الرئيسة \  واحة اللقاء  \  رسائل من الميدان: روسيا تقصف بالصواريخ الفراغية والارتجاجية مناطق النفوذ التركي شمال سوريا

رسائل من الميدان: روسيا تقصف بالصواريخ الفراغية والارتجاجية مناطق النفوذ التركي شمال سوريا

10.04.2021
القدس العربي


القدس العربي 
الخميس 8/4/2021 
دمشق – "القدس العربي" : لليوم الثاني على التوالي، جدد الطيران الحربي الروسي غاراته الجوية على ريف إدلب الجنوبي، صباح الأربعاء، مستهدفاً بلدات وقرى على طريق M4 في ريف إدلب الجنوبي، وسط استقدام حشود تركية عسكرية غير مسبوقة بينها أكثر من 9 آلاف عنصر من قوات الكوماندوز، إلى بوابة إدلب من الجنوب، وهي المنطقة المعروفة بجبل الزاوية، والتي تضم عشرات البلدات والقرى الواقعة في الريف الجنوبي للمدينة، وقد تمثلت بأسلحة ثقيلة ومتوسطة ودبابات وعربات مدرعة. 
وذكر الدفاع المدني السوري، أن سلاح الجو الروسي استهدف الأربعاء، محيط قرية بسنقول ومحيط بلدة محمبل بريف إدلب، ما تسبب بحالة هلع شديد لدى الأهالي، فيما كانت الطائرات الحربية الروسية نفذت الثلاثاء 4 غارات على المنطقة، اثنتان منها بالقنابل العنقودية. وقال مدير فريق الخوذ البيضاء في إدلب مصطفى الحاج يوسف لـ"القدس العربي" إن القصف الروسي لم يتوقف حتى في ساعات الليل، وأضاف "رغم اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال السوري، الذي دخل حيز التنفيذ في 6 آذار 2020 إلا أن قوات النظامين السوري والروسي تخرق هذا الاتفاق بشكل شبه يومي، وبشتى أنواع الأسلحة". 
 
حالة من الهلع 
وقال مدير فريق الدفاع المدني في جبل الزاوية رامي سلوم لـ "القدس العربي" إن حالة من الخوف والهلع نشبت بين المدنيين، بعد استهداف حرش في سنقول، بغارتين ارتجاجي، وذلك عقب استهداف المنطقة أمس بأربع غارات جوية، بعضها صواريخ عنقودية". وأشار المتحدث إلى بيان الفريق حيث قال "استجابت فرق الدفاع المدني السوري خلال الربع الأول من عام 2021 لـ 323 هجوماً شنه النظام وروسيا، أدت تلك الهجمات لمقتل 37 شخصاً بينهم 5 أطفال، فيما أصيب 121 آخرون، وتركزت تلك الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعدد من المنشآت الحيوية في شمال غربي سوريا". 
وسبق القصف العنقودي والارتجاجي، استهداف مباشر من قبل الطائرات الحربية الروسية بالصواريخ الفراغية والعنقودية لرتل مشترك للجيش التركي و"الجبهة الوطنية" التابع للجيش الوطني في ريف إدلب الجنوبي الثلاثاء، بالقرب من قرية بسنقول على طريق M4 بريف إدلب الجنوبي. 
وقالت مصادر ميدانية، إن الطائرات قصفت بأربعة صواريخ مزودة بالقنابل العنقودية والفراغية، ما أدى لوقوع إصابات بين عناصر "الجبهة الوطنية" حيث أصيب عنصران من الجبهة الوطنية في "جيش النصر" ووفقاً للمصدر فإن عناصر الجبهة الوطنية الذين أصيبوا، كانوا بمهمة تفتيش على الطريق الدولي "إم 4" بينما كان سلاح الجو الروسي ينفذ غارات عشوائية على المنطقة، حيث استهدفت إحدى الغارات الرتل المشترك. 
 
