رسائل طائرة 27/11/2021

في نظرية الأخلاط الأربعة ..
في الصحة الفردية العامة حسب نظرية الطب القديم...
كانوا يعتقدون أن صحة الإنسان البدنية والنفسية تتحدد من عملية التوازن بين أربعة أخلاط: الدم - البلغم - الصفراء - السوداء..
ويقولون أي غلبة لأي من هذه الأخلاط يؤدي إلى الاختلال في طبيعة الإنسان، ومزاجه، وتصرفاته وردود أفعاله..
فمن غلب عليه " الدم"
كان كثير الضحك، مشرق الوجه، زاهي اللون، حريصا على اللعب واللهو، قليل الهم، كثير اللامبالاة ..
ومن غلبت عليه "المُرّة"
كان نزقا، جريئا، يتهجم على الأمور بلا روية، يتخبط في السعي ولا ينتج، يحاول كل شيء، ولا ينجز شيئا. يفتتح المعارك ولا يحسمها أو يختمها، يذهب في كل طريق، ولا يصل إلى غاية ولا هدف، يحاول كل شيء، ولا يصل إلى شيء، ولا يجني شيئا...
ومن غلبت عليه السوداء ..
كان حزينا، كئيبا، كاسفا، متشائما، محبطا، جبانا، مترددا، قليل الرجاء، فاقد الهمة والعزيمة، كثير الوسوسة، متوجسا، قلقا، متوقعا للشر..بطيء الحركة، ضعيف المبادرة، لو قيل له سيموت من هذا الألف واحد، لقال هو "هو" ..
ومن غلب عليه "البلغم" كان
كان ثقيلا باردا يغلب عليه لؤم الطبع، مكارا نكارا ، قليل المبادرة دؤوبا على ما في يده، حريصا شحيحا..لا يُرجى، ولا يُستعان به ..
وهذه الأخلاط تنتقل أحيانا، من مداراتها الفردية، إلى آفاقها الجمعية، فإذا استبد بمجتمع خُلط استبدت. وخير الناس من كان معتدل المزاج، تتوازن فيه هذه الأخلاط..فيحلم عند الحلم، ويغضب عند الغضب، ويبادر أمام الفرصة، ويظل مكّيثا أمام القرار ، لا يتردد عند شراء باقة "بقل " ولا طاقة "زهر" بل يتردد أمام قرار تسفك فيه الدماء وتنتهك فيه الحرمات ...وإن لم يكن بينه وبين أصحابها رحم ولا نسب ..
====================================
ما هكذا تورد الإبل..
حول قضية إحراق الكتاب المدرسي
أولا - لا يصلح الناس فوضى.
ثانيا- ما كل خطأ يعالج بالإحراق والإغراق، والإغلاق، وتوظيف عاطفة الجمهور ، لا يجوز ان يكون سلاحا مصلتا على عنق الثورة ومؤسساتها، وليس بها تصحح الأخطاء.
ثالثا- الكتب المدرسية يجب ان تخلو من شبهة الخطأ، ومن إيحاءاته، ولاسيما في القضايا الأكثر قدسية في حياة الناس.
رابعا- معالجة الأمور بالحكمة وبالروّية، وحسن التفهم، هو مقصد ومطلب الجميع...ويجب ان توضع الأمور في نصابها، وأن يُصغى لرؤية أهل العلم والحلم فيها.
أسأل الله ان ييسر الجميع لليسرى وان يجنبنا العسرى..
====================================
المدخلات اليوم...
"درس الحساب يا إخوان مثل قرط الصوان..والهمزة قلعت ضرسي، بدها مركز وكرسي. والجغرافيا والتاريخ صيروني مثل السيخ ...
يجب أن نصمت 24/ ساعة ..عسى تسري الماء في الصهاريج فيتغير لون وطعم وريح ...
====================================
البديهيات الصادمة:
من حقائق الشريعة، التي أكدها نص الكتاب العزيز: وفوق كل ذي علم عليم.
وأحيانا اكتب كلاما أشرح فيه بدهية أولية من نوع ان، الكل أكبر من الجزء... فتحدث إرباكا في العقول والقلوب، تنعقد له ألسنة العديدين...!!
من يظن مثلا ان خريج كلية اللغة العربية في النحو والصرف، بمنزلة الخليل بن أحمد وسيبويه فيهما، وأن حامل الدكتوراة في النحو سبق سيبويه فيه !!
اعترافنا بالحقائق والوقائع مدخلنا إلى الإدراكات السليمة. بل أقول إن بعض العلماء المؤسسين قد تقصر تصوراتهم في كثير من الأ حيان عن إدراك مدى سماقة الغرسة التي غرسوا.
الادعاء: مقتلة. وتلبيس الناس لأضرحتهم ستائر الدمقس والحرير لا تغني عن دواخلها شيئا ..
في وصية عمر لأبي موسى الأشعري في القضاء، يقول عمر: الفهم َ .. الفهمَ ..فيما تلجلج عليك: أي الزم الفهم .. الزم الفهم في الأمور المختلطة والغامضة والتي تتنازعها الأدلة والمظنات..
