الرئيسة \  واحة اللقاء  \  درعا على صفيح ساخن: الفرقة الرابعة للنظام السوري تهاجم بلدات وتتكبد خسائر كبيرة 

درعا على صفيح ساخن: الفرقة الرابعة للنظام السوري تهاجم بلدات وتتكبد خسائر كبيرة 

26.01.2021
هبة محمد


 
القدس العربي 
الاثنين 25/1/2021 
دمشق – "القدس العربي" : هاجمت الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد مدينة "طفس" في ريف درعا جنوبي الغربي (جنوب سوريا)، عقب تعزيزات عسكرية دفعتها إلى تخومها، وقصف مدفعي على أطرافها، وسط فرض حصار على المدينة، ومطالب بتسليم عشرات المقاتلين للنظام السوري أو ترحيلهم إلى الشمال السوري، إلا أن مجموعات الجيش السوري الحر واجهت الفرقة الرابعة التي تقدمت نحو "طفس" وكبدتها خسائر بشرية، لتتوقف المعارك في وقت لاحق ويتم دخول الجانبين بمفاوضات لم تظهر نتائجها بعد. 
استنفار عام… وتلويح بالحرب 
مصادر محلية قالت لـ "القدس العربي" المواجهات توقفت بين قوات النظام ومجموعات الجيش السوري الحر، بعد دعوة الوفد الروسي لجنة درعا المركزية لعقد اجتماع تفاوضي مع قيادات الفرقة الرابعة بشأن الأحداث العسكرية الأخيرة في المنطقة. الناطق باسم تجمع أحرار حوران "أبو محمود الحوراني"، أشار إلى أن غالبية التوقعات تشير الى التهدئة في ريف درعا الغربي، وأن اللجنة المركزية في المحافظة ترفض تهجير أي من مقاتلي المعارضة نحو الشمال السوري، وكذلك ترفض تسليمهم لقوات النظام. 
المصدر الإعلامي قال لـ "القدس العربي": قوات النظام السوري تكبدت خسائر بشرية بمقتل 15 عنصراً من الفرقة الرابعة والميليشيات الموالية له في الهجوم على ريف درعا الغربي، فيما لم تتكبد مجموعات الجيش السوري الحر أي خسائر بشرية في صفوفها. وتضغط دمشق عسكرياً وسياسيا لانهاء ملف الريف الغربي من محافظة درعا لصالحها، فهي تدفع باتجاه ترحيل القيادي في المعارضة السورية خلدون الزعبي ومجموعاته إلى الشمال السوري بسبب رفضهم مصالحة الأسد وتسليم أسلحتهم وتسوية أوضاعهم. 
مقاومة شرسة لمجموعات من الجيش الحر… ورفض للاستسلام أو التهجير 
الحوراني، أشار إلى أن النظام يتعمد تضليل الرأي العام عبر الترويج إلى أن مجموعات الجيش الحر التي ترفض الاستسلام لها بأنها تتبع لتنظيم الدولة في ريف درعا الغربي، في حين هذه المجموعات كانت تتبع سابقاً للجيش الحر في محافظة درعا، لكنها ترفض الاستسلام للنظام وكذلك القتال تحت راية الفرقة الرابعة. المتحدث الإعلامي، قال لـ "القدس العربي": النظام السوري يطالب ريف درعا الغربي بتسليمه أكثر من 100 من مقاتلي المعارضة السورية، في حين أن اللجنة المركزية ترفض تسليمه أي مقاتل من مقاتل الجيش الحر، وترفض أي عملية تهجير جديدة. 