9 آلاف من الكوماندوز التركي أصبحوا على أبواب إدلب الجنوبية 
ونفت مصادر أمنية تركية سقوط قتلى وجرحى من قواتها المسلحة جرّاء انفجار لغم أرضي بالقرب من نقطة مراقبة تابعة لجيشها شمالي سوريا. جاء ذلك حسب تصريحات أدلت بها تلك المصادر، للأناضول، مساء الثلاثاء. 
وشددت المصادر على أن "هذه المزاعم المتعلقة بسقوط شهداء وجرحى من الجيش التركي جراء انفجار اللغم، غير صحيحة ولا تعكس الحقيقة بأي حال". 
وكانت مصادر إعلام روسية، ذكرت أن عددًا من الجنود الأتراك قتلوا وجرحوا في تفجيرات قرب قاعدة عسكرية تركية في الحسكة شرقي سوريا. وذكرت وكالة سبوتنيك أن "انفجارًا في الحسكة وقع قرب القاعدة العسكرية التركية، أسفر عن مقتل وإصابة 12 من القوات التركية". 
تزامناً، نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر محلية وميدانية، أن "ثلاثة انفجارات هزت الثلاثاء ريف مدينة رأس العين المحتلة شمال غربي محافظة الحسكة، ناتجة عن انفجار عدد من الألغام الأرضية بمجموعة من جنود الجيش التركي ومسلحي المجموعات الإرهابية التابعة لهم" وفق وصفها. 
وتحدث الباحث السياسي "عرابي عبد الحي عرابي" عن واقع الحضور التركي في إدلب ومحطيها شمال غربي سوريا، وسط التطورات الأخيرة والتصعيد الذي تشهده القرى الواقعة على طريق M4 بريف إدلب الجنوبي، وتعامل الجيش التركي مع إدلب كخيار عسكري استراتيجي عبر تغيير وظائف النقاط التركية من وظيفة المراقبة إلى قواعد عسكرية معززة ومدعومة بكافة أنواع الأسلحة مجهزة لأي عمل عسكري، لا سيما بعد استقدم الجيش التركي لحشود عسكرية ضخمة، تضم قرابة 30 ألف عنصر انتشروا على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى ريف حلب الغربي. 
وقال لـ "القدس العربي" إن الجيش التركي ما يزال يدفع بأرتاله إلى إدلب، ويقابل ذلك تعنت روسي بضرورة فتح الطريق الدولي، كما أن حدود اتفاق سوتشي الأخير غامضة، سواء بتثبيتها وفق الخرائط المفروضة على الميدان حالياً، أو تغييرها مستقبلاً. 
إلا أن النقطة اللافتة التي تمير هذه المرحلة وفق المتحدث هي الوجود العسكري التركي في إدلب، والذي –على ما يبدو- قد انتقل من استراتيجية "المراقبة" إلى استراتيجية "الدفاع" وذلك تزامناً مع انسداد أي أفق في سبيل تنفيذ بنود اتفاق موسكو. وقال "خلال 2020 قررت غرفة عمليات الجيش التركي في إدلب إعادة تموضع ست نقاط مراقبة تركية حاصرها النظام خلال الحملة العسكرية التي شنها في نيسان 2020 على مواقع سيطرة قوات المعارضة في محافظتي حلب وإدلب في نيسان 2020 تلك المناطق التي كانت ضمن مناطق خفض التصعيد المتفق عليها في مؤتمر آستانة، وهي من ريف حلب (عندان، الراشدين، قبتان الجبل) من ريف إدلب (صرمان) من ريف حماة (مورك، شير المغار) كما أنه في مطلع عام 2021 تم سحب باقي النقاط الثلاث وهي من ريف حلب (العيس، الشيخ عقيل) من ريف إدلب (تل طوقان)". 
في تشرين الثاني لعام 2020 اتخذت القوات التركية قرار إعادة تموضع النقاط من مناطق ذات خواصر رخوة إلى مناطق فيها خطوط دفاع أكبر ومناطق استراتيجية أكثر وبالتحديد في مناطق جبل الزاوية والتي تعتبر من الناحية الاستراتيجية خط الدفاع الأول فيما يتعلق بطريق الـ M4، وقد استقدم الجيش التركي حشوداً عسكرية غير مسبوقة إلى بوابة إدلب من الجنوب، وهي المنطقة المعروفة بجبل الزاوية، والتي تضم عشرات البلدات والقرى الواقعة في الريف الجنوبي للمدينة، وقد تمثلت بأسلحة ثقيلة ومتوسطة ودبابات وعربات مدرعة، بالإضافة إلى عناصر القسم الأكبر منهم من قوات "الكوماندوز" . 
 
قوات الكوماندوز 
ونقل المتحدث عن مصدر عسكري خاص، قوله إن "عدد قوات الكوماندوز بلغ قرابة 9 آلاف عنصر إضافة إلى عشرين ألف عنصر آخرين من سلاح المشاة والمدفعية والدبابات، وجميعهم منتشرون في قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى ريف حلب الغربي. 
وتدلّل الآلية التي اتبعها الجانب التركي وفق عرابي "في إعادة تموضع نقطة مورك ونقلها إلى قرية قوقفين في منطقة جبل الزاوية وتعزيزها بأرتال كبيرة من الجيش التركي على طبيعة التوجه الميداني لأنقرة والذي يتمثل في عدم التواجد في مناطق النظام خشية تعرضها للمزيد من الضغوط واحتمالات الانزلاق من جديد لمواجهات عسكرية مباشرة، والبدء بالتعامل مع إدلب كخيار عسكري استراتيجي عبر تغيير وظائف النقاط التركية من وظيفة المراقبة إلى قواعد عسكرية معززة ومدعومة بكافة أنواع الأسلحة مجهزة لأي عمل عسكري، والجدير بالذكر هنا أنه من المحتمل إنشاء نقطة جديدة في مدينة قدورة باتجاه مدينة سراقب ونقطة في حرش بنين مدعمتين بعتاد وتجهيزات عسكرية نوعية. من جهة أخرى؛ ويعد هذا الانسحاب إجراءً احترازياً لعدم وقوع هذه النقاط كرهائن بيد قوات النظام والتي قد يتم استخدامها للضغط على أنقرة، كورقة مفاوضات للحصول على هدف سياسي أو عسكري.