الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا تواجه ضغوطاً أمريكية في سوريا بعد فشل مساعيها في قمة الدوحة 

روسيا تواجه ضغوطاً أمريكية في سوريا بعد فشل مساعيها في قمة الدوحة 

03.04.2021
هبة محمد



القدس العربي 
الخميس 1/4/2021 
دمشق – "القدس العربي": في تصريح روسي رسمي يحمل دلالات عسكرية وسياسية ويشير إلى ضغوط مكثفة على موسكو، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن النزاع في سوريا يبدو في وضع مجمد واستمراره على هذا النحو يهدد بانهيار الدولة السورية. وأشار لافروف خلال مشاركته في أعمال منتدى "فالداي" الدولي للحوار في موسكو الأربعاء، إلى أن القرار الاممي لا يشترط صياغة دستور في سوريا قبل تنظيم الانتخابات، وأن هناك اتفاقاً على أن تتضمن الجولة المقبلة للجنة الدستورية السورية عنصراً جديداً يميزها عن كافة الجولات السابقة، مضيفاً أن موسكو تعمل عبر اتصالاتها مع المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن وممثلي الحكومة والمعارضة السوريين، على دفع الأطراف للتقارب. 
وقال: "الاجتماع المقبل للجنة الدستورية الذي كان مقرراً قبل حلول شهر رمضان ولا نزال نأمل في إمكانية إجرائه في موعده، يتوقع أن يكون جديداً نوعياً، لأنه للمرة الأولى تم الاتفاق على يعقد رئيسا وفدي الحكومة والمعارضة خلاله لقاء مباشراً فيما بينهما". 
وأضاف لافروف أن بيدرسن عبر عن ترحيبه بهذا الاتفاق، "الذي ساعدت روسيا في التوصل إليه ونأمل بأن يتحقق". وكان بيدرسن قد أكد الثلاثاء أنه يعمل على إجراء اتصالات من أجل تنظيم جولة سادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية. 
ويقول وزير الخارجية الروسي لافروف إن النزاع في سوريا، في وضع مجمد قد يهدد بانهيار الدولة السورية،‏ وهو ما ترجمه الباحث السياسي فراس فحام بمجموعة إشارات تدلل على إفلاس خيارات موسكو حيث قال "لم يعد أمام روسيا ما تفعله" فعلى الصعيد الميداني اصطدمت بالانتشار العسكري التركي والأمريكي شمال غربي سوريا وشمال شرقها، مما أفقدها القدرة على الحسم العسكري. 
وعلى الصعيد السياسي لم تتمكن روسيا من فرض فتح معابر تكون بمثابة متنفس للنظام السوري، ولم تحدث أي اختراق في ملف تعويم النظام عربياً، كما أنها لم تحصل على نتائج مرضية من قمتها الثلاثية مع قطر وتركيا، فضلاً عن تصاعد الضغط الأمريكي. 
ويبدو أن التصريحات الروسية تشير حسب رؤية فحام، إلى تهديدات مبطنة بانهيار الدولة السورية، بالتالي مفاقمة الوضع الإنساني وموجات لجوء جديدة غير مرغوبة بالنسبة للدول المانحة وخاصة أوروبا، وتخويف مبطن بتفشي الحالة الميليشيوية جراء غياب مؤسسة عسكرية رسمية، مما يعني تهديد الخليج وإسرائيل بالميليشيات الإيرانية. 
وأشار لافروف خلال مشاركته في أعمال المنتدى الدولي في موسكو، إلى أن القرار الاممي لا يشترط صياغة دستور بسوريا قبل تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة صيف العام الجاري، وحول ما تقدم اعتبر الخبير في الشؤون الروسية – السورية من موسكو د. محمود حمزة، تصريحات وزير الخارجية الروسية، بانه استمرار من القيادة الروسية في تجاهل حقيقة ما يجري في سوريا من كارثة اقتصادية واجتماعية وإنسانية وسياسية، معتبرًا أن موسكو تحاول إلقاء اللوم على الغرب والدول التي تقوم بمقاطعة النظام، متجاهلة السبب الرئيسي في انهيار الدولة والاقتصاد السوريين. 
وقال الخبير السياسي لـ"القدس العربي": "الكلام الروسي غير دقيق، لأن قرار مجلس الأمن 2245 لعام 2015 ينص على أن تشكل هيئة حكم انتقالية في سوريا وتشكل حولها مجالس، وهذه الهيئة هي المكلفة بالإشراف على صياغة دستور، على أن تليها انتخابات برلمانية ورئاسية، وهذه تسلسلية وترتيب قرارات مجلس الأمن". 
الحديث الروسي، هو منطق النظام السوري نفسه، لأن النظامين الروسي والسوري، مقتنعان بأن اللجنة الدستورية عديمة الجدوى وهي "لذر الرماد في العيون، ويجب على النظام أن يجري انتخابات وكأن شيئاً لم يحدث في سوريا والمهم أن يثبت الأسد عبر مسرحية جديدة انتخابه على جثث الضحايا والمشردين والدمار بدعم روسي كامل". 
الخطاب الروسي حسب رؤية د. محمود حمزة، أصبح مملاً ومعيباً، فروسيا لا ترى حتى اليوم الأسباب العميقة لما يجري في سوريا والمشكلة الحقيقية تكمن في النظام وبشار الأسد وعائلة الأسد، وهم سبب المشكلة. 
وقال "لا يمكن أن تحقق موسكو مصالحها في سوريا ولا أن تحل مشاكل سوريا وأن يكون هناك استقرار فيها، بوجود الأسد.. هذه الحقيقة الكبرى التي يتجاهلها الروس ويحاولون دائما أن يلتفوا على الحقائق وعلى القرارات الدولية وعلى مصالح وطموحات الشعب السوري، لأنهم يرون بشار الأسد ونظامه.. شرعيين". 
وحول وصف النزاع في سوريا بالمجمد، تساءل حمزة في حديثه مع "القدس العربي": "هل يقصد لافروف أنه يجب أن يكون هناك صراع عسكري حتى يكون الوضع غير مجمد، لقد انتهت العمليات العسكرية بشكل عام، وهو ما صرح به لافروف نفسه وقال قبل أشهر إن الوضع في سوريا أصبح هادئاً، لكن المشكلة تكمن في أن الوضع الاقتصادي منهار والدولة منهارة، وهذا كله بسبب سياسية هذا النظام الاستبدادي الفاسد وبالتالي هناك نهب ومافيات وتجار حرب نشأت بين عائلة الأسد ومخلوف". 
الوضع الاقتصادي أسبابه وأسباب انهيار الدولة السورية، وفق رؤية الخبير "ليست العقوبات الغربية وليست القرارات الدولية، وإنما النظام نفسه" وأضاف: يحاول لافروف تجاهل الحقيقة في تصريحاته ويرغب في توجيه رسالة تفيد أن انقاذ سوريا والشعب السوري يتم بانفتاح الدول العربية على النظام وإعادته إلى الجامعة العربية، واقامة علاقات معه وتنظيم الأموال من الدول المانحة لإعادة الاعمار وتقديم هدايا بلا ثمن للنظام السوري بعد كل جرائم الحرب التي ارتكبها، فما يهم لافروف إعادة الإعمار ودعم النظام".