الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "داعش" وإيران والمؤامرة

"داعش" وإيران والمؤامرة

31.01.2017
أماني محمد العمران


الاتحاد
الاثنين 30/1/2017
ما أطول ليل الفاقد، وليل العاشق وليل الصب الذي أضناه طول الفراق. متى يأتي نهار سوريا مشرقاً متألقاً، متأبطاً فجراً ينهي كل هذه العذابات؟ فهذه الثلوج وهذه السماوات التي تنضح بالأمطار أصابتهم في مقتل، ولم يعد يكفي عذاب سوريا وحدها حتى يمتد سيل اللاجئين العراقيين الذي سقطوا بين جحيم "داعش" وإجرام المليشيات الإيرانية التي تدعي قتال أعداء الحسين!
فلم يعد في الأخبار اليومية مساحة لكل هذه الجراحات، وليس لهم من أمرهم غير انتظار الفجر والشمس، لعلهم سيعودون لبيوتهم وأحضان أوطانهم. فمن غير الوطن يمكن أن يسع كل تعبك وإخفاقاتك اليومية وشظف العيش حين تأتي الدنيا بكل سوءاتها لتلقي عليهم قولها الثقيل.
فقد نسينا نحن المترقبون والمراقبون، كيف كنا نستمتع بالحياة، وكيف نقرأ امرؤ القيس وكيف كانت الصبابة حفلا جميلا يأتي بالقصائد عابقة بزهر الكلمات.. كلها رفاهية قد وّلت عندما نشاهد ما يجري في سوريا والعراق، وصار كل الأمر أننا ننتظر عدد الأموات وصمود المئات أمام التعذيب، وأشكال من الوحوش المتجردين من الإنسانية ولسان حالنا يقول، أو بالأحرى يطرح تساؤلاً مؤداه: لماذا يدفع المسلم السُني كل هذه الضريبة؟! ومن هو السبب خلف كل هذه الكوارث؟ ومن أين تأتي المؤامرة على سجاد أحمر لتلقي بظلالها في سوريا والعراق؟!
هل نحن أمام مؤامرة تريد أن تدفعنا إلى القول إن الإسلام السُني صار تهمة في حد ذاته رغم أن المسلمين السُنة هم الضحايا طوال عقود طويلة، وتحديداً منذ بدأت خريطة الاستعمار في التشكل؟!
كيف لا يكون للمؤامرة مكانها، ونحن نرى "داعش" تتمدد، وتناور وتقدم المدن السُنية على طبق من ذهب لإيران؟ وأتساءل: من صنع "داعش"؟ ومن هو المستفيد من وجودها؟ وكيف لها كل هذه المؤن والسلاح والعتاد؟
وما هي علاقتها بـ"القاعدة" وكيف استطاعت أن تنسف أوطاناً مطمئنة، وتحولها إلى أوكار لها ولأبنائها المهووسين بالدماء، لأجل شرذمة مأجورة فقدت الأمة كلاً من العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهي دول تعد مفاصل الأمة الأهم.
قاتل الله الخيانة التي تمكنت من هذه الشرذمة، والغريب أن أنصارها يتذرعون بالدين وهو منهم بريء. طال ليل العراق، وطال حزن سوريا، وازداد همّ اليمن، متى يأتي الغد متأبطاً الانتصار على الظلام وأهله، مقتلعاً جذورهم المريضة. اشتقنا لبغداد ودمشق، وربما كان غدهما الأفضل قريب.. بأكثر مما نتصور.