الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 4/3/2019

رسائل طائرة 4/3/2019

04.03.2019
زهير سالم




وجيز التفسير
" وتأتون في ناديكم المنكر "
وبغض النظر عن حقيقة المنكر الذي كان القوم يأتونه في ناديهم . وما نقله المفسرون فيه ، فإن وجه الاستنكار الاول في سياق الآية هو استنكار المجاهرة بالمعصية التي هي محل نكران وإنكار . فمن عادة العصاة من أصحاب النفوس السوية ، ولا تقل أصحاب النفوس السوية لا يعصون ، أنهم يتدارون بمعاصيهم ، ويسترونها ويتوارون به عن الناس ، ولكن القوم الذين كانوا يأتون في ناديهم المنكر خلعوا الربقة فهم يصنعون ما شاؤوا بلا أي إحساس بالحياء
ومن هذا القبيل ان تجد أقواما يدعون العلم في ناديهم ثم يتخبطون في قطعيه وصريحه وما لا مجال لخلاف فيه ثم يجدون في هذا النادي من يبجلهم ويوقرهم ويلقي عليهم رداء الاستاذية على طريقة تبادل العباءات
ان نشر الضلال باسم الهدى ، والجهل بمجسداته النفسية واضطراباته العقلية ثم لا يجد من يرده على أصحابه ، ويصححه أمام أعين الشداة الذين تختلط عليهم الحقائق له من المنكرات التي تؤتى في النوادي وعلى المنصات في هذا الزمان البئيس بأهله . ثلاثة قبائح محفوظة عن قوم سيدنا لوط ، وكان سيدنا لوط معاصرا لسيدنا إبراهيم بل يقال هو ابن اخته ؛
إتيان الفاحشة ما سبقهم بها أحد من العالمين
وإتيانهم المنكر في ناديهم أي مجاهرتهم به
وقولهم " أخرجوا آلِ لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون "
حين يكون الطهر سببا للإقصاء
============================
وسألني أخ كريم من سيمثل السوريين الأحرار وعدد مجسمات
فذكرني قول القائل
إني لأفتح عيني حين أفتحها
على كثير ولكن لا أرى أحدا
===========================
اللهم ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ "
اللهم من ظلم ومن خذل خذهم لفيفا ...
===========================
من أجمل ما في الإسلام أنه دين بلا إكليروس ولا كهان ..
لملموا هذه البسطة ..ولفلفوا ..يكفي افتراء على عباد الله
===========================
تكسرت النصال على النصال
كانت حربنا على اربع جبهات : جبهة
الفساد والاستبداد ومرتكزاته الدولية والمحلية ..
جبهة ..
أدعياء التغريب تحت عناوين مزيفة للعصرنة والحداثة والاستثمار في غرور البشر
جبهة
الغلاة الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
جبهة
المتواكلين الهامشيين من أنصار الحياة البيولوجية من كل طاعم وكاس .
ثم فرضت علينا
جبهة السدنة الأدعياء
من غير رغبة منا ولا حرص
وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون
=============================
كلمة عابرة
بين يدي كهنة محكمة التفتيش ..
كتبت منذ أيام مقالا قلت فيه إن مواطنا بسيطا سئل ما العلمانية فأجاب : أن يحكمنا مثل بشار الأسد والسيسي . وغضب عليّ جيل من العلمانيين لأن المواطن البسيط وليس أنا خلع على بشار الأسد صفة العلماني . ونسي السادة الغاضبون أنهم لم يستطيعوا خلال ثماني سنوات من مخاضة الدم أن يقنعوا قادة العلمانية الدوليين أن بشار الأسد ليس علمانيا ...
