الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ديرالزور بين صراع إيراني-روسي..واغتيالات وفلتان 

ديرالزور بين صراع إيراني-روسي..واغتيالات وفلتان 

08.09.2020
المدن


المدن 
الاثنين  7/9/2020 
قتل ستة أشخاص خلال اليومين الماضيين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد) في ريف دير الزور الشرقي. وسقط معظم الضحايا بسبب خلافات عشائرية. 
يأتي ذلك وسط تفاقم حالة الانفلات الأمني في المنطقة، حيث يوجه السكان التهمة ل"قسد" بالتغاضي عن معالجة الملف الأمني، انتقاماً من عشائر ريف دير الزور التي عبرت عن تذمرها من إدارة مناطقهم من قبل مجلس سوريا الديموقراطي التابع لها. 
وقال موقع "جسر" إن العدد الأكبر من الضحايا سقطوا شمال دير الزور، حيث قُتل ثلاثة أشقاء من عشيرة واحدة في قرية "الحجنة" نتيجة خلاف بين عائلتين من العشيرة، قام على إثره أحد الأشخاص باقتحام منزل عائلة الضحايا وإطلاق النار عليهم، ما أدى الى مقتل اثنين من الأشقاء على الفور، بينما فارق الثالث الحياة بعد إسعافه إلى المشفى. 
ولقي السبت، صاحب مكتب تجارة سيارات حتفه برصاص مسلحين مجهوليين أطلقوا النار عليه أمام مكتبه بالقرب من حاجز "أبريها" التابع لقوات "قسد" في منطقة البصيرة بريف دير الزور الشرقي. 
وكان قيادي من "قسد" قد قُتل في المنطقة ذاتها، بعد أن فتح مجهولون الرصاص عليه أمام منزله في مدينة البصيرة، ما أدى الى مقتله على الفور. 
في غضون ذلك، ذكرت مصادر أن "قسد" سحبت نقاطها العسكرية التي كانت قد نشرتها في بلدتي ذيبان والحوايج بريف دير الزور الشرقي، كما أخلت حواجزها المنتشرة في مدينة الشحيل القريبة، بعد اشتباك مسلح بين أفرادها، بسبب قيام أحد عناصر "قسد" بقتل مدني من عشيرة "البوليل" على خلفية قضية ثأر. 
وفيما تعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة "قسد"، بمساندة أميركية، في دير الزور من الفوضى وسطوة الميليشيات والاغتيالات، تسود معركة من نوع آخر على الجانب الآخر، وتحديداً غرب الفرات، حيث السطوة للميليشات المدعومة من إيران وروسيا، واشتعال الصراع بينهما. 
وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تقرير، إنه "عندما يتعلق الأمر بالنفوذ وغنائم الحرب قد يصبح المتحالفان في الحفاظ على النظام السوري (إيران وروسيا) غريمين، الأمر الذي ينذر بمواجهة مسلحة بينهما". 
وأشار إلى أن التنافس الإيراني-الروسي على محافظة دير الزور بشرق سوريا قد يتحول إلى مواجهة مسلحة إذا سحبت الولايات المتحدة مزيداً من القوات من شرق سوريا. وعلى الرغم من ذلك، فمن غير المرجح أن يؤثر هذا التنافس على مصلحتهما المشتركة في الحفاظ على النظام السوري، بحسب المعهد. 
ورأى المعهد أن التحالف الدولي لمكافحة "داعش" يحتاج إلى استغلال الانقسام المشتعل بين "الخصمين" الروسي والإيراني من أجل توسيع نفوذهما في شرق سوريا، لتمكين شركائه على الأرض، وإقامة علاقات أقوى مع قادة قبليين. 
وأوضح أن القوات الإيرانية والروسية في شرق سوريا اتخذت مؤخراً خطوات توضح تنافسهما أكثر من رغبتهما في مواجهة القوات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة. ويتمثل هذا التنافس في تشكيل منطقتي نفوذ على الجانب الغربي من نهر الفرات. 
فعناصر من جيش النظام السوري، وتحديداً الفرقة الرابعة والفيلق الخامس الذي تسيطر عليه روسيا، تهيمن على الجزء الشمالي من محافظة دير الزور. أما المناطق الجنوبية، في الميادين والبوكمال، فتهيمن عليها القوات الإيرانية وميليشياتها الشيعية بشكل متزايد. 
ويرى المعهد أنه إذا سحبت الولايات المتحدة مزيداً من القوات من شرق سوريا، قد يتحول هذا التنافس الإيراني الروسي إلى مواجهات مسلحة وسباق على "غنائم الحرب" عبر النهر، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يؤثر ذلك على مصلحتهما المشتركة في الحفاظ على النظام السوري. 
في آب أغسطس 2017، شقّت جماعات مختلفة طريقها في وقت واحد نحو محافظة دير الزور من أجل القضاء على تنظيم "داعش" وزيادة مناطق سيطرتها. وبينما خاض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة معركته في شرق الفرات بالتعاون مع "قسد"، تقدمت روسيا وإيران ونظام الأسد من الغرب. 
ومع تقدم هذه الحملة، بدأ النظام بإعادة بسط سلطته على الشؤون الإدارية في دير الزور من خلال إدارة المخابرات الجوية والشرطة العسكرية وأجهزة الدفاع المحلي والوطني وميليشيا لواء القدس. 
ورغم ذلك كانت جهود النظام لفرض السيطرة على الأرض محدودة، وبدلاً من ذلك، سُمح لقوات الدفاع الوطني غير النظامية بالانتشار في المنطقة، وارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان ونهب ممتلكات المدنيين والاستيلاء عليها. 
عندما خسر تنظيم "داعش" آخر جزء من أراضيه في آذار/مارس 2019، بقي موقع النظام في المنطقة ضعيفاً، لا سيما مع استمرار تركيز قوات النظام على جبهة إدلب في غرب سوريا. ونتيجة لذلك، برز فضاء للمنافسة الإيرانية الروسية على الموارد والأراضي في الشرق. 
وفي وقت سابق من هذا الصيف، بدا أن طهران لها اليد العليا في هذه المنافسة بسبب مناورات مختلفة من قبل النظام والقوات الروسية. ففي تموز/يوليو الماضي، سحبت دمشق الفرقة الرابعة من مقرّها في الميادين ونقلت الفيلق الخامس من محافظة دير الزور بالكامل إلى منطقة الرقة. 
ويبدو أن قوات النظام السوري تنوي مغادرة معظم أنحاء دير الزور في الأشهر المقبلة والتركيز في البلدات الرئيسية.