الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 14/06/2022

رسائل طائرة 14/06/2022

14.06.2022
زهير سالم



زهير سالم*

السؤال الأكثر تعقيدا والذي لا أملك جوابا عليه..
والذي أدعو كل العقول الكبيرة إلى التفكير فيه، وعلى ضوء الأحداث الكبرى التي تتربص بالمنطقة، والتي تحدث عنها كيسنجر وعلى رؤية الحرب العائدة إلى سورية على الحبل المشدود؛ والسؤال الذي أطرحه ولا أجيب علبه:
إذا أعطينا فرصة إضافية للحرب تحت سقف الموك والموم ومشتقاتهما، هل سنقبل بالدور؟؟
=========================
وسألتُ أين الخلل؟؟
فأجابني فأصماني، أي أصابني في الصميم مني:
"الخلل فيمن أُمّل منهم أنهم اكتنزوا خبرة سياسية من هجرة ٣٦ عاما من الصراع، وأن لديهم صفا ثانيا وثالثا قياديا، يمتلك مهارات رجال الدولة، والقدرة على خوض الصراعات، واختصار المسافات ، ومهارات الجمع والتفريق وحسن الاختيار، ومواجهة الأرمات؛ فبان المرج في الهرج، أن مستوى ذلك لديهم ٥٠ تحت الصفر...
وللأسف ما زالوا يتصدون المشهد بعناد بأسماء شتى، وصفات متنوعة وأتقنوا؛ فقط مهارة تربيط الانتخابات والتصويت في دوائر المشهد ليدوروا على كل الكراسي... فضيعوا كل التضحيات للأسف، بعناد أطفال، وأفق ضيق تعود جذوره لعهود الصراع زمن الحرب الباردة القديمة الذي ولى ولى ولى ."
وصعقني
فما وجدت إلى جوابه بالحق سبيلا ، وما أنا من أهل المراء فاماريه..ووالله لقد أوتيت جدلا وعاهدت ربي أن لا أوظفه في الدفاع عن باطل.
ولكن أقول "ارحموا عزيز قوم ذل" وما ذللنا بملكنا ولكننا حُملنا وزرا من أوزار قوم...
أقول وقد شدوا لساني بنسعة
أمعشر تيم أطلقوا من لسانيا
وأضحينا نعيش في مثل قبورنا...
اللهم آنس في هذه القبور وحشتنا، وارحم غربتنا، وأكرمنا برضاك، وثبتنا على عهدنا معك، وزوّل عن الشام الظالمين، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، وقدر على طلب رضاك.
حين كان بعض رجال السلف يعبدون الله بحمل سيف الفتح، كانت غاية بعضهم صلاة الليل والدعاء للفاتحين، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
=========================
كنا إذا...
خضنا في حل معادلة من الدرجة الثانية، وأعملنا قانون المميز، ووصلنا إلى المرحلة التي نحتاج إلى جذر هذا المميز، وفوجئنا أن قيمته سالبة..
وأن معادلتنا مستحيلة..
كنا مع إيماننا بصحة المدخلات، نعود فورا إلى مراجعة ما ارتكبنا من أخطاء، عملية بعد عملية.
ثورات الشعوب: دين وحق وصدق.
أين الخلل؟؟
=========================
ثلاثة حكايات تجتمع عليّ فتؤذيني!!
قرأت يوما أن الخديوي اسماعيل من ذرية محمد علي، عندما أراد أن يخوض إحدى معاركه في السودان، طلب من مشايخ الأزهر أن يقرؤوا البخاري استهلالا للنصر، وعندما خسر المعركة رجع باللوم عليهم..
عشت في أواخر السبعينات من القرن الماضي عندما أراد حافظ الاسد أن يؤمم التعليم الشرعي، ويضعه تحت الاشراف، قام أحد الأجلاء بدعوة تلاميذ مدرسته لقراءة ٤١ مرة سورة ياسين على أمل...
وعشت في فضاء هذه الثورة يوم خرج الشعب يدفع الظلم عن نفسه ويطالب بحقه، أن كثرت المنتديات والندوات، والمحاضرات وعمليات التثقيف، وتجادل الناس حتى في دم البرغوث وجنس الملائكة وما يزالون.
علنا...
____________
*مدير مركز الشرق العربي