتحالف الشر بين الأسد ونظام طهران"، مضيفا: "تُظهر في الوقت نفسه حجم التغلغل والسيطرة الإيرانية في الوضع السوري. الأسد بيدق بيد موسكو وطهران".
وحول تبعات الزيارة على التطبيع العربي مع الأسد، أعرب زيادة عن اعتقاده "أن حجة التطبيع العربي لإبعاد الأسد عن إيران غير جدية، فالأسد لن يتنازل عن طهران مقابل وهم التطبيع العربي". وأشار زيادة إلى أن الأسد "ربما يشعر أن موسكو لن تساعده الآن فهي في مأزق"". وبرأيه فإن الأسد يحتاج إلى مساعدات عاجلة من طهران.
=============================
اورينت :"الاقتصاد مسألة ثانوية".. لماذا استدعى خامنئي بشار الأسد إلى طهران؟
أورينت نت- عقيل حسين مصطفى محمد 2022-05-10 07:08:22
رغم اعتبار الكثيرين أن الزيارة التي أجراها بشار أسد إلى طهران قبل يومين وهي الثانية له منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظامه، تحمل طابعاً اقتصادياً نتيجة الظرف العصيب الذي يمر به نظامه على هذا الصعيد، ورغم أن الإعلام المقرب من نظام أسد ركّز على أن العنوان الأبرز للزيارة هو الملف الاقتصادي و"البحث عن سبل حلحلة الحصار والعقوبات وتأمين ما يحتاجه المواطن السوري"، إلا أن اجتماع الأخير بالمرشد علي خامنئي الذي لا يبحث مع الشخصيات الأجنبية إلا المسائل الحساسة، يؤشر إلى أن الزيارة لم تكن اقتصادية بامتياز كما يروّج لها.
حماس هي الملف
مصادر خاصة كشفت لـ "أورينت نت" أن الملف الأساسي للزيارة كان استئناف العلاقة بين النظام وحركة حماس الفلسطينية، مشيرة إلى أن بشار أسد وافق على ذلك وأن عودة الحركة إلى دمشق باتت مسألة وقت.
وحسب المصادر فقد سبقت الزيارة محاولات حثيثة من أجل تطبيع العلاقات بشكل رسمي بين حماس والنظام عبر وسطاء من حزب الله اللبناني وميليشيا الحشد الشعبي وجماعة الحوثي اليمنية، لكنها جميعها اصطدمت بتعنت نظام أسد الذي ما زال يعتبر أن الحركة خانته وتخلت عنه عندما احتاج أن تقف إلى جانبه وتقاتل معه.
وشهدت العلاقات بين الجانبين فتوراً خلال الأشهر الأولى من اندلاع الثورة السورية عام ٢٠١١، قبل أن يغادر قادتها العاصمة دمشق، ثم انقطعت العلاقات بشكل كامل خاصة بعد وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر عام ٢٠١٢، وفتح تركيا الأبواب أمام حماس، حيث صدرت تصريحات مناهضة للنظام من قبل مسؤولين فيها وعلى رأسهم خالد مشعل، بينما التزم معظم قيادييها الصمت حتى العام ٢٠١٩ عندما بدأ بعضهم بإطلاق التصريحات المؤيدة لأسد.
ورغم اقتصار موقف الحركة من جرائم ميليشيا أسد الواسعة على الخروج من دمشق والتصريحات التي كان سقفها إدانة بعض المجازر، إلا أن النظام يتّهمها بدعم فصائل المعارضة على صعيد التدريب، وتشكيل جماعة تابعة لها في جنوب دمشق قاتلت إلى جانب الثوار، وهو ما نفته الحركة باستمرار.
وطيلة الأعوام الثلاثة الماضية تجاهل النظام كل المغازلات التي حاول من خلالها قادة حماس التقرب منه، بالإضافة إلى جميع محاولات إصلاح العلاقة بينهما، الأمر الذي استدعى في النهاية تدخل المرشد الإيراني لثني النظام في دمشق عن تعنته.
