الرئيسة \  واحة اللقاء  \  داعش يفقد أراضيه ومحاربيه ويلجأ للأطفال

داعش يفقد أراضيه ومحاربيه ويلجأ للأطفال

25.08.2016
لوفداي موريس


الوطن السعودية
الاربعاء 24/8/2016
بثت وسائل الإعلام الكردية العراقية مشهداً لصبي عراقي (15 عاماً) يرتدي قميص لاعب برشلونة لكرة القدم ليونيل ميسي، وهو يسير بعصبية صعوداً وهبوطاً في محاولة لتفجير نفسه في مدينة كركوك الواقعة شمالي العراق، حيث نجحت قوات الأمن في اعتقاله وتفكيك الحزام الناسف الذي كان يرتديه.
يقول قائد شرطة كركوك، سرهد قادر، إن الطفل الذي اُعتقل تم تخديره وكان خائفاً ويبكي عقب اعتقاله، حيث تبيَّن أنه من أهالي الموصل الذين نزحوا إلى كركوك عقب سيطرة التنظيم، وأنه تم تجنيده قبل النزوح، مؤكداً أن الطفل سليم عقلياً.
في الأيام والأسابيع الماضية شهدت عديد من المدن العراقية تفجيرات نفَّذها صبية أو مراهقون نجح تنظيم داعش في تجنيدهم، وهو ما حدث أيضاً في التفجير الذي ضرب أخيراً مدينة غازي عنتاب التركية، حيث قالت السلطات التركية إن التفجير الذي استهدف حفل زفاف بالمدينة نفذه صبي لا يتجاوز الـ13 عاماً من عمره. كما سبق للتنظيم أن نفَّذ تفجيراً بواسطة صبي في مدينة الصويرة بجنوبي العراق أثناء مباراة كرة قدم بين فرق محلية هناك.
وتنظيم داعش لا يشير في الغالب إلى عُمر منفذ هجماته الانتحارية في تسجيلاته، غير أنه لوحظ في الآونة الأخيرة، أنه بدأ يلجأ إلى صغار السن لتنفيذ مثل هذه الهجمات، والذي يأتي في أعقاب الهجمات التي نفَّذها التحالف الدولي ضد التنظيم والتي أدت إلى مقتل 45 ألف عنصر من عناصر التنظيم، وفقاً لبيان قيادة التحالف الدولي منذ بدء الحملة قبل عامين.
ويبدو أن الجيل الثاني من تنظيم داعش بدأ ينشط بالفعل، خاصة أن هناك حاجة فعلية لهم من قِبل التنظيم. وبما أن معظم الذين ينضمون إلى التنظيم يجلبون معهم أبناءهم، فإن الآلاف من هؤلاء الأطفال تتم تنشئتهم في مناطق تفتقر للتعليم، بهدف تسهيل تجنيدهم، فلذا يجب العمل الجاد لضمان عدم وجود جيل ثان من تنظيم داعش، لأن ذلك سيعني الوقوع في أخطاء كبيرة.
لقد سارع تنظيم داعش، بالتزامن مع سيطرته على مدينة الموصل شمالي العراق عام 2014 وعدد من المدن في سورية، إلى فتح معسكرات التدريب والمدارس للأطفال، كما عمّد إلى تغيير المناهج الدراسية بما يتوافق مع معتقداته، حتى وصل الأمر إلى إخضاع التنظيم أطفال الإيزيدية بشمالي العراق إلى هذه المعسكرات بعد سيطرته على بلدة سنجار حيث أماكن وجودهم.
هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها تنظيم مُسلح إلى تجنيد الأطفال، فقد سبق لتنظيم القاعدة أن لجأ لاستخدامهم وتدريبهم، وأنشأ لهم معسكرات خاصة وأطلق عليهم اسم "طيور الجنة"، كما فعلت ذات الشيء حركة طالبان في أفغانستان وباكستان.
ووفقاً لتقديرات الولايات المتحدة، فقدَ تنظيم داعش قرابة نصف الأراضي التي سيطر عليها في العراق، ونحو 20% من الأراضي التي سيطر عليها في سورية، فضلاً عن سقوط الآلاف من مقاتليه في المعارك والغارات الجوية، الأمر الذي اضطر التنظيم إلى اللجوء إلى صغار السن لتنفيذ العمليات الانتحارية.