الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 07/07/2022

رسائل طائرة 07/07/2022

07.07.2022
زهير سالم



زهير سالم*

استدرك أخ كريم على كلام عن الخداع الذي نزل بنا باسم القضية الفلسطينية بقوله : لكن لا ذنب للشعب الفلسطيني في ذلك
وأجبته: طبعا، ولكن المسرحية ما تزال مستمرة.. والأبطال كما ترون
=======================
اسمحوا لي وعمري أكبر من عمر النكبة بعام وأنا أشهد..
كل الكذب السياسي الذي كُذب به علينا كان باسم فلسطين. كل المآسي التي حلت بشعوبنا كان غطاؤها فلسطين. كل السرقات الكبرى في عمليات شراء الأسلحة لخردة المنسقة كان من أجل تحرير فلسطين، كل الدكتاتوريات التي ركبت ودندلت أرجلها ركبت باسم فلسطين.. وحتى قيس بن سعيد منذ سنتين بتغريدتين حول فلسطين صار زعيما، وجيرمي كوربن وجورج غلوي وقاسم سليماني... ولسة ياما ..
=======================
لماذا العصبية منتنة؟؟
لأنها منتنة حقا!!
كان الناس بالأمس يتحاورون أو يتجادلون أو يتفاوضون حول واقعة سياسية محددة. ومثل طبائع البشر يكون فيهم الصعب والسهل، وشديد الحمية، وبطيء التفاعل. والذي تتعاظم في رؤيته الأمور وما يترتب عليها، والذي يرى كل أمر مثل ذباب مر بين عينيه فقال له بيده، كذا..
وكان ما يجري في بداية الأمر ظاهرة صحية تعبر عن حضور وعن وعي وعن روح ثورية حقيقية، ولعل ما جرى ابتداء أرسل كل الرسائل إلى مستحقيها.
وأهم رسالة لا رافعة ترفع إيران في عالمنا، وكل من سيحاول رفعها سيسقط، ولا ماء طهور ولكن مثل ماء المحيطات سيغسل الرجس عن كفيها.
ثم فجأة تحول الحوار أو الجدال ، إلى سجال إسلامي- علماني، وظهر للناس جليا، أنها ليست رمانة ولكنها قلوب مليانة..
هذه هي الفوضى التي لا يصلح عليها أمر الناس.
القرآن الكريم علمنا؛ أن نقوم بالقسط ولو على أنفسنا أو الوالدين والأقربين..
لن أهاجم العلماني كلما عثر أو نعس في مجلسه لأنه علماني..
لن أدافع عن الإسلامي إذا أخطأ لأنه إسلامي..
وهكذا يجب أن نكون جميعا..
نحن نعتقد أن كل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطئون، ويُرد عليهم..
ونعتقد أن الخطأ لا يسقط صاحبه. ولا ينال من مكانته، ولا نريد أن نستجر لصراعات أولاد الحارات..
وشخصيا أرى أن الهوية الثورية هوية جامعة، تجمع ولا تفرق.
والذين حاولوا أو سيحالون استغلال أي مشهد عند كل منعطف، يسيئون إلى أنفسهم.
قرأت لأحدهم يكتب محروقا: لا تسقطوا الشيخ..
الشيخ حفظه الله بشخصيته وعلمه وحضوره وبمكانته وتاريخه.. أكبر من أن يسقطه انتقاد.
هيبة الشيخ ومكانته ليست مثل هيبة الدولة عند بشار الأسد، كلما أشار إليها مشير سيق إلى السجن.
لا أحد يستطيع أن يسقط أحدا..
والإنسان هو الذي يسقط نفسه.
____________
*مدير مركز الشرق العربي