وتنقل مصادر أورينت عن جهات إيرانية مطلعة، وأخرى مقربة جداً من حركة حماس "أن بشار أسد وافق على طلب المرشد إعادة العلاقات مع الحركة، لكنه أصر على ألا يشمل ذلك ثلاثة شخصيات يعتبر إعادة التواصل معها خطاً أحمر"، وتقول إن في مقدمتها خالد مشعل.
وتضيف المصادر أن تدخّل المرشد خامنئي أتى تتويجاً لمساع استغرقت أشهر، لكنها تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة الماضية بعد دخول روسيا على الخط وطلبها من النظام إعادة العلاقات مع حماس بعد التوتر في العلاقات بين موسكو وتل أبيب.
دوافع استثنائية
من جانبه لم يستبعد مدير المكتب الإعلامي في "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، ناصر عزيز، في حديث لـ"أورينت نت" ذلك، مبيناً أن "الزيارة وإن كان من بين أجنداتها ما هو متعلق بالشق الاقتصادي، إلا أن اجتماع أسد بخامنئي يكشف عن تفاصيل وأهداف أخرى".
ويضيف عزيز، أن اللقاءات التي يجريها خامنئي مع المسؤولين الأجانب، عادة ما تكون مرتبطة بالتطورات الإقليمية والدولية، كما هو الحال مثلاً عندما يجري قادة حماس زيارات لخامنئي عند كل تصعيد عسكري في غزة.
 وبالقياس على ذلك، يربط “عزيز” الزيارة والعمل على تطبيع العلاقات بين حماس ونظام أسد بتعثر مفاوضات إحياء البرنامج النووي الإيراني في فيينا، ويقول: "يريد نظام إيران إظهار قوته وتحكمه بملفات المنطقة".
استعراض القوة
ويعود عزيز للحديث مجدداً عن محاولة نظام إيران إظهار قوة تحالفاته في المنقطة، قائلاً: "يستعرض نظام إيران قوة أذرعه في المنطقة، من سوريا إلى لبنان إلى اليمن، ليقول إن عدم توقيع الاتفاق النووي يعني زيادة الفوضى في المنطقة، مع اقتراب المفاوضات من مراحلها النهائية".
وهنا يعيدنا “عزيز” إلى الهجمات الصاروخية التي شنتها ميليشيا "الحوثي" ضد أهداف في السعودية والإمارات، مؤكداً أن "الهجمات جاءت أثناء انعقاد مفاوضات فيينا، للضغط على الغرب والاتحاد الأوروبي، وكذلك يأتي الهجوم الصاروخي الأخير في أربيل شمال العراق في السياق ذاته".
 وثمة أهداف أخرى للزيارة في هذا التوقيت، متصلة بالرد على ترويج بعض الأطراف الإقليمية لإمكانية فصل نظام أسد عن نظام إيران، أو تحجيم العلاقة بينهما، حسب عزيز، الذي يرى أن هذا التطور يجب أن يمثل تأكيداً حاسماً بالنسبة لهذه الأطراف على استحالة ذلك.
=============================
الشرق الاوسط :الأسد وقع في طهران على خط ائتمان إيراني لتزويد سوريا بالطاقة
الثلاثاء - 9 شوال 1443 هـ - 10 مايو 2022 مـ رقم العدد [ 15869]
دمشق: «الشرق الأوسط»
كشفت وسائل إعلام محلية سورية عن تفعيل الخط الائتماني الإيراني - السوري خلال الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى طهران، الأحد، وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)» بتوقيع الأسد على «مرحلة جديدة» من الخط الائتماني، تضمن تزويد سوريا بمواد الطاقة والمواد الأساسية الأخرى لسد النقص الحاصل في تلك المواد. دون ذكر تفاصيل عن الحجم المالي للخط الائتماني.
