الرئيسة \  تقارير  \  ريسبونسيبل ستيت كرافت: دعم عسكري أمريكي مباشر لأوكرانيا.. هل ستحارب أمريكا روسيا بالوكالة؟

ريسبونسيبل ستيت كرافت: دعم عسكري أمريكي مباشر لأوكرانيا.. هل ستحارب أمريكا روسيا بالوكالة؟

25.05.2022
عبدالرحمن النجار


عبدالرحمن النجار
ساسة بوست
الثلاثاء 24/5/2022
قالت كيلي بيوكار فلاهوس في مقال على موقع “ريسبونسيبل ستيت كرافت” إنه سيكون من الصعب حقًا تصديق أن الولايات المتحدة ليست في حرب بالوكالة مع روسيا مع ورود تقارير تفيد بأنها تخطط لإرسال صواريخ مضادة للسفن إلى أوكرانيا. وتقول الكاتبة: لم تنكر وزارة الخارجية صراحة هذا التقرير الحصري من رويترز بأن واشنطن مستعدة لمشاركة الأسلحة للمساعدة في “كسر الحصار البحري الروسي” وسط مخاوف من أن الأسلحة الأكثر قوة التي يمكن أن تغرق السفن الحربية الروسية ستزيد من حدة الصراع.
تصريح أوكرانيا وغموض موقف أمريكا
وبحسب التقرير قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة 20 مايو (آيار) 2022: “مع تغير الصراع، تتغير أيضًا مساعدتنا العسكرية لتقديم القدرات الحاسمة التي تحتاجها أوكرانيا للقتال اليوم، حيث تشارك القوات الروسية في هجوم متجدد في شرق أوكرانيا”.
وأوضحت الكاتبة أن الشيء الوحيد الذي تم إنكاره بشكل مباشر هو تأكيدات مستشار وزارة الشؤون الداخلية الأوكرانية، الذي غرد يوم الجمعة 20 مايو 2022 بأن “الولايات المتحدة تعد خطة لتدمير أسطول روسيا في البحر الأسود، (العمل الفعال) الذي قام به الأوكرانيون على السفن الحربية الروسية أقنع الولايات المتحدة بإعداد خطة لفتح الموانئ الأوكرانية، تجري مناقشة تسليم أسلحة قوية مضادة للسفن”.
وعندما سئل المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي عن هذا الأمر في المؤتمر الصحفي يوم الجمعة، أصر بالقول: “يمكنني أن أخبركم بشكل قاطع أن هذا ليس صحيحًا”. وتذكر الكاتبة أن هذا الأمر يبدو له طابع الانقسام المتمثل في الإنكار / عدم الإنكار قبل أسبوعين عندما أكد البنتاغون التقارير التي تفيد بأنه كان يقدم معلومات استخباراتية للجيش الأوكراني ولكن ليس على وجه التحديد لإغراق السفن الروسية أو قتل جنرالاتها.
وعندما سُئل كيربي عما إذا كانت الولايات المتحدة سترسل تلك الصواريخ المضادة للسفن، كان كيربي أكثر غموضًا بحسب وصف الكاتبة عندما قال:
“نحن نتحدث إلى الأوكرانيين كل يوم، مثلما حدث اليوم عندما تحدث وزير الدفاع مع نظيره ريزنيكوف – تحدثنا معهم عن احتياجاتهم وقدراتنا. وعندما تكون لدينا قرارات، نأتي هنا مباشرة ونصدر بيانًا صحفيًا ونخبركم بذلك. لذلك، لن أستبق القرارات التي لم تُتخذ بعد. نحن نبذل قصارى جهدنا لتلبية احتياجاتهم في أقرب وقت ممكن. ونستمر في محاولة جعل هذه القدرات تتناسب مع ما يحدث على أرض الواقع. وما يحدث على الأرض الآن هو نيران مدفعية ثقيلة للغاية ونيران طويلة المدى وقتال عنيف في دونباس”.
وفقًا لتقرير رويترز الذي تذكره الكاتبة فإنه الولايات المتحدة ( تفكر) في إرسال صواريخ هاربون المضادة للسفن ذات المدى الأقصر، أو الصاروخ البحري الأحدث والأطول مدى، والذي يمكن إطلاقه من الساحل ويبلغ مداه أكثر من 100 ميل بحري. تم تصنيع هذا الصاروخ من قبل شركة Kongsberg Defense & Aerospace النرويجية، لكن الشركة تعاونت مع Raytheon لإنتاج نسخة أكثر تقدمًا للبحرية الأمريكية.
