الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دوريات روسية – تركية: آلية لاختبار الثقة بين الفاعلين الدوليين

دوريات روسية – تركية: آلية لاختبار الثقة بين الفاعلين الدوليين

10.11.2019
هبة محمد



القدس العربي
السبت 9/11/2019
دمشق – "القدس العربي": تواصل المقاتلات الروسية قصفها المكثف على أرياف محافظة إدلب واللاذقية شمال غربي سوريا، بمئات الضربات الجوية والأرضية، موقعة قتلى وجرحى بينهم عائلات كاملة من المدنيين، عبر استهداف أحيائهم السكنية، وذلك تزامناً مع تسيير دوريات روسية جوية وأخرى برية مشتركة مع تركيا، على الحدود السورية – التركية، بموجب مذكّرة سوتشي الأخيرة.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الطيار العسكري الروسي دميتري إيفانوف حديثه حول المهمة التي تقوم بها طائرات الهليكوبتر على الحدود السورية – التركية، لافتاً إلى أن "الطائرات المروحية الروسية تعمل على تأمين أجواء الشمال السوري على مسارات عدة، محلقة على ارتفاع 50 إلى 60 متراً" لحمايتها من قبل المروحيات الروسية وأرتال الشرطة العسكرية الروسية، التي تسير دوريات أمنية مع حرس الحدود من قوات النظام السوري في المناطق الخارجة عن نظاق عملية "نبع السلام" التركية.
ويصب تسيير تركيا وروسيا للدورية البرية المشتركة الثالثة شرق الفرات بموجب البند الخامس من مذكّرة سوتشي، في إطار الجهود لتأسيس المنطقة الآمنة، حيث شمل مسار الدورية الممتدة على عمق 10 كلم ما بين القامشلي والمالكية. وشاركت المروحيات القتالية التي تؤمن الأجواء بحماية أرتال الشرطة العسكرية الروسية البرية، وهي من طراز مي-8أإم تي شي "المدمر" ومي-35 إم في الدوريات الجوية، إذ يمكن لهذه الطائرات أن تحمل على متنها أسلحة قوية، وقوات إنزال.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن الدورية الروسية – التركية المشتركة أنهت أعمالها على الحدود السورية – التركية، شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أن خط السير كان على مسافة 105 كيلومترات.
وقالت الوزارة في بيانها "أكملت الدورية المشتركة الثالثة للشرطة العسكرية الروسية ودائرة حرس الحدود التركية أعمالها في المنطقة الجديدة من الحدود السورية – التركية في شمال شرقي سوريا" لافتةً إلى ان الدورية المشتركة، سارت على طريق بطول 105 كيلومترات استغرق حوالي أربع ساعات وأنجزت أعمالها عائدة إلى نقطة البداية". وذلك "اعتباراً من الساعة 10 من صباح 8 تشرين الثاني/نوفمبر، على بعد بضع عشرات الكيلومترات شمال شرقي مدينة القامشلي".
 
