الرئيسة \  واحة اللقاء  \  زيارة الأسد إلى إيران و إحراج روسيا

زيارة الأسد إلى إيران و إحراج روسيا

04.03.2019
محمود أبو المجد


حرية برس
الاحد 3/3/2019
بعد التسريبات الأخيرة لصور أقرب ما تكون إلى إذلال لشخصية بشار الأسد والموالين له، عبر إظهاره موظفاً لدى بوتين، عزا كثيرون القصد من هذه الصور إلى وضعه في موقف محرج أمام من يعتبرونه رمزاً، والهدف الأكبر تذكيره بفضائل الروس عليه، وفي كثير من المواقف كان بشار الأسد يعد نفسه صاحب النصر الذي لم يحققه حتى اللحظة، وإن افترضنا جدلاً أنه تقدم في كثير من الأراضي السورية، لكن الفضل كان للروس الذين اعترفوا مراراً وتكراراً أنه لولا تدخلهم لكان نظام الأسد قد سقط.
وعقب الإهانات كلها التي وجهها الروس إن كان بالصور أو بالتصريحات على العلن، التي أظهرته بلا سيادة وكشفت اللثام عن وجهه الذي يتغنى به هو ومن والاه، عبر نشر حجة المقاومة والممانعة التي أظهرت مدى رعونته، وفي رد فعل على الصور المسربة عمداً، قام بشار الأسد بزيارة غير معلنة سابقاً إلى إيران حملت مدلولات كثيرة، حيث كانت الزيارة بقصد تقديم الولاء والطاعة لولاية الفقيه، خصوصاً عندما التقى الخامنئي، فهو لم يزر إيران إلا بأمر منها لأنها متأكدة ومتيقنة أن روسيا على اتفاق مع إسرائيل على إزاحتها من الملف السوري.
وكثيراً ما جرى الحديث عن هذا الأمر في اللقاءات السرية والعلنية لمسؤولين روس وإسرائيليين، تم فيها التأكيد على ضرورة خروج القوات الإيرانية من سوريا، ولأن روسيا على خلاف، قد يكون غامضاً في الوقت الحالي، فقد أمرت الأسد بهذه الزيارة لإحراج الروس أمام إسرائيل أولاً، ولتبعث رسالة إلى روسيا مفادها أنها الآمر الناهي في ظل حكم الأسد، الأمر الذي أزعج روسيا لأنها غير مستعدة لمخالفة أوامر إسرائيل؛ صاحبة الدور الأكبر في المحافظة على حكم الأسد الذي كان حامياً لحدودها طوال أربعين عاماً.
لكن المقابل الذي دفعه للحفاظ على نظامه كان إبعاد الإيرانيين، ولربما قدمت روسيا وعداً لإسرائيل بهذا الشأن، والأرجح أن بشار الأسد كان قد وافق على هذا الشرط لأنه كان مجبراً على تقديم الطاعة مقابل بقائه في سدة الحكم، وكانت موافقته مجرد كذبة تكشفت بعد مساعدة الروس له، الذين كان لهم الفضل ومن ورائهم إسرائيل في بقائه متسيداً.
يتساءل كثيرون عن النتائج التي ستصدر بعد هذه الزيارة التي كانت بمثابة زيارة تابع لرؤسائه، و هل ستكون النتائج لمصلحته أم ضده، والترجيحات تقول إنه في حال استمرار الأسد في سياسة اللعب على كل الحبال، سيكون سقوطه مدوياً على يد من سانده في يوم من الأيام، لأن روسيا التي لا يمكن أن تغضب إسرائيل مستعدة للتخلي عن بشار بعد أن احتال عليهم وأظهرهم بمظهر مرتزقة عملوا لمصلحته.
وهذا لا يمكن أن يقابل بالرضا من قبل الروس، فهم يعدون أنفسهم أسياداً عليه وهو الموظف الذي عليه الجلوس على الكرسي وتلقي الأوامر، لكنه بفعلته هذه أعاد الكرة إلى ملعب إيران التي يعتبرها سيدة المنطقة، وهنا تبدأ مرحلة العراك في مناطق سيطرة النظام كي يسيطر الأقوى، والمثال الأوضح عن حقيقة هذه السياسات هو الاقتتال بين ميليشيات محسوبة على روسيا وأخرى على إيران.