الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا واختبار قوتها السياسية في أستانا

روسيا واختبار قوتها السياسية في أستانا

28.01.2017
محمد زاهد جول


الشرق القطرية
الخميس 26/1/2017
اختلفت اهتمامات الناظرين إلى مؤتمر أستانا بين المعارضة السورية وحكومة الأسد الذي انعقد يومي 23و24 من الشهر الجاري، فالبعض كان يترقب إمكانية نجاح المؤتمر لحل الأزمة السورية بعدما يقارب ست سنوات من المعاناة والقتل والتشريد والحصار أو غيرها، وفي هذا المضمار جاء جواب وزير الخارجية الألمانية فرانك والتر شتاينماير ليقول:" إنّ تركيا وروسيا لا يمكنهما التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية من خلال محادثات أستانة بين الأطراف السورية المتنازعة"، وحدد شتاينماير دور المؤتمر بقوله:" إنّ محادثات أستانة تركز بشكل أساسي حول كيفية التوصل إلى تفاهم حول وقف إطلاق النار والأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة، وأنّ الحل السياسي الدائم لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق محادثات جنيف التي يشارك فيها مجموعة دول أصدقاء سوريا بالكامل".، وهو ما أكده البيان الختامي هذا الموقف استبق به وزير الخارجية الألماني البيان الختامي للمؤتمر لحصر توقعات المتابعين في أن دور مفاوضات أستانا هي وضع آليات تثبيت الهدنة بين المعارضة وقوات الأسد وتوابعه الطائفية فقط، وأن محادثات أستانة برعاية تركية روسية تعدّ خطوة إيجابية ومكمّلة لمحادثات جنيف التي من خلالها فقط يمكن التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، يمكن القول بأن روسيا نجحت في إلزام بشار الأسد أن يرسل وفدا لحضور المؤتمر وأن يتعهد بالهدنة وعدم خرقها، ولكن إمكانية خرق الهدنة واضحة قبل أن تغادر الوفود أستانا. لم ينجح وفد المعارضة السورية برفض دور إيران كمراقب وضامن لوقف إطلاق النار، فقد صدر البيان الختامي بمشاركة وفدي المعارضة السورية والنظام ورعاية تركيا وروسيا وإيران ، وجاء في نص البيان:" اتفق ممثلو كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وروسيا الاتحادية، وجمهورية تركيا، بناء على البيان المشترك لوزراء خارجية الدول الثلاث الصادر من موسكو، في 20 ديسمبر 2016، والقرار الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2336"، وهذا بالرغم مما يحمله من ضرورة التزام أو إلزام إيران بضمانة وقف إطلاق النار إلا أنه يحمل في طياته أن تكون وسيلة للتهرب من الالتزام بوقف إطلاق النار بوصفها دولة راعية وليست طرفا في الصراع في سوريا، وهي في حقيقتها طرفا رئيسيا في الصراع، بل كانت زعيمته قبل التدخل الروسي، وهذا الحكم ينطبق على الروس، فقد كانوا ولا يزالون طرفا في هذا الصراع وليسوا رعاة له فقط، وبذلك فإن الخطوة الأساسية لهذا المؤتمر والتي هي :" اتخاذ قرار بإنشاء آلية ثلاثية لمراقبة وضمان الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، ومنع وقوع أي استفزازات ووضع الآليات المنظمة لوقف إطلاق النار"، هي محاولة روسية لإثبات حاجتها وسعيها لإنهاء الصراع في سوريا.