ويعدّ خط الائتمان نوعاً من التسهيلات المالية والقروض الميسّرة، تمنحها المصارف والمؤسسات المالية، وفق سقف محدد للمبلغ الذي يمكن سحبه ما دام جرى الالتزام بموعد السداد، كما أن الخط الائتماني يكون قابلاً للزيادة حال استنفاد رصيده بالاتفاق بين الطرفين.
يذكر أن أول خط ائتماني افتتحته إيران لسوريا، كان في عام 2013 بقيمة مليار دولار بفوائد ميسرة، تبعه خط آخر بقيمة 3 مليارات دولار لتمويل احتياجات البلاد من النفط ومشتقاته. وفي عام 2015 تم فتح خط ائتماني جديد بقيمة مليار دولار، استخدمت دمشق إيراداته في تمويل استيراد البضائع والسلع وتنفيذ المشاريع. وتضمن الدعم الاقتصادي الإيراني للنظام في سوريا، إلى جانب خطوط الائتمان، العديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي التي شملت مجالات حيوية؛ أبرزها الكهرباء والسكك الحديدية، رغم العقوبات الدولية المفروضة على البلدين.
ودخلت سوريا مرحلة حرجة في أزمة الوقود ومواد الطاقة منذ منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، بعد توقف وصول النفط الإيراني وتراجع الدعم الروسي، مع انخراط موسكو في الحرب الأوكرانية. وبحسب مصادر إعلامية، طلبت دمشق من دول عربية عدة تزويدها بالنفط عبر القطاع الخاص، إلا إن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا حالت دون تلبية الطلب العاجل. وقالت مصادر اقتصادية في دمشق إنه لا يوجد حل سوى تفعيل خط الائتمان الإيراني ـ السوري، وإيجاد مخرج للشروط الإيرانية التي تتضمن الدفع النقدي مقابل النفط على خلفية العقوبات الدولية على الجانبين الإيراني والسوري.
وجاءت زيار الرئيس السوري بشار الأسد المفاجئة إلى إيران، الأحد، لبحث هذه المسألة، وتوجت بتفعيل خط الائتمان، وإعلان إيران استمرارها في تقديم الدعم الاقتصادي للأسد، الذي التقى مرشد الثورة الإيرانية على خامنئي، وحصل منه على تطمينات باستمرار الدعم؛ وفق ما ذكرته المصادر.
يذكر أن أزمة الوقود ومواد الطاقة ساهمت في تواصل ارتفاع أسعار جميع السلع والحاجيات والمواد الغذائية لتصل الى أكثر من 800 في المائة، في أعلى مستوى لها منذ عام 2013، وفق بيان صدر الاثنين عن «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، حذر فيه من سيناريو «مقلق» للأمن الغذائي في سوريا. وجاء فيه أن «نحو 12 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف السكان، يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، بنسبة أكبر بـ51 في المائة من عام 2019، إلى جانب وجود نحو 1.9 مليون شخص معرضين لخطر الجوع، تزامناً مع تحول الوجبات الأساسية إلى رفاهية بالنسبة للملايين».
ودعا المدير التنفيذي للبرنامج، ديفيد بيزلي، المجتمع الدولي، الى تجنيب السوريين مستقبلاً كارثياً وتقديم دعم فوري وغير مشروط. وقال: «خلال عام واحد، شهدت سوريا احتياجات غير مسبوقة، ويتطلب التأثير الإضافي للحرب في أوكرانيا أن يتدخل المانحون للمساعدة على تجنب تقليل الحصص الغذائية أو تقليل عدد الأشخاص الذين يساعدهم البرنامج». وإيران؛ الحليف الإقليمي الرئيسي لسوريا، تدعم سلطة الأسد مالياً، وأرسلت آلاف «المتطوعين» إلى سوريا بإشراف أعضاء من «الحرس الثوري»، للقتال إلى جانب النظام في الحرب ضد مقاتلي المعارضة والجماعات المتشددة. وقال المرشد الإيراني، بحسب بيان نُشر على موقعه في أعقاب لقائه الأسد، إن العلاقات بين طهران ودمشق «حيوية» و«ينبغي بذل مزيد من الجهود المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين أكثر فأكثر».
