الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 11/06/2020

رسائل طائرة 11/06/2020

11.06.2020
زهير سالم





هذه الحقيقة لا يجوز ان تنسى:
قوى الاستكبارالعالمي على الرغم من كل تشاكستها متواطئة ومتفقة على ان لا يحكم العالم العربي إلا موال أو عميل ..
لا تهمهم هويته ، لا يهمهم إسلامي هو أو علماني أو ليبرالي هذا كلهم لا يهمهم ، تهمهم عمالته ، ومطاوعته ، وعلى هذا يثبتون حاكما مثل بشار الاسد ويخلعون حاكما مثل محمد مرسي رحمه الله .
رسالتي على كل الذين يرفضون العمالة ان يتحدوا .
وعندما تكبر عقولهم جميعا سيتحدون ..
وأعلم ان كلامي لا يعجب الكثيرين ..
زهير سالم
=================================
علماء وعلماء ..وعن علماء الصدق أكتب
ونظرت في تاريخ الأمة ، فوجدت صنفين من العلماء ..
صنف تفرغوا لعلم الخاصة وكتبوا فيه . يُشم عبيرهم سماعا ، كما الروايات تكون حدثنا وأنبأنا وأخبرنا ..وأحيانا معنعنة " كعن سعيد عن كرم "
وصنف تفرغوا للقيام على أمر العامة ، فعلموا وأدبوا ووجهوا وأمسكوا بخطام المجتمعات أن تضل أو أن تنحرف ، وهؤلاء قلما كتبوا أو صنفوا ، فإذا كتبوا أجابوا على الأسئلة التي تشغل عقول أبناء عصرهم ، وعالجوا مشكلاتهم ، وأجابوا على تساؤلاتهم..
معظم الأئمة الأوائل العظام كانوا إلى تلامذتهم أقرب . وحين ينسبون إليهم التصانيف فإنما يفعلون ذلك تكلفا ..ولولا موطأ مالك ، ورسالة الشافعي ، وأمه لقلت : كل الأئمة الأوائل العظام كانوا إلى الناس أقرب  ..
 مصنفات أبي يوسف ومحمد بن الحسن أوثق في النسبة ، مما ينسب إلى أبي حنيفة. أبو حنيفة ، رحم الله أبا حنيفة ، كان يشتغل على تخريج الرجال . ثمانون عمامة منها عمائم أبي يوسف ، ومحمد بن الحسن ، وزفر ، رباهم على أنه يقول  ويقولون ، وليس على " ما أفلح مريد قال لشيخه : لِمَ ؟ "
أنظر في تاريخ الحسن البصري فلا أكاد أجد كتابا ، ولا في سيرة أحمد الرفاعي ، ولا في تاريخ الباز الأشهب عبد القادر الكيلاني رحمهم الله تعالى . وما ينسب إلى سيدي أحمد يُنسب . والفتح الرباني مجرد أمالي ، نسخت من مجالس سيدي عبد القادر . ولو كان في الأمة بقية خير ، ولو كان لدى الحركات الإسلامية مزيد من بعد نظر ، لجعلت من كتيّبه الصغير الكبير  " فتوح الغيب " متنا وربت عليه الأجيال .  وأجمل ما فيه عقيدة  " دفع الأقدار بالأقدار " التي تنسف نظرية التواكل ، التي نخرت قلوب كثير من المسلمين .
وغير هؤلاء الكبار في عالم المسلمين كثير . ولنا أن الجاحظ مات تحت ركام كتبه.
وكنت قد ذاكرت بمثل هذا الكلام عالما صاحب سبق علم وفضل وجهاد ، فأجابني بدمعتين ، ولا يحق لي تفسير الدموع ..
كان الإمام بن مالك صاحب الألفية ، وأقام في حلب مدة ومدة في دمشق ، يحمل كراريسه كل يوم ويقف على باب المسجد بعد صلاة الفجر فينادي : هل من طالب علم ؟ هل من طالب علم ؟ فلا يجيبه أحد ويمضي ..
على قارعة الطريق نجلس . نتداول العلم بالتعاطي . ننهل من كأس ، ونُعل بأخرىى ونمرر كأسا ، ونجعل الكأس مجراها اليمينا ..
أتذكر وأنا تلميذ في الصف الثاني الابتدائي ، أقف في حوش المدرسة الصغيرة جدا ، في وقت الفرصة . وأقرأ في أوراق كانت في يدي بغير غلاف ، ولا تذهيب أوراق بيض بحجم الكف ، كُتب عليها " سبيل الهدى والعمل " مجرد أوراق فيها نصائح وآداب كنت أتحفظها ..نصائح وآداب انزرعت في قلب الطفل الصغير ، وكلما ذكرتها تذكرت كم كسب كاتبها من أجر ، وكم ترك من أثر ..
يا أصحاب البروج الذهبية والفضية والعاجية والبرونزية ؛ انزلوا إلى الناس ..انتهى
وهذا تعقيب بما أشكل على بعض الناس بأنه ليس في أهل العلم معصوم ، نترحم على من رد وعلى المردود عليه منهم ، وإن قسا أحيانا .
ولا يزهدنّك في عالم رد على عالم ، أو رُدت عليه أقوال ، فهذا في ساحة العالم والمتعلم أصل . وما زال الكبراء يرد بعضهم على بعض ، ويصحح بعضهم لبعض .
نكل النيات إلى العليم بذات الصدور ..
ونناقش العلم بالعلم مع ما يستحق العلم من الوقار ، ونتجنب المراء والجدل ما استطعنا .
وإذا كنت تبحث عن إمام لم يقل أحد فيه فلست بواجد ..
وضيّق العطن من إذا رددت على الشيخ الذي يعتقد ، مسألة أو عشرا غضب ، ونظيره من إذا ترحمت على الشيخ الذي يؤاخذ في مسائل أخذت عليه غضب .
وقد حسمها من قبلي وقبلك الإمام مالك حين قال " ما منا من رد أو رُد عليه إلاصاحب هذا القبر "
يا خير من دفنت في القاع أعظمه ..فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ..فيه العفاف وفيه الجود والكرم
صلوا على نبيكم ، وترحموا على ورثته ، إن جاؤوكم بقبس من نوره .