الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 06/06/2020

رسائل طائرة 06/06/2020

06.06.2020
زهير سالم





في الفتنة والمفتونين
مقتبس من كتاب الطبري في المنتخب على ما أفاد مقتبسه
ولكنه جميل ودال ومعلّم إذا أعجبك فادع لمن دلنا عليه
جاء في ترجمة شبث بن ربعي اليربوعي التميمي:
* أنه كان مؤذنا لسجاح   بنت الحارث بن سويد  مؤمناً  بنبوتها حين ارتدت في نجد و إدعت النبوة... ثم تاب!!!
* فكان من الذين  خرجوا على عثمان رضي الله عنه  وقتلوه ثم تاب!!!
* وأصبح من الذين يقاتلون علياً رضي الله عنه مطالبين بدم عثمان. ثم تاب!!!
* ثم أصبح مع علي.
* ثم خرج عليه مع الخوارج ثم رجع!!!
* وكان في الجيش الذي قاتل الحسين  رضي ا
عنه فقتلوا الحسين!!
* ثم خرج مع الذين يطالبون بدمه!!!
* وأصبح من أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي ثم تراجع وتاب.
* وأصبح من الذين قاتلوا المختار بن أبي عبيد الثقفي.
* وهو أول من حرر المرورية وهو أمير قتالهم.
طبيعة بشرية خطيرة... إنها الاستشراف للفتن، يقول حذيفة رضي الله عنه:
من يستشرف لها تستشرفه.
ونعوذ بالله من الفتن ماظهر منها وما بطن، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يستعيذ بالله من *مضلات* الفتن.
* وقالوا إن أبا معشر البلخي (ت 272 هـ) كان من أهل الحديث، ثم انتكس وصار منجمًا، وأن عمران بن حطان قد صار من دعاة الخوارج بعد أن نكح خارجية لأجل أن يصرفها عن مذهبها، فاستحوذت عليه وغلبته...
 
نفوس لها قابلية فطرية للزيغ و الإفتتان ، تستشعر الفتن عن بُعد فتستهويها فترغب في خوضها.... فإذا غرقت سفينة لأهل الإفتتان كانوا اول من يقفز منها.... ليفتش عن رحلة زيغ أخرى!!!
سمع الشبلي رجلا يسأل الله الثبات.... فقال له : ويحك إسأل الله الهداية أولا، فقد تثبت على باطل..
فكم من ثابت على باطل و هو لا يدري، و كم من زائغ يحترف الخوض في الفتن...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هبّ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب 🤲
=========================
على من نحسب هؤلاء ؟!!!
ظاهرة أخلاقية وليست سياسية ..
حين نتابع المستوى الأخلاقي لخطاب بعض الناقمين على الاسلام والمسلمين على الساحة العربية ..
لا أتكلم عن حملات الافتراء والإفك فقط
وإنما أقصد مستوى البذاءة والانحطاط الأخلاقي الذي يجري على ألسنة بعض الناس.
ليس بعيدا على إنسان ان يخطئ . ومن حق كل من يخالف ان يقول بكل الأدب أختلف معك ..
لنتأمل كل ما أطلقه نجوم الاعلام المصري والثقافة المصرية ، بحق الرئيس الطاهر الوديع محمد مرسي
ثم ما جرى بالأمس في البرلمان التونسي من محاولة تهشيم شخصية رئيس البرلمان ..
ثم ما نتابعه من شراسة في خطاب بعض النخب والشخصيات السورية ..
التخوف من الألسنة الحداد لبعض الشركاء المعارضين لا يقل عنه من شبيحة الاستبداد .
وأعود إلى أصل القضية
تحت أي عنوان يمكن ان نصنف هؤلاء الناس
وطنيون ؟ علمانيون ؟ ليبراليون ؟ ديمقراطيون ؟ حداثيون ؟
زهير سالم
=======================
أدب وسياسة :
" ليت عينيه سواء "
في كتب الأدب التي يتعلم الانسان منها الكثير من السياسة  والكياسة ، أن بشار بن برد ذهب بقطعة قماش إلى خياط ليخيط له قباء .
كان الخياط كريم العين وقولي كريم العين كناية ، وبديل عن قولي أعور ، لأن العرب كانت تتأنق في ألفاظها على وجه التفاؤل كما على وجه الأدب ، فتقول عن الأعمى بصيرا وعن اللديغ سليما وعن الأعور كريم العين ، وإنما اضطررت للشرح مراعاة لمقتضى الحال .
كان الخياط كريم العين فقال لبشار : لأخيطن لك قباء ، لا تدري أقباء هو أو دراج .
والقباء قطعة من الثياب تلبس فوق القميص .
والدراج ؛ قطعة مغايرة تلف تحت الثياب .
فأجابه بشار : ولئن فعلت لأقولن فيك بيتا لا تدري أمدح هو أو هجاء .
ومضت القصة ، وخاط الخياط قطعة القماش على طريقة لم تعجب بشارا فقال في زيد الخياط  :
خاط لي زيد قباء
ليت عينيه سواء
وبقي السؤال مفتوحا ، فهل مدحه أو هجاه ، هل دعا له أو دعا عليه ..
القصة مبسوطة في كتب الأدب وفِي كتب البلاغة وفِي كتب السياسة . تحكي فنا من فنون القول التي تغيب مراميها عن كثيرين
" وما يعقلها إلا العالمون "
=======================