=============================
المدن :زيارة الأسد لطهران:هموم اقتصادية..وإشارات للروس والاميركيين
المدن - عرب وعالم|الثلاثاء10/05/2022شارك المقال :0
سعت طهران من خلال استقبالها رئيس النظام السوري بشار الأسد الى الايحاء بأنها تتحكم في كثير من ملفات المنطقة على وقع فقدان الأمل بتوقيع إحياء الاتفاق النووي بعد أن كان وشيكاً، ما يعني أن محاولات فصل النظام عن فلك إيران عديمة الامل.
اهتمام اقتصادي
في المقابل، لا يبدو الأسد مهتماً برسائل طهران، بقدر اهتمامه بالمكاسب الاقتصادية التي يمكن تحصيلها من إيران، بعد أن أعيته الحيلة، إثر انشغال حليفته روسيا بغزوها أوكرانيا، وخصوصاً في تأمين النفط والعملات الصعبة لتمويل استيراد المواد الأساسية.
فبعد ساعات من الإعلان عن إجراء الأسد مباحثات مع المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، بدأت وسائل إعلام النظام بالترويج لمستجدات إيجابية على مستوى الاقتصاد والصناعة المحلية نتيجة الزيارة.
أما التصريحات الإيرانية عن أهداف الزيارة فكانت بعيدة نسبياً عن العناوين الاقتصادية، حيث نقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن الدبلوماسي السابق هادي أفقهي، قوله إن "زيارة الأسد تمثل شوكة في عيون الذين راهنوا على إيجاد شرخ في العلاقة الاستراتيجية بين البلدين".
ومن قبيل مجاراة الأسد، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن "رسالة زيارة الأسد إلى طهران هي دخول سوريا إلى مرحلة جديدة، وهي مرحلة إعادة الإعمار، وكان من الطبيعي أن تكون طهران ضمن وجهات زيارات الطرف السوري في هذا السياق، وذلك لتجميع نتائج الاتفاقات بين البلدين".
رسائل لروسيا
وعن الأهداف غير المعلنة للزيارة، يلفت رئيس "المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز" عباس الكعبي إلى استياء إيران من عدم توقيع اتفاق إحياء برنامجها النووي، بسبب الخلاف على تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، والضغوط الروسية، مبيناً أن "إيران كانت تعول على توقيع الاتفاق لتحسين وضعها الاقتصادي، وخصوصاً أن البلاد تشهد أزمة معيشية، وتظاهرات بعناوين اقتصادية في الأحواز التي تعد محركاً لكل الشعوب غير الفارسية في البلاد".
ويرجح الكعبي ل"المدن"، أن تكون طهران قد استقبلت الأسد في هذا التوقيت، بغية التعبير لموسكو عن الاستياء من عرقلة الروس لتوقيع الاتفاق، من دون أن يستبعد كذلك أن تكون طهران قد طلبت وساطة الأسد لدى موسكو في الشأن ذاته، منوهاً بخشية طهران من زيادة التنسيق بين موسكو وتل أبيب.
غزو أوكرانيا
من جانب آخر، يشير إلى تداعيات غزو أوكرانيا على الملف السوري، مؤكداً أن تأثيرات ما يجري في أوكرانيا، أثرت سلباً على مستوى التنسيق العسكري في سوريا بين موسكو وطهران، وبالتالي تحتاج الأخيرة إلى الأسد حتى يقوم بدور "الوسيط".
ويؤكد ذلك، تصريحات نقلتها قناة "الجزيرة" عن مصدر إيراني غیر رسمي مقرب من الحرس الثوري حول أن الزيارة جاءت لترتيب الأوراق والتنسيق عقب انسحاب بعض الوحدات الروسية من الأراضي السورية للمشاركة في الحرب على أوكرانيا.
