رسائل طائرة 27/02/2020

في طبيعة الفكر الثقافة والتي ننتج ونستهلك :
أصبحنا جميعا نستقبل في كل يوم عشرات ، إن لم نقل مئات المنشورات والمكتوبات والتسجيلات من شرائح مجتمعية وعلمية وثقافية متباينة . حاولت أن أجري تصنيفا لما يصلني ، وبإمكانك أن تفعل ذلك ؛ سيساعدنا ذلك على أن نعرف أين نحن من صنع الحياة ، بوبت ما يصلني في أربعة أبواب ، ويمكنك أن تعدل فيها ما شئت :
المنشورات الوعظية - المنشورات التاريخية التي تدور حول تاريخنا وأبطالنا - منشورات المديح والثناء والترحم والعزاء مع الهجاء والقذف والتنابذ - ثم المنشورات التي تشارك في المساعدة على على إدراك الواقع واستشراف ملامح المستقبل -
ربما الحصيلة العامة لا تعجبكم ..
أنا لا أقول الكتابة تحت أي عنوان من هذه العناوين منكر ولكنني أقول إن الولع ببعض هذه العناوين دون بعض ، والغرق والاستغراق فيه له دلالات غير حميدة ..
وما علمنا أحدا من الصحابة ولا السلف الصالحين ولا ملوك الإسلام المتقدمين فتح مصرا ، ولا رد عدوا ؛ بقراءة صحيح البخاري - الذي أصبح عند عامتنا الباخوري ولعلهم ظنوه من البخور - أو بقراءة إحدى وأربعين مرة سورة ياسين . ولا بالترنم بالمنفرجة مع كثرة ما أحب أن أنشد : فيا رب عجل بالفرج ..
2 / رجب / 1441 - 26/ 2/ 2020
زهير سالم : مدير مركز الشرق العربي
=======================
" أفتهلكنا بما فعل المبطلون ."
والاستفهام استفهام استعظام وإجلال ودعاء بمعنى : لاتهلكنا بما فعل المبطلون ، وفيه تقرير نفي فكأنهم قالوا : حاشا العظيم البر العدل الرحمن الرحيم أن يهلك البرأء بجريرة المبطلين .
ولا يقال : استفهام إنكار ، فلا يستنكر على الله أحد .
ومثله في السياق " أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ؟! " هو استفهام استعظام ونفي ودعاء وكأن سيدنا موسى دعا : لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا . وليس استفهام إنكار فلا يستنكر على الله ، جل الله ،إنس ولا جن .
ولله في الابتلاء والامتحان سنن ماضية . وقد لا تختص الفتن بالذين ظلموا خاصة ، فتعم ، " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب "
تعم حينا ولكن لا تستأصل فتجتاح .
ويسألون : ما بال الفتن تصيب غير الظالمين ؟! والجواب : تعلمهم أن تراخيهم في إنكارها أوصلها إليهم ، فنالتهم ببعض شررها ، وما كانت إلا لتؤدبهم وترقيهم وتؤهلهم ليتخذ مولاهم منهم شهداء ، يصطفيهم لكرامته ، ويجعلهم الشهداء على خلقه . ففي شخص الشهيد تصيبه الفتنة أو بعض شررها تسبق حاء المحنة نون المنحة ، ونور الكرامة ..
اللهم لطفك بعبادك من أهل الأرض ..
اللهم لطفك بالمستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ..
اللهم انصر من كان في نصرته انتصارا للحق فأنت الحق ، وللعدل فأنت الملك العدل.
اللهم زوّل عن رقاب خلقك على هذه الأرض سلطان أكابر مجرميها من الطواغيت والنماريد والفراعين والقوارين ..
" الله لطيف بعباده "
=======================
في البقاع :
يراه على باب الفرن ، فيطعنه بسكين في ظهره ، قريبا من قلبه ؛ ويسأله مستنكرا : سوري وبدك تأكل خبز ؟؟؟!!!
=======================