الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة من 01-05 إلى 07-05-2022

رسائل طائرة من 01-05 إلى 07-05-2022

07.05.2022
زهير سالم




من أجمل كتب الامام ابي حامد الغزالي:
كتابه "معيار العلم"
وكتابه "محك النظر" في المنطق.
وجعل الثاني مقدمة لكتابه "المستصفى علم أصول الفقه"، أو لعله فصله عن مقدمة المستصفى ونشره في كتاب مستقل.
كلاهما يعلمنا:
كيف نستقبل الحقائق.
كيف نستخلصها.
كيف نصوغها ونقدمها للناس.
ما أحوجنا إلى مثل هذا؟!
مثلا يقولون إن النظام يخدعنا ويخدع العالم بالعفو الزائف. وهذا غير مستغرب منه، ومستنكر عليه.
بالمقابل: ماذا تفعل قيادات الدستورية والتفاوضية والائتلاف، عندما تعدنا بالخلاص الوطني، عن طريق التفاوض العبثي المهزول والمزذول؟؟!!  أليست تخدعنا، وتمنينا الأماني الكاذبات، وتجعلنا نعيش وهم الخلاص، ونحن نبتعد كل يوم أكثر عنه، ومن زعم أننا نقترب منه، أحيله ليقرأ كتاب "معيار العلم"
وإذا لم يكن لديّ ميزان، كيف أزن الأمور، القضايا والحقائق؟؟
ثمة فرق واحد بين النظام وهؤلاء؛
النظام يخدعنا، وهو يعترف انه عدونا وأننا  أعداؤه، وهؤلاء يخدعوننا وهم يزعمون أنهم أولياؤنا وأننا أولياؤهم!!
ورد في الحديث الشريف:
"إن من أكبر الكبائر أن تحدث أخاك بحديث هو لك مصدق، وأنت له كاذب."
يعني:
الكذب الاسود  كله إثم، ولكن الكذب على الاخ والصديق أكبر إثما من الكذب على الأعداء والبعداء.
فكروا معي فيها..
=====================
وأضرب لكم مثلا في الضعف بل العجز..
علاقة المجتمع التركي مع اللجوء السوري يشوبها القلق، والاضطراب،
ويستثمر فيها أناس حتى أقول: لقد غلبنا بشار الاسد ببعض عملائه وأذرعه على الساحة الركينة التي نركن إليها..
ليس اختراعا أن نتداعى لمواجهة الحالة بخطة متكاملة الأبعاد، فيها الانس والحب والود، وحسن التأتي وجميل التلطف، خطة عملية. يشترك في وضعها خبراء،، ويقوم على تنفيذها أمناء، ونشارك فيها الرؤية والجهد ظهيرنا التركي الانساني الحميم من كل الفئات.
هل نطلب تعجيزا؟ مستحيلا؟ ما هو فوق الطاقة؟
كيف تقول وأقول؟!
=====================
هل تسمح لنا المعلومات الحقيقية والواقعية التي توفرت حتى الآن لنا،  عن عمليات الإفراج..
من حيث حجمها..
وطبيعة المفرج عنهم وانتماءاتهم.
وحقيقة أسباب اعتقالهم.
وظروف اعتقالهم.
بالتعليق السياسي الموضوعي عليها؟؟
لا أعتقد..
والشوبرة والهوبرة لا تغني من الحق شيئا، لا مع المع، ولا مع الضد.
أنا رأيت وجوه معتقلين كأنهم خارجون من جنة عدن، وكانت وجوه الأمهات اللواتي يستقبلنهم وأداؤهن في غاية الروعة وليس اللوعة.مثلكم يدرك الفرق بينهما.
ومثلي يمسك عن التعليق، حتى يستبين.
رمي الكلام من وراء الأساطيح لا خير فيه.
========================
لسنا مختلفين في السياسة فقط..
نحن أبناء المجتمعات العربية..
لسنا مختلفين في السياسة فقط، وأعني في شخوص الممسكين بالسلطة، وطبيعة المؤسسات التي تدير السلطة، وحقيقة المرجعيات والنظم التي يعتمدون عليها..
نحن مختلفون بشكل أكبر، وعلى قاعدة أبيض أو أسود، في النظرة إلى واقعنا العام، الفكري والثقافي والاجتماعي في أخلاقياته وعلاقاته البينية، ومرجعياتها، وبناها، الأهلية والمدنية.
ثم  نظرتنا إلى الماضي وعلى الطريقة نفسها، أبيض أو أسود، نحكم على كل ما كان..
