الرئيسة \  مشاركات  \  رئاسة الجمهورية بين التهميش والتفعيل

رئاسة الجمهورية بين التهميش والتفعيل

02.05.2018
إياد السامرائي




اتابع ما يتداول على وسائل الاعلام حول موقع رئاسة الجمهورية ، والتصريحات التي بدرت من عددٍ من النواب ، وكذلك بعض القيادات السياسية الرئيسة التي ادلت بدلوها في هذا الموضوع .
سمعنا تصريحات عدة صدرت عن الاستاذ نيجيرفان البرزاني ، وعن الاستاذ اسامة النجيفي وعن الدكتور سليم الجبوري وربما غيرهم ، ولكن الذي يقلقني أن الكل تناول الموضوع ببعد محدود دون الدخول الى عمق المسألة .
قد لا يهمني كثيراً كيف توزع المواقع السيادية الاولى ، ولكن الذي يهمني حقاً هو نوع الاداء ، وسأتطرق الى جملة من التناقضات الغريبة في هذا المجال :
من الغريب أن نبقي لرئيس الجمهورية ثلاثة نواب ، ونقول ان دور رئيس الجمهورية هامشي ، ونحذف نواب رئيس الوزراء الذي اعتبر أن دورهم مهم وضروري لتنظيم العمل في مجلس الوزراء بحجة تخفيف النفقات ، بينما نفقات نائب رئيس الجمهورية اكثر بكثير من نفقات نائب رئيس الوزراء !.
ومن الغريب أن ندخل في مفاوضات صعبة مع رئيس الوزراء المرشح ، وتفرض عليه شروط والتزامات ، ولكننا لا نفرض على رئيس الجمهورية أي التزام ولا نتفاوض على ما ينبغي عليه ان يقوم به ، ويبقى مجلس النواب منتظراً الترشيح فيصادق عليه دون اي قيل وقال !
من الغريب ـ ونحن نشكو من خلل هيكلي في الاداء السياسي للدولة ـ ثم نقبل الا تفعل صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية ، وهي صلاحيات في غاية الاهمية ، وأن نقول هو موقع تشريفي ليس الا !
ومن الغريب أن نقول إن رئيس الجمهورية هو حامي الدستور والضامن لوحدة العراق ، ثم لا نسنده تشريعياً واجرائياً لكي يعرف تحديداً كيف يحمي الدستور وكيف يضمن وحدة العراق ، ونبقي هذا المبدأ شعاراً ووسيلة ضغط على رئيس الجمهورية لإبقائه مشلولاً وغير قادر على الاداء !
من الغريب أن قيادات المكون السني التي هي اول المستفيدين من تفعيل دور رئيس الجمهورية لا يبذلون عملياً اي جهد لتفعيل هذا الدور !!
بعد كل هذا يأتي من يسألني : أتريد رئيس الجمهورية سنياً ام كردياً ؟  لكي يخرجني عن طوري بسخافة السؤال !! ، واقول : أريده عراقياً فاعلاً نشيطاً يعرف دوره ويحترمه ويفرض احترامه على الجميع ، ويفعّل دوره الدستوري بكفاءة ، واريده يلتزم بعهود ومواثيق قبل التصويت عليه ، وبعد ذلك لا يهم أن يكون منتمياً إلى أي مكون او اي حزب ، فالعاقل من يطلب العنب لا السلة التي لا يدري ماذا تحتوي عنباً ام حصرماً .
_____________
*الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي