الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا وإيران في سوريا

روسيا وإيران في سوريا

10.07.2019
صادق ناشر


الخليج
الثلاثاء 9/7/2019
الخلاف الصامت بين روسيا وإيران في سوريا تحول مؤخراً إلى أحد أشكال المواجهة التي تهدد التنسيق بين البلدين، ولا سيما بعد أن بدأت الحرب تضع أوزارها، والتي اشتركت فيها الدولتان في مساندة النظام السوري، الذي شرع الأبواب لتعاون كبير بينه وبين البلدين خلال السنوات الثماني الماضية دفعت خلالها البلد مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء، فضلاً عن ملايين المشردين، إضافة إلى تدمير البنية التحتية في واحدة من أسوأ الأحداث التي تشهدها سوريا في تاريخها الحديث.
التباين الروسي الإيراني برز مؤخراً أكثر وضوحاً في منطقة دير الزور، حتى إنه بدأ يأخذ شكلاً جديداً مختلفاً عن الصورة النمطية لتقاطع المصالح بين الطرفين، لكن الخلاف يمتد إلى ما قبل ذلك بكثير، خصوصاً بعد المطالبات الروسية بضرورة خروج الميليشيات الأجنبية كافة التي تقاتل على الأرض السورية، ومن بينها الإيرانية، لتسوية أرض الملعب في سوريا تمهيداً لعملية سياسية تشارك فيها مختلف الأطراف، وترعاها روسيا.
الموقف الروسي لم ينل حينها رضا طهران التي هاجمت موسكو، ودعتها إلى احترام "إرادة وسيادة سوريا"، على اعتبار أن إيران قدمت الكثير من التضحيات، وخسرت من قواتها في سوريا "من أجل أمن إيران"، ولهذا فإن القيادة ترى في المطالب الروسية بخروج الميليشيات من سوريا نوعاً من التنكر للمهمة التي أدتها هناك، وساعدت في إبقاء النظام بعد أن كان بدأ يهتز تحت ضربات خصومه.
في الفترة الأخيرة ارتفع منسوب التوتر بين القوات الروسية والإيرانية في منطقة دير الزور إلى حد الاستنفار العسكري، وكان مرشحاً لاشتباك مسلح، خصوصاً بعد منع القوات الروسية فصائل حليفة لإيران من التمركز في عدد من المناطق، بما في ذلك نقطة حدودية مع العراق، إلا أن الجانبين تمكنا من السيطرة على الخلافات قبل أن تنزلق الأمور إلى الأسوأ.
رأس جبل جليد الخلاف بين روسيا وإيران يتركز في الوقت الحاضر حول قضيتين: الأولى مشروع سكة الحديد الواصل بين إيران وسوريا عبر العراق، والذي يمر في محافظة دير الزور، حيث وقع الخلاف، فيما تتمحور القضية الثانية في استلام إيران لمرفأ اللاذقية الذي سيكون المحطة الأخيرة في مسار السكة الحديدية، وهو ما لا ترغب فيه موسكو، التي ترى في وجود إيران بالقرب من قاعدة حميميم خطورة على القاعدة في حال نشبت حرب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية أو "إسرائيل".
من الواضح أن روسيا لا تريد أن يشاركها أحد في إعادة ترتيب البيت الداخلي السوري في مرحلة ما بعد الحرب، ويبدو أن إيران بدأت تستشعر توجهاً روسياً في إبعادها عن المسرح السوري، بعد تفاهمات مع "إسرائيل"، ظهرت بعد الزيارة التي أجراها مؤخراً رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى روسيا.