اخر تحديث
الإثنين-29/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ خوارج الأمس : تمرّدوا على الخليفة ، ثمّ قتلوه .. فما تصنع تركيا ، بخوارج اليوم ؟
خوارج الأمس : تمرّدوا على الخليفة ، ثمّ قتلوه .. فما تصنع تركيا ، بخوارج اليوم ؟
16.09.2018
عبدالله عيسى السلامة
تمرّد خوارج الأمس ، في معركة صفّين ، على الإمام عليّ ، الخليفة المبايَع .. وكانت الغلبة له ، في الحرب ! وحجذتهم هي : أن الصفّ الذي يحاربهم ، رفع المصاحف ن على أسنّة الرماح ، طالباً التحاكُم ، إلى كتاب الله ! وكان أكثر هؤلاء المتمرّدين ، من حفظة القرآن الكريم ، كما تروي كتب التاريخ !
وحين سُقط ، في يد عليّ ، وصار تحت الأمر الواقع ، قبل بالتحكيم ، بينه وبين معاوية !
وحين أراد انتداب رجل ، من خاصّته ، يؤمن بحقّه ، في الخلافة ، رفض هؤلاء الجنود، وكانوا لم يخرجوا ، على الخليفة ، بعد ، وطلبوا منه ، تكليف شخص محايد ، لأجل العدل والإنصاف ( أليسوا حفظة للقرآن الكريم !؟) ، فكلّف أباموسى الأشعري !
وجرى التحكيم ، بعملية سياسية ، فلم يكن حظ الخليفة ، في السياسة ، أفضلَ من حظه في الحرب ، برغم أنه ، كان متغلباً ، في الحرب ، واضح الحجّة والحقّ ، في السياسة ! (والبركة في جنده العباقرة) ! ومعلوم أن الحظّ ، لا يأتي ، بالضرورة ، موافقاً الحقّ !
ورحل عليّ ، بجيشه ، إلى الكوفة ، فأبى هؤلاء ، دخولها ، معه ، بل نزلوا ، في حروراء ، وسُمّوا (الحرورية !) وأعلنوا : أنهم كفروا ، في قضيّة التحكيم ، ثمّ تابوا .. وطلبوا ، من عليّ ، أن يعلن توبته ؛ لأنه كفر، كما يعتقدون ! وحين خالفهم ، خرجوا عليه ، وقاتلوه ، وانتصر عليهم ، في معركة النهروان ! وظلّوا يتحيّنون الفرص ، لقتله ، وقتل الرؤساء ، في جيش أعدائه ! إلاّ أن المكلّف ، منهم ، بقتل الإمام ، ظفر به ، وقتله ، عند صلاة الفجر.. ولم يظفر المكلّفان الآخران ، بقتل معاوية ، وعمرو بن العاص !
هذا ماترويه كتب التاريخ ، وإن كان بعض الباحثين ، يشكّ في هذه الرواية ! ولن نتحدّث ، هنا ، عن الرجال ، الذين ظلّوا في صفّ عليّ ، وشايعوه ، فسُمّوا : الشيعة ، فمعضلة الإمام معهم ، أعقد من معضلته ، مع الخوارج ، وأطول منها ، زمناً ، وأشدّ منها ، أثراً ، في نفس الإمام !
هذا عن خوارج الأمس ، الذين لم يكن لهم ، إلاّ عقولهم الضعيفة ، واجتهاداتهم القاصرة ، في السياسة ، وغيرها .. ولم تصنعهم أجهزة المخابرات ، العربية والعالمية ، لتدمير الإسلام، والأمّة الإسلامية ، كلّها !
فما يصنع خوارج اليوم ، الذين صُنعوا ، بطريقة خاصّة ، في الأجهزة الاستخبارية : قياداتٍ، وراياتٍ ، وشعاراتٍ ، وأزياء ، وهيئات !؟
لقد تعاضدت ، تصريحات عدد ، من كبار الساسة ، في الدول التي صنّعت خوارج اليوم، ودعمتهم ، وموّلتهم ، وسلّحتهم ؛ تعاضدت هذه التصريحات ، مع اعترافات عدد ، من المنشقّين ، عن صفوف الخوارج .. وتعاضدت هذه التصريحات والاعترافات ، مع الواقع، نفسه ، ومع الآثارالمدمّرة ، التي تركها الخوارج ، في حسد الأمّة ، بين المحيطين ؛ من حيث عمليات القتل والندمير والتهجير، التي أحدثوها، بأيديهم ، أو بسببهم: بسبب إعطائهم الذرائع، لقوى الشرّ العالمية ، لتدمير الأمّة الإسلامية ، أوطاناً وإنساناً ، وهي الذرائع ، التي صُنعوا لأجلها ، أساساً !
تركيا : إحدى الدول ، الواقعة في قلب الدوّامة ، التي صنعها الخوارج ، فاستُنفرت قوى الأرض، للقضاء عليها ؛ بل للقضاء على الأمّة ، من خلالها !
وقد عانت تركيا : الدولة والمجتمع ، من عمليات الخوارج ، داخل البلاد ، وفي جوارها، الممتدّ تأثيره ، إلى الداخل !
وتركيا : حريصة ، على أمنها القومي ، داخليا ، وعلى مستوى الجوار ! وقد صارت لها ، اليد الطولى ، في التعامل ، مع القوى المسلّحة ، المنضوية ، تحت راية الجيش الحرّ، المتعاون مع تركيا !
وتركيا : الجارة لسورية ، حريصة ، على شعب سورية ، وأمنه وسلامته ، من عمليات القتل والتدمير والتهجير، التي يسبّبها الخوارج ( الذريعة الشيطانية ) !
فهل تعجز تركيا ، عن التعامل ، مع الخوارج : بأصنافهم ، وأسمائهم ، وأهدافهم .. تعاملاً، يناسب الحالة الراهنة : تركيّاً ، وسوريّاً، وإقليميّاً، ودوليّاً، وهي تملك ، من القوّة ، بأنواعها، مايؤهّلها ، لهذا التعامل ، ولحسم معضلة الخوارج ، من جذورها ؛ ولا سيّما أن الصورة واضحة ، لديها ، تماماً !؟
إن تركيا ، أمام اختبار حقيقي ، اليوم ، لصيانة أمنها ، وأمن جيرانها ، من شرور الخوارج، ومن الشرور، التي يجلبونها ، على الأمّة !
فهل تلام تركيا ، إذا بادرت ، بحزم ، إلى حفظ أمنها ، وأمن جيرانها .. أم تلام ، إذا تركت الخوارج ، يعبثون بأمنها ، وأمن مواطنيها ، وأمن جيرانها .. دون أن تحرك ساكنا !؟