وأسوأ شيء حين يلبس البياض أو السواد عباءة القداسة أو الحداثة..
أعتقد دائما أن الاتفاق على ما كان، بأسلوب موضوعي عقلي علمي، هو مدخلنا للاتفاق على ما يكون، وكيف يكون. وأعتقد أن الاتفاق على ما كان بعد أن أصبح واقعا أسهل من الاتفاق على ما يكون، وهو ما يزال في الأفق المنشود. وهذا مهم جدا، أحيانا يجاحد بعضنا في الحسيات!!
نحمل راية واحدة ثم منا من يريد أن يشرّق، ومنا من يريد أن يغرّب، ونظل نشكو الاختلاف..
الحنين إلى شربة ماء من الخابية المبردة بالطاسة المكيوية المنقوشة بآية الكرسي، حنين رومانسي غامض، لا يعني اننا سنهجر الثلاجات ونعود..
في الإجازات والعطلات العامة تمتلئ المنتزهات هنا في لندن، بالناس من كل الأقوام والأجناس والألوان والثقافات، يلفتني بشدة هذا النزوع الانساني الإجماعي إلى حضن الطبيعة، الخطأ حين يتمادى البعض فيفسر هذا النزوع بالحاجة إلى العودة البرامجية إلى ذلك الحجر الذي غادره طواعية ورغبة عنه، الانسان..
لو دققنا في المداخلات المتلاطمة على مجموعاتنا المفتوحة الثقافية والسياسية ، لأدركنا أننا ننعرض لموجات من المدخلات الفاسدة، ولن أقول الخاطئة، ونشارك جميعا في بثها، وأخطر ما فيها أمران؛ أولا انها غير عقلانية، ويصعب عليّ أن أصفها بأنها عاطفية، لئلا أسيء لهذه الكلمةالجميلة. وثانيا- انها بيضاء أو سوداء..
فعلى أي جسر نلتقي..؟؟!!
========================
أخطر شيء يهدد العالم، والعلاقات، والصداقات، والشراكات سوء الفهم...!!
========================
أتذكر عنوان صفر مشاكل..
الذي اعتبره البعض ابداعا منذ ربع قرن..
أول ما سمعت به عجبت!!
أواه من يسعى إلى المشاكل غير الظالمين..؟؟
عمري نيف على السبعين وسبع مائة مشكلة فرضت عليّ ، ولم أسعَ إلى واحدة منها قط، ولن أسعَ إلى أي مشكلة عوضُ..
ولكن كيف تتخلص من السهام؟؟
كل ما جرى علينا في سورية فُرص علينا وبغير إرادة منا.
أحدهم اليوم على إعلام بشار، يقول للناس إطلاق سراح المعتقلين لا يتم بعصا سحرية، أقول: ولكنهم اعتقلوا بها..
افتحوا أبواب الزنازين وبوابات السجون واتركوا الطيور تطير.
يقول للأمهات اصبرن: وأقول: وقديما قالوا: إن الشبعان يفت للجوعان فتا بطيئا.
========================
أتلو عليهم:
"قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير"
وأقول لمن ملّوا ضيافتنا: عسى فرَجُنا يكون قريبا، وعسى من هو نزيلكم اليوم، في المكان الذي ترجون غدا. وإنما الأعمال بخواتمها. ولعله لم يبق من عمر عدونا إلا ظمء حمار.
وإذا كانت إرادة الله قد جمعتنا كما نؤمن وتؤمنون، فلا خيار لنا؛ ننتصر معا أو ننتصر معا...حتى نلقى الله -بقدرة الله- منتصرين.
وإذا كان الإنسان قد خلق من عجل، فإن المؤمن خلق من الوفاء وللوفاء ولا يحل في ديننا غير الوفاء..
"ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا"
========================
أيها المجتمعون في انتظار الغوالي..
الغوالي يستحقون ثورتكم..
كما استحقوا دمعتكم اقلبوها لظى على المجرمين..
وليكن شعاركم
معهم .  معهم.  معهم
ما منرجع إلا معهم..
