الرئيسة \  مشاركات  \  ذواتُ الظِلف ، أنفعُ مِن حَليف جِلف !

ذواتُ الظِلف ، أنفعُ مِن حَليف جِلف !

14.03.2019
عبدالله عيسى السلامة




كان زعيم قبَليّ ، يحرص ، على كسب زعماء القبائل ، ليؤازروه ، في مواجهة ، بعض القبائل القويّة ، وكان يُكثر، من إكرامهم ؛ بتقديم الهدايا لهم ، وبالإكثار، من الولائم ، التي يقدّم لهم ، فيها ، الطعام ، من لحم الضأن ؛ جوداً منه ، وحرصاً ، على ضمان ولائهم ، للحلف ، الذي يرأسه ويقوده ! 
وقد أهدى زعيماً ، لإحدى القبائل القويّة ، قطيعاً من الأغنام ، ليَدخل معه ، في الحلف ! فتبيّن له ، أنّ المُهدى إليه ، رجل غليظ جلف ، ناكر للجميل ، لاينفع معه ، فعل الخير والمعروف ؛ أخذ الأغنام ، التي أهديت إليه ، ولم يقدّم لصاحبها ، أيّة مساعدة : مادّية ، أو معنوية ! فقال صاحبُ الغنم ، المثلَ الواردَ أعلاه  ! ذواتُ الظِلف ، أنفعُ مِن حَليف جِلف !
التحالفاتُ معروفة ، بين القبائل ، وبين الدول ، من أقدم العصور!
والتحالفات الانتخابية ، في العصر الحديث ، معروفة ، بين الكتل السياسية ، والأحزاب ، في الانتخابات : النيابية ، والبلدية .. وغيرها !
أمّا مايجري ، اليوم ، في بعض الشعوب العربية ، في مواجهة القمع ، والتنكيل ، والتدمير، في الدول ، التي هبّت فيها ، رياح الربيع العربي .. فلا يُعَدّ تحالفاً ، ضدّ قوى الردّة ، التي تسعى ، إلى إعادة عقارب الساعة ، إلى الوراء ، وتحرص ، على وأد الربيع العربي ، وإلصاق التهم المختلفة ، بقادته ومؤيّديه !
لايُعَدّ التماسك ، بين القوى الشعبية ، في هذه الدول ، تحالفاً ، من أيّ نوع ! بل هو: توحّد ضروري ، واجب ، على الجميع ؛ لإنقاذ البلاد والعباد ، من المصير القاتم الرهيب ، الذي تعاني منه ، هذه الشعوب ، على أيدي جلاّديها الجدد ، والذي ستعاني منه ، الأجيال اللاحقة ، في هذه البلاد ، على أيدي جلاّدين لاحقين !
ولا يُعَدّ الإحجام  من قبَل أيّة كتلة ، أو حزب ، أو فئة ، عن مناصرة الشعب الثائر.. لايُعَدّ هذا، مجرّد جلافة ، من أصحابه ، كما ورد في المثل ، أعلاه ؛ بل هو ، فوق ذلك : بلاهة وحماقة !
ولايُعَدّ شتم المشاركين ، المخلصين ، في الصراع ، ضدّ قوى الإجرام ؛ إرضاء لهذه القوى .. لا يُعَدّ ذكاء ، أو دهاء ؛ بل يُعَدّ : سفاهة ، ولؤماً ، وسقوطاً خُلقياً !
ولا يُعَدّ التذاكي ، أو التداهي ، في تبديل المواقف ، بين العصابات  المجرمة ، وبين ضحاياها.. لايُعَدّ هذا ، أو ذاك ، ذكاء ، أو دهاء ؛ بل يُعَدّ كلاهما ، سقوطاً ، أو دونيّة ، أو انحطاطاً ؛ لأن المَشاهد ، التي يراها البشر، في قارّات الدنيا ، جميعاً ، لا تعطي مجالاً للخيار، لدى عقلاء البشر، وذوي الكرامات والمروءات ، منهم !
لقد شهد أبناء الشعوب ، في الدول المنكوبة ، ماجرى ، على المتذاكين والمتداهين ، الذين بدّلوا مواقفهم ، من عبث : بكراماتهم ، ودمائهم ، ودماء أهليهم وأقاربهم ، من قبَل العصابات المجرمة ، وحلفائها ، وأنصارها ، وداعميها ، من : المحتلّين ، والمتدخّلين ؛ أصحاب المصالح المختلفة ، في بلادهم !
لقد خانت الضفادعُ والثعالبُ ، شعوبها ، وأسهمت ، في كسر مقاومتها ؛ تأييداً لعصابات القتل والإجرام ! فماذا كانت نتائج أفعالها ؟ وكيف آلت أمورها، هي، لدى العصابات، التي خدعتها، ووظّفتها ، ضدّ أهليها ، وأبناء وطنها !
وسبحان القائل : (إنّ في ذلك لذكرى لمَن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد) .