الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 26/12/2020

رسائل طائرة 26/12/2020

26.12.2020
زهير سالم




كذا فتأمل
كل الناس حاشا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يصيبون ويخطئون ...
ولكن لا يكن أهون القول عندك ان تقول أخطأ الصحابي .. أخطأ النابعي أخطأ أبو حنيفة أخطأ الشافعي أخطأ البخاري أخطأ مسلم ...
فبينك وبين نسبة الخطأ لهؤلاء وهو عليهم جائز ، ان تنهل  من حيث نهلوا  ، وان تنهج من حيث نهجوا ، وأن ترتقي حيث ارتقوا .
وكنت قد قرأت منذ نصف قرن كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة للإمام الشاطبي . والشاطبي هو صاحب الموافقات، فرأيته يشدد على نبذ التقليد حتى رابني ، وكنت يومها في مدينتي حلب ، وكنا ننظر إلى اللامذهبية بريبة شديدة ، ونفرح بمن كتب اللامذهبية قنطرة اللادينية ، رحمه الله تعالى ، واشتد عليّ ما يقرره الشاطبي في الإنكار على التقليد والمقلدين حتى وصلت إلى المجلد الثاني فيما أظن فوجدت فيه في شرط من سيجتهد أو سيرجح بين أقوال المجتهدين
وأروي لكم من حفظ قديم فسامحوني قال الشاطبي في الاعتصام فيمن سيرجح ويختار : "وأن يكون في العربية مثل الخليل بن أحمد وسيبويه ، لا أقول أن يحفظ حفظهما ولكن أن يفهم فهمهما "
ومر ابو علي الفارسي على تلميذه ابن جني " صاحب الخصائص " وقد نصب للدرس ، فسأله على رؤوس الناس  فأحرجه ، فقال له زبزبت قبل ان تحصرم . في حلب وحدها يتمونون من الحصرم اليابس ، ومن عصير الحصرم أيضا ؛ ولكنهم يعرفون حقيقة الزبيب وأجود زبيبهم ما جاء من عينتاب ومن عفرين
كان القدماء إذا مر وا بالقول
 أشكل عليهم في نص علقوا عليه في الحواشي " كذا فتأمل "
كذا فتأمل
=========================
ووجدت أن نقد الأفكار أجدى  من نقد الأشخاص والهيئات.
كثيرا ما أقف أمام المرآة، وأتحدث عن قصوري وضعفي وعيبي وخطئي، وكل ذلك عندي؛ وبعض القاصرين يقولون لي: وأنت.. وأنت ..وأنت ..وما أتحدث إلا عن نفسي، ولا أكتب إلا لأهل ديرتي وعشيرتي.
أوردها سعد وسعد مشتمل.. ما هكذا تورد يا سعد الإبل
=========================
يقول الله تبارك وتعالى : " ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ، ليوم عظيم  "ويقول المفسرون : الويل : الهلاك والثبور والعذاب . ويقول آخرون : هو عنوان واد من وديان جهنم .
ويجمع أهل الإسلام أن هذا الوعيد يشمل كل المطففين مهما كان دينهم ولونهم وعرقهم . فلو أن مسلما مصليا وصائما وحاجا ومزكيا وملتحيا، ويلبس عمامة ويحمل سبحة ؛ قام في السوق فباع واشترى وطفف الكيل أو الميزان لشمله الوعيد بالويل العتيد ..
وبتنا بالأمس على صير جاعرتين من جواعر الفتنة ، أولاهما ما أقدم عليه سعد الدين العثماني من توقيع للتطبيع ...
و الثانية ما تفوه به المجاهد الكبير محمود الزهار من الدعوة إلى تولي بشار الأسد ودعمه والحدب عليه ..
أنا شخصيا لا أبالي بما فعل الأول ، ولا بما تفوه به الثاني ...ولكن الذي ساءني حتى خفت وعيد الله عليهم ، هؤلاء المطففون ، الذين رأوا فيما فعل الأول إحدى الكبر ، وفيما تفوه به الثاني ذبابا مر أمام أعينهم ، فقالوا له بأيديهم كذا ..ولولا خوفي من قوله تعالى " ستكتب شهادتهم ويسألون "  ما أقحمت نفسي فيما يخوض الخائضون ..
اللهم إنا نبرأ إليك من كل من والى لك عدوا ..
=========================