الله أكبر على الظالمين
========================
لعبة الألفاظ..سورية كلها وطننا
صحيح سورية كلها وطني، ولكنني كتت عندما أحتاج إلى توثيق شهادة علمية من مكتب وزارة الخارجية في دمشق، أركب باص الهوب هوب، الساعة ١٢ ليلا من حلب، أصل دمشق الرابعة فجرا، أسير من محطة الحجاز حيث كانت محطة نقل الركاب، من قبل، عبر سوق الحميدية، إلى المسجد الأموي، فأصلي الفجر، وأتمدد على سجاد المسجد ساعتين، أخرج في السابعة، فأمر على بكداش، وأتناول صحنا من السحلب على حسابي وليس ضيافة من أبناء وطني، ثم أستأجر سيارة أجرة بالطريقة نفسها، إلى مكتب الخارجية الذي كان بجوار قصر الضيافة القديم، يقول لي الموظف ارجع الساعة١٢ فأفرح، وأعود إلى التسكع في الشوارع، حتى يأتي الفرج، فأحصل على الوثيقة، وأعود بوجهي من حيث أتيت، دون أن أنسى حمل ٢ كغ من البرزاق، هدية الحلبي لأهله عندما يزور دمشق. وإذا عضني الجوع في الطريق ، يكون في جيبي، بفرنكين قضامة، لأنك إذا أكلت الحمص وشربت عليه الماء، ينتقش في معدتك وتشعر بالشبع…هذه دروس مكلفة كنا نمارسها أيضا ونحن طلاب في ثانوية المأمون، جرب ولن تندم. والحمص أيضا بديل الضاني. وبفرنك قضامة، يغنيك عن صحن الحمص أبو الربع ليرة عندما تعز عليك الربع ليرة.
سورية كلها وطننا، نعم ولكن إذا زار الحلبي دمشق، والديري حلب؛ يحتاج كلاهما إلى فندق وإلى مطعم وإلى الذي يكون في الجيب.
نحن من الناس المستورة بقشة، ونحن من الذين تربينا على أنه ما بحن على العود إلا قشره.
ربنا سبحانه وتعالى يقول، فيسألنا نحن المستضعفين: ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها. وإذا كنت تضن بأرضك فخل بين المستضعفين وبين أرض الله…
مقسوم لا تاكلي وصحيح لا تقسمي.
وبدلا من العودة بنا إلى الجنوب مكنونا من الهجرة إلى الشمال…
إنه موسم الهجرة إلى الشمال، عسى أمثال الحاجة ميركل لا يضيقون…
========================
من قاموس اللهجة الحلبية
الهوبرة، والبوهرة..
الأولى تعني : الكلام بالصوت المرتفع، بلا حق ولا عقل ولا منطق. يقول أهل الهوبرة لبعضهم يتواصون: خذوهم بالصوت، أي بارتفاع الصوت وكثرة المهوبرين، كلما صمت مهوبر تبعه مهوبر، حتى يسكت العقلاء صونا لكرامتهم.
والبهورة: تقال في المبالغين والمتظاهرين والمدعين في مظهرهم، وفي منطقهم، استمع مثلا إلى جرير وهذا كله بوهرة:
لمّ وضعت على الفرزدق ميسمي
وضغا البعيث، جدعت أنف الأخطل..
هذا كلام مثل كلام بعض أصحاب الهوبرة، أو البوهرة!!
========================
كلمة عمرية" أنا فئتكم"
أعلن عمر رضي الله عنه سني ولايته، لجميع المسلمين، بل لجميع سكان الدولة التي كان يسوسها إعلانا جميلا قال للجميع فيه " أنا فئتكم"
عنوان له أبعاده العسكرية، والسياسية، والاجتماعية والاقتصادية..
وله مؤسِساته من حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
بدأ من تأسيس الصفة في المسجد النبوي، وانتهاء بقول الرسول الكريم: من ترك مالا فله ولذريته من بعده، ومن ترك عيالا وضياعا فأنا وليه.
هذا المعنى ما زلت منذ عشر سنوات ألح عليه في فضاء الثورة. وفي فضاء الحالة التي صرنا إليها.
عنوان " انا فئتكم" بالنسبة لقيادة وإدارة ثورة، ومجتمع يعيد التأكيد على كل ما نقصنا وينقصنا في حياتنا المجتمعية بكل أبعادها.
عيدكم مبارك سعيد
========================
زهير سالم في العيد نرفع الكلفة قليلا..
ثورة الطزيزة..
عندنا في حلب مصطلح "الطزيزة" ربما يكون موجودا في محافظات أخرى لا أعلم..
والواحد من الطزيزة، طزيز. والمصدر. طز.
 
تسأل أحدَهم: هل تدخن؟ فيجبب: طزيز!! يعني انه لا بشتري علبة دخان، وإذا جاءته ضيافة دخن.