وتذكر الكاتبة أن رد فعل واشنطن على تقرير رويترز كان (مخففًا)، لكن التصريح الأوكراني – خطط الولايات المتحدة لتدمير الأسطول الروسي في البحر الأسود – هو ما يُفضل الروس التعامل معه على الأرجح، وردت موسكو حتى الآن بشكل معتدل: قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية يوم الجمعة “كما تعلمون، يتم تزويد أوكرانيا بالعديد من الأسلحة من الغرب، وموقفنا معروف جيدًا، ليس هناك جديد في هذا”. وبحسب التقرير فإن الجيش الروسي يراقب بدقة كل هذه الإمدادات ويتخذ إجراءات وقائية. وتضيف الكاتبة أنه في يوم الجمعة 20 مايو أيضًا، طالب وزير الخارجية، أنتوني بلينكين، روسيا برفع حصارها عن موانئ أوكرانيا على البحر الأسود من أجل تصدير الغذاء والأسمدة، والتي يتسبب نقصها في حدوث أزمات في جميع أنحاء العالم.
وأضاف بلينكن في الاجتماع الذي دعت إليه إدارة بايدن: “يبدو أن الحكومة الروسية تعتقد أن استخدام الطعام باعتباره سلاحًا سيساعد في تحقيق ما لم يفعله غزوها – لتحطيم معنويات الشعب الأوكراني”. من جانبهم، يقول الروس إنهم مستعدون للتعامل، طالما أن العقوبات التي يفرضها الغرب على موسكو مطروحة على الطاولة.
هل يلوح الصراع النووي في الأفق؟
وتشير الكاتبة إلى أن واشنطن تقترب من منح أوكرانيا المزيد من الدعم العسكري وتحديدًا المدفعية الثقيلة بعيدة المدى، كما ترى الكاتبة -بحسب الاستناد إلى رويترز- أن الولايات المتحدة تنفر من مواجهة مباشرة مع روسيا وتفضل الحرب بالوكالة معها، وفي تقرير رويترز نفسه، قالت المصادر إن إرسال النظام مركبات الإطلاق الصاروخي M270 والنظام المشابه مثل M142 HIMARS سيتم النظر فيه لشحنه إلى أوكرانيا بمجرد تمرير الكونجرس لمشروع قانون تمويل إضافي بقيمة 40 مليار دولار.
وترى الكاتبة أن المضي قدمًا في تسليم هذه الأسلحة الأكثر تقدمًا يزيد من احتمالات اندلاع حرب أوسع قد تجر الناتو إلى المعركة، والأسوأ من ذلك، أن الامر قد يتجه إلى الكارثة الأسوأ: الصراع النووي، وإذا لم تكن الولايات المتحدة قد قررت بعد اتخاذ هذا الإجراء، فقد يرغب المسؤولون في استشارة أصوات أكثر اعتدالًا قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، وتذكر الكاتبة في ختام تقريرها التحليل المقتضب الذي طرحه أناتول ليفين الكاتب في موقع “ريسبونسيبل ستيت كرافت”:
“يمكن للصواريخ الأمريكية المضادة للسفن أن تلحق أضرارًا جسيمة بأسطول البحر الأسود الروسي؛ لكنها لن تكسر الحصار البحري الروسي على أوكرانيا، لأن روسيا تمتلك صواريخ مضادة للسفن خاصة بها، فضلاً عن تفوقها الجوي، حيث يمكنها إغراق أو ترهيب السفن التي تحاول دخول أو مغادرة الموانئ الأوكرانية. إن كسر الولايات المتحدة للحصار يعني نشر سفن حربية أمريكية كمرافقة قوافل، مما سيجعل أمريكا في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا”. وبحسب ما تختم الكاتبة فإن نقل الصواريخ المضادة للسفن قد يوضع الأمور في أوكرانيا على منحدر زلق ينبغي على واشنطن تجنبه.