الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 17/07/2022

رسائل طائرة 17/07/2022

17.07.2022
زهير سالم



زهير سالم*

لسانَك واللعنَ
ومن أساليب العرب أسلوب يسمى أسلوب الإغراء والتحذير ..
ومن الإغراء المروي المحفوظ، نداء سيدنا عمر رضي الله عنه على قائده  سارية، عمر في المدينة وسارية في بلاد فارس
يا ساريةُ .. الجبلَ .. الجبلَ
أي الزم الجبلَ أو اصعد الجبلَ..
ومن التحذير قولهم: رأسكَ والحديدَ، أي باعد رأسك واحذر الحديدَ..
ومنه أقول، إن كنت حريصا على أمر دينك وآخرتك فلسانكَ واللعنَ ..
أي صن لسانَك وتجنب اللعن.
وحتى لا يردّ علي لعّان، انا لا أقول أن اللعن في شريعة الاسلام غير جائز.
فقد ذكر الله في كتابه العزيز أنماطا من الملعونين، وقال في موطن عن قوم (أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) وقال في موطن آخر (عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)
لاحظوا أن اللعن لغير المتعين.
وإنما حديثنا عن لعن المتعين. وهو أمر مدخله ضيق ومخرجه أضيق. والبراءة منه أسلم، وفي البعد عنه مندوحة. اللهم يسرنا لليسرى.
=============================
زهير سالم
" إيش بدي"
إدارة الظهر لمشهد الناس..
من أكبر الكبائر..
ويؤخذ الرجل بحسب موقعه فيهم. حين يرى ويسمع، ثم يمضي كأن أمر الناس لا يعنيه، فلا يقول لمسيء أسأت، ولا لمقصر قصرت، ولا لمحسن أحسنت، ولا لسابق في الخير أجدت، فيكون كمن استوى عنده الجميل والقبيح، والمسيء والمحسن، ويشتد الوزر على هذا الحال، حين يكون في الجماعات وليس فقط في الأفراد، وحين يكون ممن حضر عزم الناس الأول، وعقدهم وعهدهم، قبل أن يكون ممن لحق بهم.
"ياقوم لستُ منكم" لسان حال.
ينظر أحدهم إلى الناس يضطربون في عمياء، يملك مصباحها، ويخاف أن يُرد قوله، فيعصم نفسه أو يحشمها عن مثل هذا النزال. مع أن هذا النزال من أصل طبيعة مهمة الرسل عليهم الصلاة والسلام.
ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن نقول للناس عن الحسن حسن، وعن القبيح قبيح، وليس المقصود الجزئيات الصغيرة في الحياة اليومية، وما يتعلق بها من أمر الأفراد..
وإنما القصد التقويم العام لمسيرة موكب أسميناه يوما "موكب النور" ولا يعز علينا أن السائرين في ركبه في ريبهم يترددون.
"إيش بدي" كما تقول العامة في حلب تهدم القصور العامرة، وتضيع الفرص النادرة.
يا قوم قد جد بكم الأمر فجدوا..
والله إن هذا الوقت الذي يعتبره بعض الناس "الوقت الضائع" هو الفرصة التي لم يكن لقادة الإصلاح مثلها في سورية قط، ولا أعتقد أنه سيكون…
____________
*مدير مركز الشرق العربي