الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 18/06/2022

رسائل طائرة 18/06/2022

18.06.2022
زهير سالم



زهير سالم*

ذكريات صغيرة
أليست هذه أيام التوت في حلب؟؟
أما زال الباعة ينادون: يا حلاوتو كربج.. يا حلاتو طاب أكلو..
أما زال الرجل يقف أمام بائع التوت عند العصر فيشتري ثلاث سفايات ويسبّلها على روح أبيه وأمه..!!
لماذا التوت خاصة؟؟
لأن التوت إذا لم يؤكل في وقته، يموت، ولا بد من جبر خطر الفلاح الذي هز التوتة، لأنها لو لم تبع لكان هو الخاسر الأول والأخير .
وكان بعض الناس يوصون أبناءهم أنا أحب التوت، أنا أحب البطيخ أنا أحب الجبس، فإذا جاء أوانه فكلوا منه ووزعوه سبيلا على روحي، هذا فقه اجتماعي لا أحد يطالبني بتأصيل شرعي، ولطريقة تسبيل التًوت وكذا البطيخ الذي إذا بالغ بالنضج أكل بالملعقة، تهيج الأرض بعطائها ويكون الاستهلاك المحلي أقل، أين ذهبت رائحة الفرنجي الذي كنا نعصره في بيوتنا، أو رائحة الخيار الذي كان إذا سبق تلميذ بإحضار خيارة واحدة إلى المدرسة، تضج غرف الصفوف برائحة خيارة واحدة!! نأكله اليوم كله كأنه مصبوب في قالب من بلاستيك!!
لماذا رجل قاعد في لندن على الفي والمي كما يقولون، ويتذكر مثل هذه الأشياء الصغيرة. قليلون هم الذين رأو طريقة هز التوتة، أي جني التوت، أو رأوا السفاية والفرش عند الصباح والمساء..
الفراولة توت الأرض متوفرة بكثرة في لندن، ولكن توت دودة القز التي تنتج الحرير نعود إلى صورها في الذاكرة..
وهزّ التوتة يا توات
وتوتك حلوة يا توات..
لا تقولوا فايق ورايق في حلب يقولون ونسلي الهم بنزف الدم
وآسفاه يا أخي أبا يامن قال شعرا فأبكاني…
===========================
زعامات الفي والمي
يظل بعض الناس يكرر التمدح ببعض الشخصيات التاريخية التي حكمت سورية قبل الواقعة حتى يحرجك ويخرجك عن..
يعني هذه الزعامات التي نظل نمسح في جوخها، والتي ائتمنها السوريون على دينهم وودولتهم وأعراضهم.. ماذا فعلت
عندما وقع انقلاب الثامن ما آذار وهو انقلاب لصوص وحرامية وطائفيين، وتلك القيادات الشرعية، هل دافعت عن البلد بموقف؟؟هل تمسكت بالشرعية وشكلت حكومات في المنفى؟؟ هل أعادت تشكيل هيئات لتوعية المجتمع وإعادة تنظيمه..
أو كل واحد منهم قال "إن للبيت ربا يحميه" وأداروا ظهورهم وأغمضوا عيونهم لكي لا تهولهم المآسي
خفوا عنا قليلا فلسنا ميالين للنزاع
=======================
نحتاج إلى قرن من التطور الإيجابي للوعي الفقهي لنميز بين فقه: المخالف وفقه المحارب. فكروا في العنوانين فقط،
خرجت من سورية وعمري ٣٢ عاما وأنا حلس مساجد حلب، لم أسمع بعنوان الولاء والبراء، حتى خرجت منها.
سأقول كلمة وأحتسب..
ومع الاحترام لمهبط الوحي، ولفقه دار الهجرة في عهد فقهاء المدينة السبعة، وفقه الإمام مالك بن أنس، فإن علم الشريعة بتطوراته المختلفة استقر في بلاد العرب في هذه الأقاليم الثلاثة على تفاوت في الأعصر: العراق ومصر والشام…
وأقول لبعض الواتسيين لا تستبضعوا التمر إلى هجر. ولا تبيعوا الماء في حي السقايين، فتبور تجارتكم.
وفي بيته يؤتى الحكم.
وهو إلى أن تُحكم تعليمه أحوج من أن تتعلم منه.
صحيح هو غني، وفي بلاده نبع البترول، وبإمكانه أن يمول فضائية، ولكن كل هذا لا يجعله صاحب علم يتداول…!!
===============================
أنا أعشق أهل الفهم…
ويوم جلس سهيل بن عمرو يفاوض رسول الله عن قريش يوم الحديبية..
وأملى رسول الله على الكاتب: هذا ما عاهد عليه محمد رسول الله…
قال سهيل المشرك؛ على رسلك يا محمد لو كنا نشهد أنك رسول الله ما قاتلناك…!!
القاصرون الذين يذهبون باسم من يرسلهم إلى أستانا وسوتشي ويؤكدون مرة بعد مرة بعد مرة على "سيادة الجمهورية العربية السورية"، السيادة التي يؤكدون عليها تتمثل في من ؟؟
في الروسي؟؟!! أو في الإيراني؟؟!! أو في الذي من خلالها يحفر المقابر، ويغلق المعابر !!!!
في المعايير التربوية يقررون، أن أكثر التلاميذ إيغالا في التخلف العقلي، يفهمون في الكرة السابعة.. وهؤلاء كانوا في الكرة الثامنة عشر..
ولم يعلمهم التكرار !!
===============================
هذا الناس!!
بت ليلتي قلقا من أمر هذا الناس. وكيف وجد مسيلمة وسجاح والأسود العنسي لأنفسهم أتباعا في هذا الناس!!
وكيف وجد ابن سبأ على ما قالوا، حتى عندما قالوا لسيدنا علي أنت أنت ..
وكيف وجد أتباعه ومؤيدوه جنودا ومقاتلين..
أفكر بالمختار الثقفي وقد ادعى في الناس النبوة فأيدوه وانبعوه!!
لا أريد أن أطيل عليكم فهذا الناس ما زالوا "وكذلك يفعلون"
======================
الذكرى الثالثة لوفاة الرئيس الشهيد المجاهد البطل محمد مرسي رحمه الله تعالى..
الرئيس البطل الذي لم يعرف المطموسون قدره؟؟
اللهم اغفر له وارحمه وأعلِ نزله، وزده ولا تنقصه..
اللهم لا تهلك أمةً بخذلانه..
واخلفه فينا بقوي أمين يطيعك ويخشاك ويتبع رضاك ..
ولا تهلكنا بما فعل المفسدون والمبطلون
أبها البطل الشهيد علمتنا:
أن في أمتنا رجالا لا ينزلون على حكم الفسدة، لا يرهبهم فزع ، ولا يستفزهم طمع..
ونعوذ بآية الكرسي من فتنة الكرسي.
____________
*مدير مركز الشرق العربي