مهما كان العلم مخيفا فإن الجهل أكثر نشرا للخوف.
ويرفض كثير من الناس الفحوصات الطبيبة المحذرة خوفا...يقول أحدهم: يفضل أن يموت دون أن يعلم!!
اعلموا وتعلموا يرحمكم الله
====================================
العلم طبقات فلنفهم هذا ولا يختلط علينا...
في الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء وعلوم الأرض وعلوم الفلك وعلوم البحار وفي علم القانون وفي الأدب والشعر ..دائما يتحدثون عن الطبقات.
وتسمع عناوين مثل طبقات الأدباء وطبقات الشعراء وطبقات الأطباء وفي علوم الشريعة يقولون: مجتهد مطلق، ومجتهد في المذهب، ومرجح، وصاحب قول في مذهبه...ثم يقولون فقيه وخطيب وإمام مسجد ، وبعض المعاهد الشرعية كان أساس أمرها أن تخرج للناس أئمة مساجد يضبطون للناس أمر صلاتهم، ويعلمونهم أحكام طهارتهم وصلاتهم وصومهم وحجهم وزكاتهم... جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين كل خير.,.. وتقرأ فيما تقرأ طبقات الأحناف، وطبقات الشافعية، وطبقات الحنابلة ..ولكل عالم فلكه ....في كهنوت الأديان لكل طبقة سمة، ولا يغني هذا عن الحق شيء، وفي ديننا الكل سواء..وفي مفاضلات بعض أصحاب المفاضلات فيمن يصلح للإمامة كلام ...
والخربطة في عقل هذا خربطة. وفي حلب يقولون: ليس كل من صف الصواني قال أنا حلواني ..
====================================
وسأتلطف..
يؤدي الله ويغفر وإن رغمت أنوف..
ومررت بصفحة أخ عالم عامل مجاهد، يتحفنا كل يوم برقيقة يرقق بها قلوب من حوله من المتابعين ..
وروى لنا رواية عن الأصمعي، أنه سمع أعرابيا حول الكعبة يدعو ويقول: اللهم إن لك عليّ حقوقا كثيرة فاغفرها لي...
ولعبادك عليّ حقوقا كثيرة فأد عني ..!!
ومع الأسف اعترضه معترض بالقول: إن حقوق العباد لا ينفع فيها الدعاء ...!!!!
ولَهذا الأعرابي أوسع فقها من مثل هؤلاء المتنطعين المنغلقين الذين ملؤوا علينا السهل والوادي، وسدوا علينان الأأفق!!.
الأعرابي أدرك بفطرته أن حقوق الله أمرها إلى طلب الرحمة والمغفرة فطلب من ربه الغفران ..
وأدرك بفطرته وليس من الفقه الداعشي الذي، يفحه بيننا بعض الناس، أن حقوق العباد مناطها الأداء، واعترف بعجزه عن الأداء، ولجأ إلى مولاه يرجوه أن يؤدي عنه، وليس أن يغفر له ..
وحقوق العباد في الدماء والأعرض والأموال .. ومن حقوق العباد في الأعراض، ليس فقط ما يتوهمون بل منها ظنك السيء في أخيك، وغيبته والنميمة عليه، واستصغاره، ورؤيتك نفسك أقوم سبيلا وأصدق قيلا..
وكم من السنوات نحتاج ليتعلم هؤلاء الناس فقه ذاك الأعرابي الذي دعا " ولعبادك عليّ حقوق كثيرة فأدها عني . متفقها بحديث "أدى الله عنه "
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وغيرهما" يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة. يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على الآخر فيقاتل ويستشهد." يتوب عليه بفضله، ولا يغمط الشهيد حق دمه، وحاشاه..
يتساءل كثير من الناس: هل يتوب الله على الطغاة والمجرمين؟؟؟ ويحتجون ويرتجون !!
ولنا في حديث قاتل التسعة والتسعين خير شاهد، وأعبد أهل الأرض يقول: له لا توبة لك !! وأعلمُ أهل الأرض يقول له: ومن يحول بينك وبين التوبة؟؟!!،
ولم يقل أعلم أهل الأرض لقاتل التسعة والتسعين الذين كمل بهم العابد إلى المائة... وأين أنت من حقوق العباد، وأغلظها حق الدماء!! بل قال له: ومن يحول بينك وبين التوبة، وهل يحول بين الناس وبين التوبة من كل المظالم إلا داعشي أو متدعش!!
يؤدي الله لأصحاب الحقوق عن التائبين الصادقين ... وكم من العلم والفقه نحتاج لنخرج العقول والقلوب من مدرسة فقه الإغلاق ..زوفقه الذين لم يحفظوا من حديث الرسول إلا " ليس منا " و" قد كفر "
ثقوا بعدل الله. وثقوا بعفو الله. وثقوا برحمة الله. وكان الحجاج على فراش الموت ينادي " وزعموا أنك لا تغفر"
وتبقى كلمةُ الله هي العليا..
____________
*مدير مركز الشرق العربي