إصابة 4 أطفال بقصف روسي على كنسية في ريف إدلب
 
وفي الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، سيّرت الدورية البريّة المشتركة الثانية على المسار الممتد بين شرق عين العرب/ كوباني وغرب تل أبيض. وفي الأول من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، تم تسيير الدورية البريّة المشتركة الأولى على المسار الممتد بين غرب وشرق ناحية الدرباسية.
ويُفترض أن تقوم الدوريّات المشتركة البريّة الروسية – التركية وفق مذكّرة سوتشي بالتحقّق من انسحاب وحدات الحماية الكردية، وإخراج السلاح الثقيل من المنطقة الآمنة، وكذلك تدمير التحصينات والمواقع الدفاعية المنشأة على طول الحدود، لكن للمراقبين في هذا الشأن رأياً آخر.
واعتبر رئيس وحدة الدراسات لدى مركز أبحاث استراتيجي "عبيدة فارس" انه لا يبدو أنّ الدوريات المشتركة قادرة فعلاً على ضمان تلك الأهداف المفترضة، إذ تشير معلومات متطابقة بأن وحدات الحماية الكردية قامت بارتداء ملابس مدنيّة حين تسيير الدوريتين الأولى والثانية. هذا عدا عن كون مذكّرة سوتشي لا تتيح لتركيا مراقبة سوى 10 كم في حين يبقى عمق 20 كم خاضعاً لرقابة روسيا. كما أنّ تدمير التحصينات الدفاعية والعسكرية يحتاج لمدّة أطول ووجود فرق عمل خاصة على الأرض.
وبالتالي يُمكن القول، إنّ الدوريات المشتركة هي آلية لاختبار الثقة بين روسيا وتركيا أكثر مما تكون لتحقيق الأهداف المفترضة لها. بمعنى أنّ استمرار عمل الدوريات يعكس رغبة الدول الضامنة في الحفاظ على الاتفاق والمضي قدماً فيه بغض النظر عن وجود خلافات أو عراقيل.
وقال فارس لـ "القدس العربي"، فسوف يُشكّل غياب آلية صارمة لضمان تشكيل منطقة آمنة مصدراً لإثارة الإشكالات بشكل مستمر بين روسيا وتركيا، وسيدفع ذلك تركيا للضغط المستمر على روسيا بغية ما تعتبره انتهاكاً للاتفاق، وفي المقابل فإنّ روسيا تستخدم هذه الانتهاكات كورقة ضغط على تركيا، مقابل التغاضي عن الانتهاكات التي يقوم بها الطرف الروسي في إدلب.
كما يمكن لروسيا في حالة الرغبة بالتوصل إلى تفاهم مع تركيا أن تقوم بإنهاء هذه الانتهاكات أو الحد منها، أو حتى السماح للطرف التركي بالقيام بعمليات جراحية محدودة في المنطقة الآمنة.
ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد الغارات الجوية ارتفع أمس إلى 28 غارة شنتها طائرات حربية روسية، مستهدفة مناطق في كل من محيط كفرنبل والرامي وكفرسجنة وحاس وأطراف معرة النعمان ومعرحرمة والمشيرفة وأطراف مرديخ والأطراف الجنوبية لبلدة سراقب، ومنطقة الشيخ سلمان وأطراف دارة عزة والفوج 111 في ريف حلب الغربي، ومحاور أخرى في ريف اللاذقية الشمالي، في حين ألقت طائرات النظام المروحية براميل متفجرة على محور كبانة بجبل الأكراد.
ووثق الدفاع المدني السوري، الجمعة مقتل رجلين وإصابة 4 مدنيين بينهم 3 أطفال، وقال إن "غارة من الطائرات الحربية محملة بصاروخين دفعة واحدة، استهدفت احدى الكنائس ومنازل المدنيين في مدينة جسر الشغور، فيما قتل رجلان جرّاء غارة جوية للطيران الحربي الروسي استهدفت قرية دار الكبيرة في ريف إدلب الجنوبي، ظهر الجمعة، حيث عمل فريق الدفاع المدني على انتشال جثامين القتلى.
وأكد بيان للخوذ البيضاء، مقتل أكثر من 5 مدنيين خلال الـ24 ساعة الفائتة وإصابة 10 آخرين، بينهم 3 أطفال و امرأتان وعنصر من الدفاع المدني، بقصف حربي على إدلب طال منازل المدنيين، حيث أصيب المتطوع هيثم الصالح وابنه ووالدة أحد العناصر في الدفاع المدني جراء الغارة.
فرق الخوذ البيضاء وثقت استهداف 16 منطقة ب 27 غارة جوية 22 منها بفعل الطيران الحربي الروسي، بالإضافة إلى 76 قذيفة مدفعية، و 4 صواريخ من راجمة أرضية، وشمل القصف مدينة جسر الشغور وبلدات الجانودية ومشمشان وبداما، وقرى الكندة ومرعند بريف إدلب الغربي، بالإضافة إلى مدينة كفرنبل وبلدات كفرومة ومعرة حرمة وكفرسجنة وسرجة والتح وتحتايا, وقرية معرحطاط بريف إدلب الجنوبي, وقريتي أم الصير وأم الخلاخيل بريف إدلب الشرقي.