كتبت منذ يومين كليمة صغيرة كالأولى أطالب فيها بتصحيح الثقافة وتحرير العقل المسلم من ثقافة الحديث الموضوع والتالف والضعيف ومن السرديات التلمودية والنصرانية والفارسية واليونانية ومن الارتهان لمقررات الماضي على ألسنة البشر في صناعة الحاضر ..لاستيقظ فأجد نفسي فجأة في حضرة كهنة محكمة تفتيش يسألني الكاهن الذي لم يجد في كلامي أي كلمة تدينني عن نيتي؟  وقصدي؟  وماذا أردت ؟ ومن أردت ؟ مطالبا إياي أن أمثل لكل كلمة مثالا ، وكأنني كنت مملوكا لأبيه أو وجدني في بعض تركته أو كنت مواطنا في دولته الأمنية !!... دون أن ينسى أن يتهمني بأنني أقول كلاما مرعبا وخطيرا ...فمن الذي يرتعب من طلب التصحيح وأنا لم أطاب إلا به ؟!
ينكر الكاهن المرعوب أن يكون الكثير من المرويات السقيمة قد انتشرت على ألسن الناس وغرست في عقولهم وتلبست بسلوكهم ويطالبني بمثال واقعي حي !!  وينسى أن عالما جليلا مثل العجلوني ألف كتابا كاملا في التحذير من هذه الظاهرة وأنه ما تزال الكثير من المرويات التالفة التي فضح أمرها العجلوني وغيره كثير  تدور على ألسن الناس ولم يكن مصدر العامة فيها كتاب من كتب الثقات وإنما كان مصدرهم أفواه صغار الكهنة بالطيلسان والقفطان ..
عدت إلى نفسي وأنا في قفص محكمة التفتيش ..
من هم هؤلاء الكهنة الذين يسألون الناس : ما قصدك ؟ ومن عنيت ؟ وهات مثالا على ما ذكرت ..؟! وبأي حق يجلس هؤلاء الكهنة على صدور الناس ؟ أو على بوابات عقولهم ؟ أو على أطراف ألسنتهم أو أقلامهم  ...؟!
كان صبيغ في أيام سيدنا عمر يعمد إلى المجاهدين فيسأل أحدهم : ما معنى والذرايات ذروا ما معنى والنازعات غرقا  ..فإذا لمس تقصير ، قال للمجاهد مستنكرا عليه : تجاهد في سبيل الله ولا تعرف تفسير كتاب الله ..!! حتى طلب عمر من أميره أن يسيره إليه ..فلما صار إليه علاه بالدرة وثانية وثالثة ورابعة حتى قال صبيغ : والله يا أمير المؤمنين لقد كان في رأس شيطان وخرج ..ما أحوج كهنة هذا العصر إلى درة عمر .
ليست القضية خلافا في رأي ..فالخلاف في الرأي أن تقول كلاما يخالفك فيه عالم بعلم وحجة ، وما زال هذا دأب الناس منذ كانوا وسيبقى . القضية في تصرف الكهنة الشئيم أن يقول لك أحدهم : كلامك صحيح ولكن ماذا قصدت . أو فصل ما أجملت ..فهو يخالفك بجهله لا بعلم تعود الناس أن يختلف فيه بعضهم على بعض. 
يدعو الخطيب يوم الجمعة على الظالمين فيستدعيه كاهن الحي : من قصدت بالظالمين..؟ يندد بالجمعة التي يليها بالفاسدين  يسأله كاهن الحي من قصدت بالفاسدين..؟
كنت قد كتبت أن أمتنا بحاجة إلى إصلاح ثقافي عام في ميادين حددت عناوينها ولم أدخل إلى فصولها لأن لغيري من أهل الغيرة وممن يقتنع بقولي أن يكمل  ...ولكنني أقول الآن  إن أمة بلغ فيها تحجر الخلايا الدماغية  في رؤوس الكهنة والسدنة الفاسدين المفسدين فيها ما بلغ بحاجة إلى جراحات دماغية أشد عمقا من عملية إصلاح  ...
لا تسألني من أقصد ..
أقصد كل من ينطبق هذا القول عليه من العملاء والمأجورين والسطحيين والمسطحين ..اللهم اجعل خيرتك في أهل العلم من ورثة نبيك وألهمهم رشدهم واجعلهم ربانيين يعلمون الكتاب ولا يتجارى بهم الهوى ...
وألحقنا بهم وعلى طريقهم اللهم آمين
=============================