الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خسائر كبيرة للنظام في إدلب وقواته تحاول محاصرة أرياف حلب والقوات الروسية تنتشر على طريق حلب دمشق

خسائر كبيرة للنظام في إدلب وقواته تحاول محاصرة أرياف حلب والقوات الروسية تنتشر على طريق حلب دمشق

18.02.2020
هبة محمد


خسائر كبيرة للنظام في إدلب وقواته تحاول محاصرة أرياف حلب… والقوات الروسية تنتشر على طريق حلب – دمشق الدولي
القدس العربي
الاثنين 17/2/2020
دمشق – "القدس العربي" : تكثف المقاتلات الحربية الروسية وجيش النظام السوري والميليشيات الإيرانية من حملاتهم الجوية والبرية على أرياف محافظة حلب شمالي سوريا، بهدف قضم تقدر عليه من الجغرافية المهمة قبيل الاجتماع التركي – الروسي المرتقب في العاصمة الروسية – موسكو، اليوم الاثنين، ووسط أنباء تتناقلها وسائل إعلام سورية معارضة عن هدنة مرتقبة سيعلن عنها النظام السوري خلال ساعات.
وأظهرت صور انتشار الجيش الروسي على كامل أوتوستراد دمشق- حلب الدولي "إم- 5"، حيث شوهدت آليات روسية منتشرة شمالي معرة النعمان بريف محافظة إدلب، في حين طالب وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، نظيره الروسي سيرغي لافروف بضرورة "وقف العدوان على إدلب" على الفور، وإحلال وقف إطلاق نار دائم".
وكان لافروف، قال إن الاتفاقات الروسية – التركية حول محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، لا تعني التخلي عن المعركة ضد الإرهاب هناك، على حد وصفه. وأضاف وزير الخارجية الروسي، خلال فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن، "إن روسيا وتركيا تواصلان الاتصالات لبحث سبيل تنفيذ اتفاقات إدلب، ولكنه أكد أن تلك الاتفاقات لا تعني بأي حال من الأحوال التخلي عن المعركة ضد الإرهاب في سوريا".
 
خسائر النظام
 
واستطاعت المعارضة والمجموعات المناهضة للنظام السوري، تحييد أكثر من 100 عنصر للنظام خلال آخر أسبوع، إلى جانب إسقاط مروحيتين، كما دمرت المعارضة، حسب الأناضول، خلال آخر أسبوعين، 12 عربة و24 دبابة و8 منصات لمضادات جوية و3 ناقلات جنود مصفحة و4 راجمات وطائرتين مسيرتين.
 
باحث سوري لـ"القدس العربي": أمام "تحرير الشام" 3 سيناريوهات
 
أما في حلب، والتي تعتبر المسرح الأكبر حالياً للعمليات العسكرية، فتواصل قوات النظام السوري، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان من محاولاتها لفرض حصار كبير على ريف حلب الشمالي، وقطع خطوط الإمداد عن فصائل المعارضة السورية. حيث تمكنت قوات النظام من التقدم والسيطرة خلال الساعات الماضية، على كل من "الشويحنة وتل الشويحنة وبلدة كفرداعل" شمال غرب حلب، وتسعى قوات النظام جاهدة للتقدم من محاور عدة لحصار كبرى بلدات وقرى ريف حلب الشمالي بغية السيطرة عليها وبالتالي تأمين مدينة حلب بشكل كامل، في حين بلغت خسائر النظام والمعارضة خلال 22 يوماً من القتال 1210، بينهم 567 من النظام السوري والداعمون له، حسب المرصد السوري.
في حين أن المعارضة السوري، بغطاء جوي من قبل المدفعية التركية، عادت لمهاجمة المواقع التي تقدم إليها النظام السوري غربي محافظة حلب، فيما أعلنت الجبهة الوطنية للتحرير، عن تدمير سيارة نقل جنود عسكرية محملة بعناصر وذخائر لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية المساندة لها على محور عاجل في ريف حلب الغربي.
 
النازحون… مليون
 
على الجانب الإنساني، ارتفع العدد الإجمالي للسوريين النازحين، منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول، إلى نحو مليون و5 آلاف نازح من إدلب وحلب، ومع استمرار عمليات النزوح الهائلة الناتجة عن التصعيد العسكري في ظل التقدم المتواصل لقوات النظام بدعم من الروس، ارتفعت أعداد النازحين من إدلب منذ بدء الهجوم البري في 24 يناير/كانون الثاني إلى نحو 380 ألف مدني سوري. في حين ارتفع تعداد النازحين من حلب وإدلب منذ منتصف كانون الثاني/يناير إلى 575 ألف مدني، في ظل استمرار العمليات العسكرية جواً وبراً.
تعتبر هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" سابقاً، أحد أبرز التشكيلات العسكرية المنتشرة في الشمال السوري، والذريعة الأهم التي ترتكز عليها موسكو في مهاجمة المدن والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام، وذلك بحجة مكافحة الإرهاب.
القائد العام لـ "هيئة تحرير الشام"، في ظهوره الثاني منذ الحملة على الشمال السوري، "أبو محمد الجولاني قال "إن النظام السوري، بعدما تفرغ من كل المناطق المتواجدة في سوريا، أتى بكامل قوته إلى الشمال السوري، معللاً تقدم القوات المهاجمة برياً بما سماه، كسر خطوط الدفاع من قبل قوات النظام.
وقال إن هناك "خطوطاً دفاعية كانت متقدمة وفيها خط دفاع ثانٍ وثالث، لكنها انهارت بسرعة ولم تتمكن الفصائل من إنشاء خط دفاعي في وجه النظام الذي لم يكن يعطي فرصة للفصائل بتنظيم خطوط الدفاع"،
كما أشار، إلى أن المعركة في إدلب مع روسيا إذا انتهت بشكل إيجابي لصالح المعارضة السورية فإن ذلك سينعكس إيجابيًا على الشعب التركي.
 
