الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا تقنع تركيا بإعادة فتح معابر في إدلب وحلب وعينها على كسر الحصار والعقوبات الدولية ضد النظام

روسيا تقنع تركيا بإعادة فتح معابر في إدلب وحلب وعينها على كسر الحصار والعقوبات الدولية ضد النظام

27.03.2021
هبة محمد


روسيا تقنع تركيا بإعادة فتح معابر في إدلب وحلب وعينها على كسر الحصار والعقوبات الدولية ضد النظام السوري 
القدس العربي 
الخميس 25/3/2021 
دمشق – "القدس العربي": نقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن الجيش الروسي قوله زمس الأربعاء إنه اتفق مع تركيا على فتح معبرين في منطقة خفض التصعيد في إدلب وآخر قرب حلب في سوريا. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن المركز الروسي للمصالحة السورية قوله إن روسيا اقترحت الثلاثاء أن تعيد تركيا فتح هذه المعابر الثلاثة بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة في سوريا. 
ويأتي ذلك بعد تصعيد روسي وقصف مكثف استهدف منشآت مدنية وطبية شمال غربي سوريا، حيث اقترحت وزارة الدفاع الروسية، على القوات التركية افتتاح ثلاثة منافذ في مدينتي إدلب وحلب، بين مناطق سيطرة النظام السوري والمعارضة شمال سوريا، كرئة يتنفس منها النظام في ظل الركود والعقوبات التي يعانيها، وذلك بحجة تفاقم الوضع الإنساني. 
وحددت موسكو المنافذ في كل من سراقب وميزنار شرقي إدلب، ومعبر "أبو الزندين" شمال حلب، وحسب بيان صادر عن المركز الروسي للمصالحة في سوريا التابع لوزارة الدفاع، فإن المقترح الروسي تضمن تنظيم دخول البضائع الإنسانية وخروج اللاجئين اعتباراً من يوم الخميس 25 آذار الحالي. 
وذكرت وكالة سبوتنيك الروسية، أن روسيا طلبت من تركيا، استئناف العمل في 3 نقاط تفتيش في إدلب وحلب السوريتين، اعتباراً من الخميس، نظراً للوضع الإنساني الصعب، وقال نائب مدير المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتحاربة في سوريا، اللواء الركن ألكسندر كاربوف، في بيان الثلاثاء: "فيما يتعلق بالوضع الإنساني الصعب في المناطق السورية التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية، أرسل المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة مقترحاً إلى الجانب التركي لاستئناف عمل نقطتي تفتيش سراقب وميزناز في إدلب وحاجز أبو الزندين في محافظة حلب". 
وأضاف كاربوف أن المقترح تضمن "تنظيم دخول البضائع الإنسانية وخروج اللاجئين اعتبارًا من 25 مارس/ آذار". بدوره، أكد مصدر في الخارجية التركية، عقد لقاء في الوزارة مع السفير الروسي لدى تركيا، أليكسي يرخوف، لمناقشة الأوضاع في إدلب. 
وقال المصدر في تصريحات صحافية "عقد أمس في وزارتنا لقاء مع السفير الروسي في أنقرة، حيث تمت مناقشة الهجمات على سوريا" مؤكداً أن الخارجية التركية نقلت مخاوفها إلى السفير الروسي، قائلاً: "نقلنا مخاوفنا إلى الجانب الروسي، خاصة فيما يتعلق بقصف المستشفى". 
ونقلت سبوتنيك عن المسؤول التركي أن "الجيش التركي أعرب لنظيره الروسي عن قلقه من تفاقم الأوضاع في إدلب". 
وحول أهمية وجدوى المطالب الروسية، وأثر هذا التبادل في تخفيف الحصار المفروض على النظام السوري، قال الباحث في مركز الحوار السوري محمد سالم أن مقترح افتتاح المعابر ليس جديداً وإن بدأت به روسيا بشكل أحادي مباشر دون الطلب من تركيا عندما أعلنت عن افتتاح معابر إنسانية لعبور المدنيين إلى مناطق النظام وفق ادعائها، ولم تكن هناك أي استجابة من المدنيين والمعارضة. 
وأبدى المتحدث اعتقاده أن التصعيد الروسي متعلق بهذا الموضوع أيضاً، حيث قال سالم لـ"القدس العربي": "هم يريدون رئة يتنفس منها النظام في ظل الركود الكبير الذي يعانيه، ويمكن للمعابر المقترحة أن تسهم في تبادل البضائع وتخفيف فقدان بعض السلع في مناطق النظام أو تخفيف كساد بعضها الآخر، وتصريف الليرة السورية مقابل العملات الأخرى، إضافة لذلك، من المعروف أن تأسيس المصالح الاقتصادية له دور في التطبيع السياسي". 
واعتبر الباحث السياسي، أن حدوث مثل هذا التبادل يسهم في تخفيف الحصار المفروض على النظام ويدحض الحجج والسرديات المتعلقة به، حيث ستحتج روسيا بأن المعارضة ومناطقها وتركيا تتعامل تجارياً بشكل ما مع النظام السوري مما يعزز حجتها لدى الدول المانحة كدول الخليج لطلب الاستثمار، وهو ما سعى له لافروف في جولته الاخيرة، وينسجم مع زيارة وزير خارجية النظام السوري لعمان. 
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أصدرت بياناً الأحد الماضي، دعت فيه السلطات الروسية إلى التدخل لوقف هجمات قوات النظام السوري على إدلب، لافتة إلى أنها أعطت تحذيرات لوحداتها العسكرية في المنطقة. 
الباحث السياسي د. زكريا ملاحفجي اعتبر أن الروس تذرعوا بمشروع فتح ثلاثة معابر إلى مناطق النظام بالحالة الإنسانية، لكن هدفهم في الواقع على العكس تماماً. 
وقال ملاحفجي لـ"القدس العربي"، إن المقترح الروسي يهدف إلى "التنفيس عن مناطق النظام لا سيما في ظل عدم توفر السلع الرئيسية هناك وفقدان الوقود والخبز والمواد الأولية" مضيفاً "بذات الوقت بقي حوالي الشهر والنصف على التصويت على موضوع مساعدات عبر الحدود، لتقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الآلية العابرة للحدود، والتي من المتوقع في حال تم فتح ثلاثة معابر أن تصوت روسيا ضد إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى، وهذا أمر حساس وخطير". 
وتحدث الباحث السياسي عن المقترح الروسي الذي تزامن مع القصف الروسي الذي لم يتوقف على باب الهوى "لذلك الروس يسعون جاهدين للمناورة في قضايا كثيرة، حتى تحقيق أي تغير أو تحول بالنسبة لهم، والعمل على إدخال المساعدات عبر دمشق إلى مناطق المعارضة وليس العكس".