الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دماء الشهداء تنادي الثورة الشامية

دماء الشهداء تنادي الثورة الشامية

10.08.2017
د. أحمد موفق زيدان


العرب
الاربعاء 9/8/2017
ما يجري على أرض الشام من مؤامرات داخلية وخارجية تشترك فيها أطراف دولية وداخلية تشي بشيء واحد، وهو عظم هذه الأرض، وعظم هذه المعركة، وعظم هذه الثورة العظيمة التي يخشاها القاصي والداني، عرف قيمتها الكل إلا المعارضين الذين تصدروا المشهد السياسي لسنوات، فنقلونا من تنازل إلى آخر، ومن توسعة لائتلافهم وهيئاتهم إلى أخرى، فوصل الأمر إلى أن تدعو الهيئة العليا للتفاوض منصتي الأسد في القاهرة وموسكو، فتتمنعان على المشاركة في مؤتمر بالرياض، وتشترطان معهما أن يكون الاجتماع في جنيف.
تخيلوا أن يدعو البعض إلى أن تكون شخصية كأحمد الجربا رئيساً لهيئة التفاوض، وهو أشبه ما يكون بحفتر سوريا، وربما حفتر ليبيا أحسن حالاً منه، كون لديه القوة العسكرية على الأرض، ومع هذا يصمت الجميع.. تحصل التنازلات تلو التنازلات، ونحن لا نرى وقفة للمخلصين الصادقين بوجه هذا التآمر الرهيب على الشام وثورته العظيمة التي هي بالأساس ثورة الأمة قلباً وقالباً، ومن أدمن تلقي الصفعات لن يهمه عددها ولا قوتها.
الحل هو على الأرض، وتحديداً في المناطق المحررة، إن كان بإدلب وما حولها، وريفي حماة وحلب، أو بدرعا وما حولها وريف حمص، وكذلك بالغوطة الشرقية، أن يتقي الله ثوار وأبطال هذه الثورة في مناطقهم، ويقيموا إدارات مدنية محلية تخدم الأهالي، وتعزز الحاضنة الاجتماعية، وتقدم البديل الحقيقي لمن يمثل هذه الثورة العظيمة سياسياً وخارجياً، فكفى اعتماداً على هيئات تفاوض لم نرَ منها إلا السراب، وقبض للريح.
المسؤولية عظيمة ودماء شهداء الشام، وأنّات المكلومين والثكالى والمشردين تنادي المخلصين من أجل مؤتمر عام يُدعى إليه الكل دون إقصاء أو تحجيم أو تهميش لأحد، يكون هدفه واحداً، وهو حماية دماء من سكبت، ودماء من ستسكب، فالكل مطلوب رأسه ما دام مؤيداً لهذه الثورة، ومن ظن أنه بإمكانه التخفف من حمل وعبء هذه الثورة سيحفظ بذلك رأسه وأهله وماله واهم، فهذه العصابة الطائفية، ومعها الاحتلال الأجنبي من روسي وإيراني، سيطالبون برأسه، ولكن القضية أولويات وأسبقيات، وكل سيأتي دوره بالنسبة لهم، ولكن بإذن الله تعالى خابوا وخسروا..
دماء الشهداء لن ترحم، ومن سكب دمه فقد سكبه فداء للحرية، لم يسكبه من أجل فتح طريق أو معونات غذائية، أو شيء يتفضل به عليه المحتل، أو القوى العالمية التآمرية، الثمن هو الحرية، وهو إسقاط العصابة الطائفية، ولن يقبل أهل الشام وأولياء الدماء عن ذلك بديلاً.;