الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 30/9/2019

رسائل طائرة 30/9/2019

30.09.2019
زهير سالم




وصلتني رسائل كثيرة متفاعلة مع حديثي البريء عن معلم المعمار . بعضها وبعضها وبعضها للإنصاف ..
فأحببت أن أتماهى معها بموضوعية . فلم أجد أجمل من الأفوه الأودي يجيب عني وقصيدته كلها بكل بيت فيها جواب ؛ ولكن لعلمي أن الملل غلب على الناس فلم يعودوا يستجيدون التطويل اقتصرت لكم منها على بيتين فقط ..
والبيـتُ لا يُبْتَنَـى إلا لـهُ عَمَـدٌ.........ولا عِمـادَ إذا لـمْ تُـرْسَ أَوْتـادُ
فـإنْ تجمـعَ أَوتــادٌ وأَعـمـدَةٌ..........وساكنُ بلغوا الأمرَ الـذي كـادوا
زهير سالم
=========================
" معلم معمار "
نشأت في حي شعبي في حلب . كانت حركة العمران من ترميم وتطوير ناشطة فيه . كان الناس يكثرون من الحديث عن " معلم المعمار "  الذي كان أقرب إليهم وأوثق عندهم من كثير من المهندسين ..
من أكثر العمليات التي كانت تشهدها البيوت الحلبية القديمة ، ركوب سطح إحدي الغرف بما يسمونه المربع . والذي كثيرا ما تلجأ إليه الأسر عندما يكبر أحد أبنائها ، وأمه وأبوه يريدان تزويجه . غرفة مستقلة ثم الالتحاق بالأسرة وبقية مرافق البيت والانضمام إلى المطبخ والمائدة وحيث تأخذ الكنة الجديدة مكانتها بين السلفات وبنات الحما هذا موضوع لطيف ولكنه ليس موضع الحديث ..
معلم المعمار دوره أن يقرر صلاحية البنيان وكيف يمكن أن يحمل غرفة فوق أخرى ولقد شهدت بعض تقاريره وأنا طفل مميز ..
هذا يحتاج إلى رجل هنا ..هذا يحتاج إلى جسر ..هذا يحتاج إلى "كلين" للآن لا أعرف معنى الكلين ..
ولكن أقسى التقارير التي كان يصدرها معلم المعمار  كانت : والله يا حاجّ أو يا حاجّة  لا أنصح ..هذا  البناء أصبح خطرا عليكم . أسرعوا بالهدم  يجب تنزيله إلى الأرض قبل أن يسقط عليكم  ..!!!
في كل الحالات التي شهدتها كانت كلمة معلم المعمار مسموعة . وكما قلت غالبا ما كان أميا لا دراسات ولا حسابات ولا أوراق ولا أقلام ..
فقط المتر المطوي الذي يستخدمه قليلا في بعض الأحيان لأن في ذرع الخطوات وقياس الأشبار له غنى ..
شيء ما ذكرني بأغنية : عمّر يا معلم معمار وعلي بضيعتنا هذا الصباح ..وتذكرت أن الذي يقوم بالعمران كثيرا ما يوصي بغيره . والله المستعان