كذلك، لا بد من الإشارة من وجهة نظر الكعبي، إلى التصريحات الإيرانية عن مرحلة إعادة إعمار سوريا، ويقول: "تريد طهران الحصول على الأولوية في هذه المرحلة، حتى تقطع الطريق على محاولات أطراف إقليمية أخرى"، مضيفاً "أرادت طهران القول للأسد، بأن الاعتماد يجب أن يكون عليها فقط، وأن احتمالية عودة الدول التي غيرت موقفها مؤخراً منه تبقى واردة".
يذكر أن زيارة الأسد لإيران التي تعد الثانية له منذ العام 2011، تأتي وسط ظروف اقتصادية بالغة التعقيد يعيشها الاقتصاد السوري، فاقمها ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً نتيجة تأثر طرق الإمداد الدولية، بسبب الحرب في أوكرانيا.
=============================
الحل :أسباب خفية لزيارة الأسد إلى إيران
بوساطة : محمد وسام  تم النشر : 5:30 م, الثلاثاء, 10 مايو 2022
زيارة مفاجئة وغير معلنة كانت العنوان الأبرز للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، في العاصمة الإيرانية طهران، يوم الأحد الفائت. إلا أن التساؤل الأبرز كان يصب في خانة الأهداف الحقيقية لزيارة الأسد.
وخلال ساعات قليلة تلت الزيارة كثرت التحليلات عما ترمي إيصاله طهران عبر الأسد، وكذلك حول مساعي الأخير من قيامه بزيارة إيران.
المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، أكد أن بلاده “ستستمر في دعم الحكومة السورية لاستكمال انتصارها على الإرهاب“، في حين شبّه الرئيس الإيراني الرئيس السوري بأنه “مثل والده حافظ الأسد، من وجوه جبهة المقاومة” حسب قوله.
وجاءت هذه التصريحات ذلك خلال لقاءات أجراها الأسد في طهران، بعد أن أعلنت وسائل إعلام، صباح الأحد، عن زيارة سريعة وغير معلنة قام بها الأسد إلى إيران، التقى خلالها خامنئي ورئيسي، في وقت تحدثت تقارير إعلامية عن “إعادة تموضع وترتيب أوراق” لإيران وميليشياتها في سوريا في ظل انسحاب وحدات روسية.
أهداف إيران
ويؤكد الباحث في الشؤون الإيرانية، إسلام المنسي، أن إيران تسعى من خلال زيارة الأسد إلى إيصال عدة رسائل، إلى عدة دول حول مشروعها الإقليمي للتأثير على مجريات المفاوضات في فيينا حول برنامجها النووي.
وحول مضمون تلك الرسائل يوضح المنسي في حديثه لـ“الحل نت“: “من ضمنها أن التقارب مع الدول العربية الذي ظهر خلال الفترة الماضية، لن يؤثر على علاقات دمشق مع طهران، وأنها علاقات أساسية لا يمكن المساس بها“.
ويضيف: “توقيت الزيارة مهم بالنسبة لإيران، وله أهداف سياسية، وهي تأكيد هيمنة إيران وسطوتها في المنطقة، وعلى سوريا تحديدا. هذا يعطي طهران قوة إضافية في المباحثات النووية. أيضا هذه الزيارة تأتي من أجل التأكيد على عدم وجود تنازل عن مشروع إيران الإقليمي“.
وبحسب ما يعتقد المنسي، فإن إيران تريد التأكيد على أنها تستطيع زعزعة الاستقرار في المنطقة ونشر التوتر في المنطقة، من خلال مشاركتها في الحروب، ويختم حديثه قائلا: “إيران تريد أن تؤكد أنها أن تجني ثمار ما حصدت في الماضي، من خلال مشاركتها في حروب المنطقة، خاصة مع انشغال روسيا في غزو أوكرانيا، ما سمح لإيران بالتحرك بشكل أوسع في سوريا.. هذه رسائل للداخل والخارج، بأن دول المنطقة لن تستطيع أن تأخذ سوريا من حضن إيران“.
