رسائل طائرة 11/05/2020

حنين .. أبو القاسم الدينوري من ذرية العباس بن عبد المطلب
من أعجب ما قرأت في شعر الحنين ..
حين يمسك الدسك فقرات الظهر ، أو تتصلب مفاصل الركبتين ، أو يقول لك الطبيب ضغط عينك مرتفع وأنصحك بترك السجود ...آه من الطبيب إن كان يعي ما يقول ، ويتمادى بك الأمر وتشتاق إلى انحناءة ركوع ، أو إلى تمريغة جبين على الأرض حقيقة ، وليس إيماء تذكر هذين البيتين المخبوئين في كشكولي منذ أربعين يومها كنت أتصور حاله ، واليوم أصبح حاله حالي :
وما آسى على دهر تولى ..
ولا جسم مباح للسقام
ولا ما فات من عمري ولكن
أحن إلى صلاة من قيام ..
أبو القاسم الدينوري صاحب المحاسن البديعة في تصوير المشاعر المنيعة .
==========================
و" فتح الفتوح " معركة نهاوند
كانت في رمضان ..
وفيها هلك يزدجرد آخر ملوك الفرس .
وفيها استشهد القائد الإسلامي الصحابي الجليل النعمان بن مقرن رضي الله عنه . وكان قد استفتح المعركة بدعاء : سأل الله فيه النصر للمسلمين والشهادة لنفسه فأعطي ما سأل ..
وجاء البشير إلى عمر في المدينة يبشره بالنصر ، فلما أخبره باستشهاد النعمان بكى ، فقال له البشير : هون عليك يا أمير المؤمنين فما استشهد غيره من وجوه الناس أحد يعرف - يقصد ان كل شهداء المعركة كانوا من العامة الذين لا يعرفهم أحد - فاشتد بكاء عمر ؛ وتساءل : وماذا يفعلون بمعرفة عمر بهم ؟! ألا يكفي ان يعلم بهم من رزقهم الشهادة !!
وأنتم أيها الشهداء المجهولون الذين لم يعرف أسماءكم أحد ، ولم يسمع بأسمائكم أحد ، ولم يتابع هول ما عشتم وجميل ما قدمتم أحد ..
أليس يكفيكم ان يعلم بكم من اتخذكم واختاركم وأكرمكم ..
ألا فطبتم وطاب محياكم وطابت في الاخرى حياتكم
==========================
" ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة " ...
اللهم ونحن كما وصفتهم ، وليس لنا ما كان لهم .. كان رسول الله بين ظهرانيهم يسوي صفوفهم ، ويقود جمعهم ، ويدخل العريش فيدعو لهم حتى ينحسر الرداء عن منكبيه .. ونحن يا رب المستضعفين كما ترى ..ونرى
وذكرتهم فتذكرنا معهم : " واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون تخافون ان يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات "
اللهم ونحن قليل مستضعفون نخاف ان يتخطفنا الناس ..فاقسم لنا كما قسمت لهم ..
نعلم أننا لسنا مثلهم ولكننا نظن وظننا في مولانا يقين نحتسبه عليه ..
ونظن أنك تؤوينا .. وتؤيدنا ..وتنصرنا .. وترزقنا .. وتكفينا ..
اللهم كما نصرتهم ببدر وهم أذلة ..انصرنا اليوم على ما فينا من الضعف والقلة والذلة
==========================
من أجمل الفقه الذي تعلمت
" لعن الشيطان ليس عبادة "
وسئل الامام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى عندجواز لعن يزيد بن معاوية فقال : إن الله لم يتعبدنا باللعن . ولو أن مسلما عاش ومات ولم يلعن إبليس ، لم يسأله الله يوم القيامة : لمَ لم تلعنه ؟!
وتعلمت زمن الدرس أن الاشتغال بلعن الاستعمار والإمبريالية والصهيونية والصفوية والأسدية مجرد فشة قهر العاجزين ..
وما أجمل ما قالت العرب مستنكرة : أوسعتهم سبا وأودوا بالإبل !!
==========================