اللجنة المركزية، كانت قد قالت في بيان رسمي لها: "بعد التعزيزات التي جلبتها الفرقة الرابعة إلى المنطقة الغربية، وتحركها وانتشارها ومحاصرة القرى وقطع سبل العيش، عقدت جلسة تفاوضية بين قيادة الفرقة الرابعة وأعيان المنطقة الغربية واللجنة المركزية". وأضافت أنه "تم التباحث بعدة طلبات إثر الجلسة تم التوافق على معظمها ومنها ما هو مستحيل تنفيذه ألا وهو تهجير أبناء حوران للشمال، وقد تم الاتفاق على عقد جلسة للتباحث اليوم الأحد". وأوضحت المركزية في بيانها أنه "مع صباح يوم الأحد أقدمت قوات الفرقة الرابعة على حرق البيوت وسرقة ممتلكات الناس، وإطلاق حشوات الدبابات على مشارف مدينة طفس ومنها طال المدنيين والمدارس، وعليه نعلن الاستنفار العام لكافة الشباب الأحرار في المنطقة الغربية للوقوف وقفة رجل واحد ضد سياسة العنجهية والإذلال لتركيع حوران وأهلها". وفي الوقت الذي تشهده فيه مدينة طفس وبلدتا اليادودة والمزيريب بريف درعا الغربي، توتراً على خلفية التحشدات الأخيرة لميليشيات الفرقة الرابعة على أطرافها، خرج أهالي درعا البلد بوقفة احتجاجية وانتشرت عبارة على جدرانها "إذا استمر عدوانكم سنعلنها حرباً". 
تحطيم شواهد القبور 
الفرقة الرابعة وفق الناطق باسم تجمع أحرار حوران أبو محمود الحوراني، تتذرع دائماً بحجة تسليم الشبان أنفسهم لعدم انخراطهم في صفوفها عقب التسوية. موضحًا أنّ الاتفاق كان في بداية التسوية أن يلتزم الشبان في مناطقهم، كما تسعى الأجهزة الأمنية والفرق العسكرية التابعة للنظام السوري منذ عامين في اغتيال الشخصيات المعارضة لها ولمشروع التمدد الإيراني في محافظة درعا، كما تقوم بتسهيل عمليات إدخال شحنات المواد المخدّرة نحو الحدود بغية تهريبها إلى دول الجوار ودول الخليج. فيما يشار إلى أن ريف درعا الغربي يشهد انفلاتاً أمنياً، تتمثل بالاغتيالات الشبه يومية، بالإضافة والتحشدات العسكرية للنظام على أطراف المنطقة بالرغم من تواجد عدد من النقاط العسكرية، وتعتبر المنطقة خاضعة للسيطرة غير المباشرة من قبل النظام منذ اتفاق التسوية بالعام 2018. 
وأشار تجمع أحرار حوران إلى أن قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني حطّموا شواهد قبور شهداء قرية إيب في منطقة اللجاة بريف درعا، بعد سيطرتهم على المنطقة في شهر تموز 2018. وأكد المصدر أنّ الأهالي شاهدوا تحطيم شواهد القبور يوم السبت عند دخولهم البلدة لأول مرة منذ عامين، موضحًا أنّ من بين الشواهد المحطمة، قبر الشهيد الدكتور ملوح العايش "أبو عدنان" نائب قائد تجمع ألوية العمري التابعة للجيش الحر. 
وأظهرت روسيا خلال الأيام القليلة الماضية اهتماماً ملحوظاً بإعادة عشرات العائلات السورية إلى منازلهم، بعد أن هجرتهم مع النظام السوري خلال الأعوام السابقة بفعل حملاتها العسكرية على مدن وبلدات ريف درعا، حيثُ بدأت روسيا باتخاذ خطوات جديدة تسعى من خلالها لتهيئة أجواء مناسبة للانتخابات الرئاسية لصالح بشار الأسد، وأشارت مصادر محلية إلى أن من أبرز القرى التي شهدت عودة أهلها إليها "إيب وعاسم والنجيح" في منطقة اللجاة، بعد أن ضمنت الشرطة العسكرية الروسية عدم التعرّض للأهالي من قِبل الأفرع الأمنيّة والحواجز العسكريّة المنتشرة في المنطقة. كما عادت عشرات العائلات ممن تم تهجيرهم خلال السنوات الماضية إثر قصف قوات النظام السوري لقراهم في منطقة اللجاة شمالي محافظة درعا، الخميس 21 الشهر الحالي بإشراف الشرطة العسكرية الروسية.