بدوره نشر مركز “جسور للدراسات”، قراءة تحليلية، تناولت الزيارة التي أجراها الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران.
وقال المركز: إن: “الزيارة السريعة وغير المعلنة حظيت بزخم سياسي وإعلامي واضح من قِبل النظام وإيران، إلى درجة وصفها بأنها بداية لصفحة جديدة في العلاقات الإستراتيجية بين الجانبين“.
ويعتقد المركز أن إيران ستكون أكثر حرصا على فرض مزيد من الهيمنة على قطاعات الدولة في سوريا، اقتصاديا وعسكريا وأمنيا.
وتوقع المركز أن تُقدّم البنوك الإيرانية المزيد من التسهيلات لدمشق من أجل الحصول على قروض جديدة وضمان وصول شحنات جديدة من المحروقات بعد تراجُع كمياتها منذ مطلع عام 2022.
وعن الرسائل التي أرادت إيران إيصالها من خلال استقبالها لبشار الأسد، يقول المركز إنه من الواضح حرص طهران على استعراض نفوذها في سوريا قبيل انعقاد جولة جديدة من المباحثات النووية، وقبيل لقاء وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان، مع وزراء خارجية الدول المتمسكة بالاتفاق خلال زيارته إلى نيويورك.
إيران ودورها في نشر الحروب والفوضى
ساهمت الأذرع الإيرانية العسكرية خلال السنوات الماضية، في نشر الفوضى والعنف في العديد من الدول، لا سيما في اليمن وسوريا، فرأت طهران في الانفلات في اليمن فرصة ممتازة للإمعان في نشر الموت والفوضى في المنطقة، فقدمت رعاية للحوثيين، الذين اخترقوا كل قانون محلي (بإطاحتهم بالحكومة)، وفي سوريا عبر دعمها لحكومة دمشق في مواجهة المناوئين لها.
وتشير المعطيات الدولية إلى توجه العالم إلى محاربة أذرع إيران في المنطقة، إذ أنه من المتوقع أن تتسع دائرة الحكومات التي تصنف “حزب الله” و“حماس” وجميع الحركات العسكرية التي تتلقى دعما من إيران على قوائم الإرهاب، إضافة إلى تصنيف الميليشيات الإيرانية التي تنشط في سوريا وعلى رأسها “الحرس الثوري” الإيراني، والأذرع الأخرى كـ“زينبيون وفاطميون وغيرها من الميليشيات“.
هذا وتواصل إيران مساعيها في زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في سبيل إيصال رسائل مفادها أن رفض شروطها التي تحاول فرضها ضمن الاتفاق النووي، يعني استمرار مشروعها الإقليمي في نشر الفوضى في عدة دول بالمنطقة، وفق مراقبين.
=============================
القدس العربي :ما وراء زيارة بشّار الأسد لطهران؟
 جلبير الأشقر
قام رئيس النظام السوري، بشّار الأسد، بزيارة مفاجئة لطهران يوم الأحد الماضي، زاد من طابعها المفاجئ أن المذكور نادراً ما تجرأ على مغادرة بلاده منذ أن بدأت الانتفاضة الشعبية ضد نظامه في عام 2011. وقد كانت أول زيارة قام بها خارج سوريا منذ ذلك الحين زيارته لموسكو في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، شهرٌ بعد بدء التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية. ثم تكرّرت زيارات الرئيس السوري إلى روسيا، التقى خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي (2017 و2018) ومجدّداً في موسكو في أيلول/ سبتمبر الماضي بمناسبة اختتام السنة السادسة من مشاركة القوات المسلحة الروسية في تدمير سوريا وقتل شعبها.
