الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 04/03/2020

رسائل طائرة 04/03/2020

04.03.2020
زهير سالم




تسع سنوات مضت وروسية ترفض كل نتائج التحقيق الصادرة عن الهيئات الأممية والتي توثق جرائمها في سورية .
المشكل في النظام الدولي العام الذي يبيح للمجرم أن يعترض على حكم القاضي ؛ بل ان يتهم القاضي ويسبه ويسفهه . قيل لفرعون مين فرعنك ؟ قال ما وجدت أحدا ردني .
======================
أسطر في قضيتنا السورية أقولها وأنتظرها من كل العقلاء ..
أولا - لسنا في حرب أهلية .
ولم يكن للمسلمين في سورية يوما هدف في إلحاق الضرر بآخر ديني أو طائفي ، أو إقصائه . أو العدوان على حقوقه . بل ظل طلب العدل للجميع رائدا . وحينما يتحدث بشار الأسد عن المجتمع المتجانس ، نرد عليه : إن المجتمع السوري متجانس بما هو عليه . يقول السوريون في أمثالهم " لا غريب إلا الشيطان " ونضيف في هذا الزمان لا غريب إلا الشيطان والمستبد والفاسد وأدواتهما .
ثانيا - عمليات الكر والفر في حرب المواقع ليست استراتيجية ناصحة ..
وتلك حقيقة يجهر بها رجل مثلي منذ تسع سنوات . حرب المواقع قليلة الجدوى باهظة الكلفة . كل الأرض السورية ستكون بإمرة من يمسك بشرعية السلطة في القصر الجمهوري . لم يكن بناء الكانتونات ولا الفيدراليات ولا الجمهوريات الفسيفسائية هدفا للثورة ولن يكون أبدا . غير الناصحين كما علمنا ، هم الذين دفعوا قطار ثورة شعبنا على هذه السكة الضالة ، السكة التي تستنفذ الجهد ، وتبعثر الطاقة . وعندما كانت بعض الفصائل قريبة ،  من مربع الحسم  لجموا ..!!
الاستدارك على الاستراتيجية شرط الانتصار وركنه أيضا وانتهى الكلام . ولا أحب كثرة الخوض مع الخائضين . عشرات المرات كنت أرى الرأي ويخالفني أناس فأدعو اللهم اجعلهم المصيبين واجعلني أول المخطئين ..
ثالثا - بناء موقفنا النفسي من المجندين من أدوات الجريمة في صفوف ميليشيات الأسد شديد التعقيد .
فهم أدوات المجرم ، وجنوده ، والسوط الذي يكوي الظهور . هم الجريمة والعجز والتخلف والغباء ، وهم مع ذلك الضحايا الذين لا يملك الكثير منهم من أمره شيئا ، ولا يبكي بشار الأسد عليهم ، ولا يهتم بهم ، وبالأمس كافأ المصابين بالعجز شبه الكلي منهم بعشرين دولارا شهريا فقط !!
هؤلاء جزء من المأساة بكل أبعادها ، وفي مثلهم كان يقول الشاعر العربي القديم :
ونبكي حين نقتلكم عليكم ..ونقتلكم كأنّا لا نبالي
وهذا فرز حقيقي بين عالم السلوك وعالم المشاعر . ولكنه فرز ضروري نحتاجه في كل مرحلة من مراحل ثورتنا ، لتستقيم لنا المحجة ، ويزهر لنا الطريق ..
أعلم أنني أثير مواجع ولكن دائما أنه لا بد لكلمة الحق من حامل . وهذا هو بعض الحق الذي أرى ولا أحمل الناس على ما يكرهون
======================
كنت أحب أن أترنم بهذه الأبيات . اليوم أعلم أنني لاينفع حبي ولا يضر بغضي ،
يقول جهم بن مسعدة الفزاري متسلياً عن انهدامه: من الرجز:
وقولهم متسليا يعني طالبا للسلوى وحسن العزاء ..
إني وإن أفنى الزمان نحضي ... وابتزني بعضي وأبقى بعضي
وأسرعت أيامه في نقضي ...    بمجحفات وأمور تمضي
حتى حنت طولي وضمت عرضي ... وقصرت رجلاي دون الأرض
وهمّ أهل ثقتي برفضي ...   ينفع حبي ويضر بغضي