نواة "تحرير الشام"
 
ويبلغ تعداد عناصر هيئة تحرير الشام اليوم حوالي 15 ألف عنصر، ما بين مقاتلين أو أمنيين، وكذلك ما يعرف فيها بمسمى "العصائب الحمراء" التي يبلغ تعداد أفرادها 2000 مقاتل، والجهاز الأمني قرابة 6 آلاف عنصر، والبقية هم من تصنيف المقاتل العادي، أي لدينا قرابة 8 آلاف مقاتل من النواة الصلبة للهيئة.
وتنتشر الهيئة، حسب ما قاله الباحث السوري "عرابي عرابي" لـ "القدس العربي": بشكل أساسي في شمالي إدلب، وهناك حصن "الجولاني" مواقعه العسكرية والتجارية فيها كمناطق "دركوش، سرمدا، وحارم"، إضافة إلى انتشارهم بشكل أقل جداً في جبل الزاوية وهو المكان الذي تشتهر فيه الهيئة بوجود أحد أضخم سجونها فيه، ألا وهو سجن العقاب.
إضافة إلى انتشار في مدينة "الأتارب" في ريف حلب الغربي، حيث نجحت في بسط قبضتها الأمنية بعد سيطرتها عليها، وأقامت سجناً فيها أيضاً، فيما يعد أغلب الانتشار في شمالي محافظة إدلب.
"تحرير الشام"، وفق قراءة الباحث، لها نسبة كبيرة جداً في الحل شمالي سوريا، على اعتبار أنها أكبر فصيل امتلاكاً للسلاح الثقيل والصواريخ والمدرعات، ويليها فصيل "فيلق الشام" من المعارضة المعتدلة، وكذلك تعداد مقاتليها، إضافة إلى تحكمها بالطرق في المنطقة، ولكنها ليست عائقاً حقيقياً، وآيديولوجياً، فهي تتعامل ضمن الإطار البراغماتي مع المستجدات التي تقع أمامها.
وقال "عرابي": إذا نظرنا إلى واقع "تحرير الشام" العددي، فسنجد لديها 15 ألف مقاتل، منهم 8 آلاف مقاتل من نواتها الصلبة، وهنا لا بد من الإشارة إلى نصف "نواتها الصلبة"، أي 4 آلاف مقاتل، هم من نواة السلفية الجهادية.
وهم أيضاً الأشد والأقوى ضمن هيئة تحرير الشام، وهؤلاء لن يقبلوا باندماج الهيئة مع الجيش الوطني السوري على سبيل المثال، وأيضاً لن يقبلوا بحل هيئة تحرير الشام بشكل نهائي، وإذا فُرض عليهم هذا الخيار، ستمزق الهيئة، وهؤلاء سينضمون إلى تنظيم "حراس الدين"، أو التنظيمات الجهادية الأخرى.
 
3 سيناريوهات
 
بعض السيناريوهات التي من الممكن حصولها حول مستقبل هيئة تحرير الشام، وفق ما قاله الباحث "عرابي" لـ "القدس العربي"، هو انضمام الجولاني إلى الفصائل السورية، وفي هذه الحالة، سيكون لدى الجولاني 7 آلاف مقاتل من إجماليها، وهؤلاء سينضمون إلى الفصائل السورية كونهم من ابناء المدن والبلدات السورية، ولا خلافات بينهم وبين المعارضة السورية المعتدلة. أما الجانب الأمني فيها، وقياداته، فهؤلاء لن يكون لهم أي دور، كونهم في الأصل موضوعين على قوائم الإرهاب، وكذلك القيادات الأمنية من صفها الأولى.
السيناريو الثاني، أن الجولاني لن يقبل بحل هيئة تحرير الشام، أو الاندماج مع بقية الفصائل مرفوض له، كونه سيخسر سطوته وقيادته، وهو لديه إصرار على عدم وجود أي منافس له، وهو يريد أن يكون لها دور ما في المستقبل، وربما يكون الخيار المقترح له، هو الاندماج بالفصائل السورية، مقابل تحصيله على منصب قيادي لا رئيسي فيه، يضمن من خلاله نفوذه في الشمال السوري.
وفي اختياره للسنياريو الأخير، فسيخسر الجولاني ربع الهيئة على الفور، وهي "النواة الصلبة"، وهو هنا أمام خيارات، إما القضاء عليهم، وهو قادر على ذلك، وإما اعتقال القيادات المؤثرة فيهم، أو الذهاب إلى سيناريو الاقتتال بينه وبينهم.
أما التنظيمات الجهادية "من غير السوريين"، فأمامهم، وفق المصدر، خيارات مشابهة لخيارات الهيئة، بينها الاندماج مع الفصائل الأخرى، أو تسهيل إخراجها خارج سوريا، إلى اليمن مثلاً أو أفغانستان أو الصومال، أما العناصر الأجنبية التي أصبح لها علاقات قرابة في الداخل السوري، فربما سيكون أمامهم تسهيلات أكثر للبقاء في سوريا، على ألا يكون لهم أي دور في المستقبل. بالإضافة إلى أن تلك التنظيمات ربما قد تتحصن في مناطق معينة كجبال اللاذقية، وتختار خيار الحرب، وهنا الحرب الموجهة لإزالتهم ستكون صعبة، وشاقة على المدنيين، فيما لو حصلت مواجهات، وهناك خيار آخر، هو البقاء في المنطقة مع تسليم أسلحتهم، وبذلك يكون الهدف هو تأجيل حسم ملفهم إلى ما بعد الحل في سوريا.