أما طهران، فلم يزرها بشّار الأسد سوى مرّة واحدة قبل زيارته الأخيرة، وكان ذلك في شباط/ فبراير 2019. ومن المرجّح أن تلك الزيارة كانت رفعاً للعتب بعد ثلاث زيارات لروسيا بلا أي زيارة لإيران إلى حينها، بالرغم من أن إيران كانت هي أول من تدخّل على الأرض السورية لإنقاذ نظام آل الأسد بتكثيف تدخّل قواتها (الإيرانية والأفغانية) وقوات حليفاتها اللبنانية والعراقية بدءاً من عام 2013. بيد أن الزيارة الأخيرة تكتسي معنىً آخر أبعد عن الرمزية وأقرب إلى القلق الاستراتيجي.
ذلك أن تحولاً عظيماً حصل منذ زيارة رئيس النظام السوري إلى موسكو في الخريف الماضي. عندها كانت روسيا تبدو في أوجّ قوتها: بوتين يهدّد أوكرانيا بينما تتركّز القوات الروسية على مشارف هذا البلد، ولا يبالي بتحذيرات القوات الغربية، سواء أكانت تحذيرات واشنطن أو تحذيرات برلين وباريس الأكثر ودّية، لا بل بدت على الرئيس الروسي آنذاك ملامح كبرياء، رأى فيها بعض المراقبين أعراض حالة من «جنون العظمة».
أما اليوم فقد اتّضح أن حسابات بوتين كانت خاطئة تماماً. فقد انتكست الأهداف التي أعلنها عند بداية غزو قواته لأوكرانيا، عندما كان يعد بتغيير النظام في كييف على غرار قيام أمريكا بتغيير النظام في بغداد في عام 2003، الأمر الذي كان يستدعي احتلالاً للعاصمة الأوكرانية. وهو ما حاولت القوات الروسية تحقيقه في بداية الغزو، لكنّها فشلت أمام شدّة المقاومة الأوكرانية التي فاجأت العالم بأسره.
 
وبالرغم من أن روسيا أعلنت عن تغيير وجهة غزوها لحصره في احتلال شرقي أوكرانيا، فقد عجزت عن إنجاز ذلك الهدف المحدود بعد شهرين ونصف من القتال، ولا زالت تجهد لتوسيع رقعة احتلالها ببطء شديد وصعوبة فائقة. وربّما كان أبرز تعبير عن الإخفاق الروسي خطاب بوتين الباهت يوم الإثنين بمناسبة الاحتفال السنوي بالانتصار على النازية في عام 1945 (كان انتصاراً سوفييتياً شارك به الأوكرانيون بكثافة وقد احتفلوا بالمناسبة ذاتها يوم الأحد).
 
والحقيقة أن الإخفاق الروسي مصدر قلق عظيم بالنسبة للنظام السوري، لاسيما أن روسيا أخذت تسحب بعض وحداتها من سوريا إلى ساحة القتال في شرقي أوكرانيا، بل أخذت تستعين بمقاتلين سوريين في غزوها لذلك البلد.
 
فعوضاً عن إعلانه النصر في ذلك الاحتفال بما يسمّى «يوم النصر»، اكتفى بوتين بخطاب قصير للغاية، شرح فيه أن روسيا اضطُرّت إلى غزو أوكرانيا دفاعاً عن النفس وتفادياً لتسلّح جارتها بالسلاح النووي وقيامها بالهجوم على روسيا، على غرار شرح جورج دبليو بوش وأعوانه أنهم احتلّوا العراق دفاعاً عن النفس وبغية منعه من تطوير ترسانته من أسلحة الدمار الشامل، زعموا أنه ينوي استخدامها ضد أمريكا. ويبدو أن خيال القوى الإمبريالية العالمية محدود فتجترّ الذرائع نفسها.