يذهب الى السينما إذا دعي، والبيليت، على حساب داعيه، وتكون الدعوة أجمل إذا كانت الدعوة على البلكون، ويقول لك متفاخرا: طزيزة وعلى اللوج.
وهكذا في كل مناحي الحياة، بعض الناس مثل"الكواليش" وهذا مصطلح حلبي آخر يقترن بالجنازات. يحبون أن يأخذوا بلا عوض.
بعض القيادات السياسية يحتلون مقاعدهم في قيادة الثورة، بالطريقة نفسها،  طزيزة، وليش لأ يا عمي، الطز ألذ!!
========================
عباءة النمرود..على كتفيه..
أراد من قانون العفو في ظل انكشاف محرقة التضامن..
أن يستعيد المجد الذي حكاه الله تعالى عن النمرود أخزاه الله الذي حاجّ إبراهيم في ربه، فقال كما حكى الله عنه " أنا أحيي وأميت"
يزعم أنه يميت ويحيي.
========================
أعيدوا مراجعة شريط محرقة التضامن جيدا، وربما يجب أن يفعل ذلك آخرون.
قال له بعد أن دفعه في الأخدود، وأطلق عليه الرصاص: "من حماس يا عرص"!!
هذا المجرم صديق سليماني. ودم هؤلاء الشهداء أصدق قيلا... من قول القوالين!!
اللهم ارفع شهداءنا في عليين. وارزقهم رفقة النبيين.
الخبر الحقيق: أن أكثر شهداء أخدود التضامن كانوا من إخواننا الفلسطينيين..
========================
كنت سأقرأ قانون العفو، لو كانت سورية دولة قانون!!
========================
فرحنا في العيد فرح تكليف..
يقول الأصوليون: التكليف مشقة.
بأمر الله نفرح..
بارك الله لنا ولكم في هذه الأيام الطيبات المباركات
========================
كلاهما صحيح فتأمل:
يقول الأصولي والفقيه: التكليف مشقة. ولو كلفك ان تشرب الماء.
يقول أهل العرفان: التكليف تكريم وتشريف.
========================
بين التجييش الطائفي والتهويش الطائفي، أي فرق؟؟
ابتداء حتى لا أفهم خطأ، لست مع التجييش الطائفي، ولست مع التهويش بكل أشكاله.
ولكنني في محنة بين هؤلاء وأولئك منذ عقود.
بشار الاسد ومن قبله ابوه حافظ ومن قبله عصابة اللجنة العسكرية، ومن قبله الفكرة التي أوحى بها الفرنسيون لتشكيل ما عرف بحزب الطوائف، وكان له في سورية عنوانان، القومي العربي، والقومي السوري، حتى استقر الرأي على الأول، كل أولئك، كانوا طائفيين حتى النخاع، خططوا بصمت، برمجوا بصمت، نفذوا بصمت، لم يتفوهوا بكلمة طائفية واحدة، وإنما سيطروا على الجيش طائفيا، وعلى مقدرات البلد طائفيا، وعلى الاعلام والمدرسة والمسجد أيضا طائفيا، استجروا للبلد الاحتلال الروسي طائفيا، والإيراني الغارق في الطائفية، جيشوا الجيوش، كتّبوا الكتائب، أحرقوا الأرض، ارتكبوا المجازر ،،
وثمة فريق يعطي فعلهم استحقاقه بمزيد من خطاب التهويش. قال الرافعي يوما" مقالة مقعدة في صحيفة عرجاء"
يحشون النار الطائفية المتوحشة يديرها المجيشون بما يصل إلى أيديهم من بقايا ضحايانا.
يعطون للفعل الطائفي ذريعته، وأقول لهم: إن لم تتوقفوا عن ذلك ديانة، فافعلوه سياسة..
قلت: في مجزرة حي التضامن إنها مجزرة وجريمة ومحرقة طائفية بشعة، يرتكبها اناس متوحشون، ومع احتفاظنا بحقنا بالقصاص وبالعدل وبمحاسبة المجرمين المباشرين ورؤساهم وداعميهم وحلفائهم والراضين بفعلهم.. ولكننا نأبى أن نتوحش مثل توحشهم!!
فردوا عليّ!!
على كيفهم ليتوحشوا كما يريدون!'
وأنا أعايشهم منذ عقود وأتذكر معهم حكاية الأرنب سألوها: هل تأكلين اللحم؟؟
اللهم ارحم شهداءنا وتقبلهم وارفعهم في عليين، واجبر كسرنا وقنا شر المتوحشين وجهل الجاهلين،
========================