رسائل طائرة 22-04-2024

رسائل طائرة 22-04-2024

زهير سالم*
وأقول مقتطعا الكلام من سياق حال، تكاثرت فيه الظباء عليٌ
المتنبي يقول عن نفسه
أنا في أمة تداركها الله غريب مثل صالح في ثمود
وفي القصيدة نفسها يشبه مقامه في نخلة
بمقام المسيح- عليه السلام- بين اليهود
المعري يفتتح لزومياته بقوله:
أولو الفضل في أوطانهم غرباء
تشذ وتنأى عنهم القرباء
والعرب قبل الفرنسيس قالوا:
أهون من نبي على قومه.
واستوقفت عجوز قرشية عمر بن الخطاب في خلافته فقالت: إيه يا ابن الخطاب كنت عُميرا فصرت عمرَ، فوقف لها واستمع إليها!!
ودخل رجل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرعد من هيبته، فقال له: هون عليك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد - اللحم المجفف- في بطحاء مكة، وهذا عكس المعنى الأول..
وكتب إليّ بالأمس عديدون كان يكفي أبا قتيبة أن يسمع عُشر معشار هذا العرفان وهو حي يشجى ويطرب…
والطرب عند العرب رعدة من فرح ومن حزن تأخذ الإنسان.
ويضيف مراسلي: ولعل من يتزلف بذكر أبي قتيبة اليوم، لم يخطر بباله أن يسأل: كيف عاش أبو قتيبة بين ظهراني أحبابه من المعارضين..؟؟ لعلي لا أفهم ماذا يعني، وإني لفهيم، أو هكذا يزين لي الغرور!!
يقرعني ويقول: هل خطر ببالك يوما أن تسأل كيف ومن أين؟؟
أرسل لي ثالث: يتشكك في رواية: حثوا في وجوه المداحين التراب..
ويزعم أنه تتعارض مع الأصل الاسلامي في نشر المعروف، وشكر المحسن ومكافأته والثناء عليه.
ووصلتني رسالة سابعة أو ثامنة من أخ كريم أعطى كثيرا فما أكدى يتساءل: لماذا يرى بعض المسلمين تحريم عاجل الأجر؟؟!!
ويذكرني بقول جرول:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس..
وظلت العرب تمدح على المعروف، وتجازي عليه، وتعرف مكانه ومن أجمل ما قالوا:
هينون لينون أيسار ذوو كرم
سواس مكرمة أبناء أيسار
وإن الجحود ضرب من العقوق. ويضرب المشكك في حديث "حثوا" بحديث من قال لأخيه جزاك الله خيرا فقد وفى.
وخير شهداء مشهدنا الجندي المجهول. وقوم إذا غابوا لم يُفقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا..
سيادة في أسمال. أويس القرني منهم.
وقال إن هذا ،للذي نجهل، وإذا قال لم نسمع، وآذا خطب لم يزوج، خير من ملء الأرض من مثل هذا للذي إن غاب افتقد، وإن حضر عرف، وإن قال أُذن لقوله…
قال والكبر: بطر الحق وغمط الناس..
وقال الغنوي في أزمة عرضت لهم:
جَزَى اللَّهُ عَنَّا جَعْفَرًا حِينَ أَزْلَفَتْ
بِنَا نَعْلُنَا فِي الْوَاطِئِينَ فَزَلَّتِ
همُ خلطونا بالنفوس وألجأوا
إلى حجرات أدفأت وأظلت
أَبَوْا أَنْ يَمَلُّونَا وَلَوْ أَنَّ أَمَّنَا
تُلاقِي الَّذِي يَلْقَوْنَ مِنَّا لَمَلَّتِ
وقالوا هلمَّ الدارَ حتى تبينوا
وتنجَلي الغَمَاءُ عمَّا تجلَّتِ
ومن بعدما كنا لسُلمى وأهلها
قطيناً وملتنا البلادُ وملتِ
سنجزي بإحسانِ الأيادي التي مضت
لها عِندنا كبَّرَت وأهَلّت
____________
*مدير مركز الشرق العربي