والحقيقة أن الإخفاق الروسي مصدر قلق عظيم بالنسبة للنظام السوري، لاسيما أن روسيا أخذت تسحب بعض وحداتها من سوريا إلى ساحة القتال في شرقي أوكرانيا، بل أخذت تستعين بمقاتلين سوريين في غزوها لذلك البلد. ومع دخول مفعول العقوبات الاقتصادية على روسيا حيّز التحقيق الكامل في الأشهر القادمة وتفاقم الصعوبات التي تواجها القوات الروسية إزاء المقاومة الأوكرانية الباسلة، بات الرهان على روسيا محفوفاً بالمخاطر. وهذا على الأرجح ما حدا بشّار الأسد على زيارة طهران، وقد زاد ثقل إيران كثيراً في ميزان حماية النظام السوري بقدر ما خفّ وزن روسيا.
بهذا المعنى، فإن الإخفاق الروسي في أوكرانيا إنما يعزّز مكانة إيران، خلافاً لما قد يُظنّ للوهلة الأولى، ويُضعف سائر أطراف الحلف الرجعي الإقليمي الذي شمل الأنظمة العربية الرجعية، ولاسيما رائد «التطبيع» في أبو ظبي، إلى جانب الدولة الصهيونية وبالتعاون مع موسكو. من هذا المنظور تتضّح الغاية من زيارة رئيس النظام السوري لطهران وإعلانه فيها، حسب ما نقلت صحيفة «طهران تايمز» عن لسانه، أن إيران «هي الدولة الوحيدة (كذا) التي وقفت إلى جانبنا منذ البداية» ضد ما أسماه «العدوانين الغربي والتكفيري» (وهذا نكران للجميل إزاء روسيا، التي هي سند النظام السوري العسكري الأساسي منذ عقود طويلة)، وأن التحالف الاستراتيجي، كما أسماه، بين إيران ونظامه والقوى الفلسطينية في «محور المقاومة» قد أظهر «أن مساومة بعض الدول العربية قد ارتدّت ضدّها». فأي مساومة يقصد، يا تُرى، بينما أنظمة «التطبيع»، التي هي أكثر الأنظمة العربية تودّداً لنظامه، تخوض ليس في «المساومة» مع الدولة الصهيونية وحسب، بل في التواطؤ المكشوف معها.
 
كاتب وأكاديمي من لبنان
=============================
الدرر الشامية :“جيروزاليم بوست”: اعتماد الأسد على إيران بعد انشغال روسيا في أوكرانيا سيضر نظامه
أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن تزايد اعتماد نظام الأسد على إيران بعد انشغال روسيا عنه في أوكرانيا قد يتسبب بضرر كبير له على عدة مستويات.
وأضافت أن زيارة الأسد الأخيرة إلى طهران كانت مهمة بالنسبة إليه، لكونه بات يدرك أن موضعه في السلطة لم يعد آمنًا بما فيه الكفاية، كما كان في السابق.
ورأت الصحيفة في تقريرها أن الأسد أصبح بحاجة إيران في هذه الآونة؛ بسبب تحول الاهتمام الروسي إلى أوكرانيا، لكن زيادة انخراط الإيرانيين في سوريا سيتسبب له بمشكلات هو بالغنى عنها.
وأشارت إلى أن ما يريده الإيرانيون هو إضعاف نظام الأسد ومكانته في سوريا، لصالح تقوية نفوذ وكلاء طهران العراقيين واللبنانيين في المنطقة، واستخدام الأراضي السورية لخدمة مصالحهم.
ووصفت الصحيفة الصفقة الأخيرة المبرمة بين رئيس النظام وإيران بالصفقة الشيطانية، إذ أن التخمينات حول نية الأسد الابتعاد عن الإيرانيين لصالح علاقاته مع دول الخليج لم تصب هذه المرة.
وزار رئيس النظام السوري بشار الأسد، قبل أيام، إيران، بشكل مفاجئ، والتقى بالمرشد الإيراني علي خامنئي، وبرئيس البلاد إبراهيم رئيسي، حيث رجح باحثون أن يكون سبب الزيارة هو طلب المساعدة من الإيرانيين في ظل الانشغال الروسي عنه بأوكرانيا.
=============================