الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دوريات الأميركيين مع الأكراد تثير توتراً جديداً مع الأتراك

دوريات الأميركيين مع الأكراد تثير توتراً جديداً مع الأتراك

07.11.2019
إيلي يوسف


واشنطن
الشرق الاوسط
الاربعاء 6/11/2019
ظهر توتر جديد بين واشنطن وأنقرة على خلفية ادعاءات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن القوات الأميركية فشلت في تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في خصوص "المنطقة الآمنة" شمال شرقي سوريا، وبأنها لا تزال تسيّر دوريات مشتركة مع القوات الكردية فيها.
وبينما أوحت تصريحات إردوغان بوجود هذه التوتر، بدت أجواء واشنطن وكأنها لا تزال محكومة بالتفاهم الضمني الذي توصل إليه الرئيس التركي مع الرئيس دونالد ترمب، وهو تفاهم ترى بعض الأوساط أنه "المحرك الفعلي" وراء إصرار أنقرة على تحقيق غالبية طلباتها من واشنطن، رغم الاعتراضات والتهديد بفرض العقوبات عليها من قبل الكونغرس الأميركي، بمجلسيه الشيوخ والنواب.
وحتى التصويت الذي جرى الأسبوع الماضي في مجلس النواب الأميركي والاعتراف بوصف المجازر التي تعرض لها الأرمن على أيدي السلطنة العثمانية، بأنها عمليات إبادة، اعتبر أنه من باب "تحصيل الحاصل" ولا يلزم تركيا باتخاذ إي إجراء. بل وقد يستخدمه الرئيس التركي لزيادة طلباته وضغوطه. وهو ما لوّح به عبر إعلانه أمام نواب من حزبه، الثلاثاء، بأنه لا يزال يقيّم جدوى زيارته إلى واشنطن التي من المقرر أن تتم بعد أسبوع من الآن.
وبينما لم تتلق "الشرق الأوسط" رداً من وزارة الدفاع الأميركية على أسئلتها حول الاتهامات التركية، قال باراك بارفي الخبير في الشأن التركي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إنه لا يوجد بالفعل أي اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا، وإنه لم يتم توقيع أي شيء بشأن تسيير الدوريات المشتركة مع الأكراد. وأضاف بارفي أن ترمب قال إن القوات الأميركية ستبقى لحماية النفط. لكن النفط السوري في تلك المنطقة ليس له قيمة تذكر. وبدلاً من ذلك، فقد تكون هي الطريقة التي أراد من خلالها الإبقاء على القوات الأميركية في سوريا. وقال بارفي: "عندما يتحدث ترمب عن النفط، فهو يستخدم مجرد كلمة طنانة ليس لها معنى".
في المقابل تهيمن أجواء من عدم الارتياح على ممثلي الأكراد في واشنطن، جراء سياسات إدارة ترمب التي لا تزال حتى الساعة تؤجل أي لقاء مهم من قبل مسؤولين أميركيين كبار بوفد "مجلس سوريا الديمقراطية" الموجود في واشنطن برئاسة إلهام أحمد، وترفض بحث تداعيات سحب القوات الأميركية من منطقة الشريط الحدودي مع تركيا وانعكاساته عليهم.
ومن المقرر أن تغادر أحمد واشنطن إلى أوروبا في جولة تسبق اجتماع وزراء خارجية دول التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، الذي يعقد في 14 من الشهر الحالي في واشنطن برعاية وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي دعا إليه الشهر الماضي في أعقاب مقتل "أبو بكر البغدادي" والتطورات الميدانية التي رافقت تطبيق الاتفاق الأميركي - التركي في منطقة شمال شرقي سوريا.
وفي هذا الإطار، يقول الباحث باراك بارفي إنه "من المستحيل التأكد من تأثير قرار ترمب على العلاقات المستقبلية مع الأكراد. ما هو واضح هو أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني لا يستطيع الاعتماد على الروس للحصول على أي مساعدة. لقد حاولوا إقامة توازن بين الأميركيين والروس، لكن هدف موسكو الرئيسي هو استعادة النظام لسيطرته بشكل كامل". وأضاف: "بالنسبة للنظام ورغم علاقاته الحميمة وتعاونه العرضي مع الأكراد، فإنه أيضاً ليس حليفاً لهم. ومع ذلك، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي يدرك أنه رغم خيانة واشنطن للأكراد، فإنها لا تزال تشكل أفضل حليف لهم ضد الروس والسوريين والأتراك".