الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 5/2/2019

رسائل طائرة 5/2/2019

05.02.2019
زهير سالم




لا تكن مطاطيا..
وكانت الحاكمية إحدى نقاط الخلاف بين أهل السنة والجماعة وبين المعتزلة .
وحين تقرأ كلمة الحاكمية في كتب أصول الدين فلا تظنن أن المقصود هو كرسي الحكم وأدواته ..
الحاكمية في سياقها ذاك تعني من يسمي القيم والأفعال والأقوال هذا حسن وهذا قبيح .
وذهب أهل السنة والجماعة أن مصدر التحسين والتقبيح هو الله تعالى . وذهب المعتزلة إلى ان مصدر ذلك هو عقل الانسان الذي يميز بفطرته بين الأشياء قيدرك ان الصدق زين والكذب شين .
بعض الناس في هذا العصر أعجبتهم المعايير المطاطية فلا هم مع أهل السنة في التزام " قال الله قال رسوله " ولا هم مع المعتزلة في التزام ما تقضي به بدائه العقول ..
فترى بعض أصحاب العمائم حين يكونون في حضرة حاكمهم الذي يسميه البعض ولي أمره أو ولي نعمته يقلص المطاط أو يمطه حتى يحسّن له كل شيء يراه صاحب الأمر  حسنا بشواهد النقل والعقل معا .
وحين يقول في سياقات المستضعفين يقبح فيهم كل شيء حتى إيمانهم بربهم وثقتهم به وتوكلهم عليه وصلاتهم وصيامهم وادعاءهم .
ولقد أحدث هذا الفقه المطاطي خللا كبيرا في عقول جيل من الناس تجاوز شخص الفقيه إلى طبيعة الشريعة التي ظن أن هؤلاء الناس أن فقيهها قادر على تطويع الفتوى بحيث تجد فقهين على طرفي نقيض أحدهما يؤيد الحصان الأبيض والآخر يؤيد الحصان الأسود بنفس المرجعية ونفس النصوص .
وفِي الحقيقة فإن الذي علمه علماء الحق بالحق أن الحلال بين وأن الحرام بين
وأن أمر الشريعة محجة بيضاء " طريق عريضة مضيئة واضحة " لا يزيغ عنها الا هالك .
وان العدل والاحسان والصدق والعفة هي من جميل ما أمر الله به وان الظلم والجور والفحشاء والافتئات على أمر الناس والاستبداد عليهم فيما حقه ان يكون شورى بينهم هو من القبيح الذي قبحه الله ونهى عنه.
ومن الافتئات على المسلمين ان يدبر أمرهم العام عنهم بليل . ومن استعمل على المسلمين رجلا وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله .